بحث عن فن إدارة الحوار جاهز للطباعة وورد docx‎

المقدمة :-

لو أردت أن تكون جذاباً في حديثك فعليك أن تصوغه على شكل حوار .

لو أردت أن تكون مقبولاً في كتاباتك فلا تتجاهل أسلوب الحوار ، فقد صار الحوار بلا مبالغة كالشمس للنهار . فلا تهمله لأنك كلما أحسنت إدارة الحوار كان جاذبيتك أكثر . فالحوار هو جدل النفس الصادقة في سعيها للاطمئنان عن طريق سعيها للمطابقة بين ثوابتها في العقل التكويني مع حقائق الكون الأخرى في الحياة وفي العقل فالحوار لابد أن يكون بقصد الحصول على المعرفة لا غير فلو جاء بغير هذا أي بالعجب أو بالفعل أو التشهير فقد ألغي الحسن فيه وصار قبيحاً .

مفهوم الحوار

يؤكد المهتمون بأدبيات التربية بأن الحوار من أهم أدوات التواصل الفكري والثقافيوالاجتماعي والاقتصادي التي تتطلبها الحياة في المجتمع المعاصر لما له من أثر فيتنمية قدرة الأفراد على التفكير المشترك والتحليل والاستدلال، كما أن الحوار منالأنشطة التي تحرر الإنسان من الانغلاق والانعزالية وتفتح له قنوات للتواصل يكتسبمن خلالها المزيد من المعرفة والوعي، كما انه طريقة للتفكير الجماعي والنقد الفكريالذي يؤدي إلى توليد الأفكار والبعد عن الجمود ويكتسب الحوار أهميته من كونه وسيلةللتآلف والتعاون وبديلاً عن سوء

الفهم والتقوقع والتعسف.

لغة: الجواب، وقيل المحاورة: المجاوبة والتحاور والتجاوب

اصطلاحاً: حوار يجري بين اثنين أو أكثر حول موضوع محدد للوصول إلى هدف معين

ولقد أكد ديننا الإسلامي على قيمة الحوار وأهميته في حياة الأمم والشعوب، وذلك منخلال ما ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز حيث قال سبحانه {أدع إلى سبيل ربكبالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}، وهذا توجيه حكيم إلى أمة محمدبأهمية استخدام الحكمة والحوار في دعوة الناس إلى طريق الحق من خلال الحوار الهادفوالتذكير بالله والمجادلة بالكلم الطيب مما يشير إلى قيمة كبيرة في حياة كل مسلموهي استخدام الكلمة الطيبة والدعوة الصادقة في التعامل مع الناس وفي حوار الآخر وفيالتأكيد على قيمة الرفق بالآخر والصبر وإظهار محاسن الدين بالقدوة الحسنة.

ولقد خطت المملكة خطوة موفقة في مجال نشر ثقافة الحوار بين أبناء المجتمع السعوديمن خلال إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الذي عقد خمسة لقاءات في مدنالمملكة ناقش فيها مواضيع مهمة تهم شرائح كبيرة من المجتمع، ودعا مؤسسات المجتمعالمدني إلى الاهتمام بهذا الموضوع ونشره في مؤسساتها، وهذا ما لمسناه من خلالتوصيات اللقاءات السابقة.

ولقد تناول الكثير من التربويين مفهوم الحوار وأهميته في حياة الأفراد والشعوب منخلال دراسات علمية تربوية، حيث أصبح الحوار في عصر المتغيرات المتسارعة مهارةحياتية لا غنى للجميع عنها من آباء وأمهات وأبناء وبنات، بل أصبحت مؤسسات المجتمعبحاجة ماسة إلى هذه المهارة المهمة والمهارة الذكية، التي تختصر المسافات لنقلالمعارف والآراء والأطروحات والقيم والأفكار والاتجاهات.

والمتأمل لحياتنا اليومية يجد أن الحوار هو مرتكز أساس لحياتنا وخاصة بعد دخولالاتصالات المادية التي هي جزء من نشر الحوار اليومي من خلال أجهزة الاتصالاتالهاتفية والقنوات الفضائية.

وبما إن الحوار أصبح حاجة إنسانية وعلماً يدرس ومهارة تكتسب فإن هناك أسساً لهذاالعلم ينطلق من خلال التعرف على مفهوم الحوار وأنواعه وأهميته في حياتنا اليوميةسواء أكان هذا الحوار معداً له من قبل أو من خلال الحوار التلقائي البسيط الذي يجريبين الناس دون إعداد أو ترتيب. ويعمل الحوار على تهميش ثقافة أحادية التفكيروالإقصاء الذي يمارسه البعض تجاه الآخر مما يساعد على التعرف على الآراء المطروحةوأسباب طرحها لكي يسهل الحوار من خلالها للوصول إلى إظهار الرأي وبيان وجاهته وقيامالحجة على الطرف الآخر.

وتظهر أهمية الحوار بأنه حاجة إنسانية مهمة يتواصل فيها الإنسان مع غيره لنقل آرائهوأفكاره وتجاربه وقيمه، كما أن الشعوب أصبحت في حاجة ماسة لنقل حضارتها من خلالالحوار، كما ان الحوار يساعد الإنسان إلى تقوية الجانب الاجتماعي في شخصيته من خلالحواره مع الآخرين وتواصله معهم، كما ان العصر الذي نعيش فيه أصبح لزاماً علىالإنسان أن يدرك مهارة الحوار من خلال ظهور القنوات الفضائية فأصبح في عالم متسارعمن الاكتشافات العلمية والانفجارات المعرفية في جميع مجالات الحياة.

أنواع الحوار :

1 – الحوار الوطني:

هو الحوار الذي يجري بين أبناء المجتمع لمناقشةالقضايا الوطنية من خلال مؤسسات المجتمع المدني أو الأمني وقد يكون في مؤسسة عامةتعنى بالحوار الوطني مثل مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والذي احتضن خمسةلقاءات وطنية وجميع اللقاءات السابقة تناولت مواضيع تهم شرائح المجتمع.

الحوار الديني:

وهو حوار يجري بين مجموعة من الناس للتعرف على تعاليم دينناالإسلامي ودعوة الآخرين إلى الدخول في ديننا وشرح بعض الكتب الفقهية.

2 – الحوار الاقتصادي:

ويعنى هذا الحوار بالجوانب الاقتصادية التي تتناول المواطن أوالمؤسسات الاقتصادية وتتخذ هذه الحوارات أدوات متعددة من خلال اللقاءات المتلفزة أومن خلال المنتديات الاقتصادية أو من خلال المؤتمرات الاقتصادية، كما حدث في مدينةالرياض قبل أيام قريبة مما جعل أصحاب التخصص الواحد يناقشون بفاعلية جميع الهموموالرؤى الاقتصادية تحت مظلة وطنية متخصصة.

3 – الحوار التربوي:

تعمل المؤسسات التربوية في تحديد العديد من الموضوعات التربويةللحوار حولها مع المعنيين بالشأن التربوي من مفكرين ومثقفين وباحثين وتربويين ومنأهم هذه الحوارات المؤتمرات التربوية السنوية أو لقاءات الجمعيات المتخصصة مثلجمعية جستن التربوية ولقاءات الإشراف التربوي، وتعمل هذه الحوارات على نشر الرؤىوالأفكار التربوية وتصحيح المفاهيم الخاطئة.

4 – الحوار الأمني:

وهي الحوارات التي تعقد في المؤسسات الأمنية لمناقشة القضايا التيتهم المجتمع وتعمل على التواصل معه من خلال المؤتمرات والندوات والبحوث الأمنيةلمناقشة مواضيع الجريمة والحرائق وحوادث السير والمخدرات وغيرها للوصول إلى حلولوالاستفادة من الأطروحات والأبحاث التي تنشر للوصول إلى تكامل في الخدمات الأمنية.

5 – الحوار السياسي:

وهذه الحوارات مهمة في حياة الدول والعالم كله إذ إن هذه الحواراتتعمل على مناقشة قضايا الحدود ومشكلاتها وتعمل على إيقاف الحروب وتبعاتها، كما إنهاتعمل على عقد اتفاقيات صلح ومعاهدات بين الدول وغيرها.

الحوار الاجتماعي: وهي حوارات تعقد في المؤسسات الاجتماعية لمناقشة القضاياالاجتماعية من خلال المؤسسات الحكومية والمؤسسات الأهلية.

6 – الحوار الرياضي:

مجموعة من الحوارات تعقد في الأندية الرياضية من خلال المعارض أوالمؤتمرات التي تعقد وتستخدم فيها وسائل الإعلام المتنوعة لنشر الأفكار والمعلوماتوالقوانين الجديدة وغيرها.

7 – الحوار التلقائي:

وهي أكثر الحوارات التي تجري في حياتنا اليومية من خلال لقاءاتنافي المناسبات الاجتماعية والمنازل وفي اتصالاتنا الهاتفية وهي حوارات متنوعة وغيرمركزة تبدأ فجأة وتنقطع وغالباً لا تركز على موضوع محدد ولا تتوصل إلى نتائج محددة.

ويؤكد المهتمون بالحوار بأن من أهم أسباب نجاح الحوار يعود إلى إدراك المحاورين إلىآداب الحوار وإلى فنياته الموصلة إلى الهدف ومن أهم آداب الحوار أن يكون المحاورحاضر الذهن مركزاً في الطرح وألا يقاطع الطرف الآخر ولا يسابقه بالحديث ولا يرفعصوته وأن يحسن النية بالطرف الآخر ولا يظهر الظن السيئ به لأنه حضر لكي يطرح رأيهللوصول إلى الحقيقة، ويحدد الموضوع مسبقاً بين المتحاورين لكي يسهل التركيز فيالطرح للوصول إلى النتيجة الإيجابية، وان يركز المتحاور على موضوع الحوار وليس صاحبالحوار من أجل أن يكون الحوار موضوعيا ومحققا للهدف، وليس من أجل تحقيق انتصار شخصيللطرف الآخر، وأن يستخدم الكلمات الجيدة بين المتحاوين وتحية بعضهم بتحية الإسلامالخالدة، والتحلي بالشجاعة في تقبل الرأي الآخر، وعدم الإساءة للآخرين بالعبارات أوالإشارات.

وتعد الحوارات الناجحة عندما يؤكد المحاور على فنيات الحوار الناجحة وتتمثل فيالتركيز على استخدام الأرقام والإحصائيات الدقيقة والحديثة واستخدام الرسومالبيانية التي تحدد تسلسل الموضوع وتفاعلات، وأن يكون لديه مؤشرات مهمة في طرحهلبعض المواضيع وذلك من خلال استقرائه للموضوع، ويجب أن يقلل المحاور من الانطباعاتالشخصية في حديثه وحواره، كما يعد استخدام التقنية في حواره أمراً مهماً من خلالزيادة التفاعل في طرحه وعرض أفكاره بشكل إيجابي، وتعد فنية مهارة الاستماع مؤشرارائعا لاستمرار الحوار والوصول للهدف كما إن تحديد موضوع الحوار والهدف منه مؤشرلإصدار الحكم على نجاح الحوار.

والمتأمل لآداب الاستماع عالية بين الحضور، كما شاهدنا احترام الآراء مهما اختلفالطرح، وفي المقابل طرحت الرؤى التصحيحية بشكل جيد لبعض الآراء، ولقد استخدم البعضالتقنية في عرض بعض المداخلات لتوضيح الفكرة، كما شاهدنا الكثير يستشهد بالأرقاموالإحصائيات لتأكيد ما يعتقده، كما تم التركيز على المواضيع المطروحة ومناقشتها دونالنظر إلى أصحابها، مما يؤكد على أن النقد هادف وموصل للحقيقة، ولقد كان النقلالمباشر للقاء مساعداً على مشاركة المجتمع لهذا التجمع الوطني الكبير الذي أصبح سمةمن سمات وطننا الحبيب وبدأت تذوب من خلاله الكثير من الاختلافات، وتزداد من خلالهوحدتنا الوطنية.

أهمية الحوار :

يعتبر الحوار من وسائل الاتصال الفعّالة، وتزداد أهميته في الجانب التربوي في البيت والمدرسة.
ولأنّ الخلاف صبغة بشرية فإن الحوار من شأنه تقريب النفوس وترويضها،
وكبح جماحها بإخضاعها لأهداف الجماعة ومعاييرها، ويتطلب الحوار مهارات معينة، قواعد له إجراءات وآداب تحكم سيره، وترسم له الأطر التربوية التي من شأنها تحقيق الأهداف المرجوّة،
إنّ في ثنايا الحوار فوائد جمّة نفسية وتربوية ودينية واجتماعية وتحصيلية تعود على المحاور
بالنفع كونها تسعى إلى نمو شامل وتنهج نهجا دينيا حضاريا ينشده كثير من الناس.
و القرآن الكريم أولى الحوار أهمية بالغة في مواقف الدعوة والتربية ، وجعله الإطار الفني لتوجيه الناس وإرشادهم إذ فيه جذب لعقول الناس، وراحة لنفوسهم. إن الأسلوب الحواري في القرآن الكريم يبتعد عن الفلسفات المعقّدة، ويمتاز بالسهولة ، فالقصة الحوارية تطفح بألوان من الأساليب حسب عقول ومقتضيات أحوال المخاطبين الفطرية والاجتماعية، وغلّف تلك الأساليب بلين الجانب وإحالة الجدل إلى حوار إيجابي يسعى إلى تحقيق الهدف بأحسن الألفاظ، وألطف الطرق، قال تعالى :
( اذهبا إلى فرعون إنه طغى ، فقولا له قولاً ليناً لعلة يتذكر أو يخشى ) طه 43،44 0
وقوله تعالى في موقف نوح علية السلام مع ابنة :
( وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوحٌ ابنهٌ وكان في معزِلٍ يبني اركب مّعنا ولاتكٌن مّع الكافرين ، قال ساوي إلى جبلٍ يعصمٌني مِن الماء قال لآ عاصِم اليوم مِن أمرِ الله إلا من رحِم وحال بينهما الموج فكان مِن المغرقين ) هود 42،43 0
هذا وقد ورد ذكر الحوار في أكثر من موضع في القران الكريم في مواقف للدعوة والتربية
والسطور الآتية تدور حول الحوار؛ ماهيّته وهدفه وأهميته ومقوّماته وكيفيته ، وفوائده التربوية،
لزيادة الرصيد المعرفي في التربية للمرشدين والمعلمين والآباء والأمهات. راجين أن تعمّ الفائدة الجميع…

الخاتمة :

مما سبق نستطيع ان نتبين ان هذا الموضوع شديد الاهمية ،

وينبغى أن نبذل فيه كل الجهود الممكنة ،

وان يحظى بكل العناية المتوفرة وكل الاهتمام المتسطاع تقديمه ،

وينبغى علينا أخذ الدروس والعبرات التى تفيد المجتمع والافراد ،

وهكذا لكل بداية نهاية وخير العمل ما حسن آخره

وخير الكلام ما قل ودل وبعد هذا الجهد المتواضع اتمنى ان اكون موفقه في سردي للعناصر موضحه لهذا الموضوع الشائق الممتع ،

ونسأل الله كل التوفيق لكم ولنا .

.
.

__________________________________

اضغط الرابط أدناه لتحميل المرفق كامل ومنسق جاهز للطباعة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *