بحث عن أقسام التفسير جاهز للطباعة وورد docx‎

– التفسير التحليلي:

التحليل لغة مصدر حلل يحلل تحليلا، جاء في المعجم الوسيط:” حلل العقدة حلها و الشيء رجعه إلى عناصره، و التحليل: تحليل الجملة بيان أجزائها و وظيفة كل منها”.
يقول الدكتور مساعد الطيار:” التحليلي نسبة إلى التحليل، و المراد تفكيك الكلام على الآية لفظة لفظة و الكلام على ما فيها من معان و إعراب و أحكام و غيرها، ثم الانتقال إلى ما بعدها و هكذا..”و يقول:” -هو- أي أن يعمد المفسر إلى تفسير الآيات حسب ترتيبها في السورة و يذكر ما فيها من معاني و أقوال و إعراب و بلاغة و أحكام و غيرها مما يعتني به المفسر”اهـ.

فالتفسير التحليلي هو الذي يتتبع فيه المفسر آيات القرآن-من أوله إلى آخره- يقف عند كل كلمة و لفظة فيفسرها و يقف عند كل آية فيحللها من جميعه الوجوه: فيذكر ما يتعلق بالمعاني اللغوية و الجوانب الإعرابية و يبين معاني الجمل و التراكيب و يذكر ما ورد في أسباب النزول و إن وردت آثار و أقوال عن السلف في تفسير الآية ذكرها..
و يعتبر هذا النوع من التفسير السمة البارزة و النوع المهيمن على أغلب التفاسير إلى زماننا، فأشهر التفاسير كلها من هذا النوع، فتفسير ابن جرير و ابن كثير و المحرر الوجيز و جامع الأحكام للقرطبي و أحكام القرآن لابن العربي و غيرها كلها من هذا القبيل، و كل من يؤلف في التفسير فإنه غالبا ينهج الأسلوب التحليلي.

2- التفسير الموضوعي:

يعتبر التفسير الموضوعي من المصطلحات التي ظهرت في هذا العصر، كنوع من أنواع التفسير الذي ينهج فيه صاحبه تفسير القرآن حسب الموضوع، فهو تفسير باعتبار الموضوع أو بمعنى أوضح عبارة عن جمع المفسر آيات القرآن الكريم المتناسبة في موضوع ما، و المتجهة إلى غاية واحدة، فيجمعها و يكون منها موضوعا يفسره ليبين موقف القرآن منه.
و الموضوع لغة اسم مفعول من مادة وضع، قال صاحب مختار الصحاح:” وضع الشيء من يده يضعه وضعا و موضعا و موضوعا أيضا و هو أحد المصادر التي جاءت على مفعول.”. .
و الموضوع: الشيء الذي وضع في مكان ما حسيا كان أو معنويا. و في المعجم: الموضوع المادة التي يبني عليها المتكلم و الكاتب كلامه.
و أما في اصطلاح أهل التفسير فهو:” علم يبحث في قضايا القرآن الكريم المتحدة معنى أو غاية عن طريق جمع آياتها المتفرقة و النظر فيها على هيئة مخصوصة و بشروط مخصوصة، لبيان معناها و استخراج عناصرها، و ربطها برباط جامع”، فأي موضوع جمع المفسر آياته من خلال القرآن و تتبعها و فسرها بطرقة علمية مستندا إلى التفسير التحليلي لها، و جمع بحثه في رسالة أو كتاب أو مقال، يرجع إليه من أراد معرفة موقف القرآن الحكيم من هذا الموضوع ، سمي تفسيره تفسيرا موضوعيا.
قال الدكتور مساعد الطيار:” المراد بالموضوعي في اصطلاح أهل التفسير إما موضوع من خلال سورة و إما من خلال القرآن، مثلا” الأخلاق من خلال سورة الحجرات” أو ” الأخلاق من خلال القرآن”” اهـ، ثم ميز بين البحث الدلالي و البحث الموضوعي فقال:” و أما دراسة لفظة من خلال القرآن، فإن كانت دراستها من جهة الدلالة و المعنى المراد بها في القرآن فإنها لا تدخل في مسمى الموضوع، و إن كان المراد دراستها من جهة كونها موضوعا فإنها انتقلت من البحث الدلالي إلى الموضوعي” اهـ.
و قد مثل لذلك بكلمة”الخير” فإذا اهتم المفسر بالبحث عن مراد الله تعالى بهذه اللفظة و الوقوف على معانيها في كل المواضع التي وردت فيها، فهذا لا يدخل في التفسير الموضوعي، و إنما اهتم بذلك أهل الوجوه و النظائر، أما إذا اهتم بكلمة “خير” و أراد أن يبحث عن الخير كموضوع من مواضع القرآن دون الاقتصار على معني لفظة خير، صار البحث موضوعيا.
و أذكر مثالا آخر: كلمة “الهدى”، إذا بحثنا عن هذه اللفظة في القرآن الكريم و عن مشتقاتها و معانيها بحسب السياق، كان هذا بحثا دلاليا، أي أننا نبحث عن دلالة هذه الكلمة، و هذا يدخل في ” الوجوه و النظائر” حيث ذكر أهله أن لهذه الكلمة سبعة عشر وجها أو معنى. أما إذا بحثنا عن كلمة “الهدى” في القرآن الكريم كموضوع، فهذا هو الذي يدخل في التفسير الموضوعي.
و يعتبر ما يسمى بالتفسير الفردي اللبنة الأساسية لهذا النوع من التفسير، و المقصود بالتفسير الفردي تفسير المفردات لغة و اصطلاحا، فعندما يشرع المفسر في جمع مفردة معينة من القرآن و ما يتعلق بمعانيها و ورودها في القرآن الكريم و ما إلى ذلك فإنه يكون بذلك قد تكونت لديه النواة الأولى و الأساسية للبحث الموضوعي المتعلق بهذه الكلمة أو اللفظة.
و التفسير الموضوعي و إن كان مصطلحا جديدا فإن له جذور عميقة، وربما يمكن القول بأن نشأة هذا النوع من التفسير ابتدأ من عهد النبي صلى الله عليه و سلم، و أصحابه الكرام عليهم من الله أفضل الرضوان، فقد كان الواحد منهم ربما سأل عن كلمة أشكلت عليه، و هذه الكلمة قد وردت في عدة مواضع من القرآن، فتتكون وحدة موضوعية لفكرة تطرأ في ذهنه يسأل عنها و النبي صلى الله عليه و سلم يبين و يزيل الإشكال، و لعل من أقرب الأمثلة لهذا، حديث ابن مسعود ، حيث أشكل على الصحابة قوله تعالى:” الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولائك لهم الأمن و هم مهتدون”- الأنعام:82- ، متسائلين: و أينا لم يظلم نفسه، فبين لهم النبي صلى الله عليه و سلم أن الأمر ليس كما فهموا و إنما المراد بالظلم في هذه الآية الشرك،” إن الشرك لظلم عظيم”- لقمان:13-، ففسر آية الأنعام بآية لقمان و هذه طريقة التفسير الموضوعي حيث يجمع المفسر الآيات المتعلقة بموضوع و ينظر إليها مجتمعة حتى يتبين له موقف القرآن الكريم من هذا الموضوع أو ذاك.

و هذا النوع من التفسير ينقسم بدوره إلى قسمين:

– التفسير الموضوعي العام و هو الذي يكون بين عناصره و أطرافه وحدة في الغاية لا في أصل المعنى، و قد نمثل لذلك بموضوع الأخلاق في القرآن، فهذا الموضوع يشمل قضايا كثيرة تربط بينها وحدة في الغاية فقط، فيدخل تحته الصدق، الصبر، الوفاء..، و هذا النوع من التفسير هو الطابع الغالب على تفاسير الأحكام كأحكام القرآن لابن العربي المالكي و غيره.
– التفسير الموضوعي الخاص و هو الذي يكون بين أجزائه وحدة ليس فقط في الغاية و لكن كذلك في أصل المعنى، فيكون أخص من الأول، فمثلا موضوع “الصدق في القرآن الكريم” هذا أخص من موضوع الأخلاق، لأننا في بحثنا نقتصر على الآيات الواردة في موضوع الصدق دون غيره من الأخلاق. و قد نخصص الموضوع أكثر عندما نبحث في موضوع”عاقبة الصدق من خلال القرآن الكريم”مثلا.

.
.
.
———————————————————————————————————
اضغط الرابط أدناه لتحميل البحث كامل ومنسق 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *