بحث عن الدولة العباسية وورد جاهز docx

تمهيد

عندما نتحدث عن واحد من أهم العصور التابعة للحضارة الإسلامية فمن المؤكد أن العصرالعباسي سوف يكون على رأسهم، وذلك لأن الدولة العباسية ليست دولة أو نظام حكم فقط، لكنها كانت بمثابة حركة فكرية وعلمية نقلت الحضارة الإسلامية من مكان لمكان وأضافت عليها بهاءاً لم يتكرر بعد سقوطها أو في أي من الممالك والدول التي تبعتها. وفي المقال التالي سوف نتعرف على مجموعة من أهم المعلومات عن الدولة العباسية وأهم خلفائها.

كيف ومتى بدأت الدولة العباسية؟

الدولة العباسية هي الدولة التي قامت بعد الثورة على الدولة الأموية في نهايتها وضعفها، وقامت على يد العباسيين وقد أطلق عليهم ذلك لما لهم من نسب يمتد إلى العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تكن الدولة العباسية مجرد دولة تقوم بعد سقوط دولة أخرى لكنها كانت بمثابة ثورة على النظام الأموي بأكمله والذي بدأ في الانحدار في أوخر الفترات التاريخية التي حكم فيها الدول الإسلامية والدول الفارسية.

ومن الممكن أن نقول أن هناك العديد من التطورات السياسية والفكرية التي شهدها العالم الإسلامي خلال الدولة الأموية مما نتج عنها عدم قبول المجتمع للممارسات الدولة الأموية في هذا الوقت.

وبعد الكثير من الإعدادات التي قام بها العباسيين أعلنت الدولة العباسية عام 132 هجرياً وكان هذا السقوط الأخير والمدوي للدولة الأموية بأكملها وإعلان بانتهاء العصر الكامل لحكمهم.

أهم المراحل التاريخية التي مر بها العصر العباسي

العصر العباسي مر بثلاثة مراحل تاريخية مهمة انتهت بسقوطه على يد التتار عام 656 هجرياً، أما هذه المراحل فلقد تم تقسيمها تاريخياً إلى الدولة العباسية الأولى والدولة العباسية الثانية والدولة العباسية الثالثة.

ما هي أهم سمات الدولة العباسية الأولى؟

الدولة العباسية الأولى هي الدولة التي امتدت إلى ما يقرب قرن من الزمان وشهدت فيها الحضارة الإسلامية أوج عظمتها وقوتها، وقد قامت الدولة العباسية الأولى على يد الخليفة المتوكل عام 132 هجرياً، وانتهت عام 232 هجرياً، أما أهم الإنجازات الحضارية والسياسية التي تركتها الدولة العباسية الأولى فهي كالتالي:-

  • حدثت طفرة كبيرة في كل من مجال ترجمة الكتب وكانت هذه الدولة من أكثر الدول التي شجعت الكتاب على إنتاج الكتب في كافة المجالات.
  • شهدت الدولة العباسية غزارة وتفوقاً كبيراً في حركة الموسيقى والغناء والفنون بشكل عام.
  • في عصر الدولة العباسية شهد الناس تطوراً كبيراً في طريقة حياتهم ومعيشتهم وكان ذلك نتيجة الاختلاط الكبير بين الشعوب وخاصة في مصر والشام.
  • اهتم خلفاء الدولة العباسية بتطوير الحركة الادبية والفلسفية والفكرية في الدولة، فكانت قصور الخلفاء تشهد مجالس العلم والشعر ومجالس الدين والفقه والفتوى.
  • من أهم الأشياء التي اشتهرت بها الدولة العباسية الأولى إنشاء المكتبات العامة والتي كانت تحتوي على أهم أنواع الكتب في كل المجالات.

الدولة العباسية الثانية

أما العصر العباسي الثاني فلقد بدأ عام 232 هجرياً على يد الخليفة المتوكل على الله العباسي وانتهت على يد الدولة البويهية عام 334 هجرياً، أما أكثر ما يميز هذه الدولة هي ظهور قوة الأتراك السياسية حيث بدأوا يتوغلون في كل تفاصيل الدولة ويسيطرون على العديد من مقاليدها مما كان له آثراً سياسياً وتاريخياً بعد ذلك وأدى إلى إضعاف نفوذ الخلفاء وسيطرتهم على الدولة.

سمات الدولة العباسية الثانية

وقد تركت الدولة العباسية الثانية أيضاً العديد من الإنجازات والمظاهر الحضارية المختلفة ونذكر منها التالي:-

شهد المجتمع الإسلامي في هذه الدولة ترفاً مبالغاً جداً في طريقة العيش ومظاهر الحياة.

كان من أكثر العصور التي شهدت تطوراً كبيراً في عالم الموسيقى والغناء وتم اختراع آلات موسيقية جديدة.

شهد أيضاً هذا العصر تطوراً كبيراً في العلوم والثقافات.

ازدهرت تجارة الورق وصناعته بشكل كبير كما ازدهرت حركة الكتابة ونسخ الكتب والترجمة.

في هذا العصر بدأ العلماء والطلاب يتوافدون من وإلى الدولة العباسية وذلك طلباً للعلم ونشراً له.

الفتوحات في العهد العبّاسي

واصل المسلمون في العهد العبّاسي فتوحاتهم حتى وصلوا إلى البوسفور، و استطاعوا فتح كشمير، وقندهار، وكذلك الملتان، ولم يكتفوا بذلك، فقد واصلوا زحفهم حتى وصلوا صقليّة، وفتحوها، وفتحوا من بعدها إيطاليا، أمَّا في أفريقيا، فعلى الرّغم من أنَّ السودان، والنوبة قد فُتِحتا من قِبل المسلمين، إلّا أنَّ النوبيّين لم يستمرُّوا في صُلحهم مع المسلمين؛ إذ خرقوا الصُّلح معهم، وهذا ما جعل الولاة يُجبرونهم على دَفْع الجِزية من خلال حملات عسكريّة سُيِّرت إليهم، واستطاع العبّاسيّون كذلك فَتْح غانا الوثنيّة، والتي تُعتبَر جزءاً من السودان الغربيّ، وقد واصل المسلمون في العهد العبّاسي فتوحاتهم، وانتقلوا إلى شمال آسيا، وكذلك شرقيّ أوروبا، حتى استطاعوا إدخال تركستان في الإسلام.

العُلوم في العهد العبّاسي

لقد فرَّق المسلمون بين العُلوم بحسب مصادرها؛ فالعلوم التي أُخِذت عن القرآن الكريم تُسمَّى (العُلوم الشرعيّة، أو النقليّة)، كعِلم القراءات، والتفسير، والنحو، والبيان، والفِقه، والحديث، وقد انشغل الناس بهذه العُلوم في العصر العبّاسي الأوَّل، وكانوا يتحدَّثون بأخلاق القرآن، وظهرت مَذاهِب في الفقه، والتي اشتُهِر منها: المذهب المالكيّ، والشافعيّ، والحنبليّ، والحنفيّ، أمَّا العُلوم التي أُخِذت عن الأُمَم الأُخرى فقد أطلقوا عليها اسم (العُلوم الحُكميّة، والعقليّة)، ومن الجدير بالذكر أنَّ الترجمة قد انتشرت في عهد هارون الرشيد، بالإضافة إلى ازدهار العُلوم الأُخرى في العهد العبّاسي، كالجُغرافيا، والرياضيّات، والفلك، وكذلك عِلم الطبِّ الذي اشتُهِر فيه الطبيب (ابن بختيشوع) في عهد هارون الرشيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *