بحث عن الأم جاهز للطباعة وورد docx‎

الأم

الأم هي البذرة التي تنشأ بها الأمة جميعها، فإن صلحت تلك البذرة صلحت الأمة جميعها، وإن فسدت فسدت الأمة واتّجهت لطريق الضلال والكفر والعياذ بالله.
إنّ للأم دورٌ بالغ الأهمية في تربية الأبناء حيث إنّها إمّا أن تكون أداة بناءٍ أو معول هدم، وقد أثنى الإسلام على دور الأم في الأسرة ودعا لبرّها واحترامها وطاعتها والرضوخ والتذلّل لها حبّاً ورحمة، كيف لا وقد قال تعالى في كتابه العزيز: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)، ولذلك نهيَ الأبناء عن النطق بأدنى ما يؤثّر في نفسية الأمهات، ولو كان ذلك شطر كلمة أو حتى نظرة تَكبّر واحتقار واستهتار.

مكانة الأم

بين القرآن والسنة الآيات الواردة في فضل الأم ومكانتها في الإسلام وردت في فضل الأم ووجوب احترامها وتقديرها العديد من الآيات، فمنها على سبيل المثال الآتي: قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا)، فقد أوصى الله سبحانه وتعالى الناس جميعاً بأمهاتهم على اختلاف أديانهم وأحزابهم ومذاهبهم، وعلل ذلك بشقاء الأم في والإرضاع، ولذلك خصً الأم عن الأب في هذه الآية بقوله: (حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً) أي إنّ حمله وولادته كانت عليها بمشقة وتعب.
قوله تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تُطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً، واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون)، حوت هذه الآية الكثير من الأحكام والآداب في التعامل بين الأبناء وآبائهم وخصوصاً حين التعامل مع الأمهات، وقد أورد الإمام القرطبي بعضاً من تلك الأحكام والآداب والفضائل في تفسيره فقال: إنّ هذا ممّا أوصى به لقمان ابنه، وأخبر الله به عنه، حيث قال لابنه: لا تشرك بالله ولا تطع والديك في الشرك، فإنّ الله وصى بطاعتهما شريطة أن لا يكون فيما أمَرا شركاً أو مَعصية له سبحانه وتعالى، وطاعة الأبوين لا تُراعى في فعل الكَبائر ولا في ترك الفرئض، وتلزم طاعتهما في الأمور المُباحة فحسب، ويجوز تَرك الجهاد طاعةً لأبويه، وإجابة الأم في الصلاة إذا أمكنه إعادتها، وكل ذلك دليلٌ على أهميّة طاعة الأم واحترامها إذ لا تقطع الصلاة لغير ضرورة، وقد جعل الله سبحانه وتعالى طاعة الأم من ضرورات قطع الصلوات إذا أمكن الإعادة، وقد خصّ الله سبحانه وتعالى الأم بذكر الحمل والإرضاع وتعبها فيهما ومعاناتها مما رفع رصيدها على الأب في وجوب الطاعة وتلبية النداء، أمّا قوله تعالى: (وهناً على وهن) فيعني أنّها حملته في بطنها وهي تزداد كل يوم ضعفاً على ضعف عمّا قبله فيزداد ألمها وتحملها، وقيل: إنّ المرأة ضعيفة بطبيعتها وخلقتها ثم يأتي الحمل ليضعفها ضعفاً زائداً عن ضعفها الفطري، وقد جمع الله عزّ وجل أمر شكر الناس له بشكرهم لآبائهم وأمهاتهم وذلك لما تحمّلوا لأجلهم من عناء التربية ولما للأم من آلام حملٍ وإنجابٍ وغير ذلك.
الأحاديث الواردة في فضل ومكانة الأم في الإسلام
من الأحاديث الواردة في فضل الأم وأهمية طاعتها وبرّها الآتي: ما رواه الصحابي الجليل معاوية بن جاهمة السلمي حيث روى قوله: (يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ قالَ ويحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ قُلتُ نعَم قالَ ارجَع فبِرَّها ثمَّ أتيتُهُ منَ الجانبِ الآخَرِ فقلتُ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرَةَ قالَ وَيحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ قلتُ نعَم يا رسولَ اللَّهِ قالَ فارجِع إليْها فبِرَّها ثمَّ أتيتُهُ من أمامِهِ فقُلتُ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ قالَ ويحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ قُلتُ نعَم يا رَسولَ اللَّهِ قالَ ويحَكَ الزَم رِجلَها فثمَّ الجنَّةُ).
ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن سؤال أحد الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل الأم، حيث قال رضي الله عنه: (جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ، من أحقُّ الناسِ بحُسنِ صَحابتي؟ قال: أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك) وإنما فضل الله الأم على الأب في هذا الحديث لما تجد من ألمٍ في مرحلة الحمل وعند الولادة أثنائها وبعدها، فجعل البر أربعة أقسام ثلاثة أرباعه للأم، وربعه الأخير للأب حفظاً منها لما وجدت من ألم العناية بأولادها، وتقديراً لفضلها عليهم وامتيازها على الآباء بتلك الخصال.

أشكال البرّ بالأم

توجد الكثير من الطرق لبر الأم وطاعتها وإرضائها وردّ شيءٍ بسيطٍ مما قدمت لأبنائها، مع أنّ الأبناء مهما قدّموا لآبائهم وأمهاتهم تحديداً فلن يجزوهم شيئاً مما فعلوا لأجلهم، ومن تلك الطرق: الإحسان إلى الأم والوالدين عموماً وعدم رفع الصوت بحضورها، وذلك لقوله عزَّ وجل: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً).

الإنفاق على الأم

وسد حاجتها حتى إن كانت غنية: حيث إنّ ذلك مما يجعل السعادة تغمر قلبها؛ إذ تنعم برزق ابنها وتشعر بقيمتها لديه، وتجب النفقة على الأبناء لأمهاتهم سواءً كنَّ بحاجة أم لا، وإن الأم تفرح بإنفاق ابنها عليها، حيث يقول المصطفى – صلى الله عليه وسلم – قال: (إنَّ أطيبَ ما أكلَ الرَّجلُ من كسبِهِ وإنَّ ولدَهُ من كسبِهِ)، طاعة الأم في كل حالٍ ما لم يكن فيه شرك أو معصية: فإن بر الأم يقتضي إطاعتها بالمعروف، فإذا أمرت ابنها بأمرٍ معين مشروع، وجب عليه السعي لإنفاذ ما طلبت فوراً، دون تمهل أو تأفف، ولكن تلك الطّاعة مَقرونة بما يُرضي الله سبحانه وتعالى، فلا تجوز طاعة مخلوقٍ أياً كان إن كان يأمر بما فيه معصية أو شرك أو حرام أو ترك فريضة، قال عز وجل: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا)، ومع أنّ الله سُبحانه وتعالى قد أمر الأولاد بعدم طاعة الأمهات إن طلبن منهم شيئاً فيه إثمٌ أو شرك فإنه يجب على الأبناء احترام أمهاتهم ولا يجوز عقوقهن بحال، بل عليهم أن لا يخرجوا عن إطاعتهنّ والإساءة إليهن، وفي هذه الحالة أمر الله الأبناء بأن يُصحبوا أمهاتهم ويعينوهن على الخير.
الدعاء للأم في حياتها وبعد وفاتها، حيث قال تعالى: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً). قال ابن جرير الطبري في تفسير هذه الآية: ادع الله لوالديك بالرحمة والمغفرة، وقل رب ارحمهما وتعطف عليهما كما تعطفا عليك عندما كنت طفلاً، فرحماك وربياك وتعبا في ذلك حتى استغنيت عنهما لما كبرت.

.
.
.
.
———————————————————————————————————
اضغط الرابط أدناه لتحميل البحث كامل ومنسق  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *