الطلاق الصامت

الطلاق الصامت

هو حالة نشأت في مجتمعاتنا مؤخراً، وهي أخطر وأشدُّ فتكاً على الأسرة من الطلاق. ففي هذه الحالة لا يكون هناك طلاق، بل يبقى عقد الزواج سارياً بين الزوجين، ولكن كلاً منهما يعيش بمعزلٍ عن الآخر في كل مناحي حياته، حتى أنهما لا يناما في نفس الغرفة. وتأتي هذه الحالة عند غياب المودة والرحمة والمحبة التي تُبنى عليها البيوت، فتُنزعُ هذه الخِصال الحميدة من قلوب الزوجين؛ ولا يبقى لها إلا واجب التواجد سوياً، وذلك خوفاً من لقب مُطلِّق أو مطلَّقة، وخصوصاً لقب مُطلَّقة للزوجة؛ وذلك لنظرة مجتمعنا القاصِرة للمطلَّقات. وهذه الحالة قد لا يعرف عنها أحدٌ خارج الزوجين، فأمام العائلة والأصدقاء؛ يكونان وكأنهما أكثر حبيبين هياماً ببعضهما، ولكن في خلوتهما؛ يخلعان قناع العائلة ويعودان إلى وجه الفراق القبيح.

أسباب الطلاق الصامت:

فقدان الحوار : تجد كل شخص متمسكاً برأيه هو فقد دون سماع الأخر و لا يوجد أي نوع من الحوار بين الزوجين فتجد الرجل يرى أنه لا يجب أن تعلم المرأة أي شيء عن ظروف عمله أو حياته خارج المنزل أي و تجد أيضاً الكثير من السيدات لا تهتم أن تسمع إلى مشاكل زوجها خارج المنزل و إذا جاء إليها يشكو من أي شيء تبدأ هي باللوم و العتاب دون أن تصغي إليه و تحاول أن تجد معه الحلول المناسبة ، و أيضاً تجد المرأة لديها خوف شديد من أن تصارح زوجها بأي شيء منعاً إلى وقوع مشاجرات بينهم هذا أيضاً يرجع إلى كون الزوج عصبي و يري أن المرأة يجب عليها فعل ما يراه هو فقد .

عدم الاعتراف بالسلبيات  : فتجد كل شخص يرى دائماً أن الأخر هو فقد الذي لديه عيوب و سلبيات و لكن هو ليس لديه أي سلبيات أو مشاكل .

الأنانية في العواطف : هذه هي أكبر المشاكل التي تؤدي إلى الطلاق الصامت فتجد كل شخص منهم يريد أن يمارس العلاقة الرومانسية و العاطفية حسب رغبته هو و وقت ما يريد دون مراعاة رغبات و مشاعر الطرف الأخر و يبدأ كل شخص في اتهام الأخر بأنه شخص متبلد المشاعر مهمل و على الرغم من أن أساس السعادة في العلاقة الرومانسية و أيضاً الجنسية بين الزوجين قائمة على التبادل لو كل شخص حاول أن يسعد الأخر في المقام الأول سوف تجد الأخر يفعل نفس الشيء .

الضغوط المادية : الغلاء مع متطلبات الحياة تُصنع الكثير جداً من المشاكل و سوف أقول في هذه الحالة أن المرأة هي المتحكمة في هذه المشكلة فيجب عليه الصبر و التضحية و عدم اللوم على الزوج دائماً و احترام مشاعر الزوج بدون الحديث أو النظر إلى حياة الآخرين .

عدم الاحترام : عدم أحترام الزوجين إلى بعض أمام الآخرين .. فتجد كل شخص يقلل من شأن الأخر أمام الناس أو الاستهزاء من الأخر .

السماع إلى الآخرين و التدخل : و هذا بمعنى أن تجد المرأة سمع إلى شخص سواء كان من أهل أو الأصدقاء بنصائح سلبية و سيئة ، و نفس الشيء بالنسبة إلى الرجل يجب أن تفعل أو لا تفعل ، هذا شيء في غاية السوء ، و أيضاً تدخل الآخرين يوجد مشكلة كبيرة جداً في مجتمعنا و هي أن يلجأ الزوجين إلى الأهل من أجل التدخل في مشكلهم و يترتب على هذا مشكلة كبيرة جداً و هي عدم قدرة الزوجين على التفاهم و التواصل و عدم الحوار و هذه المشكلة يترتب عليها تقريباً جميع المشاكل التي تحدثنا عنها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *