بحث عن التماسك الأسري جاهز للطباعة وورد docx‎

مقدمة

الحمد لله الذي أرشدنا إلى ما فيه طاعته ورضاه، ودعانا إلى الإيمان والعمل الصالح، وحثنا على مكارم الأخلاق، وحبب إلينا الخير وأهله، وجعل أزواجنا سكنًا لنا، وأبناءنا أمانة في أعناقنا، وزينهم في نفوسنا، وبعد:

فقد رسم الإسلام الصورة المثلى للأسرة المسلمة، وحدد الأسس الشرعية لبنائها، كما حدد خصائصها وحقوق أفرادها وواجباتهم، ووضع الضوابط ورسم التشريعات التي تنظم العلاقات بين أفرادها، بما يكفل استقرارها ويحقق سعادتها، وبيَّن كل ما من شأنه أن يقوض بنيانها ويهدمه، وما يحصنها من الاضطراب والانهيار.

والحياة الزوجية حياة يصبغها التعاون وتسودها روح المسؤولية والتضحية، وبدون ذلك لا يكون الزواج ناجحًا.. ولا تخلو الحياة الأسرية من بعض المشكلات التي قد يتمكن أفراد الأسرة من حلها، في وقت من الأوقات. وقد تتخللها مشكلات أخرى تستدعي تدخل الأهل أو المصلحين. وقد يسود الصراع والشقاق الحياة الأسرية فيعكر صفوها ويعرضها إلى التصدع والانهيار.

مفهوم التماسك الأسري

نظرا لأهمية ” التماسك الأسري ” في بناء المجتمعات، و الحضارات الإنسانية و تشكيل السلوك الإنساني فقد تم الحديث في هذه المداخلة عن التماسك الأسري من حيث: التعريف بالتماسك الأسري و عوامل تحققه.

تعــريف التماســك

لفهم مدلول التماسك الأسري يجب أولا تفكيك المصطلح عموما إلى مصطلحين آخرين هما: التماسك و الأسرة لتوضيح معنى كل منهما:

التماســك لغــة:

– مشتق من الفعل « مسك ، يمسك مسكا به : أخذ به و تعلق ».
– مسك بالشيء و أمسك به و تمسك و تماسك و استمسك و مسك كله: احتبس و أمسكت بالشيء و تمسكت به و استمسكت به و امتسكت كله: بمعنى اعتصمت.

التماســك اصطلاحــا:

” هو عملية اجتماعية تؤدي إلى تدعيم البناء الاجتماعي و ترابط أجزائه، و تعمل على توحيد الجماعات المختلفة عن طريق عدة روابط و علاقات اجتماعية مثل: التوافق، التضامن، التعاون، التآلف، التكافل…. “.

التعريــف الإجـرائي:

التماسك هو حالة من الارتباط التي تسود العلاقات الزوجية و الأسرية و التي تشمل جميع جوانبها نظرا لأهميته الكبيرة في بناء المجتمعات، و الحضارات الإنسانية و تشكيل السلوك الإنساني.
التماســك الأســري هو عملية اجتماعية تؤدي إلى تدعيم البناء الاجتماعي للأسرة و ترابط أجزائه من خلال الروابط و العلاقات الاجتماعية و هي تعتبر من مظاهر التماسك الأسري، كالمودة و السكينة و التوافق و التكافل و التآلف و التآزر و الإحسان.

أسباب التفكك الأُسري

لا بد من وجود أسباب حقيقية تؤدي إلى انتشار ظاهرة التفكك الأًسري، وقد جمعنا لكم أهم أسباب التفكك الأسري:
• الأب الحاضر الغائب:
وهو الأب الذي يقضي معظم وقته خارج المنزل، ومثال ذلك: رجل الأعمال الغارق في اجتماعاته، فيشكل العبء الكبير على زوجته، التي تبدأ بالتذمر من المسؤوليات، وتشعر أن الرجل الذي حلمت بأن يشاركها حياتها اليومية، بدأ يتبخر يوماً بعد يوم.
ومن هنا تبدأ المشكلات والنزاعات بالظهور، حيث تعلن المرأة استياءها من زوجها لصديقاتها وأهلها، الذين سيقفون في صفها، ويثيرون فيها النزعة الهجومية من حيث أنه من حقها أن يشاركها زوجها في كل أمور حياتها، فيحل الخلاف والنزاع محل المودة والرحمة بين الزوجين.
والصورة الأخرى للأب الحاضر الغائب، قد تتمثل بالأب الذي ينشغل عن أسرته بأصدقائه وجلساته معهم، فما إن يعود من عمله حتى يتناول الغذاء ليرتاح قليلاً، ثم يمضي المساء كاملاً مع الأصدقاء، ويحرم زوجته وأطفاله من الجلوس معه أو الخروج معه.

• الأم الحاضرة الغائبة:

فالمرأة المنشغلة بعملها عن أسرتها، قد لا تمنح الزوج العناية بشؤونه الخاصة واحتياجاته.
كذلك المرأة المنشغلة بكثرة لقاءات صديقاتها، متناسية دورها كزوجة وأم، وما يحتاجه زوجها وأطفالها منها من العناية والحب.

• صراع الأدوار:

وهو من أهم مسببات التفكك الأسري، حيث يتمثل بتنافس الزوج والزوجة ليحل أحدهما مكان الآخر، ويظهر هذا السلوك بشكل أكبرعند النساء، خاصة اللواتي يلتحقن بأعمال خارج المنزل، حيث تسعى المرأة في هذه الحالة إلى أن تكون قبطان سفينة الأسرة، وهو خلاف الفطرة التي فطرت عليها المجتمعات.

• ثورة الاتصالات الحديثة:

على الرغم من الفوائد الإيجابية العديدة التي حصدناها من وراء الاتصالات الحديثة، إلا أنها تعد من أسباب التفكك الأسري، حيث أن إفراط الفرد في التعامل معها ليقضي الجزء الأكبر من وقت الفراغ في متابعة وسائل التواصل الحديثة، أدى إلى نسيان مسؤولياته وواجباته تجاه أسرته.

يضاف إلى ذلك المحتوى الهزيل، الذي يقدم من قبل بعض المواقع، والذي لا يهدف إلا للإثارة وجلب أكبر عدد من المشاهدين، والضحية هنا الأسرة، التي تنشب فيها المشاكل نتيجة للتعلق بمشاهدة هذه المواقع، ونسيان الفرد مسؤولياته الاجتماعية تجاه الأسرة، بالإضافة إلى الجفاء الذي يقع جراء هذه الملهاة.

• الخدم:

أصبحت الخادمة تحل محل الزوجة في كافة أمور المنزل، كالتنظيف والغسيل، وحتى الطبخ ورعاية الأطفال أحياناً، لنجد أن الزوج يرجع من عمله، فتستقبله الخادمة وتقدم له الطعام، وتحل الخادمة محل الأم في رعاية الأطفال، وتقديم الحنان والحب لهم، مما يتسبب في ظاهرة التفكك الأسري.

وكذلك أصبح السائق يحل محل الزوج أحياناً، فيقوم بخدمة توصيل الأم والأطفال إلى أي مكان، وهو المرافق لهم عوضاً عن الأب.

• الوضع الاقتصادي للأسرة:

يتسبب الوضع الاقتصادي للعائلة سواء بحالة الثراء أو الفقر في نشوب حالة من التفكك الأسري، فنجد الأغنياء ينشغلون بالمال عن أسرهم، وفي حالة الفقر نجد الأب غير قادر على توفير احتياجات أسرته، وقد يلجأ إلى طرق غير شرعية لتأمين حاجياتهم، مما يسبب التفكك الأسري.

مقومات التماسك الاسري

لكي يتحقق التماسك الأسري لا بد من توفر وتضافر عوامل عدة تذكر أهمها فيما يالي :

1. العــامل الدينـــي :

يعتبر الدين أهم الركائز الأساسية الأسري ويتضح ذلك من خلال معايير الاختيار ألزواجي التي يتصدرها هذا العامل , كما انه من أهم مصادر تكوين الشخصية المتوازنة التي يفيض سلوكها الجاد خيرا ونماء على محيطها الأسري .

2. العــامل الاجتماعــي:

إن العامل الاجتماعي في حقيقة الأمر ليس عاملا واحدا و إنما هو مجموعة عوامل و ليكن يبقى بروزها حسب ظروف كل أسرة.

3. العــامل الاقتصــادي:

يتمثل عموما في توفير الدخل الاقتصادي الملائم الذي يسمح للأسرة بإشباع حاجاتهما الأساسية من مسكن و مأكل و ملبس ، لأن معظم المشكلات الاجتماعية ترتبط بعجز الأسرة المادي، فالعجز المادي يشعر أفراد الأسرة بالحرمان مما ينعكس بالسلب على العلاقات الأسرية و الذي يظهر في زيادة المشاكل و الصراعات بسبب و بغير سبب. لذا بل بد من الحرص على أن تتكاثف جهود كل المجتمع من أجل القضاء على الفقر و البطالة و توفير المسكن اللائق، الغذاء، المواصلات، الخدمات الصحية و التعليمية.

4. العــامل النفســي :

يرجع علم النفس نجاح العلاقة الزوجية و استقرارها إلى التوافق الزواجي المرتبط بالنضج الانفعالي لكلا الزوجين، الذي يغد مؤشرا لمستوى التطور في قدرة الفرد على إدراك ذاته و إدراك الآخرين بموضوعية و ليصبح قادرا على التمييز ما بين الحقيقة و الخداع، و يتعامل بناء على ما يدركه من حقائق، حيث تزداد المشكلات بين الزوجين كلما انخفض النضج العاطفي لأي منهما أو لكليهما أو توقف عند مستوى معين كما أن للإشباع العاطفي في الصغر دور مهم في تحديد نمط الشخصية التي يترتب عنها طبيعة و نمط الاتصال داخل الأسرة خاصة، حيث ترى “مريم عبد الغني” أن “المحروم في صغره من سماع الكلمة اللطيفة الحافية لن يسهل عليه قولها في المستقبل حين يصبح ربا لأسرة. قد يحمل لها الكثير من المشاعر الجياشة التي يثقل عليه البوح بها و قد تكون العلاقة بين الوالدين قائمة على أساس الود و التفاهم فيتأثر بها الطفل إيجابيا و يخلق لديه استقرارا نفسيا، و على خلاف ذلك قد تكون العلاقة ما بينهما قائمة على النفور و سوء التفاهم، فتؤثر على الطفل سلبا، و تعكس عليه من خلال الضيق و القلق النفسي.

5. العــامل الثقــافي:

تؤثر ثقافة الزوجين في شكل العلاقة بينهما حيث ينمو مؤشر الإحساس بالمسؤولية طرديا مع ارتفاع مستوى الثقافة التي يملكها الأبوان، لأن الثقافة تشعر صاحبها بالامتلاء و تعلمه كيف يزن الأمور بميزانها الصحيح، كما يتعود على ضبط انفعالاته و التعبير عن رأيه دون جرح الطرف الأخر أو الحجر على رأيه. و تتشكل هذه الثقافة من عدة مصادر : الأسرة، التعليم، الإعلام، … كما ترى مريم النعيمي أن المرأة غير المتعلمة، أو التي تنقصها الثقافة الجادة تتحول إلى بركان موقوت إن لم يتوفر لها حظ من الإيمان، أو نصيب من التربية المنضبطة في بيت أبويها.

6. العــامل الصحــي:

لا تعتبر الأسرة الأداة البيولوجية التي تحقق إنجاب النسل و تضمن استمرار حياة المجتمع و الوسيلة التي تنتقل من خلالها الخصائص الوراثية من جيل لآخر، و لاشك من أن سلامة الأبوين الصحية تؤدي إلى تحقيق نسل سليم، هذا من جهة.

7. التخطيــط الأســري:

التخطيط في أتبسط صورة له هو التنسيق بين الأهداف التي يريد الفرد أن يحققها لنفسه أو لأسرته أو للجماعة التي ينتمي إليها، و هو أسلوب علمي و منهجي و فني يتشكل عبر عمليات متعددة و مستمرة و تقوم على أساس برامج و مشروعات عمل تفصيلية، يهدف إلى إحداث تغيرات على مستوى الجماعة و أفرادها خلال فترات زمنية محددة الأداة.

8. الاتصــال الفعــال:

للاتصال الفعال داخل الأسرة أهمية كبيرة في دعم تماسكها، و قد أكدت هذا كلثوم بلميهوب في قولها: ” إن أحد مفاتيح العلاقات الإنسانية تكمن في المرونة و الاتصال الفعال ” و تعرف الاتصال على أنه: ” قيام الأفراد بإرسال معلومات و إعطاء معان لها و الاستجابة لها على المستوى الداخلي و الخارجي، و بمجرد أن تصبح المعاني غير متطابقة و غير أكيدة و مشوهة فإن الاتصال يتعرض لخلل وظيفي، و يبقى كذلك ما لم يكن للأفراد المعنيين مناسبات كافية لإيضاحها، من جهة أخرى يتحقق الوظيفي أو بق عندما يكون هناك تناسب بين النية و نتيجة الاتصال “.

9. مـراكــز الإرشــاد الأســري:

لأنها مهمة و من متطلبات هذا العصر، فلا شك أن توفير الإرشاد الزواجي ( العائلي ) خاصة أو حكومية تابعة لوزارة العدل مثلا سيمكن الأسرة من اكتساب آليات و مهارات تساعدهم على تحقيق الاستقرار العائلي و تربية أطفال متوافقين نفسيا و اجتماعيا، كما أن هذه المراكز تدرب الأزواج على كيفية الاستمتاع بالحياة الزوجية من مختلف الجوانب و ليس من جانب اللذة فقط، بناء على تنمية مهارات التواصل و خاصة مهارات الاستمتاع للطرف الآخر و فهم حاجاته و تفهم موقفه و وجهة نظره و كيفية نظره للقضايا و إدراكه لها.

آثاره

• عدم الشعور بالامان.
• فقدان الثقة بنفسه.
• التسول لسد الحاجة او السرقة .
• مصاحبة رفقاء السوء .
• القيام باعمال غير اخلاقية.
• تراجع المستوى الدراسي او الخروج من المدرسة في سن مبكرة .
• يستطيع افراد المجمتع استغلال الطفل أو الشخص الذي يعاني من مشكلة التفكك الاسري بشتى الوسائل .
إن مصير الأطفال يتأثر بمشكلة الطلاق إذ تعتبر هذه المشكلة بالنسبة لهم تجربة نفسية قاسية تؤثر على بناء شخصية الطفل بالإضافة إلى أنها تفسد الطفل ، إذا تجعل من مشاعره غير مستقرة ، ويكون الاضطراب في مثله العليا مصاحبا له ، وأيضا يمتد أثرها على حياته الدراسية .. “.
و مجمل الآثار المترتبة على تفكك الأسرة ، وأثرها على الأولاد

فمصير الأطفال هو أكبر مأساة في الطلاق والتفكك الاسري في عصرنا هذا ، وذلك لموقفهم العاجز إزاء هذه المشكلة بحرمانهم من النأة الطبيعية وتركهم على الأقارب ، الذين لايحسنون رعايتهم ، ويترتب على ذلك عدم إستقرارهم نفسيا ، إذ تنشأ عندهم روح النقمة بسبب إبعادهم عن أمهاتهم ، فيصابون بأقسى الحالات النفسية وذلك لتأثرهم بالجو العدائي المحيط بهم ، متمثلاً في خصام الوالدين وعراكهم المستمر .. فيصاب الأطفال بالعقد النفسية ويشعرون بالتعاسة في حياتهم .

ولقد نظر الدكتور محمد عاطف غيث في آراء الباحثين حول التفكك الأسري فلخص نظرتهم فقال:-

” .. إن تصدع الأسرة يعتبر في نظر كثير من الباحثين سببا هاماً في انحراف الأحداث وفي السلوك الإجرامي عامة ، وفي عدد من مشاكل سوء التكيف والتوافق والمرض النفسي الذي يتعرض له الأفراد في حياتهم أو في تفاعلهم مع أعضاء المجتمع الآخرين .

ويرى الكاتب إلياس ديب أن من يعيش في جو من الحرمان العاطفي وعدم الإستقرار والأمان ، تحف به المصاعب والعراقيل وتضطره ظروف الحياة الصعبة إلى الكفاح المبكر في سبيل لقمة العيش ، فكم ترى من أطفال يمسحون السيارات في المواقف ، وكم نراهم يمارسون المهن الشاقة المتعبة ! وهذا بدوره يؤدي إلى الإضرار بالأجيال سواءً من الناحية الجسدية أو النفسية أو الاجتماعية ، فينشأون فاقدو الشعور بالواقع لما واجهوا فيه من المرارة والحرمان .

ومن أبرز الآثار الناجمة عن التفكك الأسري على الأولاد فقدان الوظيفة التربوية ، فإذا حدث في الأسرة تصدع يا ترى من الذي يقوم بواجب التربية لهؤلاء الأولاد ؟
فالأب قد تزوج إمرأة أخرى فأخذت كل وقته ، والأم تزوجت وعاشت مع زوجها ، وبالتالي فقد يعيش الأولاد مع أبهم أو مع أمهم وكلا المكانين يذوق فيهما الأولاد المرارة والعذاب غالبا . فقد وجد بعض الأولاد عاشوا مع زوجات آبائهم ووجدوا العطف والرعاية والحنان ، وكذلك يوجد أولاد عاشوا مع أزواج أمهاتهم ووجدوا التربية الصالحة والإهتام الجيد ، ولكن هذا قليل في المجتمعات .

.. فالأسرة من أهم وظائفها التربية ، فيها يجد الطفل من يصحح له أخطاءه ، يجد من يقول له : هذا حلال وهذا حرام ، يجد من يقول له : هذا صحيح وهذا خاطئ ، لأن سلوك الإنسان سلوك مكتسب من البيئة المحيطة به.

وقد تورث الأسر المتفككة أجيالها الإصابة بالعقد النفسية والمشاكل العصبية وتستمر هذه المشكلة والعقد حتى وإن وصولوا إى سن الشباب وسن تكوين الأسرة ، وهذا هو الذي لاحظته في المجتمع.
.. وتؤكد وجهات النظر العلمية والطبية أن أبناء المطلقين والمطلقات يعانون من مشاكل نفسية وجسمية أكثر من الأبناء الذين يواصلون عيشهم تحت سقف بيت واحد مع والديهم .

حتى ولو كانت الخلافات تسيطر عليهم بشكل دائم ، تأكد ذلك من خلال دراسة أجرتها مؤسسة ” جوزيف رونتري ” البريطانية بإستخدام الأساليب العلمية في دراسة آثار الطلاق على نشأة ونموالأبناء ، وقبل أيام من نشر نتائج هذه الدراسة كان ( مركز دراسات سياسة الأسرة ) البريطاني ينشر – هو الآخر – نتائج بحث جديد في نفس المجال وأنتهى أيضاً بنتائج مشابهة .

ومن إطار هذا البحث قام الباحثون بمقابلة ( 152 ) طفلاً تتراوح أعمارهم بين (9 ) سنوات ( 14 ) سنة ومتابعتهم لمدة تصل إلى عامين دراسيين ، ووجد الباحثون أن الأطفال الذين ينتمون إلى آباء مطلقين أو إلى آباء يبدآن في تكوين أسرة جديدة مع شريك آخر يكونون في الغالب بحاجة إلى مساعدة نفسية حتى يتقبلوا الأمر الجديد .

وأكدت النتائج – أيضاً – أن هؤلاء الأبناء أكثر عرضة للإصابة بأمراض نفسية وجسمية ” سايكوماتيك ” ولكن أسبابها نفسية في المقام الأول ، إضافة إلى أنهم قد يحتاجون إلى نفقات إضافية ، علاوة إلى أن الأطفال الذين يعيشون مع أطراف أخرى غير آبائهم يكون أدؤهم في المدرسة أقل مقارنة بأطفال الآباء المنفصلين أما أسوأ النتائج فكانت على الأطفال تكون المشاكل النفسية ومشكلات الدراسة لديهم ثمانية أضعاف الأطفال الآخرين .

الخاتمة:

وبعد، فإن الأسرة المسلمة تعد أساس البناء الحضاري الشامل للأمة المسلمة، لذا حرص الإسلام على توفير كافة أسباب المتانة والقوة بما يضمن للبناء تماسكه واستقراره، وبما يسهم في الإعداد الأمثل للنهوض الحضاري للإنسانية جمعاء.
غير أنه من المؤسف حقًا أن الأسرة المسلمة في عصرنا الحالي بدأت تتمثل قيم الحضارة الغربية وأخذت تعبّها بشراهة دون وعي لمرارة البحر، لذلك نجدها تحصد تعقيدات الحياة المعاصرة التي جلبتها الحضارة المادية السائدة في الغرب.

لقد حصدت الأسرة المسلمة ضعفًا وفقرًا وتشتتًا، وتفشت الأزمات الأخلاقية بعد أن كانت الأسرة المسلمة تنفث في كل يوم عبير الإخلاص والتضحية والعطاء.
ويجب أن نعترف بأن ضعف الأسرة المسلمة اليوم جاء نتيجة تمثلها قيم الحضارة الغربية على حساب قيمنا الإسلامية المبنية على التعاون والتراحم والعفاف، فتقطعت العلاقات الأسرية بعد أن كانت كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا.
.
.
.
.
———————————————————————————————————
اضغط الرابط أدناه لتحميل البحث كامل ومنسق  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *