تعريف الخدمة الاجتماعية
في عصرنا الحالي، أصبح قيام الناس بأعمال اليومية ونشاطاتهم الوظيفية والتي أصبحت تتسم بالصعوبة والتعقيد في كثير من الأحيان، يحتاجون دون شك إلى المساعدة والعون المهني. وهنا يكمن دور الخدمة الاجتماعية التي تهدف إلى تغطية خدمات معينة يحتاجها الأفراد ليقوموا بأدوارهم ووظائفهم المهنية في المجتمع على أكمل وجه.
الخدمة الاجتماعية
لقد عرف الخدمة الاجتماعية الكثير من المفكرين والباحثين في علم الاجتماع ، ومن ضمن هذه التعريفات ، تعريف والتر فريد لاندر للخدمة الاجتماعية ” الخدمة الاجتماعية بأنها نوع من الخدمات المهنية تعتمد على قاعدة علمية من المعارف و المهارات العديدة في ميدان العلاقات الإنسانية و هي تهدف إلى مساعدة الأفراد كحالات و كجماعات للوصول إلى مستوى من التوافق و النضج والاعتماد على النفس وهي تمارس كإحدى وظائف المؤسسات الاجتماعية”.
أما روبرت بيكر فقد عرفها على أنها ” علم تطبيقي يهدف إلى مساعدة الناس لتحقيق مستوى فعال من الأداء الاجتماعي النفسي والتأثير في التغيرات المجتمعية لتعزيز الرفاهية لجميع الناس”.
ويمكن من خلال هذه التعريفين استنتاج أن الخدمة الاجتماعية على أنها مهنة متعددة النشاطات، تهدف إلى مساعدة ودعم أفراد المجتمع على ترجمه مؤهلاتهم وقدراتهم نحو إنتاج اجتماعي ومهني فعال، من خلال استغلال إمكانياتها المختلفة بالتوازي مع إمكانيات المجتمع لجعل الأفراد قادرين على مواجهة المشاكل والمعوقات التي تواجههم أثناء القيام بوظائفهم.
ويعتمد تحديد أهداف المساعدات التي تختص الخدمة الاجتماعية بتقديمها على طبيعة البيئة المهنية والتحديات التي تواجه الفرد. وتعتبر مهنة الخدمة الاجتماعية من المهن الحديثة، والتي ظهرت في أوائل القرن الماضي لتعمل بالتوازي مع مهن أخرى لتحقيق أهداف اجتماعية واقتصادية تتمثل في رعاية المجتمعات وجعلها أكثر تماسكا وإنتاجا. كما أنها ترتبط ارتباطا وثيقا بتهيئة وتحسين مختلف الظروف المادية والاجتماعية والعقلية والعاطفية على حد سواء، من أجل منحهم حياة مرفهة وصحية.
يشمل العمل الاجتماعي ما يسمى بالأجيال الأولى والثانية والثالثة من حقوق الإنسان، وتتعلق حقوق الجيل الأول بالحقوق المدنية والثقافية، الحقوق السياسية مثل حرية التعبير والضمير والحماية من التعذيب والاحتجاز التعسفي. وتشير حقوق الجيل الثاني إلى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما في ذلك الحق في مستوى معقول من التعليم والرعاية والسكن وكذلك حقوق لغات الأقليات ، بينما حقوق الجيل الثالث تخص العالم والتنوع البيولوجي والمساواة بين الأجيال. هذه الحقوق المختلفة مترابطة ومتعاضدة، إنها توفق بين الحقوق الفردية والجماعية في المجتمع.
في بعض الحالات ، قد يؤدي مبدأ عدم الإضرار واحترام التنوع إلى تضارب القيم. هذا هو الحال عندما تنتهك الحقوق باسم الثقافة، حيث تنتهك المعتقدات والقيم والتقاليد الثقافية حقوق الإنسان الأساسية، ، بما في ذلك الحق في الحياة ، وتوضح المعايير الدولية للتدريب على العمل الاجتماعي أنه ينبغي تدريب الأخصائيين الاجتماعيين على التعامل مع هذه المشاكل. و نظرًا لأن الثقافة هي في الواقع بناء اجتماعي بحث ، فهي قابلة للتغيير. و سيتم تعزيز المواجهة البناءة للأخصائي الاجتماعي من خلال معرفة القيم والمعتقدات والتقاليد الخاصة بثقافة معينة ومن خلال حوار نقدي بناء و مدروس مع أفراد المجتمع المعني
أهداف الخدمة الاجتماعية
يتمثل صلب أهداف الخدمة الاجتماعية في تعزيز التغيير الاجتماعي والتنمية الاجتماعية ، إضافة إلى تماسك المجتمع وتنمية القدرة على التصرف وتحرير الأفراد من القيود التي تفرضها عليهم العوامل المختلفة التاريخية منها والثقافية إلى جانب ظروفهم الاجتماعية والشخصية، وخلق فرص للعيش في رفاهية. في الواقع، تساهم الحواجز الهيكلية في استمرار عدم المساواة والتمييز العنصري والاستغلال والقمع في المجتمعات المختلفة.
وبما أنه من بين أهداف الخدمة الاجتماعية تطوير القدرة على الإنتاج والعمل ، فمن الضروري تطوير الوعي من خلال التفكير في مسببات العوائق المختلفة وكذلك استراتيجيات العمل على القضاء عليها. وتضامنا مع المحرومين، تسعى الخدمات الاجتماعية للتخفيف من حدة الفقر، وتحرير المستضعفين والمضطهدين، وتعزيز الاندماج الاجتماعي والتماسك.
ومن أهدافها الأخرى يمكننا نذكر، تهيئة ظروف معيشة وحياة مناسبة لأفراد المجتمع بمختلف شرائحه، وتوفير حد أدنى من المتطلبات المادية الضرورية ليحظى الأشخاص بعيشة كريمة. بإضافة إلى توفير خدمات صحية ملائمة لعلاج الأمراض المزمنة ومختلف الأمراض التي قد يعاني منها المجتمع، وتحقيق ظروف بيئية تساعد على تكيف أفرادها مع مجتمعهم.
ومن الناحية المهنية، تهدف الخدمة الاجتماعية إلى إظهار هويتها المهنية الخاصة والتي تتميز بخصائصها عن غيرها من المهن. فهي مهنة مستقلة عن غيرها من المهم الإنسانية. وتسعى بجهودها إلى تطوير ماهيتها والارتقاء بأهدافها بالسعي إلى مواجهة عقبات وتحديات العصر الحالي بمختلف جوانبها، وذلك من خلال إستراتيجية واضحة الملامح وثابتة الخطوات، معتمدة على الطرق العلمية والتقنيات المختلفة.
وتتمثل المبادئ الأساسية للخدمة الاجتماعية في احترام القيمة الجوهرية للإنسان والدفاع عن حقوقه على جميع المستويات ، وتحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمع، حيث تمثل هذه الحقوق الدوافع التي تستند عليها في الوصول إلى أهدافها. وتضع في الاعتبار الترابط بين الأفراد فيما بينهم وبينهم وبين بيئتهم.