الكناية

تتزين اللغة العربية بثوب الرقة والبلاغة ؛ فهي اللغة التي إذا ظهرت أضاءت العالم نورًا ، وإذا وصفت أخرجت في الوصف بحورًا ؛ حيث أن علم البلاغة يعج بالأساليب القوية المميزة والتي يستخدمها الأدباء بكثرة في أعمالهم الأدبية سواء في المجال الشعري أو القصصي أو غيرهما ، وذلك لأن هذه الأساليب تعطي للعبارات جمالًا من نوع خاص ؛ حيث أنها تغوص بالقارئ إلى عوالم مختلفة مشرقة ، وقد جاءت الكناية لتكون أحد الأساليب التي تسد نهم الأدباء والكتاب في الوصف البليغ الذي يخلق حالة عجيبة من الربط بين الأشياء.

الكناية

الكناية هي العبارة أو الكلام الذي يحمل معنيين ؛ أحدهما واضح وصريح بينما يكون الآخر مخفي ، والمعنى المراد في هذه الحالة يكون المعنى المخفي من وراء الكلام ؛ حيث يُفهم هذا المعنى من سياق الكلام ، والكناية أحد أشهر الأساليب البلاغية والمستخدمة بكثرة في الحقل الأدبي ، وتنقسم إلى :

كناية عن صفة

وهي التي تبرز صفة معينة تكون ملازمة للمعنى المخفي داخل تركيب الكلام ؛ حيث أن الموصوف يأتي مرافقًا لصفة معينة ولكنها لا تكون هي المقصودة مثل “الرجل ألقى سلاحه إلى الأبد” وفي هذه العبارة كناية عن صفة الاستسلام.

كناية عن موصوف

وفيها يتم ذكر الصفة دون الموصوف ؛ حيث يشار إليه من خلال شيء يخصه مثل لقب أو تركيب معين ، مثل قول الشاعر “يا ابنة اليم ما أبوك بخيل” وهنا كناية عن السفينة.

كناية عن نسبة

وفيها يتم التصريح بالصفة التي تأتي ملازمة لشيء يتصل بالموصوف كنسبته إلى الخير أو العلم أو البلاغة أو ما شابه ذلك ، مثل “الخير يسير حيث سار أبي” وقد جاءت الكناية هنا عن نسبة الخير إلى الموصوف.

تمارين حول الكناية

وفيما يلي بعض التمارين حول الكناية وأنواعها :

تمارين كناية عن صفة

“إن هذه المرأة بعيدة مهوى القرط” ؛ وجاءت العبارة هنا كناية عن صفة توضح أن هذه المرأة طويلة الجيد ، وذلك لأن المعنى المقصود من مهوى القرط هو المسافة من شحمة الأذن إلى الكتف ؛ وعليه فإن كانت هذه المسافة بعيدة فإن العنق يكون طويلًا وهو الوصف المقصود من العبارة

“هذا الرجل نقي الثوب” ؛ كناية عن صفة الطهارة ؛ حيث أن نقاء الثوب يدل على النظافة الخارجية لهذا الرجل

“طويل النجاد رفيع العماد” ؛ كناية عن صفة ؛ حيث أنها كناية عن طول القامة وارتفاع الشأن

“وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنفَقَ فِيهَا” ؛ كناية عن صفة وهي الندم

تمارين كناية عن موصوف

“وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ” ؛ وجاءت الكناية في هذه الآية الكريمة عن الموصوف ؛ وهي كناية عن السفينة

“ضرب صديقه في موطن أسراره” ؛ والكناية هنا عن موصوف ؛ وهي كناية عن القلب الذي ظهر من خلال تعبير “موطن أسراره”

“يلوح بغصن الزيتون” ؛ كناية عن موصوف ؛ حيث أن غصن الزيتون ورد ليكون كناية عن السلام

تمارين كناية عن نسبة

“المجد يمشي في ركابه” ؛ كناية عن نسبة المجد إليه

“الفصاحة في بيانه والبلاغة في لسانه” ؛ كناية عن نسبة الفصاحة والبلاغة لهذا الشخص الموصوف

“أوما رأيت المجد ألقى رحلَه” ؛ كناية عن نسبة ؛ حيث أنه نسب المجد إلى الرحل

“الخير في يمناه” ؛ كناية عن نسبة ؛ وفيه نُسب الخير إلى اليد اليمنى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *