هل يؤثر التبنّي في القدرات اللغوية؟
أظهرت دراسة عن التبني الدولي أجرتها مريم بروسما؛ عالمة اللغة في جامعة رادبود ومعهد ماكس بلانك للأمراض النفسية؛ أنَّ الأشخاص الكوريين المتبنّين أظهروا قدرات أفضل في تهجئة الأصوات الكورية من المجموعة القياسية حتى بالنسبة إلى من كانت أعمارهم بضعة أشهر عند تبنيهم، كما أظهرت أنَّ الرُّضَّع يبدؤون بتعلم أصوات الكلام وتخزينها في وقت أبكر بكثير مما كان معروفًا حتى هذه اللحظة.
تضمنت التجربة 29 شخصًا ولدوا في كوريا ويتحدثون الهولندية، ومجموعة قياسية أخرى مماثلة في العدد تضم ناطقين باللغة الهولندية. وفي خلال فترة تدريب استمرت أسبوعَين؛ طُلِب من المتبنَّين التعرف إلى ثلاثة أصوات ساكنة ومحاولة إعادة انتاجها، وقد كانت هذه الأصوات لا تشبه أي شيء في الهولندية.
تحسنت محاولات المتبنين للفظِ الصوت الصحيح تحسُّنًا ملحوظًا في خلال فترة التدريب مقارنة بالنقاط التي أحرزتها المجموعة القياسية. وتشرح ميريام بروسما: “إحدى أكثر النتائج تشويقًا هي عدم ظهور أي فرق في نتائج التعلم بين من أصبحوا متبنين تحت عمر الستة أشهر وأولئك الذين أصبحوا متبنين بعد سن السابعة عشرة”.
يحدث تعلم مهمٌّ في الرحم وفي خلال الأشهر الستة الأولى من الحياة، ولكن لم يكن واضحًا حتى الآن أيٌّ من هذا التعلم يمكن أن يُحفظ حتى من دون ممارسة في اللغة، وكيف يمكن استدعاؤه والاستفادة منه في عملية إعادة التعلم. وتعد هذه أخبارًا جيدة بالنسبة إلى المتبنين على المستوى الدولي، وخاصة أن العديد منهم يحاولون إعادة الاتصال مع الأشخاص والثقافات من بلد المولد. ويؤكد المؤلفون في ورقتهم البحثية أنَّ الإدراك والقدرات اللغوية الثابتة تتأسس حتى في الأشهر الأولى بعد الولادة.