ما هو التنمر؟
هو استخدام كلماتٍ أو أفعالٍ مُتَعمَّدة ومكرَّرة ضدَّ شخصٍ ما أو مجموعة أشخاص؛ لإزعاجهم أو تهديد أمنهم، وقد يتعرَّضُ له أيٌّ منّا سواء في المنزل أو المدرسة أو مكان العمل.
ويمكنُ أن يكون التنمر مباشرًا (العنف الجسدي أو اللفظي) أو غير مباشر؛ أي لا يلاحظه الجميع بسهولة إنما يشعر به ضحيّة التنمر وحده، وغالبًا لا يعترف البالغون بالتنمر غير المباشر لأنّه أقل وضوحًا، إضافةً إلى التنمر الإلكتروني هنا الذي يكون عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني أو تحميل موادَّ أو ملفاتٍ مُهِيْنَةٍ تَصعُب إزالتها.
ويختلف التنمر عن السلوك الذي يتعرَّضُ له الإنسان نتيجة مواقف خلاف معينة تؤدي إلى الكراهية، ومن الأمثلة عن سلوك التنمر: إقصاء شخصٍ ما خارج المجموعة، أو النظر باشمئزاز، أو إطلاق ألقاب وإيماءات وقحة، ونشر الإشاعات، والتصرّف بعدائية تجاه أشخاص بسبب أعراقهم أو أجناسهم أو أديانهم…إلخ.
ينتهكُ التنمر حق الإنسان في التعلم أو العيش أو العمل في بيئة آمنة، وقد يخطئ بعض الناس عندما يعتقدون أن التنمر هو فعل موجه لأذية شخص محدد، في حين أن التنمر هو فعل قد يسبب الغضبَ والخوف لدى الآخرين لأنه يجعل الشعور بالضعف والعجز عن الوقوف ضده هو السائد لدى الجميع، مسبباً بذلك الإحباط والخوف، والتهاون في مواجهة التنمر قد يخلق بيئة تسمح للأفراد بالتنمر تجاه بعضهم وتجعل منه فعلًا مقبولًا.
غالبًا ما يتملك ضحايا التنمر الشعور بالذنب وكأنه قد ارتكب خطأ ما أو اقترف عملًا يستحق اللوم عليه، ثم ينعزل عن المجموعة لاقتناعِه بأنه غير مناسب ليكون عضوًا فيها ويزداد الشعور بعدم الأمان والخوف ومن ثم الارتباك والقلق والشعور باليأس والاكتئاب.
ووجدت الدراسات أن ضحايا التنمر يجدون صعوبة في المحافظة على علاقات إيجابية مع الآخرين وهم أكثر عرضةً للمشاكل النفسية والعقلية في المراحل اللاحقة من العمر، وفي بعض الأحيان قد ينتحر بعض ضحايا التنمر.
لماذا يتنمر بعض الأفراد؟
ينقسم الأشخاصُ الذين يمارسون التنمر إلى نوعين:
النوع الأول: هم أشخاص يرغبون في تحسين مكانتهم الاجتماعية أو ترسيخها، إذ إنهم ليسوا بالضرورة محبوبين؛ إنما يمتلكون سلطة ويسيؤون استخدامها لإظهار سطوتهم، وغالبًا ما يكون لديهم تقدير مبالغ للذات، ويظهرون بعض الندم على سلوكهم التَّنمري لكنهم لا يرونه سلوكًا غير أخلاقي.
النوع الثاني: هم أشخاص يتنمرون نتيجةَ الغضب أو الإحباط أو ربما لأنهم تعرَّضوا للتنمر في مرحلة سابقة.
قد لا يكون التنمر سلوكًا مستمرًا وإنما يُستخدَم وسيلةً للوصول إلى نتيجة معيّنة، وبعد الوصول إلى النتيجة المطلوبة تتوقف تلك الممارسات.
وتبقى أخيرًا ضرورة اعتماد الحكومات والوزارات المسؤولة برامجَ مكافحة التنمر بما فيها تدريب الأهل والمدرّسين عبر ندوات واجتماعات منتظمة، والإشراف على ساحات اللعب في المدرسة، وبرامج توعية مكثفة ومستمرة لكل من البالغين والأطفال واستخدام طرق تأديبية محددة.