نظرية التعلم بالاقتران ” نظرية جاثري “
إدوين غوثري من مواليد 9 يناير 1886 في لينكولن نبراسكا، كان أحد خمسة أطفال، وكانت والدته معلمة في المدرسة، وكان والده مدير متجر، وحصل على شهادة البكالوريوس والماجستير من جامعة نبراسكا، ومتخصص في الرياضيات والفلسفة وعلم النفس، والتحق بجامعة بنسلفانيا كزميل لهاريسون وحصل على الدكتوراه في عام 1912، ويعكس تدريبه التعليمي وخلفيته الإطار المرجعي التحليلي في كتاباته النفسية .
نظرية جاثري
في نظريته يتجنب جاثري ذكر الدوافع أو التكرار أو المكافآت أو العقاب، ويشير إلى المحفزات والحركة مجتمعة، وهناك نوع واحد من التعلم، ونفس المبدأ الذي ينطبق على التعلم في حالة واحدة ينطبق أيضا على التعلم في جميع الحالات، ولا ينشأ الاختلاف الملحوظ في التعلم عن وجود أنواع مختلفة من التعلم بل عن أنواع مختلفة من المواقف، وتحدد نظرية تواصل جاثري أن “مجموعة من المحفزات التي رافقت حركة ما ستتم متابعتها عند تكرارها”، ووفقا لجاثري كان كل التعلم نتيجة للارتباط بين حافز معين والاستجابة، وعلاوة على ذلك ،دد جادل جاثري أن المحفزات والاستجابات تؤثر على أنماط معينة من الحواس الحركية، وما تعلمته هو الحركات ، وليس السلوكيات.
في نظرية التعلم بالاقتران لا تلعب المكافآت أو العقوبة دورا مهما في التعلم لأنها تحدث بعد حدوث ارتباط بين التحفيز والاستجابة، ويحدث التعلم في تجربة واحدة (كل شيء أو لا شيء)، ومع ذلك نظرا لأن كل نمط من أشكال التحفيز مختلف قليلا، فقد يكون من الضروري إجراء العديد من التجارب لإنتاج استجابة عامة، وأحد المبادئ المثيرة للاهتمام التي تنشأ من هذا الموقف يسمى “postremity” والذي يحدد أننا نتعلم دائما آخر شيء نقوم به استجابةً لحالة تحفيز محددة، وتقترح نظرية التعلم بالاقتران أن النسيان يرجع إلى التداخل وليس بمرور الوقت، والمحفزات تصبح مرتبطة مع ردود جديدة، ويمكن أيضا تغيير الشرط السابق من خلال الارتباط بتثبيط الاستجابات مثل الخوف أو التعب، ودور الدافع هو خلق حالة من الإثارة والنشاط الذي ينتج استجابات يمكن تكييفها .
وتهدف نظرية التعلم بالاقتران إلى أن تكون نظرية عامة للتعلم، على الرغم من أن معظم الأبحاث الداعمة للنظرية أجريت مع الحيوانات، وقام غوثري بتطبيق إطاره على اضطرابات الشخصية (مثل غوثري ، 1938)
مثال على نظرية جاثري
النموذج التجريبي الكلاسيكي لنظرية جاثري هو أن القطط تتعلم الهرب من صندوق الألغاز (غوثري وهورتون ، 1946)،و استخدم غاثري صندوقا بألواح زجاجية سمح له بتصوير الحركات الدقيقة للقطط، وأظهرت هذه الصور أن القطط تعلمت تكرار نفس تسلسل الحركات المرتبطة بالهروب السابق من الصندوق، ويحدث التحسن لأن الحركات غير ذات صلة غير معروفة أو غير مدرجة في الجمعيات المتعاقبة، ومن مباديء النظرية :
1- من أجل حدوث التكييف ، يجب أن يستجيب الكائن الحي بفاعلية (أي فعل الأشياء) .
2- بما أن التعلم ينطوي على تكييف حركات معينة ، يجب أن يقدم التعليم مهام محددة للغاية .
3- التعرض للعديد من الاختلافات في أنماط التحفيز أمر مرغوب فيه من أجل إنتاج استجابة معممة .
4- يجب أن تكون الاستجابة الأخيرة في موقف التعلم صحيحة لأنها الاستجابة التي سيتم ربطها .
جاثري ومحفوظات تاريخ علم النفس
درس غاثري الرياضيات في المدارس الثانوية لمدة خمس سنوات في لنكولن وفيلادلفيا، وفي عام 1914 التحق بجامعة واشنطن كمدرس في قسم الفلسفة وتحول إلى قسم علم النفس بعد خمس سنوات، وخلال صعوده إلى أستاذ كامل في عام 1928 طور نظرية التعلم بالتعاون مع ستيفنسون سميث، الذي كان حينها رئيس قسم علم النفس في واشنطن، وتزوج غاثري من هيلين ماكدونالد من بيركلي كاليفورنيا، في يونيو 1920، وسافروا على نطاق واسع وفي فرنسا التقى غوتري مع بيير جانيت، الذي ترجم مبادئ العلاج النفسي مع زوجته، وكان لكتابة جانيت تأثير كبير على تفكير غاثري إلى علم النفس الوصفي لجانيت والمفاهيم الفسيولوجية كمصادر للعمل، وأضاف غوثري نظرية موضوعية للتعلم .
وفي الجزء الأخير من العشرينات من القرن العشرين اهتم جوثري بموضوعات مثل الانصهار على فترات غير موسيقية، وقياس الانطواء والانقلاب، والغرض والآلية في علم النفس، وبدا أكثر ميلا إلى استكشاف التعلم في ثلاثينيات القرن العشرين وما بعده، وتشرفنا كثيرا بانتخاب غاثري رئيسا للجمعية الأمريكية لعلم النفس، وخلال الحرب العالمية الثانية كان ملازما في الجيش الأمريكي حيث عمل مستشارا للفرع الخارجي للأركان العامة لإدارة الحرب ومكتب معلومات الحرب، وحصل على عميد كلية الدراسات العليا بجامعة واشنطن عام 1943، وكان غاثري يعتبر سلوكيا، والسلوكية هي مدرسة علم النفس التي شعرت أن علم النفس يجب أن يستند إلى دراسة ما يمكن ملاحظته، واستبعد علماء السلوك الملاحظة الذاتية كوسيلة علمية للتحقيق والتجربة المفضلة، و درسوا مفهوم الارتباط وحدوده في شرح كيفية حدوث التعلم. تعتمد تفسيرات غاثري في كتاباته على نظرية التعلم “مزيج من المحفزات التي رافقت الحركة على تكرارها تميل إلى أن تتبعها تلك الحركة” .
الحياة المبكرة والتعليم لجاثري
ولد غاثري في لينكولن نبراسكا، لأب كان يملك متجرا يبيع البيانو والدراجات، وأم كانت معلمة بالمدرسة، ولاحظ أن نظرياته بدأت بداية مبكرة عندما قرأ هو وصديقه أصل داروين للأنواع والتعبير عن العواطف في الإنسان والحيوان بينما كانا في الصف الثامن، وتخرج جاثري في سن السابعة عشر بعد أن كتبت أطروحة كبيرة مثيرة للخلاف إلى حدّ ما تقول “أن العلم والدين، كونهما يعتمدان على الكلمات، والكلمات التي تعتبر رمزية تعتمد على معانيها على تجربة المستخدمين والمراجعين، لن تكون لديهم فرصة في التعبير عن الحقيقة المطلقة”، وحصل جاثري على لقب القارئ العادي في كنيسته الأسقفية المحلية أثناء دراسته للحصول على درجة فلسفة من جامعة نبراسكا، وهذه الجامعة التي نسب إليها مساعدته في متابعة اهتماماته المتنوعة لأن “الجامعة ليس لديها أي جهاز حالي من الدورات المطلوبة والمناهج الدراسية، وهذه الحرية مكنت من إدراج دورات في كل من اللاتينية واليونانية والتي كانت قد بدأت في ارتفاع المدرسة، والرياضيات من خلال حساب التفاضل والتكامل .