بحث عن مكانة المرأة جاهز للطباعة وورد docx

أولا : مكانة المرأة في المجتمعات القديمة .
المرأة في الحضارات القديمة لم تنل شيئا من الحقوق بل على عكس ذلك كانت مسلوبة الإرادة لا رأي لها ولا كلمة ولا مكانة ، بل كانت تقاسي في عامة أحوالها – باستثناء عصور الرسالات الإلهية – أنواعا من الذل والقهر والشقاء صاغتها أهواء ضاله أو عقائد فاسدة .
و الباحثَ في وضْع المرأة قبلَ الإسلام لن يجدَ ما يسرُّه؛ إذ يرى نفسَه أمامَ إجماع عالَمي على تجريدِ هذه المخلوقة مِن جميع الحقوق الإنسانيَّة .
1- المرأة عند الإغريق ( اليونان ) :
كان اليونانيون من أرقى الامم حضارة في تلك الأزمنة الا أن المرأة عندَهم محتقرةً مَهينة ، وكانت أنموذجا يمثل مصدر مصائب الإنسان والآمه حتى أسموها رجسًا مِن عمِل الشيطان، وكانتْ كسقط المتاع تُباع وتشترَى في الأسواق، مسلوبة العقل ليس لها حق التعليم ، محرومة من حقِّ الميراث وحقِّ التصرُّف في المال، وكانتْ في غايةِ الانحطاط وأسواء الأحوال مِن حيث نظرية الأخلاق والحقوق القانونيَّة والمدنية والسلوك الاجتماعي جميعًا.
وممَّا يُذكر عن فيلسوفِهم سقراط قوله: “إنَّ وجودَ المرأة هو أكبر منشأ ومصْدر للأزمة والانهيار في العالَم، إنَّ المرأة تُشبه شجرةً مَسْمومة، حيث يكون ظاهرها جميلاً، ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالاً. (1)
واذا انتقلنا الى أفلاطون رائد المدرسة العقلية لم نجده أحسن فكرا من أساتذته فقد كان يضع النساء في مرتبة الاطفال والخدم ويرى ان الرجال هم ارقى منزلة من النساء ) (2)
ويقول تلميذه أرسطو: “إنَّ الطبيعة لم تزودِ المرأةَ بأيِّ استعداد عقلي يُعتَدُّ به؛ ولذلك يجب أن تقتصرَ تربيتُها على شؤون التدبير المنزلي والأُمومة والحَضانة وما إلى ذلك، ثم يقول: “ثلاث ليس لهنَّ التصرُّف في أنفسهنَّ: العبد ليس له إرادة، والطِّفل له إرادة ناقِصة، والمرأة لها إرادة وهي عاجِزة”.(3).
أولا : مكانة المرأة في المجتمعات القديمة .
المرأة في الحضارات القديمة لم تنل شيئا من الحقوق بل على عكس ذلك كانت مسلوبة الإرادة لا رأي لها ولا كلمة ولا مكانة ، بل كانت تقاسي في عامة أحوالها – باستثناء عصور الرسالات الإلهية – أنواعا من الذل والقهر والشقاء صاغتها أهواء ضاله أو عقائد فاسدة .
و الباحثَ في وضْع المرأة قبلَ الإسلام لن يجدَ ما يسرُّه؛ إذ يرى نفسَه أمامَ إجماع عالَمي على تجريدِ هذه المخلوقة مِن جميع الحقوق الإنسانيَّة .
-
المرأة عند الإغريق ( اليونان ) :
كان اليونانيون من أرقى الامم حضارة في تلك الأزمنة الا أن المرأة عندَهم محتقرةً مَهينة ، وكانت أنموذجا يمثل مصدر مصائب الإنسان والآمه حتى أسموها رجسًا مِن عمِل الشيطان، وكانتْ كسقط المتاع تُباع وتشترَى في الأسواق، مسلوبة العقل ليس لها حق التعليم ، محرومة من حقِّ الميراث وحقِّ التصرُّف في المال، وكانتْ في غايةِ الانحطاط وأسواء الأحوال مِن حيث نظرية الأخلاق والحقوق القانونيَّة والمدنية والسلوك الاجتماعي جميعًا.
وممَّا يُذكر عن فيلسوفِهم سقراط قوله: “إنَّ وجودَ المرأة هو أكبر منشأ ومصْدر للأزمة والانهيار في العالَم، إنَّ المرأة تُشبه شجرةً مَسْمومة، حيث يكون ظاهرها جميلاً، ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالاً. (1)
واذا انتقلنا الى أفلاطون رائد المدرسة العقلية لم نجده أحسن فكرا من أساتذته فقد كان يضع النساء في مرتبة الاطفال والخدم ويرى ان الرجال هم ارقى منزلة من النساء ) (2)
ويقول تلميذه أرسطو: “إنَّ الطبيعة لم تزودِ المرأةَ بأيِّ استعداد عقلي يُعتَدُّ به؛ ولذلك يجب أن تقتصرَ تربيتُها على شؤون التدبير المنزلي والأُمومة والحَضانة وما إلى ذلك، ثم يقول: “ثلاث ليس لهنَّ التصرُّف في أنفسهنَّ: العبد ليس له إرادة، والطِّفل له إرادة ناقِصة، والمرأة لها إرادة وهي عاجِزة”.(3).
—————————————————————-
- الحجاب للمودودي ص/ 12 ،المرأة من خلال الآيات القرآنية لعصمة الدين كركر ص/ 27
- المرأة في القديم والحديث لعمر رضا كحالة ص/ 170.
- المرجع السابق.
لذا فقد اقتصرت أعمال النساء في أثينا على الأعمال المنزلية وخدمة البيت ، وقد جرد القانون اليوناني المرأة من حقوقها المدنية ووضعها تحت السيطرة المطلقة للرجل في مختلف مراحل حياتها ، فكانت تعد من ممتلكات الأب قبل الزواج ، ومن ممتلكات الزوج بعد الزواج ،ولم يعطوها حقا من الميراث .(1)
-
المرأة عند الرومان:
كان شِعار الرومان فيما يتعلَّق بالمرأة: “إنَّ قيْدها لا يُنزع، ونيرها لا يخلع”، وكان الأب غيرَ ملزم بقَبول ضمِّ ولده منه إلى أُسرته ذَكرًا أم أنثى، بل يُوضَع الطِّفْل بعد ولادته عندَ قدميه، فإذا رفَعَه وأخَذه بيْن يديه، كان ذلك دليلاً على أنَّه ضمَّه إلى أُسْرته، وإلا فإنَّه يعني رفْضه لذلك.
ومِن عجيب ما ذكرتْه بعضُ المصادر – وهو ممَّا لا يُكاد يُصدَّق – أنَّ “ممَّا لاقته المرأة في العصور الرُّومانية تحتَ شعارهم المعروف “ليس للمرأة رُوح” تَعذيبها بسَكْب الزَّيْت الحار على بَدنِها، وربْطها بالأعمدة، بل كانوا يَربطون البريئاتِ بذُيول الخيول، ويُسرعون بها إلى أقْصى سُرْعة حتى تموت. (2)
وكان ينظر للمرأة أنها متاعا مملوكاً للرجل وسلعة من السلع الرخيصة يتصرف الرجال فيها كيف يشاؤون ،وكان يعتبرها الرجال شراً لا بد من اجتنابه ،وأنها مخلوقة للمتعة وكانت دائماً خاضعة للرجل أباً كان أو زوجاً ، وكان الرجل يملك مالها فهي في نظره و نظر الرجال ونظر المجتمع كله أمة لا قيمة لها ،وكان بيد أبيها وزوجها حق حياتها وحق موتها وإذا كانت ملك ابيها في شبابها فهو الذي يختار لها زوجها فاذا تزوجت ملكها زوجها وفي ذلك يقول جايوس : توجب عادتنا على النساء الرشيدات أن يبقين تحت الوصاية لخفة عقولهن). (3) .
فالمرأة في الحضارة الرومانية مسلوبة الأهلية الانسانية والشخصية القانونية .
—————————————————————————————-
(1) المرأة في التصور القرآني لسوسن الحوال ص/ 29.
(2) المرأة في التاريخ والشريعة للجبري ص/ 156
( 3) الاسلام وقضايا المرأة للخولي ص/ 11
-
المرأة عند الفُرْس:
كان الفُرْس أُمَّةً حربية، وكانوا يُفضِّلون الذَّكَر على الأنثى؛ لأن الذكور عمادُ الجيش في الحرْب، وأمَّا البنات فإنَّهن ينشأْنَ لغيرهنَّ، ويَستفيد منهنَّ غيرُهنَّ.
وخضَعَتِ المرأة الفارسية القديمة للتياراتِ الدِّينيَّة الثلاثة، فمِن الزرادشتية، إلى المانوية، إلى المزدكية، وقد تركتْ كلُّ ديانة من هذه الديانات بصمتَها الواضحة على كيان الأُسرة والمجتمع .
فكانت المرأة تعيش في ذلٍّ، وقهْر، واستعباد وتعيش تحتَ سُلطة الرجل المطلَقة الذي يحقُّ له أن يحكُمَ عليها بالموت، أو ينعم عليها بالحياةِ طبقًا لِمَا يراه، وتطيب له نفْسه، فكانتْ كالسلعة بيْن يديه.
كما كانتْ نجسة في الأدوار الطبيعيَّة “كالحيْض والنِّفاس”، يُبعدن في وقتِه عن المنازل، ويَقمْنَ في خيام صغيرة تُضرب لهنَّ في ضواحِي المدينة أو البلدة، ولا يجوز مخالطتُهنَّ قطعًا، بل كانوا يعتقدون أنَّهم يتنجسون إذا مسُّوهنَّ أو مسُّوا الخيام أو الأشياء المحيطة بهنَّ.(1)
- المرأة عند
الهنود:
إن الكتب المقدسة عندهم جعلت المرأة دون الرجل منذ الخلق الأول ، ففي أساطير منو قوله : ( عندما خلق النساء فرض عليهن حب الفراش والزينة والشهوات الدنسة والغضب والتجرد من الشرف وسوء السلوك فالنساء دنسات كالباطل نفسه وهذه قاعدة ثابته .(2)
أما نظرة بوذا للمرأة فلا تختلف كثيرا عن نظرة منو للمرأة فقد اعتبر بوذا المرأة خطرا على دعوته لذا نجد بوذا يتردد كثيرا في قبولها لتكون من أتباعه ، وقد سأله أحد خاصته وهو ابن عمه : كيف نعامل النساء أيها السيد فأجاب : لا تنظر اليهن .واذا اضطررت للنظر اليهن فلا تخاطبهن ، واذا خاطبنكن كن على حذر تام منهن ) (3)
وفي شرائعِ الهندوس كانوا يرون أنه : ليس الصبر المقدَّر، والرِّيح، والموت، والجحيم، والسُّم، والأفاعي، والنار، أسوأَ مِن المرأة.
ومن هنا يتبين أن المرأة في معتقدهم هي رمز الغواية وعنوان الشر ومصدر نجاسة .
————————————————————-
- المرأة بين الفقه والقانون للسباعي ص/ 15
- المرأة في التاريخ والشريعة للحراني ص/ 25.
- أديان الهند الكبرى لأحمد شلبي ص/ 74.
ويقول الدكتور مصطفى السباعي – رحمه الله -: “ولم يكن للمرأةِ في شريعة “منو” حقٌّ في الاستقلال عن أبيها أو زوْجها أو ولدها، فإذا مات هؤلاء جميعًا وجَب أن تنتمي إلى رجلٍ من أقارب زوْجها، وهي قاصرةٌ طِيلةَ حياتها، ولم يكن لها حقٌّ في الحياة بعْدَ وفاة زوْجها، بل يجب أن تموتَ يومَ مات زوجها، وأن تُحرَق معه وهي حيَّة على موقِد واحد، واستمرَّتْ هذه العادة حتى القرن السابع عشر، حتى أُبطلت على كُرْه من رِجال الدّين الهنود، وكانت تُقدَّم قربانًا للآلهة لترْضَى، أو تَأمُر بالمطر أو الرِّزق، وفي بعض مناطق الهند القديمة شجرةٌ يجب أن يُقدِّم لها أهلُ المنطقة فتاةً تأكلها كلَّ سَنَة. (1)
-
المرأة عند
الصينيين .
كانت المرأة عند الصينين متاع يباع ويشترى بل كانت مسلوبة الحقوق الحسية والمعنوية وكانوا يعتبرون ولادتها شؤم وسوء وكانت طوال حياتها خاضعة لطاعات ثلاث : الاب والزوج ، والاخ البكر في حال غياب الاب، أو الابن في حال غياب الزوج ، كما كانت محرومة من حقوقها المالية والاجتماعية ، فهي قاصرة لا تملك من امرها شيئا ولا تستحق تعليما ولا تثقيفا والرجل وصي عليها في كل امور حياتها .
وكانت المرأة اذا تزوجت انتقلت الى بيت زوجها وتسمت باسمه ، وكانت المرأة المتزوجة تسمى (فو) ومعناها ( خضوع ) دلالة على خضوعها التام لزوجها، واذا مات الزوج كان على أرملته الا تتزوج بعده وكان يطلب اليها في بداية الامر أن تحرق نفسها تكريما له .
وقد سميت في كتب الصين القديمة بالمياه المؤلمة التي تفسد المجتمع أو تكنسه من السعادة والمال فهي شر يستبقيه الرجل بمحض ارادته ويتخلص منه بالطريقة التي يرتضيها ولو بيعا كبيع الرقيق والمتاع ، وقد يعضلون المرأة عن الزواج اذا مات زوجها فتبقى حيوانا يخدم في البيوت دون حق انساني كالحمير والبغال. (2)
———————————————————
- المرأة بين الفقه والقانون ص/ 22.
- قصة الحضارة 4/ 272 والمرأة في التصور الانساني للجبري ص/ 156.
ثانيا : مكانة المرأة عند اليهود والنصارى .
-
المرأة عند اليهود:
يعد اليهود المرأة لعنة ، لانهم يرون أنها أغوت آدم وأوقعته في شراك المعصية ، ولقد جاء عندهم في التوراة أن الرب سأل آدم : ( هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها ، قال آدم : المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني الشجرة فأكلت ) .(1)
ولاشك ان هذا تحريف للكلم عن مواضعه ، فالموقف من المرأة عند اليهود هو موقف يتهمها منذ البداية فقد ورد في العهد القديم عن المرأة ما يلي : ( درت أنا وقلبي لأعلم وابحث ولأطلب حكمة وعقلا ولا عرف الشر أنه جهالة والحماقة أنها جنون فوجدت أمر من الموت : المرأة التي هي شباك وقلبها إشراك ويداها قيود ). (2)
والمتأمِّل لحال المرأة في المجتمع اليهودي يَجِدها لا تختلف عن المجتمعاتِ البدائية، فهي مملوكةٌ لأبيها قبلَ الزواج، ثم تُشترَى منه عندَ نِكاحها؛ لأنَّ المهر كان يدفع لأبيها أو لأخيها على أنَّه ثمن شراء، وبذلك تُصبح مملوكةً لزوجها، وهو سيِّدها المطلَق؛ إذ إنَّ العقد في شريعتهم عقد سِيادة لا عقد زواج، بل كانت بعض طوائف اليهود تَعتبر البنتَ في مرتبة الخادم، وكان لأبيها الحقُّ في أن يبيعها قاصِرة، وما كانت تَرِث إلا إذا لم يكن لأبيها ذريةٌ من البنين، وإلا ما كان يتبرَّع لها به أبوها في حياته. (3).
—————————————————–
- سفر التكوين ، الاصحاح الثالث ، الفقرتان 11-12
- سفر الجامعة ، الاصحاح السابع ، الفقرتان 25-26.
- حقوق المرأة وواجباتها لفاطمة نصيف ص/ 34.
والمرأة في الشريعة اليهودية تُورَث كجزء مِن تركة الميِّت، فإذا مات زوجُها وَرِثها وارثُه مع بقية المتروكات، وله أن يبيعَها أو يعضلها، ثم إنَّ المرأة غيرُ طاهرة عندَهم في اليوم الذي تبدأ فيه بالشُّعور بأنَّ عادتها الشهرية قد اقتربَتْ، وحتى إذا لم يكن هناك أثرٌ ظاهِر، وعلى الزَّوْج عدم ملامستها، ولا حتى بأصبعه الصَّغير، ولا يسمح له بمناولتها أي شيء، ولا حتى شيئًا طويلاً، ولا أنْ يأخذ منها شيئًا من يدِه إليها أو العكس غير مسموح به أيضًا، ولا يسمح لها بالأكْل مع زَوْجها على مائدة واحدة، ولا يُسمح له بشُرْب ما تفضل منها في الكوب، ولا يُسمح لهما في المبيت في السَّرير نفْسه، ولا في الرُّكوب معه في عَرَبة واحدة. (1).
ومن هنا يظهر أن المرأة في اليهودية المحرفة شر لابد منه مجردة من جميع حقوقها المدنية في مختلف مراحل حياتها .
-
المرأة عند الأمم النصرانية:
هالَ رِجالَ النصرانية الأوائل ما رَأَوا في المجتمع الرُّوماني مِن انتشار الفواحش والمنكرات، وما آل إليه المجتمعُ مِن انحلال أخلاقي شَنيع، فاعتبروا المرأةَ مسؤولة عنْ هذا كلِّه؛ لأنَّها كانت تخرج إلى المجتمعات، وتتمتَّع بما تشاء مِن اللهو، وكذلك فقد عدُّوها أصْلَ الخطيئة، ورأس الشر؛ لأنَّها سببُ الفساد، وسبب خروج آدمَ مِن الجنة .
فكانت المرأة نتيجةً لذلك مُطالَبةً بنوع من سلوك معيَّن، حتى وهي داخل الكنيسة، فقد أصدر “بولس” أوامرَ صارمة لأتْباعه، وكما يقول صاحب قصَّة الحضارة: “لتصمتْ نِساؤكم داخلَ الكنيسة؛ لأنَّه ليس مأذونًا لهن أن يتكلمْنَ، ولكن إذا كُنَّ يُردْنَ أن يتعلمْنَ شيئًا فليسألْنَ رجالهنَّ في البيت؛ لأنَّه قبيح بالنساء أن تتكلَّم في الكنيسة”(2).
وقد وصَمت الكنيسةُ العلاقة الزَّوجيَّة بين الرجل والمرأة بالنجاسة؛ ولذا يجب أن تُجتنب، ولو كانت عن طريق نِكاح مشروع، ومِن هذه النظرة انتشرتِ الرهبانيةُ لدَى كثير من الرجال، وامتنعوا عنِ الزواج، كما انتشرتْ نظرية الازدراء لمَن يكشف عن زواجه؛ لأنَّ علاقة الزواج مبنيَّة على أمرٍ نَجِس(3).
—————————————————————-
- مجموعة القوانين اليهودية بقلم الحاخام فرايد ص/ 22
(2) قصة الحضارة لول ديورانت 3/ 278
(3) مقام المراة في الاسلام لبايلي ص/20
وقد حرَّمت الكنيسةُ الطلاق، مهما بلغ التباغُض بين الزوجين مداه، وأقصى ما يمكن اتخاذُه في مثل هذه الحال أن يفرق بينهما جسديًّا مع امتناع كلٍّ منهما عن الزواج حتى يفرقَ بينهما بالموت .
بل وصل الامر بالمجتمع النصراني أنه عقد مؤتمر في عام 581 م في مجمع ماكون المشهور ليبحث فيه بعض رجال الدين في الكنيسة عن أصل المرأة وجنسها ؟ وهل هي جسد ذو روح يناط به الخلاص والهلاك أم لا ؟ وهل لها أن تعبد الله كما يعبده الرجل . (1)
ثالثا : مكانة المرأة عند العرب قبل الاسلام .
كان تقدير الرجل للمرأة فى الجاهلية تقديراً محصوراً فى أوضاع خاصة ، تتصل كلها بالتقاليد والعاطفة والنعرات القبلية ، كانوا يَنظُرون إلى أمهاتهم نظرة احترام ، كانت المرأة كَأُم موضع اجلال وطاعة من كل بنيها ، وهذا اجماع عام لجميع القبائل وهو تقدير الأم المنجبة للرجال ولكن المجتمع الجاهلي كان خِلُوا من نظرة تقدير شامل للمرأة فى كل قبيلة ، اللهم إلا إذا استثنينا بعض النساء اللاتي وضعن لأنفسهن مكانة مميزة لصفة اشتهرن بها كالتجارة مثل خديجة بنت خويلد او الشجاعة كالخنساء وفى الوقت نفسه كانت معظم القبائل تنظر إلى المرأة نظرة ضعف واحتقار .
لقد تكلم القرآن والسنة عن حال المرأة عند العرب قبل الاسلام وبين لنا ان العرب في الجاهلية كانوا يبغضون البنات وكان أحدهم اذا بشر بمولودة أنثى علا وجهه السواد وامتلأ قلبه حزنا ثم فكر في مصير هذه الانثى أيمسكها على هوان أم يدسها في التراب قال تعالى {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيم}[النحل:58] {يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُون}[النحل:59
فكانوا يؤثرون موت البنت على حياتها وزواجها مهما عظم شأن الزوج وكثر المهر وكانوا يقولون لمن يولد له بنت : أمنكم الله عاركم وكفاكم مؤنتها وصهرت القبر (2).
———————————————————————-
(1) المرأة في التصور القانوني لسوسن الحوال ص/ 41)
(2) المرأة في الشعر الجاهلي ص/ .290
وقد حرم العرب الجاهليون المرأة من حقها في الحياة إنسانا فكان بعضهم يقضي على حياتها بصوره تدل على غياب الرحمة والانسانية وذلك بؤاد البنات وهو: قتل الطفلة حية ، وقيل كانت المرأة الحامل عندهم اذا حان موعد ولادتها حفرة لها حفرة فتجلس على رأس الحفرة فاذا ولدت بنتا رمت بها في الحفرة وإن ولدت ابنا حبسته ) (1).
وكان دافعهم للواد كراهيتهم لجنس الأنثى وخوفهم عليها من السبي والعار أو خوفهم من الانفاق عليها. .
و كانت المرأة مهانة عندهم منذ نعومة أظفارها وحتى تكبر سواء كانت بنتا أو زوجة فعن ابن عبَّاس – رضي الله عنهما – قال: “كان الرجلُ إذا مات أبوه أو حَمُوه فهو أحقُّ بامرأته، إنْ شاء أمسكها، أو يحبسها حتى تفتدي بصَداقها، أو تموت فيذهب بمالِها.
وكان أحدُهم إذا أراد نجابةَ الولد حمَل امرأته – بعد طُهْرها من الحيْض – إلى الرجل النجيب كالشاعِر والفارس، وترَكها عندَه حتى يَسْتَبِينَ حملُها منه، ثم عاد بها إلى بيتِه، وقد حملتْ بنجيب .
وقال قتادة: “كان الرجلُ في الجاهلية يقامِر على أهله وماله، فيقعد حزينًا سليبًا ينظر إلى ماله في يد غيره .
كانتِ المرأة في الجاهلية لم يكن لها حقُّ الإرْث، وكانوا يقولون في ذلك: “لا يَرثُنا إلا من يحمل السيفَ ويَحْمي البيضة”، فإذا مات الرجلُ ورِثَه ابنُه، فإن لم يكن، فأقرب مَن وُجِد مِن أوليائه أبًا كان أو أخًا أو عمًّا، على حين يضمُّ بناتِه ونساءه إلى بناتِ الوارث ونِسائِه، فيكون لهنَّ ما لهنَّ، وعليهنَّ ما عليهنَّ.
وكانوا إذا مات الرجل وله زوجةٌ وأوْلاد مِن غيرها، كان الولد الأكبر أحقَّ بزوجة أبيه من غيرِه، فهو يعتبرها إرثًا، كبقيَّة أموالِ أبيه، فإنْ أراد أن يعلن عن رغبتِه في الزواج منها طرَح عليها ثوبًا، وإلاَّ كان لها أن تتزوَّج بمَن تشاء.
أما تعدد الزوجات فكان محل فخر عندهم ولم يكن محدودا بحد ولا مقيد بعدد. (2)
—————————————————————-
(1) -الكشاف للزمخشري ث/ 708
(2- تفسير بن كثير 3/298)
ومن هنا يتبينا لنا ان المرأة في ظل جاهلية العرب عانت الظلم والحرمان من الحقوق الانسانية و المالية والاجتماعية.
إذا هذا هو حال المرأة في المجتمعات التي سبقت الإسلام حيث تبين لنا نظرة المجتمعات لها حيث تلخصت نظرتهم لها بأنها انسانه فاقدة الاهلية منزوعة الحرية مسلوبة الحقوق المدنية والقانونية لا قيمة لها تذكر ولا شأن معتبر.
رابعا : مكانة المرأة في الواقع المعاصر .
إن المرأة العصرية، والتي تسير تحت ظلّ الحضارة الغربيّة أو الشرقيّة، لم تصبح أحسن حالاً من تلك التي عاشت في الحضارات القديمة ، فهي تعيش في مجتمع يدّعي الحضارة والمساواة، ويدّعي أنّه ضمن للمرأة كلَ ما تحتاجه من حقوق، والواقع عكس ذلك تماماً. فإن كانت المجتمعات السابقة تنظر للمرأة نظرة تبعيّة محضة، فاليوم يسيطر الرجل على المرأة، وينال منها ما يريد باسم الحريّة والمساوة وبالمقابل لم تنال ما طمحت اليه من المساواة في الحقو ق المالية والاجتماعية والقانونية ،
وأصبح المجتمع الغربي والشرقي يعيش اليوم حياةً بعيدةً عن القيم والأخلاق، فهمُّ كلّ فرد منهم السعي فهم. يلهثون وراء لقمة العيش وبأي اُسلوب كان ومن الطبيعي أن تجري المرأة لسد حاجتها لذا نرى انعدام الروابط العائلية في حياتها ..
فالمرأة في المجتمع الغربي والشرقي وإن حصلت على بعض الحقوق من جانب معيّن فالرجل لا يزال ينظر لها نظرة تبعيّة، يسخّرها لما تقتضيه مصلحته، فينال منها ما يريد ويجعلها مادة للدعاية المحضة، يجعل صورتها على كلّ بضاعة: على الملابس، السكاير، قناني المشروبات، معجون الأسنان، وحتى على الأحذية، وغيرها من السِلع.
وأصبح من المحتّم عليها أن تسعى وراء لقمة العيش بأىّ عمل كان، حتى أنّها تبيع شرفها وكرامتها ففي إحدى التقارير المرفوعة سابقاً إلى البرلمان البريطاني : أن كثيرا من بائعات الهوى ليس من المتفرّغات لهذه المهنة، وإنما هنّ من صغار الموظفات ومن طالبات الجامعات أو من المعاهد، اللواتي يمارسن البغاء إلى جانب أعمالهن ليحصلن على دخل إضافي يمكّنهن من الإنفاق عن سعة على الثياب المغرية وعلى مستحضرات التجميل.
.
لذلك شاع الفساد والانحلال في هذه المجتمعات، فهم لا ينظرون إلى المرأة إلاّ أنها اُلعوبة في أيديهم يتمتّعون بها متى شاءوا. وقلّت نسبة الزواج الشرعي هناك، فقد جاء في مقال نشرته إحدى الصحف الألمانية: إنّ الأولاد الصغار بين 14 ـ 16 سنة الّذين يتأهلون للعمل يقولون حينما يبحث أمر الزواج أمامهم: أنا أتزوّج؟ لماذا؟! إنني أستطيع الحصول من أي فتاة دون أن أتزوّجها..
وفي بعض الإحصائيات الصادرة عام 1966م في بريطانيا::
إنّ واحدة من كلّ خمس من الإنكليزيات اللواتي تجاوزن سن الخامسة عشر لا تزال عذراء، ويتوقّع علماء الاجتماع في أن تفقد العذرية معناها في انكلتر.ا.
وأصبحت الفتاة عندهم لا تعبأ إن سلب شرفها واُعتدي على كرامتها، بقدر ما يهمها الجانب المادي الذي سيطر على الحياة اليوميّة تماماً.
وكنتيجة طبيعية لهذا المسلك كثرت الجرائم والاعتداءات وأصبحت شيئاً مألوفاً عندهم، ففي ألمانيا الغربية لا يمر يوم واحد دون أن تُقترف جريمة اغتصاب واعتداء..
بل وأصبح الشذوذ الجنسي عندهم عملاً مقبولاً، لا معارض له، ففي اتلانتا بولاية جورجيا الأمريكية يوجد نادي تنتشر فروعه في كبريات المدن الألمانية، وهو يدير عمليات تعارف غير مشروعة بين أعضائه من الرجال والنساء، كما تتم عن طريقه عمليات تبادل مؤقت للزوجات..
أما بريطانيا فتنغمس في الفجور إلى حدود مذهلة، حتى إنّ الدعوة إلى إباحة الشذوذ الجنسي بين الرجال استطاعت أن تظفر بالإباحة في مجلسي اللوردات والنوّاب، وبارك هذه الإباحة معظم الشعب الإنكليزي وعلى رأسه أساتذة الجامعات والأطباء والمفكّرون، بل وحتى رجال الكنيسة.!
وما ذكرناه من معلومات واحصائيات فهي قليلة جدّاً وقديمة نشرت قبل أربعين عاماً تقريباً، فما ظنّك بما يحصل اليوم، وقد تطوّرت الأساليب والطرق بشكل كبير جداً.
ومن هذا يتضح جليّاً أمام كلّ منصف وواع مدى الانحطاط الذي وصلت إليه المرأة عندهم، فكرامتها مسلوبة وشرفها مباع،
في تقرير للمراكز الأمريكية الحكومية للسيطرة على الأمراض ورد مايلي::
.
متوسط عدد النساء اللاتي يقيم معها الرجل الأمريكي علاقات جنسية هو سبع نساء، بل إن 29 % من الرجال قد أقاموا علاقات جنسية مع أكثر من 15 امرأة في حياتهم، المصدر:
http://www.cdc.gov/nchs/data/ad/ad384.pdf
ونشر في بي بي سي دراسة أجريت على 14 دولة أظهرت ما يلي :
42% من البريطانيين اعترفوا بإقامة علاقة مع أكثر من شخص في نفس الوقت بينما نصف الأمريكيين يقيمون علاقات غير شرعية (مع غيرأزواجهم). وكانت النسبة في إيطاليا 38 ٪ وفي فرنسا 36 ٪، المصدر بي بي سي (BBC):
http://news.bbc.co.uk/2/hi/uk_news/177333.stm
العلاقة بين الرجل والمرأة تعني شيئا مختلفا لكليهما فالمرأة حين تحب رجلا ً فإنها تتعلق به وحده وتحبه بعقلها وقلبها وبكل جزء من جسدها وحين يقطع حبيبها أواصر الحب ويفارقها إلى غيرها، ينكسر قلبها وتتحطم مشاعرها، أما الرجل فيميل بشكل عام إلى التعدد، وقد يقيم العلاقات مع النساء لمجرد نزوات عابرة فينهي علاقته حالما يقضي وطره وفي البيئة الغربية الإباحية حيث حرية العلاقات الجنسية فإنها المرأة التي تتضرر نفسيا وعاطفيا وعليها أن تدفع ثمنا باهظا جدا من أجل ما يسمى بالتحرر.
وإذا حبلت إحداهن من هذا الزنا فهو عبؤها وحدها وعليها أن تختار إما أن تتحمل مسؤولية تربية هذا الابن غير الشرعي أو قتله وهو ما يسمى بالإجهاض ووفق الاحصائيات فإن عدد الأسر دون وجود الأب:
في أمريكا 10.4 مليون أسرة تعيلها الأم فقط.
دائرة الإحصاءات الأمريكية:
http://www.census.gov/Press-zelease/www/releases/archives/families_households/009842.html
وفي أمريكا وحدها يقتل بالإجهاض أكثر من مليون طفل سنويا.
المصدر، المراكز الأمريكية الحكومية للسيطرة على الأمراض:
http://www.cdc.gov/mmwr/preview/mmwrhtml/ss5511a1.htm
ولا تقتصر معاناة النساء على ألم الخيانة والفراق بل قد تتعرض للأمراض الجنسية المهلكة بسبب انتشار الفواحش. ففي أمريكا: أكثر من 65 مليون شخص مصابون بأمراض جنسية لا يمكن شفاؤها.
المصدر، CNN والمراكز الأمريكية الحكومية للسيطرة على الأمراض
http://www.cnn.com/2000/HEALTH/12/05/health.stds.reut/
http://www.cdc.gov/nchstp/od/news/RevBrochure1pdfintro.htm
في أمريكا يتم اغتصاب 683 ألف امرأة سنويا أي بمعدل 78 امرأة في الساعة مع العلم أن 16 % فقط من حالات الاغتصاب يتم التبليغ عنها!!
المصدر، وزارة العدل الأمريكية:
http://www.ojp.usdoj.gov/ovc/publica…gy/general.htm
العنف الأسري
1320 امرأة تقتل سنويا أي حوالي أربع نساء يقتلن يوميا بواسطة أزواجهن أو أصدقائهن في أمريكا. المصدر تقرير لوزارة العدل الأمريكية:
http://www.ncjrs.gov/pdffiles1/nij/199701_sectionI.pdf
40 -50 % ممن يقتل من النساء في أمريكا يكون القاتل هو شريكها الحميم (زوج أو صديق) (intimate partner).
المصدر، وزارة العدل الأمريكية:
http://www.ojp.usdoj.gov/nij/topics/…/measuring.htm
سنويا حوالي 3 ملايين امرأة في أمريكا يتعرضن لاعتداء جسدي من زوج او صديق. المصدر: الموقع الرسمي الحكومي لولاية نيوجرسي الأمريكية:
http://www.nj.gov/dca/dow/publications/dvfactsheet06.pdf
22.1 % من النساء في أمريكا تعرضن لاعتداء جسدي من زوج او صديق (حالي أو سابق).
المصدر: وزارة العدل الأمريكية:
http://www.ncjrs.gov/txtfiles1/nij/181867.txt
ووفق ذلك فالمرأة في المجتمعات المعاصرة الغربية والشرقية لم تنال ماكانت تطمح إلية من المسازاة العادلة مع الرجل وظلت تعاني من الظلم والاهانة وهدر الكرامة .
.
.
__________________________________
اضغط الرابط أدناه لتحميل المرفق كامل ومنسق جاهز للطباعة
تنزيل “المرأة-1.docx” المرأة-1.docx – تم التنزيل العديد من المرات – 35.46 كيلوبايت