عيوب المصادر الحرة

عيوب المصادر الحرة

-القيم المختلفة قد تقود إلى نهايات متشابهة…ولكن ليس دائما

اشتهرت الحركات الراديكالية في الستينيات بالخلاف: بعض المنظمات انشقت بسبب اختلافات حول تفاصيل الاستراتيجية، والمجموعتان الناشئتان اعتبرت كل منهما الأخرى عدوا على الرغم من أن لديهما نفس الأهداف الأساسية والقيم. استفاد التيار اليميني كثيرا من هذا، وأخذ ينتقد التيار اليساري كاملا.

يحاول البعض الاستخفاف بحركة البرمجيات الحرة بمقارنة خلافنا مع المصادر المفتوحة بخلافات هذه الحركات الراديكالية. استغلوها بشكل معاكس. نحن نختلف مع حملة المصادر المفتوحة في الأهداف الأساسية والقيم، لكن آراءهم وآراءنا تقودنا في حالات كثيرة إلى نفس الخطوات العملية—مثل تطوير البرمجيات الحرة.

كنتيجة لذلك، يعمل الأشخاص من حركة البرمجيات الحرة ومن حملة المصادر المفتوحة معا في مشاريع عملية مثل تطوير البرمجيات. من الجدير ذكره أن مثل هذه الآراء الفلسفية المختلفة تدفع عادة أناسًا مختلفين للانضمام إلى نفس المشاريع. ومع ذلك، فإن هذين الرأيين مختلفان جدا، وثمّت حالات قادا إلى تصرفات مختلفة جدا.

فكرة المصادر المفتوحة هي أن السماح للمستخدمين بتغيير وإعادة توزيع البرمجيات سوف يجعلها أقوى وأكثر اعتمادية. لكن هذا ليس مضمونا. فمطورو البرمجيات الاحتكارية ليسوا بالضرورة ضعفاء. أحيانا ينتجون برامج قوية يمكن الاعتماد عليها، على الرغم من أنها لا تحترم حرية المستخدمين. سيتصرف ناشطو البرمجيات الحرة ومتحمسو المصادر المفتوحة مع هذه المسألة على نحو مختلف جدًا.

متحمس المصادر المفتوحة، الذي لا يؤمن بقيم البرمجيات الحرة سوف يقول: ”أنا مفاجئ من أنك استطعت إنشاء البرنامج بطريقة ممتازة بدون استخدام طريقتنا في التطوير، كيف يمكنني الحصول على نسخة؟“ هذا الموقف سوف يدعم الممارسة التي تسلب حريتنا، وسيقدونا إلى فقدانها.

ناشط البرمجيات الحرة سيقول: ”برنامجك مذهل جدا، لكنه ليس بثمن حريتي. لذا يجب عليّ العمل بدونه. وبدلا من ذلك، سوف أدعم مشروعا لتطوير بديل حر“. إذا قدّرنا حريتنا، نستطيع صونها والدفاع عنها.

-الخوف من الحرية

إن الدافع الأولي لحملة المصادر المفتوحة لتنفصل عن حركة البرمجيات المفتوحة هو أن المبادئ الأخلاقية ”للبرمجيات الحرة“ تجعل البعض منزعجين. هذا صحيح، لأن الحديث عن الحرية والقضايا الأخلاقية والمسؤوليات والمصالح الشخصية يعد طلبًا للناس أن يفكروا في أمور قد لا تعجبهم، تمامًا كالحديث أخلاقية تصرف معين. هذا قد يسبب الإزعاج، وقد يغلق البعض آذانهم عن الاستماع إليه. لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نتوقف عن الحديث عن هذه الأمور.

لكن هذا ما قرّره قادة ;المصادر المفتوحة. اكتشفوا أنهم إذا ابتعدوا كليا عن الأخلاقيات والحرية، وتحدثوا فقط عن المزايا العملية الفورية للبرامج الحرة، فإنهم قد يتمكنون من ”بيع“ البرمجيات بطريقة أكثر فعالية لبعض المستخدمين، وخصوصا رجال الأعمال.

هذه الخطوة أثبتت فعاليتها في تحقيق أهدافها. أقنعت المصادر المفتوحة الكثير من رجال الأعمال والأفراد على استخدام بل وتطوير البرمجيات الحرة، الأمر الذي وسّع مجتمعنا—لكن فقط على المستوى السطحي العملي. فلسلفة المصادر المفتوحة بتركيزها الخالص على المزايا العملية تعرقل فهم المبادئ الأعمق للبرمجيات الحرة؛ لقد قادت الكثير من الناس إلى مجتمعنا، لكنها لم تعلمهم الدفاع عن الحرية. هذا أمر جيد إلى حد معين؛ لكنه ليس كافيا لجعل الحرية آمنة. جذب المستخدمين إلى البرمجيات الحرة يقودهم فقط إلى منتصف طريق دفاعهم عن حريتهم.

عاجلا أو آجلا سوف يُدعى هؤلاء المستخدمين إلى التحويل إلى البرمجيات الاحتكارية لغاية عملية أو أخرى. عدد لا يحصى من الشركات تسعى لتقديم هذا الإغراء، البعض يوفر نسخًا مجانية حتى. لماذا سيرفض المستخدمون؟ سيرفضون فقط إذا تعلموا قيمة الحرية التي تمنحها إيّاهم البرمجيات الحرة؛ إذا تعلموا قيمة الحرية كما هي بدلا من المزايا التقنية والعملية التي يمنحها البرنامج الحر. لنشر هذا المبدأ، يجب أن نتحدث عن الحرية. خطواتٌ معدودةٌ ”للتقرب“ من رجال الأعمال قد تكون مفيدة لمجتمعنا، لكنها خطرة إذا أصبحت شائعة بحيث يصبح السعي وراء الحرية أمرًا شاذًّا.

هذا الوضع الخطر هو تمامًا ما نحن عليه الآن. معظم الناس المنخرطين في البرمجيات الحرة يتحدثون قليلا عن الحرية—عادة لأنهم يريدون أن يكونوا ”أكثر قبولا لدى رجال الأعمال“. تقريبا كل توزيعات غنو/لينكس تضيف حزمًا احتكارية إلى نظامها الحر أساسًا، ويطلبون من المستخدمين اعتبارها ميزةً تقنيةً، بدلا من تنازل عن الحرية.

الإضافات الاحتكارية للبرمجيات وتوزيعات غنو/لينكس غير الحرة جزئيا تجد بيئة خصبة لأن معظم أفراد مجتمعنا لا يصرّون على حرية البرمجيات. هذا لم يكن مصادفة. معظم مستخدمي غنو/لينكس قُدّموا إلى النظام عبر حوار ”مفتوح المصدر“ لم يتحدث قط عن أن الحرية هدف. تنتشر الممارسات التي لا تدعم الحرية والكلمات التي لاتشير إلى الحرية من شخص إلى شخص، كلٌ يشجع الآخر. لننتصر نحن بحاجة إلى المزيد -وليس الأقل- من الحديث عن الحرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *