بحث عن التشبيه وورد doc
التّشبيه: بيان أن شيئاً أو أشياء شاركت غيرها في صفة أو أكثر، بأداة هي الكاف أو نحوها، ملفوظة أو غير ملفوظة.
وتنشأ بلاغة التّشبيه من أنه ينتقل بك من الشيء نفسه إلى شيء طريف يُشبهه، أو صورة بارعةٍ تمثّله، وكلما كان هذا الانتقال بعيداً لا يخطر على البال، أو ممتزجاً بقليل أو كثير من الخيال، كان التّشبيه أروع للنفس وأدعى إلى إعجابها واهتزازها.
فلو قلنا: إنّ فلاناً يُشبه فلاناً في الطول، أو أن الأرض تشبه الكرة، لم يكن لهذه التشبيهات أثر للبلاغة، لظهور المشابهة، وعدم احتياج العثور عليها إلى براعة وجهد أدبي، ولخلوّها من الخيال.
* * *
وقد جرى (أي اعتاد) العرب على تشبيه الجواد بالبحر والمطر، والشجاع بالأسد، والوجه الحسن بالشمس والقمر، والعالي المنزلة بالنجم، والحليم الرزين بالجبل، والأماني الكاذبة بالأحلام….
* * *
1) أركان التشبيه
قال الشاعر:
أنتَ كالليث في الشجاعة والإقـ دام، والسيفِ في قراعِ الخطوب
لقد رأى الشاعر ممدوحه متصفاً بوصفين، هما: الشجاعة ومصارعة الشدائد، فبحث له عن نظيرين في كلّ منهما تظهر إحدى هاتين الصفتين قوية، فشبهه بالأسد في الأولى، وبالسيف في الثاني، وبيّن هذه المضاهاة بأداة هي الكاف.
فنحن نرى أن شيئاً جُعِل مثيلَ شيء في صفة مشتركة بينهما، وأن الذي دلّ على هذه المماثلة أداة هي الكاف، وهذا ما يُسمّى بالتشبيه، وله أركان أربعة:
ـ الشيء الذي يُراد تشبيهه، ويُسمّى المشبّه.
ـ والشيء الذي يُشبَّه به بين الطرفين، ويُسمّى المشبّه به.
ـ والصفة المشتركة بين الطرفين، وتسمّى وجه الشّبه، ويجب أن تكون الصفة في المشبّه به أقوى وأشهر منها في المشبّه.
ـ ثمّ أداة التّشبيه، وهي الكاف وكأنّ ونحوهما.
ولابدّ في كلّ تشبيه من وجود الطرفين، وقد يكون المشبّه محذوفاً، ولكنّه يُقدّر في الإعراب، وهذا التقدير بمثابة وجوده، كما إذا أجبنا على السؤال: كيف سلمى؟ فقلنا: “كالزهرة الذابلة”، فإنّ الزهرة خبر لمبدأ محذوف، والتقدير هي الزهرة الذابلة، وقد يحذف وجه الشبه وقد تُحذف الأداة.
أقسام التّشبيه
للتشبيه أقسام عديدة، وفق ما مرّ بنا من غياب بعض أركان التّشبيه، وهذه الأقسام هي:
التشبيه المرسل، وهو ما ذُكرت فيه الأداة. مثل: سرنا في ليل بهيم كأنه البحر ظلاماً.
التشبيه المؤكّد، وهو ما حُذفت منه الأداة.
التّشبيه المجمل، وهو ما حُذف منه وجه الشّبه.
التشبيه المفصّل، وهو ما ذكر فيه وجه الشّبه.
التشبيه البليغ، وهو ما حُذفت منه الأداة ووجه الشّبه.
أغراض التّشبيه
أغراض التّشبيه كثيرة، منها ما يأتي:
أ- بيان مكانة المشبّه: وذلك حين يُسند إليه أمر مستغرب لا تزول غرابته إلاّ بذكر شبيه له.
ب- بيان حاله: وذلك حينما يكون المشبّه غير معروف الصفة قبل التّشبيه، فيعطيه التشبيهُ الوصفَ.
ج- بيان مقدار حاله: وذلك إذا كان المشبّه معروف الصفة قبل التّشبيه معرفة إجمالية، وكان التّشبيه يُبيّن مقدار هذه الصفة.
د- تقرير حاله: كما إذا كان ما أُسند إلى المشبّه يحتاج إلى التّثبيت والإيضاح بالمثال.
هـ- تزيين المشبّه أو تقبيحه
1- التشبيه:
التشبيه لغة الدلالة على مشاركة أمر لأمر آخر في معنى .
واصطلاحا: إلحاق المشبه بالمشبه به بأداة تشبيه.
أركان التشبيه :
1- المشبه
2- المشبه به..وهما طرفي التشبيه
3- أداة التشبيه
4- ووجه الشبه.
طرفا التشبيه:
للتشبيه باعتبار الطرفين ثلاث تقسيمات:
1- التشبيه باعتبار حسية الطرفين
2- التشبيه باعتبار إفراد الطرفين وتركيبهما
3- التشبيه باعتبار تعدد الطرفين أو أحدهما
أولاً : التشبيه باعتبار حسية الطرفين :
ينقسم هذا التشبيه الى اربعة اقسام :
1- أن يكون الطرفان حسّـيّـين: كما في تشبيه القد بالغصن والخد بالورد.
2- ان يكون الطرفان عقليان: كما في تشبيه العلم بالحياة , والجهل بالموت.
3- كون المشبه عقلياً والمشبه به حسياً: كتشبيه العلم بالنور في الهداية.
4- كون المشبه حسياً والمشبه به عقلياً: كتشبيه النهار بالأمل.
ثانياً: التشبيه باعتبار إفراد الطرفين وتركيبهما:
وينقسم الى أربعة أقسام:
1- كون الطرفين مفردين مطلقين :
2- كون الطرفين مركبين.
كقول الشاعر:
والبدر يستر بالغيوم وينجلي كتنفس الحسناء في iiمرآتها
3- كون المشبه مفرداً والمشبه به مركباً.
كما في قول الشاعر:
كأن الأقحوان وقد iiتبدَّتْ محاسنه فراقت كل iiعينِ
عماد زبرجدٍ وقباب iiتبرٍ تحف بها شرفات اللجينِ
4- كون المشبه مركباً والمشبه به مفرداً:
كقول الشاعر:
لا تعجبوا من خالة في خده كل الشقيق بنقطة iiسوداء
ثالثاُ: التشبيه باعتبار تعد الطرفين أو أحدهما:
وينقسم إلى أربعة أقسام:
1- التشبيه الملفوف: وهو ما تعدد طرفاه وأتي بالمشبهات في جانب على طريق العطف أو غيره مما يقتضي الانفصال ، ثم يأتي بالمشبهات بها في الجانب الآخر كقول الشاعر:
ليل وبدر وغصن شعر ووجه iiوقد
خمر ودر iiوورد ريق وثغر iiوخد
2- التشبيه المفروق:هو ما اتي فيه بمشبه ومشبه به ثم بمشبه ومشبه به وهكذا ….
كقول الشاعر:
فإذا شكا فالقلب برق خافق وإذا بكى فدموعه iiالأمطار
3- تشبيه التسوية : هو ما تعدد فيه المشبه دون المشبه به كقول الشاعر:
صدغ الحبيب وحالي كلاهما كالليالي
وثغره في iiصفاء وأدمعي iiكاللآلي
4- تشبيه الجمع : هو ما تعدد فيه المشبه به دون المشبه.
كقول الشاعر:
كم نعمة مرت بنا وكأنها فرس يهرول أو نسيم ساري
تقسيمات في التشبيه باعتبار وجه الشبه:
اولاً ينقسم التشبيه إلى مفرد ومركب ومتعدد:
1- المفرد :
هو ما كان وجه الشبه منتزعاً من أمر واحد أو كان وجه الشبه لفظا مفرداً.
2- المركب :
هو ما كان وجه الشبه منتزعاً من أمرين أو أكثر . بعد مزج لتتكون الهيئة التي قصد منها وجه الشبه من دون النظر إلى الأجزاء التي تكونت منها الهيئة .
3- المتعدد :
هو ماكان وجهه أكثر من أمر واحد من غير تركيب ولا انتزاع هيئه بل أخذت كل صفة على وجه الاستقلال .
ثانياً : وجه الشبه يكون حسياً أو عقلياً أو مختلفاً:
1- الواحد الحسي: ولا يكون طرفاه إلا حسيين.
2- المركب الحسي : ولا يكون طرفاه إلا مركبين أو مقيدين ولو تقييداً اعتبارياً ليتأتى انتزاع الهيئة التي قصد أن تكون وجه الشبه.
3- الواحد العقلي : وطرفاه يكونان عقليين وحسيين ومختلفين لأن الصفات العقليه كالكروم والشجاعه تقوم بالامور الحسية
4- المركب العقلي : وهو ما كان منتزعاً من أمور عقليه أو بعضها حسي وبعضها عقلي.
5- المتعدد الحسي
6- المتعدد العقلي.
7- المتعدد المختلف .
التشبيه المجمل والمفصل:
المجمل: ما لم يذكر وجه الشبه ….وهو نوعين
1- ظاهر: يفهمه كل احد كقول : فلان بحر أي المراد تشبيهه بالبحر بالكرم والجود
2- خفي: لايدركه إلا الخاصة
المفصل :
ماصرح فيه بوجه الشبه على أن يكون منصوباً على التمييز أو مجروراً بفي كقول الشاعر:
ياشبيه البدر iiحسناً وضياء iiومنالاً
وشبيه الغصن ليناً وقواما iiواعتدالاً
التشبيه المؤكد والتشبيه المرسل:
التشبيه المؤكد: ما حذفت منه الأداة كقوله تعالى (( وهي تمر مر السحاب)) أي الجبال
التشبيه المرسل: ما ذكرت أداته كقول الشاعر:
أنا كالماء إن رضيت صفاء وإذا ما سخطت كنت iiلهيباً
التشبيه البليغ:
هو ما حذفت منه الأداة ووجه الشبه.
كقول الشاعر:
النشر مسك والوجوه iiدنا نير وأطراف الأكف عنا
التشبيه الضمني:
تشبيه لا يوضع فيه المشبه والمشبه به في صورة من صور التشبيه المعروفة بل يلمحان في التركيب :
كما في قول المتنبي:
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميتٍ iiإيلام
التشبيه المقلوب:
هو جعل المشبه مشبها به بإدعاء أن وجه الشبه فيه أقوى وأظهر . ويؤتى به لبيان الاهتمام به وإظهاراً لشأنه
كقول الشاعر:
وبدا الصباح كأن iiغرته وجه الخليفة حين يمتدح
أغراض التشبيه:
هي الأمور التي تحمل على الإتيان به وتعود في الغالب إلى المشبه لأنه هو الذي يطلب ما يتعلق به وقد يعود الغرض إلى المشبه به.
1- بيان أن وجود المشبه ممكن.
وذلك في كل أمر غريب يمكن أن يخالف فيه ويدعى امتناعه فيقاس على شيء مسلم الوقوع
كقول البحتري:
دان إلى أيدي العفاة iiوشاسع عن كل ندٍّ في الندى وضريبِ
كالبدر أفرط في العلو iiوضوؤه للعصبة السارين جد iiقريبِ
2- بيان حال المشبه :
أي صفته التي هو عليها وذلك اذا كان المخاطب يجهل صفة المشبه فتلحقه بمشبه به معروف عنده
كما في قول النابغة:
كأنك شمس والملوك iiكواكب إذا طلعتَ لم يبد منهن كوكبُ
3- بيان مقدار حال المشبه:
من القوة والضعف والزيادة والنقصان وذلك اذا كان المخاطب يعرف صفته على الجملة ولكنه يجهل مقدار تلك الصفة فتقيسه على شيء يعرف نقدار حاله
كقول المتنبي في وصف الاسد:
ماقوبلت عيناه إلا iiظنتا تحت الدجى نار الفريق حلولا
4- تقرير حال المشبه :
أي تمكينها وتقويتها في ذهن السامع بإظهارها في صورة أوضح وأقوى ما يكون في تشبيه المعقول بالمحسوس كقوله تعالى (والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه).
5- تزيين المشبه:
والمراد تحسينه في ذهن السامع بقرنه إلى صورة حسنة .
كقول الشاعر:
لا يرعك المشيب يا ابنة عبد الله فالشيب زينة iiووقارُ
إنما تحسن الرياض اذا iiما ضحكت في خلالها iiالانوارُ
6- تقبيح المشبه :
أي تصويره للمخاطب بصورة قبيحة .
كقول اعرابي في ذم امراة:
وتفتح –لاكانت- فما لو iiرأيته توهمته باباً من النار iiيفتحُ
إذا عاين الشيطان صورة وجهها تعوذ منها حين يمسي iiويصبحُ
لها جسم برغوث وساقا iiبعوضة ووجه كوجه القرد بل هو iiأقبحُ
الأمثلة:
وإذَا مَا سَخطتُ كُنتُ لهيبا (1) أنا كالماءَ إِنْ رَضيتُ صفاءً
(2) سِرْنا في ليل بَهيم [1] كأَنَّهُ البَحْرُ ظَلاماً وإِرْهاباً.
(3) قال ابنُ الرُّومىّ [2] في تأْثير غِناءِ مُغَنٍّ:
سِنَةٌ تَمَشَّى فِي مَفَاصِل نُعَّس [3] فَكأَنَّ لذَّةَ صَوْتِهِ وَدَبيبَها
(4) وقال ابنُ المعتزّ:
ـتارٌ جَلَتْهُ حَدَائِدُ الضَّرَّابِ [4] وكأَنَّ الشمْسَ الْمُنِيرَةَ دِيـ
(5) الجَوَاد في السرعة بَرْقٌ خاطِفٌ.
تجْتَليكَ الْعُيُونُ شَرْقاً وغَرْبا [5] (6) أَنْتَ نجْمٌ في رِفْعةٍ وضِياء
(7) وقال المتنبي وقدِ اعْتَزَمَ سيفُ الدولةِ سَفَرًا:
نَحْنُ نَبْتُ الرُّبا وأَنْتَ الْغمام [6] أَيْنَ أَزْمَعْتَ أَيُّهذا الْهُمامُ؟
(8) وقال الْمُرَقَّش:
نِيرٌ وَأَطْرَافُ الأَكُفُّ عَنَم [7] النَشْرُ مِسْكٌ وَالْوُجُوه دَنا
البحث:
يُشبه الشاعر نفسه في البيت الأَول في حال رضاه بالماء الصافي الهادئ، وفي حال غضبه بالنار الملتهبة، فهو محبوب مخوف وفي المثال الثاني شُبِّه الليلُ في الظلمة والإِرهاب بالبحر. وإِذا تأَمَّلت التشبيهين في الشطر الأَول والمثال الثاني رأَيت أَداة التشبيه مذكورة بكل منهما، وكلُّ تشبيه تذكر فيه الأَداةُ يسمى مرسلا. وإِذا نظرت إلى التشبيهين مرة أخرى رأيت أَن وجه الشبه بُيِّنَ وفُـصِّلَ فيهما، وكله تشبيه يذكر فيه وجه الشبه يسمى مفصلا.
ويصف ابنُ الرومى في المثال الثالث حُسن صوت مُغنٍّ وجميلَ إيقاعه، حتى كأَنَّ لذة صوته تسرى في الجسمٍ كما تسرى أوائل النوم الخفيف فيه، ولكنه لم يذكر وجه الشبه معتمدًا على أنك تستطيع إدراكه بنفسك الارتياح والتلذذ في الحالين. ويشبه ابنُ المعتز الشمس عند الشروق ودينار مجلوّ قريب عهده بدار الضرب، ولم يذكر وجه الشبه أيضاً وهو الاصفرار والبريق، ويسمى هذا النوع من التشبيه، وهو الذي لم يذكر فيه وجه الشبه، تشبيهاً مجملا.
وفي المثالين الخامس والسادس شُبِّه الجواد بالبرق في السرعة، والممدوح بالنجم في الرفعة والضياء من غير أَن تذكر أداةُ التشبيه في كلا التشبيهين، وذلك لتأكيد الادعاء بأَن المشبه عينُ المشبه به، وهذا النوعُ يسمى تشبيهاً مؤكدًا.
وفي المثال السابع يسأَل المتنبي ممدوحه في تظاهر بالذعر والهلَع قائلا: أين تقصد؟ وكيف ترحل عنا؟ ونحن لا نعيش إلا بك، لأَنك كالغمام الذي يحيى الأَرض بعد موتها، ونحن كالنَّبتِ الذي لا حياة له بغير الغمام. وفي البيت الأخير يشبه المرقش النشر، وَهو طِيبُ رائحة منْ يصف، بالمسك، والوجوه بالدنانير، والأنامل المخضوبة بالعنم، وإذا تأَملت هذه التشبيهات رأيت أنها من نوع التشبيه المؤكد، ولكنها جمعت إلى حذف الأداة حذف وجه الشبه. وذلك لأَن المتكلم عمد إِلى المبالغة والإِغراق في ادعاء أن المشبه هو المشبه به نفْسُه. لذلك أَهمل الأَداة التي تدل على أَن المشبه أَضعفُ في وجه الشبه من المشبه به، وأَهمل ذكرَ وجه الشبه الذي ينمُ عن اشتراك الطرفين في صفة أو صفات دون غيرها. ويسمى هذا النوع بالتشبيه البليغ، وهو مظهر من مظاهر البلاغة وميدان فسيح لتسابق المجيدين من الشعراء والكتاب.
القواعد
(3) التشبيهُ الْمُرْسَلُ ما ذُكِرَتْ فِيه الأداةُ.
(4) التشبيهُ الْمُؤَكَّد ما حُذِفتْ منهُ الأَداة.
(5) التشبيهُ الْمُجْمل ما حُذِف منه وجهُ الشبهِ.
(6) التشبيهُ الْمُفَصَّلُ ما ذُكِرَ فيه وجهُ الشبهِ.
(7) التشبيه البليغُ ما حُذِفت منهُ الأَداةُ ووَجهُ الشبه [8]
نموذج
(1) قال المتنبي في مدح كافور:
وكلُّ الَّذي فَوْق الترابِ ترابُ إذا نِلت مِنْك الوُدَّ فالمالُ هَيِّنٌ
(2) وصف أعرابي رجلاً فقال:
كأنَّه النهار الزاهر والقمرُ الباهر الذي لا يخفى على كل ناظر.
(3) زرنا حديقةً كأنها الفِرْدوْسُ في الجمال والبهاء.
(4) العالِمُ سِراجُ أُمَّته في الهِداية وَتبديد الظلاَم.
الإجابـة
(1) كل الذي فوق التراب تراب بليغ حذفت الأداة ووجه الشبه
(2) مدلول الضمير في كأنه النهار الزاهر مرسل مجمل ذكرت الأداة ولم يذكر وجه الشبه
(2) مدلول الضمير في كأنه القمر الباهر مرسل مجمل ذكرت الأداة ولم يذكر وجه الشبه
(3) الضمير في كأنه العائد على الحديقة الفردوس مرسل مفصل ذكرت الأداة ووجه الشبه
(4) العالم سراج مؤكد مفصل حذفت الأداة وذكر وجه الشبه
بيِّن كل نوع من أَنواع التشبيه فيما يأْتي:
قال المتنبي:
كقُلُوبِهِنَّ إِذَا الْتَقِى الْجَمْعان [9] إَنَّ السُّيُوفَ مع الَّذِين قُلُوبُهُمْ
مِثْل الجُبانِ بِكَفِّ كُلِّ جبانِ [10]ِ تلقَى الحُسَامَ على جراءَةِ حدِّه
(2) وقال في المديح:
خِلعُ الأَميرِ وحقَّهُ لَمْ نَقْضِهِ [11] فَعَلَتْ بنَا فِعْل السماءِ بِأَرْضِهِ
(3) وقال:
وَلا رُسُلٌ إِلاَّ الْخَمِيسُ العَرمرم [12] ولا كُتْبَ إِلا المشرفِيَّهُ عِنْدهُ
(4) وقال:
كفاها فكانَ السَّيْف والكفَّ والقَلْبَا [13] إذا الدولةُ اسْتكفتْ بهِ في مُلِمَّةٍ
(5) قال صاحب كليلةَ ودمنة:
مال كالأسد يُهابُ وإِن كان رابضاً [14] . الرجُل ذو المروءَة يُكْرمُ على غير
ـأَبْرار طاهِرةٌ نَقِيَّهْ [15] (6) لكَ سِيرةٌ كَصحِيفَة الْـ
(7) المالُ سَيْفٌ نَفْعاً وضَرًّا.
(8) قال تعالى: {ولهُ الجوَارِ المنْشَآتُ فِي البحْرِ كالأَعلام [16] }.
(9) قال تعالى: {فَتَرى القوْم فِيهَا صَرعى كَأنَّهُمْ أعجازُ نخْلٍ خاوِيةٍ [17] }.
(10) قال البُحْتُرِى في المديح:
نَا شَبيهاً بِك الرَّبيعُ الجديدُ ذَهبتْ جدَّةُ الشِّتاءِ ووافا
يتَقضى وأَنتَ لِلِعيدِ عِيدُ ودنَا العِيدُ وهو لِلنَّاسِ حتى
(11) قال تعالى: { ألَمْ تَر كيفَ ضَرب اللهُ مثلاً كلِمةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طيِّبة [18] أصْلُها ثَابتٌ وفَرْعُهَا فِي السَّماءِ تُؤتي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ [19] بِإِذنِ ربِّها ويضْرِبُ الله الأَمْثال لِلنَّاسِ لَعلَّهُمْ يتذكَّرُون. ومثلُ كَلِمةٍ خَبِيثَةٍ كشَجرةٍ خبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ [20] مِنْ فَوْق الأرضِ مالَها مِنْ قَرار [21] }.
(12) وقال تعالى: { اللهُ نُورُ السَّمواتِ والأرْضِ مثَل نُورِهِ كَمِشكَاةٍ [22] فِيها مصباحٌ المصْباحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأنَّهَا كَوكَبٌ دُرِّيٌّ [23] يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُباركَةٍ زَيْتُونةٍ لا شَرْقِيَّةٍ ولا غَرْبِيَّةٍ [24] يكَادُ زَيتُهَا يُضِئُ ولو لم تَمْسَسْه نَار نُورٌ عَلى نُور [25] يهْدِى اللهُ لِنُورِهِ منْ يشَاءُ وَيضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ واللهُ بِكُلِّ شَيءٍ علِيم }.
(13) القلوبُ كالطير في الأُلفَةِ إِذَا أنِستْ.
(14) مدح أعْرابي رجلاً فقال:
له هِزَّة كهزَّة السيف إذا طَرِب، وجُرْأة كجرأة الليثِ إذا غضِب [26] .
(15) ووصف أعرابي أخاً له فقال:
كان أخي شَجراً لا يخلَفُ ثَمرُه، وبحْرًا لا يُخَافُ كَدرُه.
(16) وقال البحْتُرىُّ:
يكَدْنَ يُضِئْنَ لِلسَّاري الظلاَما قُصُورٌ كالكواكِبِ لا معَاتٌ
(17) رأىُ الحازم ميزان في الدّقَّة.
(18) وقال ابن التعاوِيذي [27] :
غِضاباً في السحاب لها زَئيرُ [28] إِذا ما الرَّعد زَمْجَر خِلْتَ أُسْدًا
(19) وقال السَّريُّ الرَّفَّاء [29] وصف شمعة:
تَحْكى لنا قَدَّ الأَسَلْ [30] مَفْتُولَةٌ مجدُولةٌ
والنارُ فِيها كالأَجْلْ كأَنَّها عُمْرُ الْفتى
(20) وقال أَعرابي في الذم:
لقد صغَّر فلاناً في عيني عِظمُ الدنيا في عينه، وكأَنَّ السائل إذا أَتاه ملَكُ الموْتِ إذا لاقاه.
(21) وقال أَعربي لأمير: اجْعلْني زِماماً من أَزِمَّتِكَ التي تَجُرُّ بها الأَعداءَ [31]
(22) وقال الشاعر:
لِنُفُوسٍ كالليْلِ في الإِظلامِ كَمْ وُجُوه مِثْلِ النَّهارِ ضِياءً
(23) وقال آخر:
إِذ كان حَظّى مِنَّك حظِّى مِنْهُمُ أَشْبهْتَ أَعْدائي فَصِرْتُ أُحِبُّهُمْ
(24) وقال البحتري في المديح:
إِرْهامِهِ والليْثِ في إِقدامِه [32] كالسيف في إِخْذَامِهِ والْغَيْثِ في
(25) وقال المتنبي في وصف شعره:
سَار فَهْو الشَّمْسُ والدُّنيا فَلَك [33] إِنَّ هذَا الشِّعْرَ في الشِّعْر ملَكْ
(26) وقال في المديح:
لكانُوا الظَّلاَمَ وكُنتَ النهارا فَلَوْ خُلِق النَّاسُ مِنْ دهْرِهمْ
(27) وقال في مدح كافور:
رجاءُ أِبي المِسْكِ الكَرِيم وقصُدهُ وأَمْضى سِلاحٍ قَلَّدَ الْمرْءُ نَفْسَهُ
(28) فلان كالمئْذنَة في استقامة الظاهر واعْوجاج الباطن.
(29) وقال السَّريُّ الرَّفَّاء:
فَارْتَدَّ وجْهُ الأَرْض وهْو سماءُ [34] بِركٌ تَحلَّتْ بِالكَواكِبِ أَرْضُها
(30) وقال البُحْتُرِى:
ـتَ سماءً وأَصْبح النَّاسُ أَرْضا [35] بِنْتَ بِالفَضْلِ والعُلُوِّ فأَصْبحْـ
(31) وقال في روضة:
بِريِّقِهِ لكنْتَ لَها غَمامَا [36] وَلَوْ لَمْ يسْتَهِلَّ لَها غَمامٌ
(32) الدنيا كالمِنْجَلِ استواؤها في اعوجاجها [37]
(33) الحِمْيةُ من الأَنامِ، كالحِمْيةِ من ا لطعام [38] .
(34) وقال المعري:
وشَبابُ الظَّلْماءِ في عُنْفُوانِ [39] فَكأَنِّي ما قُلْتُ واللَّيْلُ طِفْلٌ
ـج عليْها قلاَئدٌ مِنْ جُمَان [40] لَيْلتِي هذِهِ عَرُوسٌ مِن الزَّنْـ
هرب الأَمْن عَنْ فؤادِ الجبانِ هرب النَّوْمُ عنْ جُفُونِي فيهَا
(35) وقال ابن التعاويذى:
وهمُ بُدُور والأَسِنَّة أنْجُم [41] ركِبُوا الدَّياجِى والسرُوجُ أهِلَّةٌ
(36) وقال ابن وكِيع:
وتعرى اللَّيْل مِنْ ثَوْب الغلَسْ [42] سُلَّ سيْفُ الْفجْر مِن غمْدِ الدُّجى
(2)
اجعل كل تشبيه منَ التشبيهين الآتيين مفصَّلاً مؤكَّدًا ثم بليغاً:
وعجَاجَ خَيْلِهم سَحَابٌ مُظْلِمُ [43] وكأَنَّ إيماض السيُوفِ بوَارقٌ
(3)
اِجعل كل تشبيه من التشبيهين الآتيين مرسلاً مفصلاً ثم مرسلاً مجملاً:
سِدِ مَاءٌ جارٍ مَع الإخْوَان [44] أنَا نَارٌ فِي مُرْتقي نَظر الحا
(4)
اِجعل التشبيه الآتي مؤكدًا مفصولا ثم بليغاً، وهو في وصف رجلين اتفقا على الوشاية بين الناس:
على غَيْرِ شَيْءِ سِوى التَّفْرقةْ [45] كَشِقَّىْ مقص تجمَّعْتما
(5)
كوِّن تشبيهات مرسلةً بحيث يكون كلٌّ مما يأْتي مشبهاً.
الماءُ – القلاع [46] – الأزهار – الهلال – السيارة – الكريم – الرعد – المطر
(6)
كَوِّن تشبيهات مؤكدة بحيث يكون فيها كل مما يأْتي مشبهاً به:
نسيم ماءٌ زُلال جنَّة الخُلْدِ بُرْجُ بَابل
دُرٌّ زهرة ناضرة نار مُوقَدة البدر المتألِّق
(7)
كوِّن تشبيهات بليغةً يكون فيها كلٌّ مما يأْتي مشبهاً:
اللسان – المال – الشرف – الأبناء – الملاهي – الذليل – ا لحسد – التعليم
(8)
اشرح قول ابن التعاويذي بإيجاز في وصف بِطِّيخَة وبيِّن أنواع الشبيه فيه:
دمُها فِي كلِّ مِلَّة حُلْوةُ الريق حلاَلٌ
ـمْتها صَارت أهِلَّة نِصفُها بدْرٌ وإِنْ قسَّم
(9)
وازن بين قوليْ أَبى الفتح كُشاجم [47] في وصف روضتين ثم بيِّن نوع كل تشبيه بهما:
كما رَضىَ الصَّدِيق عَنِ الصَّدِيقِ ورَوْض عنْ صنِيعِ الغيثِ رَاض
كأَنَّ ثَراهُ مِنْ مِسْك فَتِيق [48] يُعِير الرِّيح بالنَّفَحات رِيحاً
بقايا الدَّمْعِ في الْخَدِّ الْمشُوق كأَنَّ الطَّلَّ مُنْتشِراً علَيْهِ
* * *
مَتَّصِل الْوَبْل سريعُ الرَّكض [49] غَيثٌ أَتانا مُؤْذِناً بالخَفْضِ
في حليها المُحْمرِّ والمُبْيَضِّ [50] فالأَرْضُ تُجْلى بالنَّباتِ الغَضِّ
ونرْجس زَاكِي النَّسِيمِ بضِّ [51] وأَقْحوان كاللجيْن المحْضِ
تَرْنو فيغشاهَا الْكرى فتُغضى [52] مِثْلِ العُيُون رُنِّقَت لِلْغمْضِ
(10)
صف بإيجاز ليلة مُمْطِرَة، وهاتِ في غضون وصفك تشبيهين مرسلين مجملين، وآخرين بليغين..
(3) تَشْبيهُ التّمثيل
الأَمثلة
(1) قال البُحْتُرىُّ:
مِنْهُ قُرْباً تَزْدَدْ مِن الْفَقْر بُعْدَا [53] هُوَ بَحْر السَّماحِ والجُودِ فَازْدَدْ
(2) وقال امْرُؤُ الْقَيْس:
علىّ بأنْواع اِلْهُمُومِ لِيبْتَلي [54] وَلَيْلٍ كَمَوْج البَحْر أرْخَى سُدُولهُ
* * *
(3) وقال أبو فراس [55] :
ـزَّهْر في الشَّطَّين فَصْلا [56] والماءُ يَفصِل بَيْنَ رَوْض الـ
أَيْدِىِ الْقُيُون عَلَيْهِ نَصْلا [57] كَبِساطِ وَشيٍ جرَّدَتْ
(4) وقال المتنبي في سَيْفِ الدولة:
كما نَفَضَتْ جَناحَيْها الْعُقاب [58] يَهُزُّ الْجَيْشُ حولَك جَانِبَيْهِ
(5) وقال السَّرىُّ الرَّفَّاءُ:
غَرِقَتْ في صَحيفَةٍ زَرْقاء وَكأَنَّ الْهِلاَلَ نُونُ لُجيْن
البحث:
يُشَبّه البحترى ممدوحَه بالبحر في الجود والسماح، وينصح للناس أن يقتربوا منه ليبتعدوا من الفقر، ويشبه امرؤ القيس الليل في ظلامه وهوْله بموج البحر، وأنَّ هذا الليل أرخَى حُجُبَهُ عليه مصحوبةً بالهموم والأحزان ليختبر صبْرَهُ وقوة احتماله. وإِذا تأملت وجْه الشبه في كل واحد من هذين التشبيهين رأيت أنه صفة أو صفاتٌ اشتركت بين شيئين ليس غيرُ، هي هنا اشتراك الممدوح والبحر في صفة الجود، واشتراكُ الليل وموجِ البحرِ في صفتين هما الظلمة والروعة. ويسمى وجه الشبه إذا كان كذلك مفردًا، وكونه مفردًا لا يمنع من تعدد الصفات المشتركة، ويسمى التشبيه الذي يكون وجه الشبه فيه كذلك تشبيهاً غير تمثيل.
اُنظر بعد ذلك إلى التشبيهات التالية:
يشبه أَبو فِراس حال ماء الجدول، وهو يجرى بين روضتين على شاطئيه حلاهما الزَّهْر ببدائع ألوانه مُنْبثًّا بين الخُضرة الناضرة، بحال سيف لماع لا يزال في بريق جدَّته، وقد جرّدَه القُيُون على بساط من حرير مُطَرَّز. فأَين وجه الشبه؟ أتظنُّ أَن الشاعر يريد أن يَعْقِد تشبيهين: الأَول تشبيه الجدول بالسيف، والثاني تشبيه الروضة بالبِساط الْمُوَشّي؟ لا، إِنّه لم يرد ذلك، إِنما يريد أَن يشبّه صورةً رآها بصورة تخيلها، يريد أن يشبه حال الجدول وهو بين الرياض بحال السيف فوق البساط الموشَّى، فوجه الشبه هنا صورة لا مفرد، وهذه الصورة مأخوذة أَو مُنْتَزَعَةٌ من أَشياء عدَّة، والصورة المشتركة بين الطرفين هي وجود بياض مستطيل حوله اخضرار فيه أَلوان مختلفة.
ويشبه المتنبي صورة جانبي الجيش: مَيْمَنَتِه ومَيْسَرَتِه، سيفُ الدولة بينهما، وما فيهما من حركة واضطراب.. بصورة عُقَابٍ تَنفُض جَناحَيْها وتحركهما، ووجه الشبه هنا ليس مفردًا ولكنه مُنْتَزَع من متعدد وهو وجود جانيين لشيءٍ في حال حركة وتمَوُّج.
وفي البيت الأَخير يشبه السَّريُّ حال الهلال أَبيض لمَّاعاً مقوّساً وهو في السماء الزرقاء، بحال نون من فضةٍ غارقةٍ في صحيفة زرقاءَ، فوجه الشبه هنا صورةً منتزعة من متعدد، وهو وجود شيءٍ أبيض مقوَّس في شيء أَزرق. فهذه التشبيهات الثلاثة التي مرت بك والتي رأيت أن وجه الشبه فيها صورةٌ مكوَّنة من أشياءَ عِدَّةٍ يسمّى كل تشبيه فيها تمثيلا.
القاعدة
(8) يُسمّى التشبيه تمثيلاً إِذا كان وجه الشبه فيهِ صورة مُنْتَزَعَة من متعدد، وغيْرَ تَمْثِيل إِذَا لم يَكُنْ وجْهُ الشَّبَهِ كذلك.
نَمُوذَجٌ
(1) قال ابن المعتز:
بَشَّرَ سُقْمُ الْهِلالِ بِالْعِيدِ قَدِ انْقضَتْ دَوْلةُ الصِّيام وقد
يُفْتَحُ فاهُ لأَكْل عُنْقُود [59] يَتْلُو الثرَيَّا كفَاغِرٍ شَرِه
(2) وقال المتنبي في الرثاء:
يصْولُ بلا كفٍّ ويسْعى بلا رِجْل [60] وما الموت إِلا سارقُ دَقَّ شَخْصُه
(3) وقال الشاعر:
قَمَرًا يكُرُّ عَلى الرّجال بكَوْكب وتراه في ظُلَمِ الوَغَى فتخَالُه
الإجابـة
المشبه المشبه به الوجه نوع التشبيه من حيث الوجه
(1) صورة الهلال
والثريا أمامه
صورة شره فاتح فاه
لأكل عنقود من العنب
صورة شيء مقوس
يتبع شيئاً آخر
مكوناً من أجزاء
صغيرة بيضاء تمثيل
(2) الموت اللص الخفي الأعضاء الخفاء وعدم الظهور غير تمثيل
(3) صورة الممدوح
وبيده سيف لامع
يشق به ظلام الغبار صورة قمر يشق ظلمة
الفضاء ويتصل به
كوكب مضئ
ظهور شيء مضئ
يلوح بشيء متلألئ
في وسط الظلام تمثيل
__________________________________
اضغط الرابط أدناه لتحميل البحث كامل ومنسق جاهز للطباعة
تنزيل “التشبيه.docx” التشبيه.docx – تم التنزيل العديد من المرات – 31.44 كيلوبايت