بحث عن العوامل السيكولوجية المسؤولة عن اضطرابات التواصل جاهز وورد docx‎

المقدمة:

إن اضطرابات التواصل من أكثر المشكلات في مرحلة الطفولة انتشارًا

والطفل لكى يتواصل بصورة جيدة فلابد وأن يتوافر لديه مهارات عديدة مثل:

– اللغة .

– القدرة على فهم والتعبير عن الأفكار .

– القدرة على استخدام الكلمات في مواضعها.

ولذلك فإن حدوث أي اضطراب في إحدى هذه المهارات يؤدى إلى اضطراب في التواصل .

ولمواجهة هذا الاضطراب ينبغي التعرف على ودراسة العوامل المسؤولة عن حدوث اضطرابات التواصل لاسيما العوامل السيكولوجية، وهذه العوامل هي موضع الحديث على صفحات هذا البحث.

والله الموفق .

التواصل:

يشير مصطلح التواصل في معاجم اللغة العربية إلى معنى: الوصول إلى الشيء أو بلوغه والانتهاء إليه(الرازي، 1993م، ص302).

وهناك العديد من التعريفات لمفهوم التواصل ومنها:

من وجهة نظر عالم النفس وارين هو نقل انطباع أو تأثير من منطقة إلى أخرى دون النقل لمادة معينة وهو يشير إلى نقل انطباعات من البيئة إلى الكائن الحي وبالعكس.

و يمكن القول إن التواصل هو تلك العملية الفنية الشاملة التي تتضمن تبادل الأفكار والآراء والمشاعر بين الأفراد بشتى الوسائل والأساليب.(حنفي والسعدون، 1433هـ، ص 36-37)

عناصر التواصل:

1- المرسل : وهو الشخص الذي يريد نقل رسالته إلى الآخرين.

ولكي يتم نقل الرسالة من المرسل إلى الآخرين بصورة فعالة لابد من مراعاة ما يلي:

– قدرة المرسل على صياغة رسالته بشمل مناسب يسهل فهم معناها وأبعادها.

– تحديد المرسل للأسلوب أو الشكل أو اللغة المناسبة لإيصال رسالته بشكل يستطيع المستقبل فهمها.

– تحديد الوقت والمكان المناسبين لتوصيل الرسالة.

– أن يراعي المرسل عوامل التشويش أو الضوضاء و المؤثرات الأخرى .

2- المستقبل: وهو الشخص المعني بنقل الرسالة إليه ويقوم بحل رموزها بهدف التوصل إلى تفسير محتواها وفهم معناها.

ويتوقف إدراك المستقبل لرسالة المرسل على عوامل كثيرة من بينها :

– الخبرات السابقة .

– نوع الوسيلة التي تقدم بها الخبرة الجديدة.

– القدرة على إدراك العلاقة بين الخبرات السابقة والجديدة.

– الحالة النفسية و الاجتماعية والرغبة في التعلم.

3- الرسالة: وهي الفكرة أو المعنى أو المضمون الذي يريد المرسل أن يوصله إلى المستقبل .

ويتوقف نجاح الرسالة على :

– أن تكون مناسبة لمستوى الفئات المستهدفة.

– أن تراعي ميول وقدرات الفئات المستهدفة.

– أن تكون قريبة من بيئة الطفل.

– أن تشمل عناصر الاثارة و التشويق في عرضها.

4- قناة التواصل: وهي الأسلوب الذي يلجأ إليه المرسل في نقل رسالته إلى المستقبل .

و تنقسم قنوات التواصل إلى:

أ‌- قنوات تواصل لفظية و تتمثل في:

– اللغة .

– نظائر اللغة .

ب‌- قنوات تواصل غير لفظية:

– الجسم .

– تعبيرات الوجه.

– التواصل التقني.

و يتوقف نجاح قنوات التواصل في تأدية دورها على :

– أن تتلاءم مع موضوع الحديث أو الدرس.

– أن تخدم ما يسعى المرسل إلى توصيله للمستقبل,.

– أن تكون سهلة الاستخدام.

5- التغذية الراجعة: وهي معرفة أثر الرسالة على المتلقي وتحليلها.

اضطراب التواصل:

يعرف اضطراب التواصل Communication Disorder بأنه اضطراب في التعبير أو اللفظ أو قواعد اللغة أو الصوت وكلها تؤثر سلباً في واجبات الطفل الأكاديمية وقدرته على التعلم.

وتعرفه الجمعية الأمريكية للنطق والسمع (ASHA) بأنه اضطراب في القدرة على إرسال مفاهيم شفهية وغير شفهية واستلامها واستيعابها، وقد يكون في عملية الإدراك السمعي أو اللغة أو النطق ويشمل عدة درجات تتراوح بين الشديد والخفيف ويكون مكتسباً أو تطورياً. (معوض، 2004)

وفي تعريف آخر للرابطة الامريكية للكلام واللغة والسمع تعرف اضطراب التواصل بأنه صعوبات في النطق أو اللغة أو الصوت او الطلاقة أو السمع. وفي دراسة أعدتها (الرابطة الامريكية للكلام والسمع) (ASHA) في عام 1952 لتقدير مدى انتشار اضطرابات التواصل في المجتمع الامريكي اتضح أن 5٪ من السكان بين عمر 5 و21 سنة لديهم اضطراب في الكلام، وأن 6٪ من مجموع الاطفال المقيدين في المدارس العامة لديهم صعوبات في التواصل. (الرشيدي وآخرون: 2000)

العوامل السيكولوجية لاضطرابات التواصل:

و تعتبر العوامل السيكولوجية من أهم عوامل اضطرابات التواصل و أمراض الكلام أو صعوبات النطق .(الروسان، 2001م) و من أبرزها :

أ- شعور الطفل بالقلق أو الخوف أو المعاناة من صراع لا شعوري ناتج عن التربية البيئية الخاطئة أو سوء البيئة المحيطة به . فتلعب عوامل الخوف والقلق دورا مهما في تكريس هذه الاضطرابات حيث تبين أن اللجلجة تزيد في مواقف التوتر والسلطة ، ويرى بعض العلماء أن حدوث ازدواجية في تعلم اللغات أو أن وجود لغة أخرى تنافس اكتساب اللغة الأم ( الأصلية ) تؤدى إلى مشاكل لغوية من بينها اللجلجة ، ولا يمكن أن نغفل هنا رأى السلوكين اللذين يرون أن بعض أشكال اضطراب الكلام كعيوب الصوت أو عيوب النطق هي نتيجة لعملية تعلم وتشريط خاطئ . أضف إلى ذلك بعض الاضطرابات النفسية والعقلية ( كالهستيريا ، والخوف المرضى ، والفصام ) خاصة إذا حدثت في وقت مبكر .

ب- فقدان الطفل للثقة أو الشعور بالأمن بسبب صراع الوالدين المستمر مما قد يجعله يتوقع فقد الحماية العاطفية و المادية المتمثلة في والديه .

ج- استخدام الطفل عيوب النطق كحيله نفسية لا شعورية لجذب انتباه والديه اللذين اهملاه أو لطلب مساعدتها أو استمرار عطفهما و حبهما له . د- الصدمات الانفعالية الشديدة : مثل موت شخص عزيز على الطفل يتعلق به تعليقا شديدا أو بسبب تورط والده في فضيحة أو جريمة كالسرقة أو الرشوة مما يسبب له السخرية من زملائه . أو بسبب خوفه من التهديد المستمر له بالعقاب الشديد .

هـ- يؤكد علماء التحليل النفسي أن اضطرابات التواصل وخصوصا اللجلجة هي عرض عصابي يخفى ورائه رغبات عدوانية مكبوتة حيث يعيش الفرد نكوصا إلى المرحلة الشرجية وصراعا بين الرغبة الشعورية في الكلام وحاجة لا شعورية بعدم الكلام ، وقد تكون اللجلجة محاولة لوقف العدوان الموجه نحو السامع ، لذا فإنها أكثر حدوثا أمام الكبار وفى المواقف المرتبطة بالصراع .

ويمكن أن تعطينا قائمة المشكلات الانفعالية في تاريخ حالة الأطفال مضطربي النطق إشارة لرد فعل الطفل تجاه ما يحدث في المنزل و ما تسهم به عملية التنشئة في هذا الصدد (الزراد , 1990م , ص 147) . وعلي أخصائي التخاطب الانتباه للأطفال مضطربي النطق الذين يتعاركون دوما أو يؤذوا الحيوانات الأليفة أو يشعلوا النيران ,أو يؤدوا أفعالا عدوانية مختلفة, وفي المقابل كذلك هؤلاء الأطفال الذين ينسحبون من العلاقات الاجتماعية وينعزلوا عن الآخرين ومع كل هؤلاء الأطفال لابد من التعرف علي الجو الأسري وما به من خلافات ومشاحنات بين الوالدين وكذلك أسلوب تعامل الوالدين مع الطفل من قسوة أو رفض أو إهمال أو حماية زائدة أو تدليل وغيرها من الأساليب التي يمكن بدورها أن تتسبب في اضطرابات النطق لدي هؤلاء الأبناء هذا إلي جانب التفرقة في المعاملة بين الأبناء وكذلك الغيرة التي يخلقها قدوم الطفل الجديد للأسرة .

الخاتمة

في ختام هذا البحث يتضح أمامنا ما يلي:

أن هناك تأثير في الاضطرابات النفسية والعقلية على القدرة في التواصل اللغوي مع الآخرين كما قد توصل إلى أن تكون أسباب عضوية وحرمان الطفل من عطف الوالدين أو إهمال الطفل قد يؤثر نفسياً على الطفل وانعدام الأمن النفسي يؤثر على نموه اللغوي وهناك أدله تشير إلى وجود أثرا للقلق وتوتر على عملية التواصل . ويعتمد النمو العادي للغة عند الأطفال ايضاً على التوافق السيكولوجي الانفعالي السوي . وبعض الأطفال الذين يعانون من إعاقات انفعالية يظهرون اضطرابات في اللغة خاصة في المواقف التي تتضمن نوعا من التواصل الشخصي المتبادل .

والله الموفق.

قائمة المراجع

1- حنفي، على عبد النبي و السعدون، عبد الوهاب (1433هـ) طرق التواصل للمعوقين سمعياً، دليل المعلمين والوالدين والمهتمين، ط2، دار الزهراء ،الرياض.

2- الرازي، محمد بن أبي بكر (1993م) مختار الصحاح ، مكتبة لبنان، بيروت.

3- الرشيدي، بشير وآخرون(2000م) سلسلة تشخيص الاضطرابات النفسية ـ مجلد 1 ـ الطبعة الاولى ـ الكويت.

4- الروسان ، فاروق(2001م) سيكولوجية الأطفال غير العاديين، ط5، دار الفكر للطباعة والنشر.

5- الزراد , فيصل محمد خير( 1990م) اللغة و اضطرابات النطق و الكلام , دار المريخ للنشر , الرياض .

6- معوض، ريم نشابة (2004م) الولد المختلف (تعريف شامل لذوي الحاجات الخاصة والأساليب التربوية المعتمدة)، دار العلم للملايين ، بيروت.

.

.
.

__________________________________

اضغط الرابط أدناه لتحميل المرفق كامل ومنسق جاهز للطباعة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *