اضطراب الهوية الجندرية

يُعرف اضطراب الهوية الجندرية كنوع من الأمراض النفسية، وفيه يحدث تصور شخصي للنفس كذكر أو كأنثى، وفي بعض الأوقات ولكنها نادرة يكون التصور ذكوري أنثوي، ويرتبط مفهوم الهوية الجندرية بالحياة الاجتماعية، ويمكن تعريفه من هذا المنظور، على أنه بعض المظاهر الخارجية الواضحة على الشخصية، والتي بدورها تقوم بعكس الهوية الجنسية، وهي من الأشياء التي يتم تحديدها في أغلب الأوقات بصورة ذاتية، نتيجة للعديد من العوامل المرتبطة بها سواء الخارجية أو البيئية.

أسباب اضطراب الهوية الجندرية

يُعد السبب الرئيسي وراء اضطراب الهوية الجندرية مجهول بصورة كلية إلى الآن، ولكن ما توصل إليه الأطباء هي توقعات وتخمينات حول أسباب المرض، حيث أن المصطلح الخاص به هو dysphoria، وهو يعني الانزعاج وعدم الاقتناع بالهوية الخاصة بالفرد، وبالتالي يقوم بتغييرها والتعايش معها على أنها هوية معاكسة لهويته الأصلية، أي أن الشخص يكون غير مقتنع بأعضائه الجنسية وهويته الجسدية، ويرى أنه ينتمي إلى جسد آخر وليس جسده، وعلى الرغم من أن الكثيرين قد لا يعتقدون حول صحة هذا المرض، ولكنه متواجد لدى الكثير من الأفراد فهو ليس مرض عرضي لفئات محددة، أو حالات شديدة الندرة، بل هناك حالات كثيرة تعاني من المرض من مختلف الأعمار، سواء من الرجال أو من الإناث.

التغيير في التأثيرات الهرمونية والهرمونات التي تتواجد في الرحم أثناء فترة الحمل قد يكون لها دورًا كبيرًا في الإصابة باضطراب الهوية الجندرية، ويمكن ملاحظة ذلك في العمر الصغير، حيث أنه قد تكون الاهتمامات المشتركة بين الجنسين واضحة في عمر ما بين 2/4 سنوات، ففي حالة ملاحظة أي تغييرات من الآباء، لابد من أخذ الحذر وسرعة الاستجابة للتغيرات لسرعة علاجها، حيث أن الأطفال إذا كانوا يعانون من اضطراب الهوية الجندرية سيظل متواجد معهم ويزداد في فترة المراهقة.

تصرفات مريض اضطراب الهوية الجندرية

من اعراض اضطراب الهوية الجندرية أنه يظهر المرضى بهذا الاضطراب النفسي العديد من التصرفات الغريبة، والتي من بينها أن يكون المريض ذكرًا بيولوجيًا ولكنه عندما يذهب إلى الطبيب فأنه يذهب وهو مرتديًا لملابس أنثوية، ولكنه من النوع المتحرر، فإذا كان مريض الاضطراب ذكر، فأنه يفضل الزي الأنثوي المتحرر والجريء الذي يكشف أكثر ما يُغطي، لأنه هذا من وجهة نظره يساعد على إظهار أنوثتها والتي تغطي عليها طبيعته البيولوجية.

فيظن المريض الذكر أنه عندما يقوم بوضع الكثير من مستحضرات التجميل مع الملابس الأنثوية ويذهب إلى الطبيب أنه يستطيع أن يداري على جنسه الأصلي، وتتغلب عليه الهوية النفسية التي يعيش بها، ولكن المجتمع ينبذه دائمًا ولا يقبل سلوكه، وهذا هو السبب في الوصول إلى الاضطراب الذي يحتاج إلى علاج فوريًا للتخلص منه، فهو يسبب الاكتئاب والقلق وغيره من الأمراض النفسية.

علاج اضطراب الهوية الجندرية

عندما تكتشف الأسرة إصابة الطفل منذ الصغر بمرض اضطراب الهوية الجندرية فإن الطبيب يحتاج في بداية الأمر إلى استشارة أسرة الطفل ومحاولة معرفة التاريخ المرضي الكامل له إن وجد، قبل أن يبدأ في إتخاذ أي مرحلة من مراحل العلاج، فالطبيب هو الذي يُحدد أيضًا إذا كان العلاج سيتم بصورة فردية للمريض أو بصورة جماعية في حالة الأزواج البالغين، ويكون هذا بعد أن يتم إعادة تعيين الجنس بالجراحة والقيام بعمل علاج مستمر لاضطرابات الهرمونات.

قد ينجح علاج الهرمونات في حل مشاكل الهوية لدى بعض الأفراد، ولكن لدى الآخرين قد تستمر مشاكل الهوية حتى بعد العلاج، فالبعض يظلوا في معاناتهم من خلل في الجسد، وهم بذلك يحتاجون إلى طرق أكثر فعالية لنجاح العلاج، تشمل العلاج النفسي والجراحي والهرموني مع بعضهم البعض، فالعلاج النفسي يكون في الكثير من الأحيان مفيد للغاية في تحقيق الاكتشاف والنضج بين الأشخاص ويصل بهم إلى درجة من الراحة النفسية تجعلهم يتقبلون العلاج، ويبقى في نهاية الأمر التشخيص المبكر للاضطراب من أهم الأسباب وراء نجاح وسرعة العلاج له.

أعراض اضطراب الهوية الجندرية عند الأطفال

يعاني بعض الأطفال المصابين بالهوية الجندرية بالعديد من الأعراض والتي من بينها :

ـ حدوث تناقض بين جنس الطفل وبين الجنس الذي تم تعيينه به عند الولادة، ولكنه يستمر لمدة ستة أشهر على الأقل، لكي يتم تصنيفه على أنه اضطراب.

ـ وجود رغبة قوية لدى الأطفال في أن يكون الطفل من الجنس الآخر.

ـ وجود رغبة قوية لدى الذكور لخلع ملابسهم والظهور بدون ملابس في سن صغير.

ـ تزايد الرغبة لدى الفتيات الصغيرات لإرتداء الملابس الذكورية.

ـ الرغبة الدائمة والتفضيل للقيام بتبديل الأدوار عند اللعب سويًا، فتحل البنت دور الولد والولد دور البنت.

ـ الميل لاستخدام الألعاب التي يفضلها الجنس الأخر وليس نفس الجنس للطفل.

ـ كثرة الاضطرابات التي لها دلالة سريرية، والتي من بينها الوحدة السيكولوجية، فالطفل يحب أن يناديه الآخرين على أنه أنثى أو ذكر والعكس صحيح.

ـ إنعدام الرغبة والرفض التام للقيام بعمل أي فحوصات تشريحية أو سريرية.

أعراض اضطراب الهوية الجندرية لدى المراهقين

أما لدى المراهقين والبالغين فتتعدد الأعراض والتي تختلف بشكل طفيف عنها لدى الأطفال، ومن بين تلك الأعراض :

ـ وجود تناقض كبير بين الخصائص الخاصة بالفرد والجنس الحقيقي له، كالأعضاء الجنسية وارتباطها بالخصائص الجنسية الثانوية ” كبروز الثديين أو ظهور شعر الإبط “، ولابد أن يتواجد هذا التناقض بصورة دائمة على الأقل ستة أشهر.

ـ وجود رغبة قوية لدى الأفراد المصابين بالتخلص من الخصائص الجنسية الأولية لهم، والتي من بينها الأعضاء التناسلية، بالإضافة إلى الخصائص الثانوية كنمو الشعر أو عدم نموه حسب الجنس.

ـ زيادة الرغبة لدى الأفراد في أن يكون الشخص من الجنس الآخر، والحب الشديد للتعامل مع الجنس الآخر دون التعامل مع نفس جنسه.

ـ الإحساس بالقناعة القوية بأن الشخص لديه مشاعر وردود أفعال تُصنف بأنها من النوع النمطي الخاص بالجنس الآخر.

ـ كثرة الاختلالات التي لها دلالة سريرية حسب البيئات المختلفة للمصاب، سواء بيئة العمل أو المدرسة أو المنزل.

كيفية تشخيص اضطراب الهوية الجندرية

يتم تشخيص اضطراب الهوية الجندرية لدى الأشخاص المصابين بهم، بعد اكتشاف وجود الكثير من الاضطرابات التي تظهر على هيئة تضاد واختلاف مع هويتهم البيولوجية، فهم دائمًا ما يشعرون بشيء مخالف لا يتفق مع ما يمتلكون من أعضاء جنسية، وبالمثل تكون الدوافع الجنسية النفسية لديهم مخالفة عن جنسهم الحقيقي، لأن هذا الجانب يُعد من أهم الجوانب التي يمكن من خلاله اكتشاف مرض اضطراب الهوية الجندرية.

نظرًا لأن الاضطراب الذي يحدث نتيجة لهذا التضاد يكون من أولى العلامات التي يراها الطبيب والإنسان نفسه دون الذهاب إلى الطبيب، فعندما يتواجد هذا العرض لدى شخص ما، يقوم الطبيب بتوجيه القليل من الأسئلة إليه عن حياته سواء داخل أو خارج المنزل، ومنها يستطيع أن يكتشف المرض بوضوح.

اضرار اضطراب الهوية الجندرية

يجب العلم أن اضطراب الهوية الجندرية قد لا ينظر إليه البعض على أنه مرض يستحق العلاج وخاصة في الدول الغربية، إلا في حالة واحدة، وهو أن يتسبب في إحداث تعطيل في حياة الشخص، لأن تلك النوعية من الأمراض قد يختلف تأثيرها من فرد إلى فرد حسب الدرجة التي وصل إليها من المرض، فقد يكون المرض ظاهريًا فقط، ويستطيع المريض استكمال حياته، وقد يكون متعمقًا فيه يعوقه عن القيام بدوره وواجباته حياته كاملة، وهنا لابد من الخضوع للعلاج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *