تحديات لابد من الإعداد لها ومواجهتها ( العولمة – الفجوة الرقمية – مشكلات العصر )
مشكلة البحث
العصر الحديث ملئ بالتحديات التي لابد من إعداد العدة لمواجهتها ومن يقف جامدا في مكانه سيصبح في ذيل الركب ولن يلحق به مهما حاول ذلك .
العصر الحديث يتميز بالسرعة الرهيبة في التقدم حتى أننا نجد على مدار الساعة تطورات رهيبة وسريعة في تقنيات العصر ومن أنظمة جديد تجتاح حياتنا .
ومن أهم التحديات التى لابد من مواجهتها ( العولمة – الفجوة الرقمية – مشكلات العصر )
إذا كان العالم شهد من قبل عصورا مختلفة مثل النهضة الصناعية و التكتلات الاقتصادية و الإقليمية فان المجتمع العالمى يدخل الآن فيما يطلق عليه العصر الرقمي أو الـ digital age حيث تحظى فيه المعلومات بأهمية قصوى، فقد وصفت الثورة المعلوماتية بالموجة التطورية الثالثة لما لها من تأثير على التنمية و تحقيق التطور داخل المجتمعات الإنسانية . فقد أصبح معيار التقدم و الغنى لأي إقليم في العالم لا يحكمه فقط حجم الصادرات و الواردات أو قوة العملة المحلية بقدر ما أصبح معيار التقدم يعكس مقدرة هذا الإقليم على اللحاق بركب ثورة المعلومات و فهم جوهر حتميتها . كما أصبحت الفجوة الاقتصادية المتعارف عليها محدودة الأبعاد أمام الفجوة الرقمية التى لا توجد فقط بين الشمال و الجنوب و لكن قد توجد داخل الإقليم او البلد الواحد بسبب عدم تدفق المعلومات بشكل كاف فيه .
و من هنا يمكننا أن نستخلص أن هذه التحديات لابد من الإعداد لها ومواجهتها مما يؤدي بنا إلى طرح التساؤل التالي :
هل نستطيع مواجهة العولمة والفجوة والرقمية ومشكلات العصر ؟
المقدمة
التجديد المستمر أصبح عنوان العصر ومعه تبنى المعايير والتوصيفات المحددة لمن هو المتخلف والمتقدم على كافة الاتجاهات والمجالات الحياتية.
ولم يعد في عالم اليوم الحافل بالمتغيرات السريعة أمر التطور محصورا في الجانب التكنولوجي أو العلمي فقط إذ بات من المفروض على كل من يريد العيش في هذا العصر ويتطلع لأن يكون رقما فيه ألا يظل متقوقعا على ذاته أو نفسه.
وليس في ذلك خروجا على المبادئ بل أن المسألة أصبحت مرتبطة بمقتضيات الارتقاء والنهوض بمستويات الأداء وضمان تحقيق الالتزامات التنموية والغايات الوطنية التي ينبغي أن تكرس لها كل الجهود باعتبار ذلك من الواجبات التي تقع على عاتق الجميع ولا يجوز لأحد مقابلتها بالتخاذل أو التهرب أو زرع الأشواك في طريقها.
ويشكل انتهاج سبل التطور والتمتع بروح التجدد واحدا من أهم وأمضى وسائل مواجهة تحديات العصر وتجاوز مصاعبها وليس هذا وحسب بل أن كل المؤشرات تدل على أنه لا بديل لذلك الانتهاج سوى التقهقر والسقوط في مهاوي الفشل والضياع.
ومن الإيجابية في هذه المواجهة بمضمونها وبعدها الإنساني يجري التجديد والتطوير في إطار البحث والسعي من أجل ابتكار وإنجاز النموذج الخاص المعبر عن الإرادة في جوهرها المتحضر دون الاكتفاء بموقف المقلد أو البقاء في موقع المتفرج وبخاصة في مجالات الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية.
العـولـمـة
تعريف العولمة
على انها تعنى عملية ازدياد النشاطات الاقتصادية والثقافية والسياسية بين الدول والمناطق الجغرافية المختلفة مما يقود الى ازدياد التفاعل والاعتماد المتبادل بينها وهى عملية متغيرة ولها العديد من المظاهر والأشكال
ولعل التحدى الأساسي الذي يواجهنا اليوم هو كيف يمكن الاستفادة من فرص العولمة والتقليل من أخطارها
فللعولمة ثاتيرات عديدة ومختلفة بعضها حسن ومرغوب ولابد من السعى الجاد لاكتسابه والاستفادة منه وبعضها الآخر سلبى وضار ولابد من مواجهتة والعمل لايجاد البدائل لها
ان الهدف الأولى والأساسي للعولمة اليوم بكل أشكالها هو تحقيق الربح المادى والسيطرة والاملاء من قبل الليبرالية العالمية الجديدة أو السوق الحر الذى سوف يكون الخيار الوحيد فى التعامل الدولى
ولعل من أهم وسائلها لتحقيق ذلك هو الدفع نحو :
(أ) انفتاح الحدود بين الدول
(ب) خصخصة القطاع العام
(ج) تقليل دور الدولة
(د) تشجيع المنافسة الحرة
(هـ) إخضاع الجميع لقوانين السوق العالمية,
(و) الإيمان بالفكرة القائلة على الكل أن يفكر عالميا ويعمل محليا
أهم التحديات التى تواجه المجتمع المدني
تواجه مؤسسات المجتمع المدنى اليوم وخصوصا فى العالم الاسلامى العديد من التحديات الداخلية والخارجية لعل من أهمها الاتى :
1. تأسيس وتقوية مؤسسات المجتمع المدني :
لعل من أهم التحديات التى تواجه اى دولة عصرية ترغب فى النهوض والتقدم هو كيف يمكن تأسيس وتقوية مؤسسات المجتمع المدنى على أسس علمية وسليمة ؟ وكيف يمكن تحسين علاقات هذة المؤسسات مع بعضها البعض ؟
فالحقيقة ان مؤسسات المجتمع المدنى فى كل دولة متنوعة ومتعددة وهذة الظاهرة هى سلاح ذو حدين فقد تكون ظاهرة حسنة ومفيدة اذا أحسن استثمارها ولكن قد تكون عكس ذلك تماما
2. توحيد الجهود وبناء الجسور
أما التحدى الثانى فهو كيفية توحيد الجهود وبناء الجسور بين كل مؤسسات المجتمع المدنى فى داخل الدولة من أجل جمع كل مصالحها واهذافها وتحقيق الرؤى المشتركة بينها
3. تحقيق المشروعية والاستقلالية
أما التحدى الثالت فهو امكانية تحقيق الآليات المشروعة والتى تستطيع تحقيق الشفافية والثمتيل والمحاسبة فى داخل مؤسسات المجتمع المدنى نفسها ودون تدخل الحكومة أوالتكتولات الحزبية
4. تطوير وتحسين المؤسسات التقليدية
أما التحدى الرابع فهو تحديد وتعريف دور ما سأطلق عليه بالمؤسسات التقليدية مثل القبيلة والعشيرة والطائفة فى الدولة الحديثة.
اذ لابد من التنويه
الى انه ليس كل المشاركات الاجتماعية لهذة المؤسسات التقليدية يمكن اعتبارها ايجابية ومفيدة لبناء الدولة العصرية وعليه فعلى كل من القبيلة والعشيرة والطائفة فى المجتمع ان تعيد صياغة دورها فى الدولة بما يتمشى والتحديات االتى تفرضها العولمة وبما يضمن استمراريتها ودورها الإيجابى فى بناء مجتمعنا ودولتنا العصرية
طرق مواجهة العولمة وكيفية الاستفادة منها
1. نشر الوعي والاعتراف بأهمية دور مؤسسات المجتمع المدني
ان العمل الجاد لنشر الوعى بين كل أبناء الشعب على أهمية مؤسسات المجتمع المدنى ودورها الاساسى فى النهوض باى دولة تريد ان تتقدم هو امرا ضرورى وهام ففى أعتقادى ان من أهم أولويات الاستجابة للعولمة
هو نشر الوعى والاعتراف بان هذه الظاهرة هى اختراع انسانى ومن حق الجميع قبولها أورفضها وعليه فعلى كل الشعوب ان تكون واعية لاخد أحسن ما هو موجود فى العولمة وترك كل ما هو ضار منها مع التاكيد على مبذا التنوع وحق الاخرين فى الاختيار
2. تكوين ثقافة مدنية معاصرة
لابد من تشجيع كل مؤسسات المجتمع المدنى على المشاركة والمساهمة فى تاسيس ثقافة العمل والتعأون والاحترام والوحده ونبد كل عوامل الهدم والفرقة والتخلف وذلك باستخدام كل الوسائل المشروعة والتى من أهمها وأولها انشاء مراكز معلومات ومراكز ثقافية ونوادى إجتماعية ومكاتب عامة فى كل أنحاء الوطن والتشجيع على حرية الاعلام وتوفير المعلومات المعلومات فى كل مكان
3. تطوير المؤسسات الاجتماعية التقليدية
بمعنى لابد من العمل العلمى والجاد على تطوير دور ومفهوم الآليات التاريخية والمؤسسات الاجتماعية التقليدية كالقبلة والعشيرة وتشجيعها على لعب دور حضارى ومتقدم أنا على يقين بأن هذة المؤسسات العريقة يمكن ان تلعب دورا هاما وأساسيا فى تطوير مجتمعاتنا اذا أحسن توظيفها وتوجيهها التوجيه السليم
4. تشجيع وتقنيين ظواهر التطوع والأعمال الخيرية
بمعنى لابد من تشجيع ظاهرة أوظواهر التطوع فى الاعمال الخيرية ان ظاهرة التطوع هى من أهم الركائز الاساسية فى عمل مؤسسات المجتمع المدنى ففى دراسة (عام 2005) لمؤسسات المجتمع المدنى فى أكثر من 37 دولة قام بها مركز دراسات المجتمع المدنى فى جامعة جون هوبكن بالولايات المتحدة الأمريكية كانت نسبة المتطوعين حوالى 44% من مجموع القوى العاملة فى المجتمع المدنى والحقيقة ان ظاهرة العمل التطوعى هى ظاهرة أصلية توجد فى كل المجتمعات وخصوصا التقليدية منها فعلى سبيل المثال لا الحصر ان ظاهرة ما عرف فى ليبيا بالرغاطة هى من أحسن وأرقى ظواهر العمل الجماعى التطوعى والتى لابد من أعادة تقديمها للاجيال الناشئة وتشجيعهم على القيام بها
5. أعداد البرامج العملية والمناسبة للتعامل مع العولمة
بمعنى لابد من التأكيد على السعى من أجل اعداد البرامج العملية والمناسبة واعتبار ذلك أمر ضرورى وواجب وأنه من الواجب على كل الشعوب وخصوصا الضعيفة ان تحصن انفسها وذلك بان تعدّ برامجها واساليبها المناسبة للتعامل مع القضايا التى تواجهها والاهتمام بتطوير مؤسسات المجتمع المدنى وتحديد دورها فى الدولة ان مواجهة العولمة فى نظرى يتطلب اعداد البرامج والخطط التى تنطلق مما نؤمن به والاستفادة بالحكمة التى توصل لها الغير وبمعنى أخر ان ايجاد مجتمع مدنى قوى فى الدولة الحديثة هو أحسن أستجابة لتحدى العولمة ومخاطرها
6. استقلالية وحرية مؤسسات المجتمع المدنى
فى تصورى ان استقلالية مؤسسات المجتمع المدنى ضرورة وشرط أساسى من أجل التعامل بنجاح فى تحدّ العولمةوهنا لابد من الاشارة والاعتراف بان دورالدولة مهم وضرورى فى عملية تاسيس واعادة بناء مؤسسات المجتمع المدنى ولكن لابد ان تكون عملية التاسيس عملية علمية ومدروسة وبحياد مطلق بمعنى على الدولة ان تدرك بانها لا تستطيع بناء ورعاية مؤسسات المجتمع المدنى بالقوة والإكراه فعلى مؤسسات المجتمع المدنى فى الدول الحديثة ان تنظر لنفسها على أنها الآليات الاسترتيجية والأساسية لتمكين العولمة والدفع بها من اجل تعزيز الاصالة المحلية ومحاربة الثقافة والقيم الامبريالية وفلسفتها الاستهلاكية الجديدة وعلى الدولة من جهة أخرى أن تعي بان دورها يقتصر على تحديد الأهداف العامة وإتاحة كل فرص الانفتاح والاختيار للجميع فى الوطن
7. بناء وتقنين العلاقة بين مؤسسات المجتمع المدنى والمؤسسات الاخرى
لابد من تشجيع مؤسسات المجتمع المدني بالسعي الجاد من اجل بناء وتقنين العلاقة بين مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الأخرى في الدولة وخصوصا في القطاعين الخاص والعام ( أو الحكومي ) إن مؤسسات المجتمع المدني هي عبارة عن آليات وأدوات للتعبير عن قيم إنسانية عديدة منها الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والديني وحتى السياسي وعليه فلابد على القطاعين (العام والخاص) في الدولة ان يشجعا هذا الظاهرة بكل الوسائل دون التدخل المباشر فى شؤونها أو محأولة احتوائها والى جانب هذا أيضا فلابد من السعي الجاد من اجل بناء الجسور وتقوية أواصل التعارف والتعأون بين مؤسسات المجتمع المدني في كل دول الجوار وكل الدول التى تجمعنا معها أهداف والمصالح ومشتركة
الفجوة الرقمية
✍ مفهوم الفجوة الرقمية :-
لقد أصبح تعبير الفجوة الرقمية شائعا خلال السنوات القليلة الماضية و هو تعبير يستخدم للدلالة على تلك الهوة الفاصلة بين الدول المتقدمة و الدول النامية فى النفاذ الى مصادر المعلومات و المعرفة و القدرة على استغلالها. و لقد ظهر هذا المصطلح على مستوى محلى فى البداية حيث كانت نشأته فى الولايات المتحدة الامريكية عام 1995م بصدور تقرير وزارة التجارة الامريكية الشهير بعنوان (السقوط من فتحات الشبكة ) و لكن سرعان ما اتسع المفهوم متجأوزا النطاق المحلى لينتشر استخدامه عالميا و يصبح بديلا جامعا من منظور معلوماتى لطيف الفوارق بين العالم المتقدم و العالم النامى و بين أقاليم العالم المختلفة .
العرب فى مواجهة الفجوة الرقمية
وفقا لتقرير التنمية الانسانية العربية لعام 2002، وبناءا على مؤشرات الكثافة الأتصالية وعدد الكمبيوترات ومواقع الانترنت وعدد مستخدميها يعانى الإقليم العربى فجوة رقمية على ثلاث مستويات: ـ
* أهم العوامل التى تؤدى الى الفجوة الرقمية بين الدول العربية والعالم المتقدم : ـ
1) اتخاذ الأنظمة العربية موقفا متحفظا ان لم يكن معاديا لتكنولوجيا الاتصالات إما لأسباب أخلاقية أو لأسباب سياسية لمنع الأصوات المعارضة من التعبير عن آرائها وسد الطريق أمام المواطن كى لا يطلع على مصادر اخبارية غير رسمية ، اضافة الى عقبات تقنية ومالية وغياب رؤية عربية موحدة للتطور المعلوماتى والاتصالات
2) كون تقانات المعلومات والاتصال بحكم طبيعتها ذات قابلية عالية للاحتكار والدمج .
3) الانتقال الى اقتصاد المعرفة مما أدى الى تحويل عملية انتاج المعرفة على أساس الربحية والذى أدى بدوره الى ارتفاع كلفة الحصول على المعرفة .
4) ارتفاع كلفة انشاء البنية التحتية لطرق المعلومات فائقة السرعة .
5) النزيف المتزايد للعقول العربية سواء الفعلى الذى يتم من خلال الهجرة أو الرقمى الذى يتم عن بعد من خلال شبكة الانترنت خاصة للنخبة المتخصصة فى مجال تقانات المعلومات والاتصالات والتى تتعرض حاليا لجذب شديد من قبل الدول المتقدمة بما ينذر باستبعاد الدول العربية من مجال البحوث والتطوير .
6) سرعة تغير تقانات المعلومات والاتصالات يزيد من صعوبة التخطيط التقانى .
7) الاستعمار الجديد للفضاء المعلوماتى تسود فيه القوى العالمية المتقدمة معظم مناطقه وتستقطب مواقعه على الشبكة العالمية الويب معظم الزوار .
فجوة رقمية على النطاق الإقليمي بين البلدان العربية : ـ
هناك فجوة بين الدول العربية وبعضها البعض، ففى حين لا تتعدى نسبة الحاسبات الشخصية فى سوريا 1.6% لكل 100 ساكن أو 36مستعمل للانترنت من بين كل عشرة آلاف مواطن، تتصدر الإمارات العربية المتحدة الدول العربية من حيث نسبة مستخدمى الانترنت من بين سكانها(29.9%)، لتتبعها البحرين (17%)، ثم قطر(12.81%)، فالكويت(11.29)، على حين يقف فى آخر القائمة العراق(0.08%) وقبله السودان(0.10%) .
فعلى الرغم من وجود تطور معتدل فى الوصول الى الانترنت فى بعض الدول العربية الا أن غالبية المجتمعات العربية تعانى من نقص الخدمة وتدهورها، ويذكر أن مجمل الشبكات الموصلة فى العالم العربى تعادل 500 كابل فقط فى الولايات المتحدة، ويرتبط بذلك أنه لا يوجد اتصال مباشر أو متبادل بين مزودى الخدمة العرب، ومن ثم فان الغالبية من الدول ترتبط بظهير عالمى مما يزيد من تكلفة الاتصال بين الدول العربية وبعضها .
وفى دراسة علمية حديثة أعدتها أخصائية المكتبات وعلم المعلومات بجامعة القاهرة الدكتورة سهير عبد الباسط أكدت أن بعض علماء المستقبليات يدرجون الدول العربية ضمن الدول الفقيرة معلوماتيا.
ورصدت الدراسة عدد من العوامل التى تزيد من الفجوة الرقمية بين الدول العربية : ـ
1) أن هناك دولا غنية يمكنها شراء واقتناء أحدث نظم تكنولوجيا المعلومات بينما هناك دول فقيرة تنظر الى تكنولوجيا المعلومات على أنها رفاهية علمية غير مطلوبة قبل توفير الغذاء والمسكن لشعبها.
2) الاختلاف الشديد فى الكثافة السكانية فى الدول العربية حيث أن هناك دولا مكتظة تصدر فائضا من القوى العاملة المدربة وآخرى لا تتوافر لديها الأطر الفنية القادرة على تغطية هذا المجال فى مستويات العلوم والتكنولوجيا والمعرفة بشكل عام بين الدول العربية وبأختلاف المفاهيم والمعانى المتصلة بتكنولوجيا المعلومات حيث مازالت غير موجودة، اضافة الى ضعف دور المنظمات العربية فى مجال تكنولوجيا المعلومات .
3) قلة وجود مؤسسات عربية لإعداد حاسبات عربية تستخدم شفرة عربية ولغات برمجة عربية وإعداد حزم وبرامج وقواعد بيانات عربية، ونقص أدوات أساسية وعوامل مؤثرة فى صناعة المعلومات وتكنولوجيتها مثل مسوح مصادر المعلومات وخطط المعلومات وأساليب التنسيق بين الهيئات .
4) عدم توافر الأيدي العاملة اللازمة لبناء التقنية المعلوماتية فى الوطن العربى، وهجرة بعض الكفاءات وعدم وجود خطط شاملة للتدريب قصير وطويل الأمد فى هذا المجال، إضافة الى ضعف البنى الأساسية لنظم المعلومات .
ولكن على الرغم من المعوقات الموجودة إلا أن البلدان العربية مهيأة بإمكاناتها البشرية ومواردها المالية وتميزها الثقافى للاضطلاع بمهمة تجأوز هذه الفجوة .
.
تجارب دولية لمواجهة الفجوة الرقمية
تجربة ماليزيا :-
ومن الأمثلة الشائعة التى يمكن اعتبارها مثلا للقفزية تجربة ماليزيا فقد أنجزت فى زمن قياسى ما يشبه المعجزة فى الانتقال بمجتمع ريفى بسيط محدود الموارد الطبيعة الى اقتصاد قائم على المعرفة , وذلك بفضل حكمة رائد نهضتها الحديثة محمد مهاتير فالذى حدث فى ماليزيا يدل على انها أخذت أبحاث ونتائج الدول الأخرى وقامت بتطويرها وتحديثها ولم تبدأ من الصفر بل بدأت من حيث انتهى الآخرون وبالتالي وصلت الى مكانه عالية فهي بالتالى استطاعت ان تتجأوز التجارب البحثية والتطبيقية وهذه هى القفزية .
وهناك من يرى أن هذا النمط التنموى ” القفزية ” يمكن اتباعه فى إنشاء شبكات الاتصالات الا انه لا يمكن اتباعه فى المجالات ذات البعد الاجتماعى مثل محو الامية واصلاح التعليم والارتقاء بمستوى الخدمات الصحية وانتاج المحتوى الرقمى , ورغم ذلك هناك فرص عديدة للابداع الاجتماعى لضغط المراحل , ومن هذا يمكن القول ان القفزية تصلح فى بعض المجالات دون الاخرى .
دور التربية في مواجهة الفجوة الرقمية
✍ الاهتمام بالأجيال الجديدة وجذبها إلى المعلوماتية، وهو ما يتطلب تطويرا نوعيا في التعليم العربى، ،وتشجيع هذه الأجيال على إدماج اللغة العربية في تطبيقات المعلوماتية، وتنشيط البحوث الخاصة باللغة العربية وتفعيل مجامع اللغة العربية.
✍ إعادة هيكلية المدرسة بمساعدة تكنولوجية المعلومات والاتصال ، فيمكن أن تجلب المدرسة أنواع المصادر والمواد المختلفة والأصول الفكرية من المجتمع المحلى والأجزاء المختلفة من العالم لمساندة التدريس والتعليم المتميزين في كل فصل، ولكل معلم، ولكل طالب .
✍ تعزيز التعليم الإلكتروني و متابعة المستجدات التقنية وما يتعلق منها بالاتصالات واستغلالها لتطوير عمليتي التعليم والتعلم وتطوير مهارات استخدام التقنيات لدى المعلم والمتعلم .
✍ تزويد المناهج الدراسية بأنشطة تكنولوجية تكسب القدرة على الاستخدام المفيد للمعلومات في غرس سلوكيات حب الاستطلاع العلمي لديه .
✍ العمل على محو الأمية التكنولوجية لطلاب التعليم العالي .
✍ تفعيل دور الإدارة التربوية بما يتناسب مع التطورات العلمية الحديثة وذلك يلزمها تحديث السياسات واللوائح التنظيمية ، وإعادة النظر في الهيكل التنظيمي ، وتوصيف الوظائف وتصنيفها بما يلائم احتياجات عصر العولمة والتوعية الإدارية بكيفية التفاعل الواعي مع عصر العولمة ..
✍ تطوير المناهج الدراسية بحيث تكون قادرة على مواجهة كافة أساليب التشويه المعرفي والتاريخي إزاء الحقوق المادية والمعنوية
من أهم مشكلات العصر
مشكلة إدمان الإنترنت
ومن المشاكل العصرية : مشكلة إدمان الإنترنت: أن الإنترنت رغم أنه لا يوجد أحد يستطيع أن ينكر فضله وإيجابياته؛ التي لا حصر لها، خاصة في مجال البحث والعلم، وجعله العالم بالفعل كقرية صغيرة، إلا أنه على الرغم من ذلك يمكن أن يكون ضارًّا، وخاصة إذا دفع المستخدم إلى الانعزال عن المجتمع، وتفضيل الأصدقاء التخيليين الذي يتحدث معهم على الشبكة على الأصدقاء الحقيقيين، وزملاء العمل والأقارب، والبعض الآخر قد يدمن أسوأ ما في تلك الشبكة، كالمواقع الجنسية، ومواقع القمار، وغيرها من المواقع المدمرة للعقيدة وللنفس.
ويصاحب هذا الإدمان مجموعة من الأعراض على الوالدين الانتباه إليها، منها:
– عدم الاشتراك في الأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية، وتفضيل البقاء في المنزل بداخل غرفته، أمام جهاز الكمبيوتر، كما تقل قدرته على العمل أو الاستذكار؛ نظرًا لأنه يستهلك معظم وقته يجوب في الإنترنت.
– لا يهتم بالحياة العاطفية، والمشاعر الإنسانية، ويتجاهل كافة التزاماته، تجاه من حوله، وتجاه نفسه.
– وكذلك عدم أداء الفرائض في أوقاتها، إن لم ينصرف كليًّا عنها.
– يؤدي كثرة جلوسه أمام شاشة الإنترنت إلى أن يصبح دائمًا مرهق الجسد، لا طاقة ولا نشاط لديه، وإلى ضعف النظر، وإهمال الواجب الوظيفي أو الدراسي نتيجة السهر.
علاج مشكلة إدمان الإنترنت:
على الآباء والأمهات تعلم لغة الإنترنت، ومراقبة أبنائهم بشكل غير مباشر، والتعرف على المواقع التي يدخلون إليها، وإرشادهم بطريقة عير مباشرة إلى مضار الشبكة، وما يمكن أن تجذب الشباب إليه من مخاطر، ومحأولة سرد بعض القصص مما يتم نشره عبر وسائل الإعلام، من قصص راح ضحيتها شباب وفتيات؛ نتيجة سوء استخدام النت، وخاصة برامج الشات، ولا بد من محأولة مشاركة الأبناء في الأوقات التي يمضونها أمام الشاشة، وسحبهم إلى مواقع دينية وتربوية وثقافية ورياضية تكون أكثر فائدة.
ولا بد من الحرص على مطالبة الأبناء بأداء الفروض في أوقاتهم، ويمكن للأسرة أن تصلي جماعة، إذا سمحت الظروف وأوقات العمل لها بذلك.
كما أن على الأسرة العمل على إشراك أبنائهم في الأنشطة المختلفة؛ كي يتم استثمار أوقاتهم بعيدًا عن تلك الشبكة، مع تخصيص وقت محدد للجلوس أمامها.
كما ينصح أن يقوم المسئولون بإنشاء جهاز رقابي، يتولى مراقبة شبكة الإنترنت، واستبعاد المواقع التي تهدف إلى تدمير شبابنا، وحماية حيائهم، وقد طبق هذا بالفعل في عدة دول عربية.
علاج مشكلة إدمان المخدرات:
على الأسرة – من البداية- أن تقي أبناءها شر الوقوع في دائرة الإدمان، وذلك من خلال التنشئة الدينية الصحيحة، وكذلك الاجتماعية، وبناء ثقة الأبناء بأنفسهم، واحترام ذاتهم ووقارهم، وتشجعيهم في الأمور المفيدة، مع احترام شخصيته كفرد، ورعايته، ومراقبة من يختلط بهم، كذلك القضاء على وقت الفراغ لدى الأبناء، وذلك بالحرص دائمًا على توجيهم للطريقة المثلى للانتفاع به، سواء في القراءة، أم الرياضة، أم الانضمام لفرق الأنشطة التطوعية، أم ممارسة الهوايات النافعة، والمساعدة على توفير كل ما يساعدهم على الإبداع، وتفريغ طاقاتهم.
مشكلة الاحتباس الحراري
الاحتباس الحراري : هو ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في سيلان الطاقة الحرارية من البيئة و إليها. وعادة ما يطلق هذا الإسم على ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الأرض عن معدلها الطبيعي. و قد ازداد المعدل العالمي لدرجة حرارة الهواء عند سطح الأرض ب0.74 ± 0.18 °C خلال المائة عام المنتهية سنة 2005 . وحسب اللجنة الدولية لتغير المناخ(IPCC) فان “أغلب الزيادة الملحوظة في معدل درجة الحرارة العالمية منذ منتصف القرن العشرين تبدو بشكل كبير نتيجة لزيادة غازات الاحتباس الحراري(غازات البيت الزجاجي) التي تبعثها النشاطات التي يقوم بها البشر.
أسبابه :
أولا: أٍسباب طبيعية وهي:
أ- البراكين ب- حرائق الغابات ج- الملوثات العضوية
ثانيا: أسباب صناعية
أي ناتجة عن نشاطات الانسان وخاصة احتراق الوقود الاحفوري “نفط, فحم, غاز طبيعي”.
أسباب التغيرات المناخية
أولا: طبيعية:
أ- التغيرات التي تحدث لمدار الأرض حول الشمس وما ينتج عنها من تغير في كمية الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى الأرض. وهذا عامل مهم جدا في التغيرات المناخية ويحدث عبر التاريخ. وهذا يقود إلى أن أي تغيير في الإشعاع سيؤثر على المناخ.
ب- الانفجاريات البركانية ج- التغير في مكونات الغلاف الجوي
ثانيا: غير طبيعية:
وهي ناتجة من النشاطات الانسانية المختلفة مثل:
أ- قطع الأعشاب وإزالة الغابات ب- استعمال الإنسان للطاقة
ج- استعمال الإنسان للوقود الاحفوري “نفط, فحم, غاز” وهذا يؤدي إلى زيادة ثاني أكسيد الكربون في الجو وهذا يؤدي إلى زيادة درجة حرارة الجو
( “الاحتباس الحراري” وكأن الإنسان يعيش في بيت زجاجي ).
في نهاية القرن التاسع عشر والقرن العشرين ظهر اختلال في مكونات الغلاف الجوي نتيجة النشاطات الانسانية ومنها تقدم الصناعة ووسائل المواصلات, ومنذ الثورة الصناعية وحتى الآن ونتيجة لاعتمادها على الوقود الاحفوري ” فحم، بترول، غاز طبيعي ” كمصدر أساسي ورئيسي للطاقة واستخدام غازات الكلوروفلوروكاربون في الصناعات بشكل كبير, هذا كله ساعد وبرأي العلماء على زيادة الدفء لسطح الكرة الأرضية وحدوث ما يسمى بـ
” ظاهرة الاحتباس الحراري Global Warning ” وهذا ناتج عن زيادة الغازات الدفيئة.
مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري
✍ هناك محاولات لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري على صعيد عالمي، وذلك بتخفيض نسب التلوث الاصطناعي الناجم عن نشاطات الإنسان المختلفة، واستخدام مصادر الطاقة المتجددة النظيفة التي ما زالت دون الحد الأدنى المطلوب في الدول الفقيرة والغنية على حد سواء .
✍ ولكن هناك أفكاراً حديثة إبداعية يتم تدأولها في العالم، فمنها ما يشجّع إنتاج رقائق زجاجية،
ذات سماكة في غاية الرقّة، بحيث يمكن نثرها في الفضاء حول الكرة الأرضية آي تخفّض كمية أشعة الشمس التي تصل إلى الأرض.
✍ وهناك أفكار أخرى لجعل السُّحب الطبيعية أكبر حجماً وأعظم كثافة بإطلاق رذاذ من البخار في الجو من خلال مدافع عملاقة من فوق البحار، بحيث تؤدي هذه السحب إلى حجب بعض أشعة الشمس عن سطح الأرض.
وهذه الأفكار مستمدة من ظاهرة التلوث الطبيعي، كحال ثوران البراكين، حيث أدى ثوران أحد البراكين في اندونيسيا إلى انخفاض درجة الحرارة 0.6 درجة مئوية؛ بعد أن انتشرت الغازات والسخام والأغبرة فوق خط الاستواء، وانتشرت بالتساوي حوله بعد مدة عامين على ثوران البركان.
✍ وهناك أفكار لمكافحة ظاهرة الانحباس الحراري تتمثل في تغذية المحيطات بالنيتروجين؛ لتهيئتها لنمو النباتات العالقة التي تنظف الجو من غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات الملوثة للبيئة. وتخزينه تحت الأرض في طبقات جيولوجية CO وهناك محاولات لجمع غاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه في أعماق البحار بفعل الضغط المرتفع، فيبقى هناك إلى أمد طويل.
✍ وهناك محأولات أكثر استدامة، فربما يتوصل العلماء إلى إنتاج بكتيريا معدّلة جينياً لإنتاج غاز الهيدروجين، وبذلك يتم استخدام الهيدروجين على نطاق واسع لإنتاج الطاقة، فتتدنى بذلك كمية الغازات الملوثة للجو، وبخاصة غاز ثاني أكسيد الكربون، وذلك لأن احتراق الهيدروجين لا ينتج عنه سوى الماء النقي.
✍ يسعى العلماء إلى التحكم بظاهرة الانحباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض، لأن سخونة الأرض ترفع من احتمالية حدوث الحرائق أيضاً، وترفع منسوب مياه البحار بفعل ذوبان الثلوج فتغمر المناطق الساحلية وتقلص الرقعة اليابسة، ففي دول مثل بنغلادش فإنها في معظم مساحتها القريبة من البحر لا ترتفع إلا بضع أمتار عن سطح البحر، آما يؤدي ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى تكاثر الحشرات المؤذية للأشجار والنباتات، والناقلة للأمراض لبني البشر؛ والتي كانت تقتلها الحرارة المتدنية في الماضي، وغير ذلك من أضرار لا حصر لها.
✍ إن استفحال ظاهرة الجفاف نتيجة للتغير المناخي ينشأ عنها نضوب للمياه العذبة بالتدرج وتلوث المياه
وتملحها، وما يصاحب تلوث المياه وارتفاع درجة الحرارة من آثار تقع وقع الكارثة على الثروتين النباتية (كتغير أماكن زراعة الأصناف المتنوعة وضرورة نقلها إلى أماكن أكثر ارتفاعاً عن سطح الأرض) والحيوانية (الهجرات الجماعية)، من أمراض وكوارث بيئية متنوعة. وبالرغم من ذلك فإنه لا يتم العناية بترشيد استهلاك المياه، وتهمل الدول النامية الحصاد المائي وإعادة تدوير المياه، وتحلية المياه العادمة ومياه البحار والمياه المسوس وما إلى ذلك.
✍ إنّ عدم ترشيد استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية، سواء على صعيد المياه أو الطاقة أو الغذاء، هو جريمة تتمثل في الاستهتار بالبيئة العالمية واستدامة مواردها المحدودة،
✍ كذلك الأمر بالنسبة لعدم عزل الأبنية حرارياً بالكميات المطلوبة، ومحدودية استخدام التصاميم المعمارية الصديقة للبيئة والأجهزة الموفرة للطاقة، وما ينجم عن ذلك من هدر في الطاقة وزيادة الإنفاق.
المراجع
1) برنامج الأمم المتحدة الانمائى والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي ، تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام2002 .
2) برنامج الأمم المتحدة الانمائى والصندوق العربى للإنماء الاقتصادى والاجتماعى، تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2003 .
3) مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ، التقرير الاستراتيجي العربى 2003-2004 ، ط1
( القاهرة : مؤسسة الأهرام، أغسطس 2004)
4) حسن عماد مكاوى ، تكنولوجيا الاتصال الحديثة فى عصر المعلومات، ط2 (القاهرة : الدار المصرية اللبنانية، 1997 )
__________________________________
اضغط الرابط أدناه لتحميل البحث كامل ومنسق جاهز للطباعة