بحث عن الدولة السعودية الأولى جاهز doc‎

الدولة السعودية الأولى

الدولة السعودية الأولى، أو إمارة الدرعية، هي دولة تأسست في وسط الجزيرة العربية عام 1744، أسسها محمد بن سعود آل مقرن أمير الدرعية والذي اتخذها عاصمة لدولته، استمرت الدولة السعودية الأولى في التوسع حتى سقوطها عام 1818 على يد الجيش العثماني بقيادة إبراهيم باشا.

الخريطة السياسية لشبه الجزيرة العربية

تتقسم شبه الجزيرة العربية إلى عدة أجزاء هي الحجاز ونجد وتهامة، فكانت معظم أجزاء تهامة والحجاز خاضعة لحكم الأشراف في مكة ثم لسلطة الدولة العثمانية.

بينما كانت نجد تخضع لنفوذ بعض الأسر مثل آل سعود بالدرعية وآل خريف في الحلوة وآل ماضي في روضة سدير والمزاريع في منفوحة ودهام بن دواس في الرياض وبني زيد في الوشم والعرض، أما منطقة شمال نجد وعاصمتها حائل فكانت خاضعة لحكم آل علي.

اما جازان التي كانت تسمى المخلاف السليماني نسبة إلى سليمان بن طرف الحكمي أما منطقة عسير فقد كانت تسمى ( مخلاف جرش ) وكانت خاضعة لنفوذ آل عائض اليزيديون

وكان إقليم الأحساء في شرق الجزيرة العربية على الخليج العربي فيها لأسرة زامل الجبري تلتها السلطة العثمانية وحكم بني خالد.

اما قطر على الخليج العربي كانت تسمى بمناطق فريحة والحويلة واليوسيفية والرويضة والشمال والزبارة وكانت عاصمتها الحويلة وتشتهر المنطقة بالصيد والتجارة، وكانت خاضعة لأسرة ال مسلم محمد بن سعيد ال مسلم من بنو خالد.

التاريخ

إمارة الدرعية

بلدة الدرعية أسسها مانع بن ربيعة المريدي الدرعي سماها بالدرعية نسبة إلى بلدته التي قدم منها وهي الدروع (بلدة أو قرية صغيرة كانت قديما بالقرب من القطيف)، وهي نسبة إلى جده درع أيضاً، وقد قدم مانع المريدي بعد أن دعاه ابن عمه ابن درع من حجر اليمامة لأخذ منطقة بالقرب من وادي حنيفة ولما توفى مانع خلفه ابنه ربيعة بن مانع فترأس أهل البلد، وتكاثر سكان الدرعية، فأراد ربيعة توسعة رقعتها بالاستحواذ على جانب من أراضي آل يزيد وكانت لهم قريتا النُعْمية والوصيل المجاورتان للدرعية، فدفعوه عنهم، فقاتلهم، وقوى ابن لربيعة، اسمه موسى فأصبح على الإمارة في أيام أبيه، واستقر في الحكم وقضى على شوكة جيرانه آل يزيد، ودمر منازلهم وأجلاهم عن قريتيهم وألحقهما بأراضي الدرعية، وحكم بعده ابنه إبراهيم بن موسى ثم ولده مرخان بن إبراهيم، أيضا بعد وفاة مرخان، تأمر ابناه ربيعة ومقرن مشتركين معا، وتداول الإمارة بعدهما، ابناهما وطبان بن ربيعة بن مرخان، ومرخان بن مقرن بن مرخان. ثم ناصر بن محمد بن وطبان، فمحمد بن مقرن، فإبراهيم بن وطبان، فأدريس بن وطبان، إلى أن كانت أيام موسى بن ربيعة بن وطبان سنة 1131هـ، فخلعه أهل الدرعية سنة 1132 هـ الموافق 1720م فتولاها سعود الأول بن محمد بن مقرن وتوفى سنة 1137 هـ الموافق 1725م وبعد وفاته، خلفه أكبر رجال الأسرة سناً، زيد بن مرخان بن وطبان وقتل سنة 1139 هـ الموافق 1726م وتولى محمد بن سعود بن محمد بن مقرن إمارة الدرعية الذي أصبح فيما بعد أول أئمة الدولة السعودية الأولى.

الدعوة الإصلاحية

بدأ الإمام محمد بن عبد الوهاب بدعوته بعد حفظه للقران وتعلمه العلوم الشرعية والسفر لمكة والمدينة والبصرة لتلقي العلم على علمائها وما شاهده من بعض الأفعال المنكرة حسب اعتقاده التي يفعلها أكثر العوام والعلماء عبر العصور من التحذير منها بشدة كالدعاء عند قبور الأموات واعتقاد النفع والضر فيهم وتقبيل القبور والتمسح بها والطواف بها وغيرها من المعتقدات الباطلة التي هي حسب اعتقاده شرك أو تقود إلى الشرك بالله كما يعتقد بعقيدة السلف الصالح من علماء المسلمين خاصة من القرون الفاضلة من وصف الله بما وصف به نفسه أو بما وصفه به النبي بغير تحريف ولا تكييف ولا تعطيل ولا تمثيل. فأفكاره تنبع من المدرسة الحنبلية الصرفة لابن تيمية وقد رد عليه كما رد على ابن تيمية من قبل خصومهم من هذه الردود قوله تعالى “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون” آل عمران – 169 و الآية “ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله امواتا بل احياء ولكن لا تشعرون” البقرة -154 هذا للشهداء فكيف النبي وأهل بيته

سافر للبصرة لتلقي العلم وقد أوذي كثيرا هناك بسبب دعوته وأراه والنقاشات بينه وبين علماء البصرة في التوسل بالقبور والأضرحة وغيرها كالاعتقاد باللجوء للقرآن الكريم وحده فعارضه ورد عليه العلماء كالشيخ القمي مؤكدين بأن كتاب الله وحده لا يكفي و قد ادعى عليه البعض في أمر مبالغ فيه بأن الانجليز خدعوه ليرتكب المعصية و حرضوه على تمزيق الصف الاسلامي كم جاء في مذكرات مستر همفر  فخرج من البصرة إلى الزبير ثم الأحساء وتلقى العلم هناك ثم عاد إلى حريملاء وبدأ إعلان دعوته وصار له تلاميذ وألف كتابه الأشهر كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد وقد انتشر الكتاب بين طلبة العلم، وبعد محاولة قتله من العبيد الذي أنكر عليهم الكثير من أعمالهم، خرج الشيخ بعدها إلى العيينة وكان أميرها عثمان بن حمد بن معمر الذي أيده ونصره وتزوج الشيخ من الجوهرة بنت عبد الله بن معمر وبدأت الدعوة الإصلاحية فسار الشيخ مع جيش بن معمر لهدم قبة قبر زيد بن الخطاب فهدمها الشيخ بيده وأقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما يراه، فبدأ صدى الدعوة ينتشر فبدأت المخاصمة من بعض العلماء الذين راسلوا علماء مكة والمدينة والبصرة ثم شكوه إلى حاكم الأحساء رئيس بني خالد سليمان بن محمد آل حميد لخروجه عما يعتقدون أنه إجماع المسلمين فأرسل لأبن معمر يطلب منه قتل الشيخ وإلا فأنه سيقطع عنه الخراج فأمر بخروج الشيخ من العيينة فتوجه الشيخ لأحد طلابه في الدرعية.

بعدما وجه الشيخ إلى الدرعية توافد عليه الطلاب ومنهم ثنيان بن سعود ومشاري بن سعود أخوة أمير الدرعية محمد بن سعود ولم يكن الأمير مهتما للشيخ إلا بعد طلب زوجة الأمير موضي بنت أبي وطبان من الذهاب إليه ونصرته، وطلب ثنيان ومشاري من الأمير أن يذهب إليه بنفسه فألتقى الإمام محمد بن عبد الوهاب مع الأمير محمد بن سعود وكان الأمير يخشى بعد نصرته أن يفارقه الشيخ ويستبدل غيره وأن يمنعه من الأموال التي يأخذها من الأهالي فرد الشيخ بأن الدم بالدم والهدم بالهدم وأما الأموال فلعل الله يعوضه بخير منها وبدأ ما يعرف بميثاق الدرعية في 1745 وهو بداية لقيام الدولة السعودية الأولى.

التوسع في نجد

خريطة تبين بعض أهم المدن والقرى والهجر الواقعة على هضبة نجد، بالإضافة إلى بعض الحواضر والمدن المجاورة.

بعد ميثاق الدرعية بدأ التوسع السعودي لنشر الدعوة الإصلاحية والبيعة لأمير الدرعية محمد بن سعود، ولم تعرف الدولة السعودية الناشئة استقرارا لكثرة الحروب وكثرة الخصوم للدولة ورفض الدعوة الإصلاحية أو ما يسميها الخصوم الوهابية وتبدل ولاء البلدان من المعاهدة وتبني الدعوة إلى العداء ورفض الدعوة.

إقليم العارض

يقصد بالعارض الرياض والدرعية والعيينة وضرما ومنفوحة وقد كان أكبر خصوم إمارة الدرعية أمير الرياض دهام بن دواس وأمير ثرمداء إبراهيم بن سليمان العنقري والأول هو الذي رفض الدعوة الإصلاحية وقاتل ضد توسع إمارة الدرعية في سبعة عشر موقعة لمدة سبع وعشرين عاما قتل فيها حاولي أربعة آلاف قتيل ومن أشهرها وقعة الشياب ووقعة العبيد وقد قاد دهام حملة على إمارة الدرعية قتل فيها فيصل وسعود أبنا محمد بن سعود وبعدها وقعة الشراك ووقعة البنية ووقعة الخريزة ووقعة الحبونية ووقعة البطحاء وأستمر الكر والفر حتى طلب دهام بن دواس الصلح من الشيخ محمد والإمام محمد بن سعود ووافق على الشروط وهي عودة أنصار الدعوة للرياض وان يرد إليهم أموالهم وأن يدفع للدرعية ألفي ريال معجلة، وقد شارك دهام في حرب الدرعية ضد قبائل الظفير في وقعة جراب وبعد وفاة الإمام محمد بن سعود تجددت الخلافات والحروب بين إمارة الرياض والدرعية حتى سقطت الرياض بعد أن تركها دهام بن دواس بعد مقتل ولديه وتعبه من كثرة الحروب وذهب إلى الدلم وقد أتى الرياض الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود محتلا في ربيع الآخر سنة 1187 هـ / 1773 م فعلم بفرار دهام فخضعت الرياض وانتشرت فيها الدعوة الإصلاحية. انضمت منفوحة بقيادة أميرها علي بن مزروع لتبني الدعوة في 1159 هـ 1746 م ونقض أهلها عهدهم للدرعية سنة 1166 هـ، وتم ضم العيينة الذي تبنى أميرها عثمان بن حمد بن معمر الدعوة الإصلاحية ولكنه أخرج الشيخ محمد بسبب ضغوط من حاكم الأحساء سليمان بن محمد، وقد شارك أمير العيينة في حروب الدرعية وتم قتله سنة 1163 هـ/ 1750 م بعد صلاة الجمعة بسبب وجود قرائن من مؤيدين الدعوة بعدائه للدولة السعودية الناشئة ووجود اتفاقات سرية مع خصوم الدولة وبعده عين مشاري بن معمر وتم عزله وعين بدله سلطان بن محيسن المعمري وانتهت حكم آل معمر وأصبحت العيينة تابعة للدولة السعودية. وخضعت حريملاء للحكم السعودي سنة 1165 هـ/ 1751 م ولكن قاضي حريملاء الشيخ سليمان بن عبد الوهاب شقيق الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان معارضا ورافضا لدعوة أخوه الإصلاحية فقام بتحريض أهلها على طرد أتباع الدعوة ومنهم الأمير محمد بن عبد الله وأخوه عثمان فقصد المطرودون الدرعية فخاف أهل حريملاء من الثأر فأرجعوهم إلى دارهم ولن آل راشد من حريملاء هجموا عليهم وقتلوا الأمير محمد بن عبد الله وثمانية من اتباعه ونجا مبارك بن عدوان واستنجد بالإمام محمد بن سعود الذي أرسل ابنه عبد العزيز الذي تمكن من السيطرة على حريملاء وتعيين مبارك بن عدوان أميرا لها وقد تم عزله بعد تنكره للدعوة وتعيين أحمد بن ناصر بن عدوان. واستطاع الحكم السعودي السيطرة على إقليم العارض ونشر الدعوة الإصلاحية فيها.

أقاليم الوشم وسدير والخرج

بدأ التوسع السعودي في إقليم الوشم بمدينة شقراء التي بايعت الشيخ والإمام بن سعود، ومن ثم القويعية التي بايعت سنة 1169 هـ /1755 م، ومن البلدان التي رفضت وقاومت التوسع السعودي ثرمداء وبلدة أشيقر وبلدة القصب وبلدة مرات وبلدة الفرعة ولم تسقط إلا بعد أن قام الأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود بعدة حملات عسكرية ضدها، وقامت الدرعية بعدة حملات ضد إقليم سدير استمرت لأكثر من عشر سنوات واستطاعت السيطرة على بعض البلدان وروضة سدير وفي عام 1196 هـ /1782 م قام تحالف كبير ضد نفوذ آل سعود ويضم التحالف آل ماضي من روضة سدير وأمير الخرج زيد بن زامل الدليمي واستطاع التحالف إخراج القوات السعودية من الروضة ولكن القوات السعودية في ثادق استطاعت بعد ذلك هزيمة آل ماضي والسيطرة على روضة سدير وتعيين عبد الله بن عمر أميرا عليها. استمر التوسع للسيطرة على إقليم الخرج الذي قاوم التوسع السعودي بقيادة أميرها زايد بن زامل الدليمي وقد شارك زيد في عدة أحلاف ضد الدرعية زعماء من جنوب نجد ومساعدة من أهل نجران لشن هجوم بجيش كبير ضد الدرعية وقد انهزمت القوات السعودية في معركه الحاير وبعد عقد اتفاق بين عبد العزيز بن محمد بن سعود وأمير نجران انسحبت قوات نجران بقيادة حسن بن هبة الله المكرمي وبعد ذلك عقد زايد صلح مع الدرعية ولكنه خرج عليه فأمر الأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود بتنحيته وتعيين سليمان بن عفيصان وأستمر زايد في حربه للدرعية حتى تم قتله على يد دورية سعودية واستمر أبناءه من بعده في حروبهم مع الدرعية ولم تستقر الخرج في عهد محمد بن سعود وترددت بين المبايعة والنقض واستطاع عبد العزيز بن محمد إرجاعها لسلطة الدرعية.

إقليم القصيم

أعلنت بريدة بقيادة أميرها حمود الدريبي ال أبوعليان ولاءها لإمارة الدرعية وتبنيها للدعوة الإصلاحية سنة 1182 هـ /1768م ولكنها لم تستقر حتى حاصرها سعود بن عبد العزيز بن محمد سنة 1189 هـ/ 1775 م وتم تعيين حجيلان بن حمد أميرا عليها، وخضعت عنيزة وأميرها عبد الله بن أحمد بن زامل سنة 1182 هـ/ 1768 ولكن عنيزة لم تستقر للحكم السعودي وتزعمت عنيزة العصيان أكثر من مرة وقتلت الدعاة المرسلين من الدرعية، وتزعمت عنيزة سنة 1196 هـ عصيان كبير وطلبت عنيزة من حاكم الأحساء سعدون بن عريعر العون فأرسل قواته المتحالفة مع قبائل الظفير وبادية شمر وعنزة وحاصرت القوات بريدة الموالية للحكم السعودي وأميرها حجيلان بن حمد لعدة أشهر ولكن الحصار فشل ورجعت قوات سعدون وتوجهت لروضة سدير واستولت عليها، واستطاع سعود بن عبد العزيز بن محمد سنة 1202 هـ 1788 م إخضاع عنيزة للحكم السعودي. ساهم حجيلان بن حمد أمير القصيم في التوسع السعودي في الشمال في شن عدة حملات على جبل شمر الخاضع لحكم آل علي حتى انضمام جبل شمر سنة 1207 هـ 1792 م، وإخضاعه بعدها لقبائل الشرارات في دومة الجندل والجوف سنة 1208 هـ للحكم السعودي.

انضمام جبل شمر للدولة السعودية

ضم جبل شمر من قبل أمير القصيم حجيلان بن حمد وإدخالها تحت الحكم السعودي في عام 1207 هـ/ 1792م حيث قام الأمير محمد بن عبد المحسن آل علي من الجعفر من شمر حاكم جبل شمر وشمال نجد بالتحالف مع الدولة السعودية الأولى ووحد الصفوف عقائديا وسميت حائل بلادا” تابعة للمذهب الجديد الذي كانت تدعو له القوات السعودية، واطلق على الأمير محمد بن عبدالمحسن آل علي لقب أمير المسلمين.

التوسع شرق نجد

بدأ حكم بني خالد في الأحساء بقيادة زعيمهم براك بن غرير آل حميد سنة 1080 هـ بعد طرد الحامية العثمانية وأستمر التوسع لدولة بني خالد حتى وصل إقليم العارض في نجد، وفي عهد حاكم الأحساء سليمان بن محمد بدأ الصراع مع الدرعية فقد أمر حاكم الأحساء من أمير العيينة قتل محمد بن عبد الوهاب فأخرجه أمير العيينة للدرعية، وقد حدث خلاف بين زعماء بني خالد نتج عنه طرد سليمان بن محمد من الأحساء فلجأ للخرج ومات هناك وتولى عريعر بن دجين زعامة بني خالد وحكم الأحساء.

بد أت حملات بني خالد على الدرعية سنة 1172 هـ/ 1759 م حين قام عريعر بن دجين بالتحالف مع أمراء نجد ووصل التحالف لبلدة الجبيلة شمال وادي حنيفة ولكن الحلف تصدع ولم ينجح وعاد عريعر بن دجين إلى الأحساء.

تزعم عريعر بن دجين حملة كبرى سنة 1178 هـ/ 1765 م بالتحالف مع حسن بن هبة الله المكرمي زعيم نجران ودهام بن دواس أمير الرياض وبعض أمراء نجد وتلقت الدرعية ضربة من قوات نجران هددت بسقوط الدولة السعودية الناشئة وعقد الإمام محمد بن سعود والإمام محمد بن عبد الوهاب صلح مع أمير نجران فأوقف أمير نجران هجماته ولكن قوات عريعر وصلت للدرعية وحاصرت الدرعية لمدة شهر كامل. بعدها قام عريعر بن دجين سنة 1188 هـ / 1774 م بهجوم على منطقة القصيم ونجح في إبعاد عبد الله بن حسن وتعيين راشد الدريبي ال أبوعليان وكان ينوي شن هجوم على الدرعية ولكنه توفي بعد شهرين من انسحابه من بريدة.في الأحساء دب الخلاف والصراع بين زعماء بني خالد بعد وفاة عريعر بن دجين حتى تولى سعدون بن عريعر الحكم، قام سعدون بعدة حملات وتحالفات ضد الدرعية ومنها حصار بريدة.

بدأ ميزان القوة يتغير فبدأت حملات السعودية ضد الأحساء فقام سعود بن عبد العزيز بن محمد سنة 1198 هـ 1784 م بشن حملة على قرية العيون وغنم منها غنائم كثيرة وقام الإمام سعود في 1199 هـ / 1785 م بعملية استلاء على قافلة قادمة من الأحساء. تجدد الخلاف بين زعماء بني خالد فخرج سعدون بن عريعر من الأحساء ولجأ للدرعية فأستغلها الإمام عبد العزيز بن محمد فأمر قائده سليمان بن عفيصان بغزو الأحساء فغزا بلدة الجشة وميناء العقير وأشعل النيران فيها بعد أن استولى على الأموال فيها. قاد الإمام سعود بن عبد العزيز حملة ضد بني خالد وقائدهم عبد المحسن بن سرداح سنة 1204 هـ 1789 م في غزوة غريميل انهزم فيها جيش بني خالد وهرب عبد المحسن للمنتفق وعين الإمام سعود زيد بن عريعر أميرا.

الإمام سعود يغزو القطيف ويحاصر سيهات وبلدة عنك وقتل عبد المحسن بن سرداح زعيم بني خالد. واستطاع بعدها الإمام سعود هزيمة براك بن عبد المحسن بن سرداح وفراره للمنتفق في معركة الشيط والسيطرة على الأحساء ومبايعة أهلها وتعيين أمراء لها ونشر الدعوة السلفية وهدم القباب والأضرحة وبناء المساجد. لم تستقر الأحساء حتى خضعت سنة 1210 هـ / 1796 م في غزوة الرقيقة.

التوسع في مناطق الخليج العربي

بعد السيطرة السعودية على الأحساء بدأ التوسع في مناطق الخليج العربي ومنها الكويت فقامت عدة حملات سعودية بقيادة القائد إبراهيم بن عفيصان وحملات أخرى من الكويت وتعاون الكويت مع حملة ثويني بن عبد الله التي كانت بأمر من سليمان باشا -والي بغداد- للقضاء على الدعوة المنبثقة من الدرعية، ولاختصار نفوذها تنفيذاً لأمر السلطان إلا انها لم تخضع للهيمنة السعودية.

توسعت الدولة السعودية للسيطرة على قطر واستطاع إبراهيم بن عفيصان السيطرة على القرى فريحة والحويلة واليوسيفية والرويضة ونشر الدعوة الإصلاحية فيها سنة 1207 هـ، استطاع إبراهيم بن عفيصان السيطرة على الزبارة مقر إقامة آل خليفة فخرج آل خليفة لجزيرة البحرين.

توسعت الدولة السعودية أيضاً في عمان فأرسل مطلق بن محمد المطيري فاستولى على مطرح ونزوى ووصل إلى رأس الخيمة وعقد صلحاً مع القواسم اعتنقوا بموجبها القواسم العقيدة السلفية وهدموا جميع الأضرحة.

الاقتصاد

الموارد الاقتصاديَّة

العِملة النقديَّة

تعامل سكان الجزيرة العربية بعملات نقدية مختلفة بعضها كانت عثمانية تركية، وفرنسية، وهندية، وإيطالية، ونمساوية. ومنها: دولار ماريا تريزا المعروف في نجد بالريال الفرانسي أو الريال مجازاً، وقد طغى على الاسم الحقيقي للريال حتى كاد ينسى بين الغالبية العظمى من الناس، وتعد هذه العملة من أشهر العملات الأجنبية التي استخدمت على نطاق واسع في الجزيرة العربية، وهو عبارة عن قطعة نقدية من الفضة كبيرة الحجم، وزنه أوقية واحدة، ولدقة وزنه أصبح وحدة وزن في الأسواق الشعبية، وهو من أشهر العملات في نجد، واستمر التعامل به إلى توحيد الدولة السعودية الثالثة، والدولار النمساوي والريال الفرانسي هذا قد نقش على وجهه صورة الأمبراطورة ماريا تيريزا بوضع جانبي تنظر جهة اليسار، أما ظهره فقد نقش عليه شعار الإمبراطورية الرومانية المقدسة المتمثل في النسر ذي الرأسين.

أيضا العملة المحمدية وهي وحدة نقد عثمانية تنسب إلى السلطان محمد خان الرابع بن إبراهيم الأول خان بن أحمد، وهو نقد نحاسي أو خليط من النحاس ومعادن أخرى، وتضرب في البصرة بالعراق. وقد قام الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد آل سعود بسك هذا النقد في مكة المكرمة خلال الفترة من 1219هـ إلى سنة 1228هـ.

نهاية وسقوط دولة السعودية الأولى

كانت نهاية الدولة السعودية على يد والي مصر العثماني محمد علي باشا وابنه إبراهيم باشا الذي قاد الحملة المصرية الثالثة إلى وسط الجزيرة العربية واستطاع الوصول إلى الدرعية عاصمة الدولة بعد معارك عديدة فدمرها وأنهى الدولة السعودية الأولى وقبض على الإمام عبد الله بن سعود وأرسله مع من وجد من آل سعود إلى إسطنبول حيث أعدموا هناك.

وقام إبراهيم قبل انسحابه من الجزيرة العربية بإعدام رجال الدولة السعودية الكبار من قادة وعلماء، وكان من بينهم آل عفيصان؛ ومنهم أمير الخرج عبد الله بن سليمان بن عفيصان، وأمير الأحساء فهد بن سليمان بن عفيصان، وابن أخيه متعب بن إبراهيم بن عفيصان. فلم يبقَ منهم إلا الأطفال يقول ابن بشر عن هذه الحادثة: «..أقبل الآغا الذي في حوطة الجنوب المسمى جوخ دار ومن معه من العساكر. ونزل الدلم البلد المعروفة في الخرج وقتل آل عفيصان، وهم فهد بن سليمان بن عفيصان وأخوه عبدالله بن سليمان بن عفيصان ومتعب بن إبراهيم بن سليمان بن عفيصان واستأصل جميع خزائنهم وأموالهم وقتل أيضا علي بن عبد الوهاب قتلوه قرب الدرعية وكان له معرفة في الحديث والتفسير وغير ذلك. ثم إن الباشا رحل من القصيم وقصد المدينة ورحل معه حجيلان بن حمد أمير القصيم وقصد المدينة..».

يقول قائد الجيوش الغازية إبراهيم محمد علي في رسالته لوالده حاكم مصر يخبره عن هذه الحادثة وكأنه يطابق نص ابن بشر في إعدام آل عفيصان وترحيل حجيلان إلى المدينة المنورة: «.. وقد رتبه الجزاء اللازم امتثالا للأمر العالي ولإرادة حضرة ولي النعم على الذين يميلون إلى الفساد في نجد وعارض وسائر الأقاليم أو يلاحظ أن يكونوا مبعث فتن من أمراء عبدالله بن السعود، كعبدالله بن عفيصان وأخيه متعب وفهد، جزاء يكون عبرة للآخرين… وبعد تدمير الأشخاص المذكورين وترحيل حجيلان إلى المدينة ليقيم بها لم يبق بعد اليوم في تلك الحوالي من يتوهم منه التسلط على جانب الحرمين وقد خليت الأقاليم المذكورة على منطوق الأمر العالي…».

أمراء الدولة السعودية الأولى

محمد بن سعود بن محمد آل مقرن

عبد العزيز بن محمد بن سعود

سعود الكبير بن عبد العزيز

عبد الله بن سعود الكبير

.

.

.

______________________________________________

اضغط الرابط أدناه لتحميل البحث كامل ومنسق   

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *