بحث عن معني الشفقة وورد doc

الـمـقـد مـة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعود بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يظلل فلا هادي له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله 0 قال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) 0

قال تعالى (( يا أيه الناس اتقوا الله ربكم الذي خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا

ويعد هذا البحث في الشفقة بالمدعوين والشفقة في اللغة الإشفاق وفي الاصطلاح الرقة تقتضي الإحسان الى المقصود ، أما عن منهج البحث فقد اعتمدت في كتابه هذا البحث على المنهج الاستقرائي ومن هنا تأتي أهمية البحث ، حيث يتمثل في :

  1. أهمية الشفقة باعتبارها من الأخلاق الإسلامية الأصلية
  2. أهمية هذا الخلق في مجال الدعوه إلى الله 0
  • أما عن خطة الدراسة وتقسيماتها فقد جعلتها على النحو التالي :
  • الفصل الأول : معنى الشفقة ونماذج منها
    • المبحث الأول معنى الشفقة لغة واصطلاحاً 0
    • المبحث الثاني : نماذج من شفقة الرسول ﷺبالمدعوين
    • المبحث الثالث : نماذج من شفقة الصحابة وسلف الأمة بالمدعوين 0
  • الفصل الثاني : وسائل وأساليب تحقيق الشفقة بالمدعوين
    • المبحث الأول : وسائل تحقيق الشفقة بالمدعو المسلم 0
    • المبحث الثاني : وسائل وأساليب تحقيق الشفقة بالمدعو غير المسلم 0

وأخيراً جاءت الخاتمة وبها أهم الأفكار التي وردت في البحث ثم جاءت بعد ذلك قائمة المصادر والمراجع

الفصل الأول

معنى الشفقة ونماذج منها

المبحث الأول : الشفقة لغة واصطلاحاً

(( الشفق والشفقة : الاسم من الإشفاق ، شفق اً فهو شفق ، والجمع شفاقون ، قال الأزهري : الشفق : الخوف ، تقول : أنا مشفق عليك ، أي خائف ، وأنا مشفق من هذا الأمر ، أي خائف ، والشفق أيضاً : الشفقة ، وهو أن يكون الناصح من بلوغ نصحه خائفاً على المنصوح ، تقول : أشفقت عليه أن يناله مكروه ، والشفيق : الناصح الحريص على اصلاح المنصوح ([1] )

قال ابن دريد : شفقت وأشفقت بمعنى 0 وأنكر جُل أهل اللغة ذلك ، قالوا : لا يقال إلا : أشفقت ، وأنا مشفق ، وشفيق بمعنى مشفق ، مثل أليم ووجيع وداع وسميع (2)

قال الراغب : الاشفاق عناية مختلطة بخوف ، لأن المشفق يحب المشفق عليه ويخاف ما يلحقه 0

وقال ابن فرس : شفق : يدل على رقة الشيء عم يششتق منه ، فمن ذلك قولهم أشفق من الأمر إذا رققت وحاذرت (3)

أشفقت على الصغير : حنوت وعطفت ([2] )

والرحمة : الرقة والتعطف ، والمرحمة مثله ، وقد رحمته وترحمت عليه ، وتراحم القوم رحم بعضهم بعضا 0 وترحم عليه دعا له بالرحمه ، واسترحمه : سأله الرحمه 0

والرحمه في بني آدم – عند العرب – : رقةُ القلب وعطفه ، ورحمة الله : عطفه وإحسان ورزقه (2)

قال الراغب : ( الرحمه : رقة تقتضي الاحسان إلى المرحوم ، وقد تستعمل تارة في الرقة المجردة ، وتارة في الاحسان المجرد عن الرقة ، نحو رحم الله فلاناً 0 واذا وصف به الباري فليس يراد به إلا الاحسان المجرد دون الرقة ، وعلى هذا رُوى أن الرحمة من الله : إنعام وإفضال ومن الآدميين : رقة وتعطف ) (3)

قال الجوهري : والرحمــــن والرحيم : اسمان مشتقان من الرحمة ، ونظيرهما في اللغة : قديم وندمان وهما بمعنى ، ويجوز تكرار الاسمين اذا اختلف اشتقاقهما على جهة التوكيد ، إلا أن الرحمن اسم مختص لله تعالى 0

قال الزجاج : لا يجوز أن يقال ” الرحمن ” إلا لله عزوجل ، وفعلان من أبنية ما يبالغ في وصفه ، قال : فالرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء ، فلا يجوز أن يقال ” رحمن ” لغير الله

” قال بن عباس – رضي الله عنهما – هما اسمان رقيقان ، احدهما أرق من الآخر ، فالرحمن : الرقيق ، والرحيم : العاطف على خلقه بالرزق 0

والرحمن مهناه عند أهل اللغة : ذو الرحمة التي لا غاية بعدها في الرحمة وقي : إن الله تعالى هو رحمن الدنيا ورحيم الآخرة ، وذلك إن إحسانه في الدنيا يعم المؤمنين والكافرين ، وفي الآخرة يختص بالمؤمنين ، وعلى هذا قال : ( ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بأياتنا يؤمنون ) ([3])

المبحث الثاني

نماذج من شفق الرسول بالمدعويين الانبياء

الانبياء والرسل هم أرحم الخلق بالخلق بعد الله سبحانه وتعالى ، وأرحمهم سيد البشر محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي ، صلوات الله وسلامه عليه ، قال تعالى [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ(107) ]. {الأنبياء}. ([4] )

فروي عن شفقة الرسول ﷺ ولينه مع مسلمي الاعراب ، رةى الامام البخاري بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت أستأذن على النبي ﷺ رجل ، فقال : ائذنوا له فبئس ابن العشيرة أو بئس أخو العشيرة ، فلما دخل أمر له بالكلام : فقلت يا رسول الله ﷺ : قلت ما قلت ثم ألنت له القول فقال : أي عائشة إن شر الناس منزلة عند الله من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه (2)

الرجل هو عيينه بن حض الفزاري الغطفاني سيد فزازة من غطفان عرف بجفائه ، وغلظته وقد ألان له الرسول ﷺ القول رجاء من ثباته على الإسلام وإسلام قومه وإتقاء فحشه 01

ومن نماذج شفقة الرسول ﷺ ، روي عن الإمام مسلم بشنده عن انس بن مالك قال : بينما نحن في المسجد مع رسول الله إذ جاء إعرابي فقام يبول في المسجد فقال اصحاب رسول الله مه مه ، قال رسول الله لا تزرموه دعوه فتركوه حتى بال ثم ان رسول الله ﷺ دعاه فقال له : إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن أو كما قال رسول الله ﷺ قال : فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه ، فقال الاعرابي بعد أن فقه فقام الى بابي وأمي فلم يؤنب ولم يسب ([5] )

نجد أن النبي ﷺ عامل الاعرابي باللين والشفقة ومنع اصحابه من نعنيق ولم يؤنبه ولم يسبه فكان هذا الاسلوب بالغ الآثر في نفس الاعرابي فقداه بابينه وأمه ، وهذا دليل خالص محبته نتيجة مالاقاه من شفقه وحسن معامله ، قال النووي في شرحه للحديث (( وفيه الرفق بالجاهل وتعليمه ما يلزم من غير تعنيف ولا ايذاء 0

وفي إطار شفقة الرسول ﷺ كان ستر عيوب العصاه حتى يتوبوا فقد روى من النسائي من حديث الأوزاعي حدثنا أبو عمار شداد قال حدثني : أبو ماجة أن رجلاً أتى النبي فقال يا رسول الله أصبت حداً فأقامه على فأعرض عنه ثم قال : إني أصبت حداً فأقمه علي فأعرض عنه ثم قال : يا رسول الله إني أصبت حداً فأقمه علي فأعرض عنه فأقيمت الصلاة فلما سلم رسول الله قال : يا رسول الله إني أصبت حداً فأقمه علي قال : هل توضأت حين أقبلت قال : نعم قال : هل صليت معنا حين صلينا قال : نعم قال : أذهب فإن الله قد عفا عنك ([6] )

وهكذا يعرض الرسول ﷺ على الاخذ بيد العاص يستر عورته ويقبل عثرته ويعينه على شيطان نفسه باللين والشفقة 0

ولم تتوقف شفقة الرسول بالمسلمين فقط بل وصلت شفقة الرسول إلى المنافقين والمشركين من أجل هدايتهم إلى الإسلام بأسلوب اللين والشفقة (( روى الإمام مسلم بسنده عن أبي سعيد الخدري قال بينما نحن عند رسول الله ﷺ وهو يقسم متسماً أتاه ذو الخويصره وهو رجل من بني تميم فقال : يا رسول الله اعدل قال رسول الله : ويلك ومن يعدل إن لم أعدل ؟ قد خبت وخسرت إن لم أعدل فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ائذن لي اضرب عنقه قال رسول الله ﷺ : معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من السهم الرمية ([7] )

يتطلب الحرص على هداية الناس ملاينتهم بجميع فئاتهم والصبر على زلاتهم وقد ضرب الرسول حمود بن جابر الحارثي 0 دعوة النبي للاعراب ، مرجع سبق ذكره صــ 219 اروع الأمثلة حتى مع المشركين الذين كانوا يناوئونه ويقاتلونه ، روى البخاري بسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه غزا مع رسول الله قبل نجد قفل رسول الله قفل معه فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاة ( الشجر ) فنزل رسول الله وتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر ونزل رسول الله حمود بن جابر الحارثي 0 دعوة النبي للاعراب ، مرجع سبق ذكره صــ 219 تحت سمره فعلق بها سيفه قال جابر : فنمنا نومه فإذا رسول الله يدعونا فجئنا ه فإذا عنده إعرابي جالس فقال رسول الله حمود بن جابر الحارثي 0 دعوة النبي للاعراب ، مرجع سبق ذكره صــ 219 : ان هذا اخترط سيفي ، وأنا نائم فاستيقظ فقال لي : من يمنعك مني ؟ قلت له الله فها هو ذا جالس (1)

من هذه القصة بجد شفقة الرسول مرجع سبق ذكره صــ 219 بالإعرابي المشرك فلم يعاقبه فكانت النتيجة دخول هذا الإعرابي في الاسلام هو وقومه 0

استخدم رسول الله ﷺ اسلوب المدح مع القبائل التي لم تدخل في الاسلام ، فقد مدح الرسول قبيلة شيبان بن تعلب حيث التقى بهم وهو يعرض نفسه على القبائل وكانت من أحسن القبائل رداً على دعوة الرسول فقال لهم (( ما أسأتم في الرد إذا أفصحتم بالصدق وأخذ منهم وعداً ليسلموا ، ثم قال : يا أبا بكر أيه أخلاق في الجاهلية ما أشرفها بها يدفع الله بأس بعضهم عن بعض وبها يتحاجزون فيما بينهم (2)

من أساليب الرسول ﷺ في نشر الدعوة بالشفقة واللين الإحسان إلى الناس لا سيما المشركين بالمال والهدايا فذلك يذيل الضغائن ويطفيء الحقد فقد أعطى الرسول لجراء قريش وأشرافها من غنائم حنين مئه من الإبل كأبي سفيان بن حرب ، وصفوان بن أمية ، والأقرع بن حابة وغيرهم وكان لا يزال بعضهم على الشرك 0

ومثال آخر يتمثل في منه على سفانه بنت حاتم الطائي التي كانت أسيرة عند المسلمين ففك الرسول أسرها وزودها بكسوة ونفقه وراجله وأرسلها إلى أخيها عدي بن حاتم سيد طيء فما كان لهذه المعاملة الطيبة آثر كبير لدى عدي واخته فدخلا في دين الاسلام 0

كذلك أرسل الرسول مالاً إلى أبي سفيان زمن الهدنه عندما اجتاحت قريش جائجه ليوزعها على فقراء قريش وهو مشركون 0

كذلك أعطى الرسول لصفوان بن أميه – وكان مشركاً – يوم حنين شعباً مليئه نعماً وشاء ورعاء ، فقال صفوان : ما طابت نفس أحد بمثل هذا الانفسي نبي فقال : أشهد أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله ([8] ) 0

كذلك استخدم الرسول ﷺ أسلوب التأليف بالمدارة بالقول والفعل ، والمدارة من داريته مداراة ولا طفته ولا ينته ، لقد هادن رسول الله مشركي المدينة من الأوس والخزرج وتفادى الصدام معهم حتى ولو بدر منهم ما يستوجب ذلك طمعاً في اسلامهم ومراعاه لاهانهم وعشيرتهم من آمنوا به واتبعوه ، فقد روى أبو داوود أن كفار قريش كتبوا إلى ابن ابيّ ومن كان معه يعبد الأوثان من الأوس والخزرج لقتال النبي ﷺ ، فقابلهم النبي ﷺ فقال : ( لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ ما كانت لتكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به انفسكم تريدون ان تقاتلوا ابناءكم واخوانكم فلما سمعوا ذلك من النبي تفرقوا 0([9] )

لقد كان بامكان الرسول ﷺ أن يعبيء اصحابه لملاقاتهم وقتالهم ولكن رسول الله ﷺ ببصره أدرك أن هؤلاء المشركين لم يكن دافعهم الحقد على الاسلام بقدر خوفهم من قريش بجانب ان الرسول ﷺ ترك لهم الوقت والفرصة للتفكير والتعرف على هذا الدين الجديد

كذلك استخدم الرسول ﷺ مداراته ولاينته مع اليهود وكان الرسول ﷺ يطمع في اسلامهم خاصة وأنهم أهل الكتاب ولديهم علم عن نبوته وصفاته لذلك ميزهم في المعاملة عن عبدة الأوثان فأحسن إليهم وتودد إليهم وتلطف معهم ، ذكر ابن عباس فيما أخرجه البخاري قال : كان النبي يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم وكان المشركون يفرقون رؤوسهم فسدل النبي ناصيته ثم فرق بعد 0(2)ووافقهم النبي ﷺ صوم يوم عاشوراء فقد وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسأل عن سبب ذلك ؟ فقيل له : إنه اليوم الذي نجى الله فيه موسى من فرعون فصامه 0 فقال رسول الله ﷺ نحن أحق بموسى منهم ، فلم يترك الرسول وسيلة إلا لجاء اليها ولكن عندما وجد منهم الغدر استخدم معهم الصرامة والقوة 0

المبحث الثالث

نماذج من شفقة الصحابه وسلف الامه

لم تقتصر الشفقة في الاسلام وفي دعوة المدعوين على رسولنا الكريم بل كان للصحابة وسلف الآمة دوراً هاماً في الشفقة ، فقد روى الإمام ابن كثير عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه سمع صوت رجلين في مسجد النبي ﷺ قد ارتفعت اصواتهم فجاء فقال اتدريان أين انتما ؟ ثم قال : من أين أنتما ؟ قال : من أهل الطائف ، فقال لو كنتم من أهل المدينة لأوجعتكما ضرباً 0 ([10] )

في هذه القصة سعى أمير المؤمنين إلى التعرف على شخصية الرجلين بالاستفسار عن موطنهم قبل اتخاذ الاجراء المناسب وفي ذلك لين في المعامله ودعوة للتأدب والتعلم في ذات الوقت 0

روى الإمام مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه رجلاً يجر إزاره فقال من أنت ؟ فانتسب له فإذا رجل من بني ليث فعرفه ابن عمر فقال : الا المخيله فإن الله لا ينظر اليه يوم القيامه (2)

من هذه القصة نجد أن ابن عمر لما رأى منكراً لم يعاقب الرجل أو سبه أو عنقه بل وجهه بالخير والشفقه و الملاينه 0

روى الامام مالك عن اسلم مولى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أن عمر بن الخطاب رأى طلحة بن عبيد الله عنده ثوباً مصبوغاً وهو محرم ، فقال عمر رضي الله عنه : ما هذا الثوب المصبوغ يا طلحه ؟ فقال طلحه يا أمير المؤمنين إنما هو مدر فقال عمر :

إنكم أيها الرهط أئمة يقتدي بكم الناس فلو أن رجلاً جاهلاً رأى هذا الثوب لقال إن طلحة بن عبيد الله كان يلبس الثياب المصبغة في الاحرام 0 ([11])

من الحوار السابق نجد ان عمر بن الخطاب كان حريصاً على عدم تعرض الجاهل لأمر يمس الدين فمعاتبته لطلحة بن عبد الله لم تكن من أجل الثوب وإنما هو قدوه يقتدي بها الناس 0

روى عن ابو داوود عن الزهري أن عثمان بن عفان أتم الصلاة بمنى من أجل الاعراب لأنهم كثروا فصلى الناس أربعاً ليعلمهم أن الصلاة أربع (2 )

من التوجيهات التي ذكرها الائمة لإتمام الصلاة انه فعل ذلك حتى لا يظن الاعراب أن الصلاة ركعتين ، وهو شكل من أشكال الدعوه بالعمل 0

كان عبد الله ابن مسعود – رضي الله عنه – يراعي الأزقات في تذكير الناس بالكوفة ولم يكن يذكرهم كل يوم خوفاً من أن يملهم ، فقد روى الإمام البخاري عن أبي وائل قال : كان عبد الله يذكر الناس كل خميس فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم ، قال أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم وإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي يتخولنا بها مخافة السآمة علينا (3) وهنا نجد مثلاً رائعاً لعبد الله بن مسعود ففي دعوته للناس وتذكيرهم لم يكن يدير أن يملوه من كثرة تذكيرهم ، وهنا درس هام للداعيه وهو عدم إصابة المدعو بالملل بكثرة الكلام وتكرار التذكير 0

كان عمرو بن العاص – رضي الله عنه – يتخول الناس بالموعظة فقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن أبي الهذيل قال : كان عمرو بن العاص يتخولنا : فقال رجل من بكر بن وائل لئن لم تنته قريش ليضعن هذا الآخر في جمهور من جماهير العرب سواهم ، فقال عمرو بن العاص : كذبت سمعت رسول الله يقول قريش ولاة الناس في الخير والشر إلى يوم القيامة

( [12] )

وذات يوم خطب عمار بن ياسر فأوجز وأبلغ فلما نزل قلنا يأبا اليقظان لقد ابلغت وأوجزت فلو كنت تنفست فقال إني سمعت رسول الله يقول : ان طول صلاه الرجل وقصر خطبته مئنه من فقهه فاطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة (2)

نصحت ام المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – قاص أهل المدينة بالتمسك بثلاث أمور ، فقد روى الامامان أحمد وأبو العلى عن الشعبي قال : قالت عائشة لإبن أبي السائب قاض أهل المدينة (( ثلاثاً لتتابعني عليهن أو لا ناجزنك )) فقال ما هن ؟ بل أنا أبايعك يا أم المؤمنين قالت : اجتنب السجع في الدعاء فإن رسول الله ﷺ واصحابه كانوا لا يفعلون ذلك وقص على الناس في كل جمعة مره فان أبيت فثنتين فإن أبيت فثلاثاً ولا تمل الناس هذا الكتاب ولا ألقينك تأتي القوم وهم في حديثهم فتقطع عليهم حديثهم ولكن اتركهم فإذا جرؤوك عليه وامروك به فحدثهم ( 3)

ومن حديث عائشة نجد أنها أمرت ابن ابي السائب بتخول الناس بالموعظه حيث يقص عليهم في كل جمعة مرة فإن أبي فثلاثة بين العلامة الخطيب البغدادي ضرورة توفير رغبة الناس ونشاطهم عند التحدث إليهم ودعوتهم بقوله (( حق الفائدة أن لا تساق إلا إلى متبغيها ولا تفرط إلا على الراغب فيها فإذا رأى المحدث بعض الفتور من المستمع فليسكت فالسلف الصالح كانوا يهتمون بتخول الناس بالموعظة كما كانوا يؤكدون على ضرورة الإيجاز في الموعظة ومراعاة نشاط الناس ورغبتهم في التحدث 0

أمر علي بن أبي طالب بمراعاة مستوى فهم الناس عند التحدث إليهم ودعوتهم حيث يترتب على عدم مراعاته من تكذيب الله ورسوله لأن الشخص إذا سمع ما لا يفهمه وما لا يتصوره إمكانه يعتقد استحالة جهلاً فلا يصدق وجود فإذا اسند إلى الله ورسوله يلزم تكذيبهما ، وروى الإمام مسلم عن عبد الله أنه قال : (( ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة ([13] )

الفصل الثاني

وسائل وأساليب تحقيق الشفقة بالمدعومين

المبحث الأول : وسائل تحقيق الشفقة بالمدعو الملم

يجب أن يسلك الداعية الأسلوب المناسب للوصول إلى غايته وتبليغ رسالته ولا يتأنى له ذلك إلا إذا كان على دراية بأحوال المعوين فإنهم مختلفوا الطباع ومختلفوا الاستعداد للتلقي فإذا كان الداعية على معرفة لهذه الأمور فإن بلاغه لهم سيقع منهم موقع التأثير والفهم والوضوح وهذا هو منهج الرسول في تبليغ ، روي عن الامام مسلم بسنده عن أبي سعيد قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ([14] ) وفي الحديث دلالة على وجود اختيار الاسلوب الأمثل والمناسب لحاة المدعو 0

وقبل الخوض في أساليب تحقيق الشفقة يجرنا الحديث أولاً عن الخصائص العامة للأساليب الدعوية وهي :

    • الفطرية : أي انسجام الأساليب الدعوية مع الفطرة الإنسانية فالداعي هو الذي يختار الشكل المناسب فمنها ما يلامس عقل المدعو ويحرك فكره ويدعوه إلى التدبر ومنها ما يلامس ويحرك عواطفه مثل اسلوب الموعظة الحسنة 0 (2 )
    • التنوع : ونعني بها تعدد أشكالالآساليب الدعوية وتنوعها تنوعاً يغطي حاجات الدعوة ، فالدعوة تحتاج إلى اسلوب القوة كما تحتاج إلى أسلوب ( اللين ) والشفقة وتحتاج إلى اسلوب المواجهة بالخطأ كما تحتاج الى اسلوب التعميم وعدم المواجهة فقد كان رسول الله ﷺ يقول أحياناً عند الانكار (( ما بال أقواماً يقولون كذا أو يفعلون كذا )) وكان يواجه أحياناً صاحب الخطأ فيقول (( ما بال مقاله بلغتني عنكم …. ( [15] )
    • التطور : ونعني بها عدم ثباتها على شكل واحد فإن الاساليب الدعوية تختلف من وقت لآخر ومن حال لحال حسب مقتضيات الأزمان وقد يصلح اسلوب دعوي مع شخص معين في حاله أو عمر معين ولا يصلح مع آخر فقد يتطور الاسلوب الدعوي الواحد من ترغيب الى ترهيب ، أو من موعظة حسنة إلى هجر ومن هجر إلى ضرب أحياناً قال الله تعالى : (( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ….. )) ( 2 )
  • يجب أن يتبع الداعية اللين مع المدعوين ، فاللين ضد الخشونة يقال : فلان ملينه : أي لين الجانب ، وفي الحديث (( يتلو كتاب الله ليناً )) أي : سهلاً على السنتهم ، قال تعالى (( فبما رحمة من الله لتن لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم ))
  • ومن أقوال المفسرين : قال البغوي : لنت لهم : سهلت لهم أخلاقك وكثر احتمالك ، وقال ابن الجوزي ( لان جانيك وحسن خلقك وكثر احتمالك ) ، وقال الرازي ( لينة رسول الله ﷺ مع القوم : عباره عن حسن الخلق مع القوم )) ، وسبق أن تحدثنا عن لين رسول الله ﷺمع المسلمين والمنافقين والمشركين واليهود وما كان لهذا الاسلوب من صدى لدى المسلم وغير المسلم 0
  • يعتبر اسلوب المدح من أساليب الدعوة المؤثرة ، ونجد في سيرة رسول الله ﷺ شواهد على مدح للمدعويين ، روي عن أبي بكر قال : قال النبي ﷺ أرأيتم إن كان جهينة ( قبيلة قحطانية ) ومزينة ( قبيلة عدنانية ) وأسلم وغفار خيراً من بني تميم وبني أسد ومن بني عبد الله بن غطفان ومن بني عامر بن صعصعه فقال رجل : خابوا وخسروا ، فقال : هم خير من بني تميم ومن بني أسد ([16] ) ومن بني عبد الله بنغطفان ومن بني عامر بن صعصعه 0
  • هذه القبائل الممدوحة كانوا حول المدينة وكانوا من أسبق القبائل للإسلام فحصلوا على هذه المكانة والشرف فمدحهم الرسول مدحاً صادقاً هم أهل لأنهم السباقين للإسلام 0
  • اسلوب الحكمة من الأساليب الدعوية الهامة لما لها من جانب العقل ، فالحكمة هي اصابة الحق بالعلم والعقل ، والحكمة عبارة عن معرفة افضل الاشياء بأفضل العلوم ، وفسر ابن كثير الحكيم بقوله : الحكيم في أفعاله وأقواله فيضع الأشياء في محالها ، نجد أن الداعي لا بد من اختيار المنهج المناسب لتطبيقه في الموقف المناسب والحاله المناسبه فلا بد من اختيار المنهج العاطفي للموقف العاطفي ، والمنهج العقلي للموقف الجدلي والموقف الحسي للموقف التجريبي ومن هنا استخدم الرسول ﷺ المنهج العاطفي والعقلي معاً مع الشاب الذي جاء يستأذن في الزنا ، فقد أخرج الإمام أحمد في سنده عن أبي أماصر رضي الله عنه قال : إن فتى شاباً أتى النبي ﷺ فقال : يا رسول الله ائذن لي بالزنا 0 فأقبل القوم عليه فزجروه وقال : مه مه ، فقال : ادنه فدنا منه قريباً ، فجلس قال : اتحبه لأمك قال : لا جعلني الله فداءك قال : ولا الناس تحبه لأمهاتهم قال : أفتحبه لإبنتك ، قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك يا رسول الله قال : و لا الناس يحبونه لبناتهم قال : افتحبه لأختك قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك يا رسول الله قال : ولا الناس يحبونه لآخواتهم .. )) قال : فوضع يده عليه وقال اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء ([17] )
  • في هذا الحديث نجد قول الرسول للشاب ادنه وتقريبه منه ووضع يده عليه ودعاؤه له كل ذلك من أساليب المنهج العاطفي الذي يحرك الشعور ومناقشة الشاب باستخدام القياس المساوي ومجادلته له بالخير من أساليب المنهج العقلي ، واستخدام الاسلوبين معاً من مظاهر حكمة الرسول ﷺ في اسلوب الدعوة 0
  • ومن مظاهر اسلوب الحكمة في الدعوة ترتيب الأولويات وتقديم الأهم على المهم وتقديم الأمور العقائدية على العبادات والأخلاق وتقديم الفروض على النوافل والمحرمات على المكروهات والمصالح العامة على المصالح الخاصة عند التعارض ومما يدل على ذلك الواقع العملي للدعوة الاسلاميةو في الصدر الأول حيث بدأت الدعوة بتأسيس العقائد ثم انتقلت إلى بيان الشريعة والاحكام ، ومن أساليب الحكمة أيضاً أن يكون الداعي ذو أخلاق كريمة ولين الجانب قال تعالى (( اشداء على الكفار رحماء بينهم … )) وقوله تعالى (( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين فليس من الحكمة وضع الشدة موضع اللين أو العكس ([18] )
    • كذلك يعتبر اسلوب الموعظة الحسنة من الاساليب الدعوية الهامة ، والموعظة مشتقة من وعظ يعظه وعظاً ووعظه نصحه وذكره بالعواقب وأمره بالطاعة قال تعالى (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )) والموعظة الحسنة في الاصطلاح الدعوي ترادفه النصيحة ، مثال ذلك استخدام الرسول اسلوب الموعظة الحسنة مع الرجل الذي بال في المسجد وتتعدد أشكال الموعغظة الحسنة في الدعوة منها : القول الصريح اللطيف أو الإشارة المفهومة أو الترغيب والترهيب أو الوعد بالنصر والتمكين 0
    • استخدام القُدوة والقُدوة في اللغة : الأسوة : يقال فلان قدوة يقتضى به والقُدوة : المثال الذي يشتبه به غيره فيعمل مثل ما يعمل قال تعالى

(( لقد كان في رسول الله أسوة حسنة )) وقال تعالى (( قد كانت لكم أسوة حسنة في ابراهيم

والذين معه ))

وفي اسلوب الرسول ﷺ في الدعوة بالقدوة الحسنى قوله (( صلوا كما رأيتموني أصلي )) وقال رسول الله في الحج (( خذوا عني مناسككم )) وفي ليلة الاسراء جاء جبريل عليه السلام للرسول ليعلمه الصلاة فاقتدى به الرسول واقتدى الصحابة الكرام برسول الله ﷺ 0

    • قد يكون استخدام القوة له تأثير في تأكيد دور الداعي وإن كانت بتلطف روي عن الإمام مسلم بسنده عن حذيفه قال : قلنا إذا حضرنا مع النبي طعاماً لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله فيضع يده ، وانا حضرنا مره طعاماً فجادت جاريه كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ الرسول بيدها ثم جاء اعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده فقال رسول الله ﷺ إن الشيطان يستحل الطعام ان لا يذكر اسم الله عليه وانه جاء بهذه الجارية يستحل بها فأخذت بيدها فجاء بهذا الاعرابي ليستحل به فأخذت بيده 0([19] )
    • وفي هذا الحديث نرى أن الرسول وجد أن سرعة احداث الموقف تستدعي استعمال اسلوب القوة فأمسك بيد الجارية ثم أمسك بيد الاعرابي اذا كان الموقف يستدعي أسلوب اللين والرفق فهو أهم الأساليب وأولها وإن كان يستدعي مخاطبة قوى العقل للنظر في قدرة الخالق فإن الداعيه يسلك وإن كان الموقف يستدعي القوة والقسوة لعدم جدوى اللين فليستعمل القوة
    • روى الإمام مسلم بسنده عن مسلمة بن الأكوع قال ان رجلاً أكل عند رسول الله بشماله فقل : كل بيمينك قال : لا استطيع قال : لا استطعت ما منعه إلا الكبر قال : فما رفعها إلا فيه (2)
    • فالكبر عند هذا الرجل حال دون امتثاله لآوامر النبي فلم يعد الاسلوب اللين والرفقة تأثير فعدل الرسول ﷺ الاسلوب الى القوة القولية 0

المبحث الثاني : وسائل تحقيق الشفقة بالمدعو غير المسلم

  • تختلف إلى حد ما وسائل الدعوة مع المدعويين غير المسلمين فهي تقتضي من الداعي معرفة لغة وثقافة المدعو غير المسلم لا سيما اذا كانت لغته غير عربية فالتواصل الغوي والفكري والبيئي بين الداعي والمدعو له أمر هام 0
  • أكبر خطأ يرتكبه الداعي مع من يدعو أن يبدأ معه حيث انتهى هو فهماً وقولاً وعملاً فعلى الداعي أن يبدأ من المدعو من حيث النقطة التي انتهى منها المدعو قال عمر بن عبد العزيز (( والله لا استطيع أن أخرج لهم شيئاً من أمر الدين إلا ومعه طرف من الدنيا استلين به قلوبهم خوفاً من ان ينخرط علىّ من لا طاقة لي به ))
  • وقال ابن الجوزي (( لا ينبغي لعالم أن يملي ما لا يتحمله عقول العوام ))
  • وقال البخاري : قال علي رضي الله عنه (( حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا مل ينكرون اتحبون أن يكذب الله ورسوله ))
  • وقال ابن مسعود ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم الا كأن فتنة لبعضهم 0
  • استخدام الجدل وإقامة الحجة على الخصم المخالف وعدم ترك للمجادل حجة يتمسك بها او شبهه يستدل بها على باطله ويقول ابن تيميه (( كل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الاسلام حقه )) 0 ( [20] )
  • ويعتبر اسلوب المجادلة من اساليب الدعوة يقال جادله مجادلة وجدالاً : أي ناقشة وخاصمة والجدل اللدد في الخصومة والقدرة عليها والمجادلة : المناظرة والمخاصمة والجدل في الاصطلاح عرفه العلماء بأنه عبارة عن دفع المرء خصمه عن فساد قوله بحجة أو شبهة قال تعالى : (( وجادلهم بالتي هي أحسن )) وقال تعالى (( وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق )) 0
  • ويعتبر الإنترنت من وسائل الدعوة الهامة في المخاطبة لغير المسلم ، حيث يلعب دوراً حيوياً يمكن من خلالها تحسين صورة الاسلام في مواجهة من يشوهون ويلصقون به التهم عن طريق الصحف الالكترونية تتعقب المخالطات وترد عليها زتهتم بالتعريف بالاسلام لغير المسلم وتنشر المراجع الاساسية في شرح القرآن والاحاديث وتساهم في تعليم اللغة العربية كما تلعب الشبكة دوراً هاماً في ربط المغتربين بأوطانهم الأصلية ومن ثم الحفاظ على هويتهم ، ومن ثم فالانترنت لم يعد ترفاً بل وجب على كل داعي لخدمة الاسلام والدعوة 0 ([21] )

الخاتمة

الحمد لله الذي أعانني على إتمام هذا البحث والذي يتعرض لموضوع الشفقة في الدعوة بالمدعويين وفيها انتهت الباحثة الى بعض النتائج أهمها : –

  • أهمية دور الداعية في نشر الدعوة الاسلامية سواء لدى المسلم أو غير المسلم 0
  • المام الداعي بوسائل الدعوة المختلفة والعمل على تنوعهما وتطويرها حسب مقتضيات العصر الحديث 0
  • اتخاذ سيرة الرسول في الشفقة مع المدعويين سبيلا نسير على خطاه لنصل إلى الهدف المنشود 0
  • التركيز على شبكة الانترنت كوسيلة جديدة من وسائل الدعوة لأنها تصل لإناس في أقصى الأرض وتأتي بنتائج فعاله إذا خطط لها جيداً 0
  • تأكيد دور الجمعيات والمؤسسات والجامعات في اعداد الداعي اعداداً علمياً وفق مقتضيات العصر الحديث ، وتسليحه بالمعرفه الكافيه 0

وفي الختام أرجو من الله العلي القدير أن يكون هذا البحث في ميزان حسناتي ابتغي به رضا الله تعالى ، وأن ينال رضا اساتذتي الكرام ، والله الموفق

  1. تهذيب اللغة ، لأبي منصور محمد ابن احمد الأزهري ، ج 8 ، تحقيق عبد المنعم خفاجه ، الدار المصرية للتأليف والنشر – مكتبة الخانجي بالقاهرة ، صـــ 332

    معجم مقاييس اللغة ، لأبي الحسن أحمد بن فارس بن زكريا ، تحقيق عبد السلام هارون ، الطبعة الأولى ، دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة ، صـــ 197 ، الجزء الثالث 0

    لسان العرب 0 للإمام العلامه أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور 0 دار صادر بيروت ، الجزء العاشر ، صـــ 179 ↑

  2. المصباح المنير في غريب شرح الكبير 0 الشيخ العلامة أبي العباس أحمد بن محمد بن عباس المقريء الفيومي ، صـــ 216

    تهذيب اللغة العربية ، مرجع سابق ، جـ 5 ، صــ 49

    لسان العرب ، مرجع سابق ، جــ 12 ، صــ 230 ↑

  3. 1- احمد بن نافع بن سليمان المورعي 0 الحكمة والموعظة الحسنة وأثرهما في الدعوة إلى الله في ضوء الكتاب والسنة – دار الأندلس الخضراء – طـ 1 . جدة 1418 هـــ صـــ 65 ↑
  4. 1- سورة الانبياء أ الأية : 107

    2- عطا الله بن عبد الغفار أبو مطيع السندي ، الأربعون في الشفقة والرحمة ، أضواء السلف ، صـــ 27 ↑

  5. 3- حمود بم جاير الحارثي 0 دعوة النبي لالأعراب – دار المسلم للنشر والتوزيع – الطبعة الآولى ، 1419 هـــ ، الرياض ، صــ 229 ↑
  6. 1- حمود بن جابر الحارثي 0 دعوة النبي للاعراب ، مرجع سبق ذكره صــ 219 ↑
  7. 2- حمود بن جابر الحارثي 0 دعوة النبي للاعراب ، مرجع سبق ذكره صــ 219

    1- مرجع سبق ذكره صــ 219

    2- مرجع سبق ذكره صــ 233 ↑

  8. 1- زياد محمود العاني 0 أساليب الدعوة والتربية في السن النبوية 0 طـ 1 دار عمار النشر – عمان ، 1420 هــ –

    2000 م ، صـ 208 ↑

  9. نفس المرجع ، صــ 211

    نفس المرجع ، صــ 218 ↑

  10. فضل الهي 0 صفات الداعين مراعاة أحوال المخاطبين في ضوء الكتاب والسنة ويسر الصالحين 0 ط01 مكتبة المعارف للنشر – الرياض ، 1417 هـــ – 1996 م صـــ 130

    المرجع نفسه ، صـــ 135 ↑

  11. نفس المرجع ، صــ 133

    نفس المرجع ، صــ 134

    نفس المرجع ، صــ 135 ↑

  12. عبد الحميد البلاني 0 المصفى من صفات الدعاة 0 دار الدعوة ، صـ 72

    فضل الهي من صفات الداعية ، مرجع سبق ذكره ـ صــ 131

    المرجع السابق ، صـــ 127 ↑

  13. 1- فضل الهي 0 مرجع سبق ذكره ، صــ 139 ↑
  14. 1- زياد محمود العالي 0 أساليب الدعوة والتربية في السنة النبوية ، مرجع سابق ، صـــ 190

    2- جمعه امين عبد العزيز – مرجع سابق ، صــ 227 ↑

  15. 1- عبد الغفار غزير 0 من الدعوة الاسلامية وقواعد تطبيقها 0 مرجع سابق صــ 58

    2- محمد ابو الفتح البيانوني 0 مرجع سابق ، صــ 98 ↑

  16. 1- حمود بن جابر الحارثي 0 دعوة النبي للأعراب 0 مرجع سابق صــ 248 ↑
  17. 1- محمد ابو الفتح البيانوي 0 المدخل إلى علم الدعوة 0 ط 3 0 مرجع سابق ، صـــ 249 ↑
  18. 1- المرجع السابق صـــ 251 ↑
  19. 1- فضل الهي 0 مرجع سابق ، صــ 138

    2- نفسه ، صــ 142 ↑

  20. 1- عبد الغفار عزيز 0 من الدعووة الاسلامية وقواعد تطبيقها – مكتبة الرشد 0

    ط1 1427 هـــ – 2006 م ، صـــ 55

  21. 1 – جمال ماضي 0 كتاب الدعوة المؤثرة – ط – المدائن للنشر جده ، 1415 هـــ صـــ 31 ↑

__________________________________

اضغط الرابط أدناه لتحميل البحث كامل ومنسق جاهز للطباعة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *