بحث عن سورة الخاشعة جاهز doc‎

الخاشعة

هذه السورة واحدة من السور العميقة الهادئة . الباعثة إلى التأمل والتدبر ، وإلى الرجاء والتطلع ، وإلى المخافة والتوجس ، وإلى العمل ليوم الحساب !

وهي تطوف بالقلب البشري في مجالين هائلين : مجال الآخرة وعالمها الواسع ، ومشاهدها المؤثرة . ومجال الوجود العريض المكشوف للنظر ، وآيات الله المبثوثة في خلائقه المعروضة للجميع . ثم تذكرهم بعد هاتين الجولتين الهائلتين بحساب اللآخرة ، وسيطرة الله ، وحتمية الرجوع إليه في نهاية المطاف …كل ذلك في أسلوب عميق ، هادىء ، ولكنه نافد . رصين و رهيب !

في الجولة الأولي يعرض مشهد العذاب قبل مشهد النعيم : الوجوه يومئذ خاشعة ذليلة متعبة مرهقة ، عملت نصبت فلم تحمد ولم ترض العاقبة ، إلا الوبال والخسارة . وعلى الجانب الآخر : وجوه يبدو فيها النعيم . ويفيض منها الرضى . وجوه تنعم بما تجد ، وتحمد ما عملت . فوجدت عقباه خيراً ، وتستمتع بهذا الشعور الروحي الرفيع . شعور الرضى عن عملها حين تري رضى الله عنها.

تنتهي الجولة في العالم الآخر ، فيؤوب منها إلى هذا الوجود . المحي بقدرة القادر وتدبير المدبر ، وتميز الصنعة ، وتفرد الطابع ، الدال أن وراء التدبير والتقدير أمراً بعد هذه الحياة ، وشأناُ غير شأن الأرض . وخاتمة غير خاتمة الموت .والمشهد الكلي يضم مشهد السماء المرفوعة والأرض المبسوطة ، وفي هذا المدى المتطاول تبرز الجبال (منصوبة ) …خطان أفيقان وخطان رأسيان في المشهد الهائل في المساحة الشاسعة . ولكنها لوحة متناسقة الأبعاد والاتجاهات ! على طريقة القرآن في عرض المشاهد وفي التعبير التصوير.

وبعد الجولة الأولى في عالم الآخرة ، والجولة الثانية في مشاهد الكون المعروضة ، يلتفت إلى الرسول –صلى الله عليه وسلم _ يوجهه إلى حدود وظيفته ، وهي التذكير بالحساب وإزالة العقبات من وجه الدعوة لتبلغ إلى الناس وليتم التذكير . فهذه وظيفة الجهاد كما تفهم من القرآن ومن سيرة الرسول سواء ، بلا تقصير ولااعتداء

.
.
.
———————————————————————————————————
اضغط الرابط أدناه لتحميل البحث كامل ومنسق  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *