تعلم اللغة أثناء نومك!
هل من المُمكن أن يحدُث تعلُم اللغة أثناء النوم؟ نعم ، هناك دراسة جديدة ترى أن جزءا من تعلم اللغة قد يحدث خلال النوم. يقول باحثون من جامعة بِرن السويسرية أنهم اكتشفوا أشخاصًا قادرين على تعلُم كلمات لغةٍ جديدة خلال مستويات عميقة من نومهم. ظهرت النتائج لهذه الدراسة قريبًا في منشور علم الأحياء الحالي. تُعتبر ساعات النوم بشكلٍ عام وقتا غير مُنتج، ولكن كشفت العديد من الدراسات بعضًا من النشاط التعليمي الذي يمكن أن يحدُث أثناء النوم.
تتضمن الدراسات الفئران لتزويدنا بالأدلة بأن التعلّم أثناء النوم أمرٌ مُمكن في دماغ الثدييات. قال باحثون سويسريون في دراساتٍ إنسانيةٍ أُخرى أنهم وجدوا أن التعلم البسيط خلال الأصوات قد يكون مُمكنًا خلال النوم، ولكنهم أضافوا أن “التعلم اللفظي المُعقد” لم يُسيطر عليه حتى الآن. وجدت الكثير من الأبحاث السابقة أن الذكريات التي ظهرت عندما كان الأشخاص مُستيقظين تم تعزيزها وتقويتها أثناء النوم.
هذا داعمٌ لفكرة أن المعلومات التي تم تعلُمها أثناء الاستيقاظ يتم ردها، وهي جزء لا يتجزأ من الدماغ النائم. نظرية الباحثين هي إذا كان الرد خلال النوم يُحسّن من تخزين المعلومات المتعلمة عند الاستيقاظ، يجب أن تكون معالجة وتخزين المعلومات الجديدة ممكنا أيضًا أثناء النوم. قادت المجموعة البحثية كاثرينا هينك وهي أستاذة بجامعة برن ومؤسسة لمركز الإدراك والتعلم والذاكرة في المدرسة.
طبّق الباحثون التجارب على مجموعةٍ من الرجال والنساء المُتحدثين بالألمانية. تمركزّت التجارب حول فتراتٍ من النوم العميق تُسمى”الحالات اليقِظة”. عرّفوها بقِممٍ موجيةٍ بطيئة، وهي أفضل اللحظات للتعلم أثناء النوم. قال الباحثون أنه خلال النوم الطبيعي، خلايا دماغ الإنسان تكون نشطة عادةً لفترةٍ قصيرة من الوقت قبل أن تدخل في حالة خمول وجيزة. ولاحظ الباحثون الأفراد في بيئةٍ مسيطر عليها خلال فترات النوم القصيرة.
سجلوا نشاط الدماغ حيثُ لعبت أزواج من الكلمات لموضوعات الدراسة. كانت كلمة واحدة من كلمات الزوج ألمانية حقيقية. أما الأخرى كانت مصنوعة من كلمة أجنبية. لأغراض تحديد الهوية في وقتٍ لاحق، الكلمات الألمانية المُختارة كانت أشياء أكبر أو أصغر من صندوق الأحذية. تم لعب كل زوج من الكلمات لمدة أربع مرات مع تغيير ترتيب الكلمات في كل مرة. قال الباحثون أن كلمة”أزواج” تكون على إيقاعٍ مشابهٍ لنشاط الدماغ العقلي أثناء النوم العميق. كان الهدف هو إنشاء رابط ذاكرة دائمة بين الكلمة الخاطئة والكلمة الألمانية التي يمكن للفرد التعرف عليها عند الاستيقاظ.
عندما استيقظ الأشخاص، تم تزويدهم بكلمات اللغة الخاطئة بالصوت والصورة. بعد ذلك، يُطلب منهم التخمين ما إذا كانت الكلمات الخاطئة التي لعبوها أثناء النوم مثّلت شيئًا أصغر أو أكبر من صندوق الأحذية. خلال هذا الجزء من التجربة سجّل بعض الأشخاص نشاطهم العقلي بواسطة تقنية التصوير المغناطيسي. كان الهدف هو قياس نشاط الدماغ عندما كان الأشخاص يقدمون إجاباتهم على الأسئلة.
وجدت نتائج الدراسة أن غالبية الأشخاص أعطوا إجابات صحيحة أكثر عن الكلمات التي تعلموها عند النوم أكثر مما كان متوقعًا إذا كانوا قد خمنوا بشكلٍ عشوائي. قال الباحثون أنهم قاموا بقياس الإشارات المتزايدة التي تؤثر على جزءٍ من الدماغ يُعرف باسم الحصين. هذه البُنية الدماغية مهمة جدًا لبناء الذاكرة العلائقية أثناء فترات الاستيقاظ قال الباحثون أن الذاكرة كانت أفضل بالنسبة لأزواج الكلمات التي قُدمت خلال قمم الموجة البطيئة أثناء النوم.
تقترح الدراسات أن تكوين الذاكرة أثناء النوم يبدو أنه ناجمٌ عن نفس هياكل الدماغ التي تدعم تعلم المفردات أثناء الاستيقاظ. يقول الباحثون أن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لدعم نتائجهم. مع ذلك، فإن التجارب تقدم أدلة جديدة على أنهُ يمكن تكوين الذكريات ويمكن أن يحدث تعلم المفردات في كلٍ من الحالات الواعية و اللا واعية.
كتب براين لين هذه القصة لـ VOA وهو برنامج لتعلم الإنجليزية بناءً على تقارير من علم الأحياء الحالي وجامعة برن وأشلي طومسون هو المُحرر.