أمثلة للباس الشهرة المنهي عنها

أمرنا الإسلام بتوجيهاته الشرعية بالتوسط والاعتدال في أمر اللباس، حيث أنه يستحب أن يتوسط الجميع في كل شيء وأن يعتدلوا فيه، من غير إسراف أو مخيلة، وأيضًا من غير رداءة، فالاعتدال من الأمور المطلوبة من كافة الجوانب الإيجابية والسلبية، فعلى الإنسان الإهتمام بالملابس التي تقي الإنسان من الحر أو البرد ويتزين بها الناس أيضًا والتي لا تكون سيئة في مظهرها عندما يراها الآخرين.

أمثلة للباس الشهرة المنهي عنها

تتحدد الملابس المنهي عنها والمعروفة بملابس الشهرة حسب طباع كل بلد من البلاد، أما فيما يتعلق بالعرف، فأن الناس من الممكن أن يستنكرون رجل من أهل البلد لبسه للباس قوم آخرين، ويعتبرون أن هذا اللباس هو لباس شهرة، ولكن إذا لبس رجل غريب هذا اللباس الذي يرتديه نفس الرجل لا يستغربونه ولا يستنكرون ملابسه، ولا يعتبرون أنه ضمن لباس الشهرة كغيره.

وبصفة عامة فأن لبس العباءات المطرزة المزركشة للرجال وأيضًا التزين الزائد للنساء، ولبس ما لا يعتاد عليه أهل بلدهن من ملابس تمكن الآخرين من معرفتها حتى وإن لم تكشف عن وجهها، يُعد من مظاهر ارتداء لبس الشهرة.

المقصود بـ لباس الشهرة المنهي عنه

يكون الحكم على لباس معين بأن هذا اللباس لباس شهرة راجع إلى عرف البلد، حيث أنه إذا كان اللباس لا يستغربه الناس فأنه لا يُعد لباس شهرة، جاء في اركان الاسلام و السنة النبوية ما يشير إلى لبس الشهرة، ومن بين الأحاديث النبوية التي أوضحت ذلك :

عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: ” من لبس ثوب شهرة في الدنيا، ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة” رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والنسائي.

جاء في غذاء الألباب: ونص الإمام أحمد – رضي الله عنه – على أنه لا يحرم ثوب الشهرة, فإنه رأى رجلًا لابسًا بردًا مخططًا بياضًا وسوادًا، فقال: ضع هذا, والبس لباس أهل بلدك، وقال : ليس هو بحرام، ولو كنت بمكة، أو المدينة لم أعب عليك.

يرى شيخ الإسلام ابن تيمية تحريم لبس الشهرة، فقال: يحرم لبس الشهرة, وهو ما قصد به الارتفاع, وإظهار الترفع, أو إظهار التواضع والزهد, لكراهة السلف لذلك.

قال ابن عثيمين: ثوب الشهرة ليس له كيفية معينة أو صفة معينة, وإنما يراد بثوب الشهرة ما يشتهر به الإنسان, أو يشار إليه بسببه, فيكون متحدَّث الناس في المجالس, فلان لبس كذا, فلان لبس كذا, وبناء على ذلك قد يكون الثوب الواحد شهرة في حق إنسان, وليس شهرة في حق الآخر, فلباس الشهرة إذن هو ما يكون خارجًا عن عادات الناس بحيث يشتهر لابسه و تلوكه الألسن، وإنما جاء النهي عن لباس الشهرة؛ لئلا يكون ذلك سببًا لغيبة الإنسان وإثم الناس بغيبته.

قال السرخسي: والمراد أن لا يلبس نهاية ما يكون من الحسن والجودة في الثياب على وجه يشار إليه بالأصابع، أو يلبس نهاية ما يكون من الثياب الخَلِقِ – القديم البالي – على وجه يشار إليه بالأصابع.

قال سفيان الثوري: كانوا يكرهون الشهرتين: الثياب الجياد التي يشتهر فيها ويرفع الناس إليه فيها أبصارهم، والثياب الرديئة التي يحتقر فيها ويستدل دينه.

عن الحصين قال : كان زبيد اليامي يلبس برنسًا، قال : فسمعت إبراهيم النخعي عابه عليه، قال: فقلت له: إن الناس كانوا يلبسونها، قال: أجل! ولكن قد فني من كان يلبسها، فإن لبسها أحد اليوم شهروه وأشاروا إليه بالأصابع.

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية : لبس الألبسة التي تخالف عادات الناس مكروه لما فيه من شهرة، أي ما يشتهر به عند الناس ويشار إليه بالأصابع؛ لئلا يكون ذلك سببًا إلى حملهم على غيبته، فيشاركهم في إثم الغيبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *