بحث عن الفـــن الشـعبي وورد doc

الجمال هو وحـدة للعلاقـات الشكليـة بـين الأشياء التي تدركها حـواسنا.

الجميل هو ذلك الفن الذي ابتدعته الجماهير؛ لتزين ما تتطلبه حياتها اليومية من أدوات، أو ما تتطلبه عقائدها الفطرية أو أفراحها أو مناسبتها على اختلاف غاياتها ومظاهرها.

الفن الشعبي فن وتطبيق:

إن إمعان النظر في فنون الشعوب البدائية يثبت بجلاء أن الإحساس الجمالي غريزي لدى معظم الناس، بغض النظر عن وضعهم الذهني.

وفكرة إنتاج أشياء نافعة للإنسان في استعمالاته اليومية وهي في الوقت نفسه جميلة، فكرة قديمة قدم الإنسان، فقد كان الإنسان البُدائي يُجَمِّل الحراب التي يستعملها في الصيد إما بزخارف هندسية محفورة قوامها الخطوط المتوازية والمتقاطعة أو المثلثات، أو برسم أشكال حيوانات عليها. ومع بدء الحضارة الزراعية وما تقتضيه من استقرار، بدأت تظهر أنواع أخرى من الفنون الشعبية التطبيقية التي تغطي حاجات الإنسان التي تزايدت مع تزايد الوعي الحضاري نتيجة التجارة ووفرة المنتجات الزراعية. وكان ميدان الفنون الشعبية واسعًا وثريًّا في الفنون اليومية مثل الأثاث والحلي وأوعية المأكل والمشرب وأدوات الزينة، وكلما مارس الفنان الشعبي هذا الإبداع اليومي تميزت هذه الأشياء بجمال أشكالها ومناسبتها لوظائفها.

وهكذا نرى أن الفن الشعبي هو خليط من الفنون النفعية التي نحتاج إليها في حياتنا اليومية، وجميع القيم الجمالية التي تميز العمل الفني الإبداعي.

وقد كان الفن الشعبي طوال العصور يسير جنباً إلى جنب مع الفن الرسمي، والتراث العربي غني بالفنون الشعبية، في الأدب والغناء والموسيقى والفنون التشكيلية والزخرفية.

هذه الفنون تكشف عن قدرات ومهارات الفنان الشعبي الذي ينفذها في يسر وبساطة.

وكان الفنان الشعبي هو التيار الصحي الذي تحتفظ الجماهير العريضة من خلاله بضميرها الفني، وحسها الجمالي، وبخاصة عندما تضعف الدولة وتنحسر عنها قدراتها الإبداعية في فنون الحاكمين. وفي هذه الفترات تقل سطوة التقاليد الفنية الرسمية وتزداد طلاقة الفنون التي تقترب من الفنون الشعبية.

ودائمًا نرى الفن الشعبي يتجه إلى الاعتزاز بالبطولة وتمجيدها، واعتبار أبطال القصص الشعبي هم المثل العليا لكل شاب، وقد كانت قصص “أبو زيد الهلالي” و”عنترة بن شداد” تمثل –دائمًا- كلٌّ منهما فارسًا يمتطي جواده وقد سلّ سيفه البتار.

كل ذلك من الفنون المتوارثة المنحدرة إلينا من آلاف السنين؛ وهي تعكس أشكالًا وموضوعات مستمدة من التراث أو من الأسطورة أو الحدوتة أو من ذكريات غامضة تسللت عبر سنوات طويلة منحدرة من جيل إلى جيل نعرفها وقد لا نعرف مدلولها.

وكثيرًا ما ترمز الأشكال المختلفة في الفن الشعبي إلى أسطورة وطنية أو معتقد فطري، كما قد تشير الألوان المستعملة إلى معانٍ خاصة رمزية متصلة بالفطرة الإنسانية.

بعض خصائص الفنون الشعبية:

* تتميز الفنون الشعبية باستخدام الخامات المحلية والوحدات التي تستمدها من البيئة. ومن خلال دراستنا للفن الشعبي نستطيع أن نتتبع الكثير من جذور فنوننا الأصلية التي يبدو أننا فقدنا الكثير منها بعد أن دخل على حياتنا الكثير من التعبيرات التي تفصل بين حاضر فنوننا وماضيها.

* والفن الشعبي فن جمالي لا يعرف الفردية؛ لأنه فن الجماهير العريضة، والفنان الشعبي لا يتناول سوى الموضوعات التي يعرفها معرفة متوارثة، وتتجاوب مع احتياجات المجتمع الذي يعيش فيه، فالرسم عند الفنان الشعبي يمثل واقعًا عقليًّا أكثر مما يمثل واقعًا بصريًّا، كذلك فإن الرسم تعريف للأمور بواسطة الرسم كبديل للكلام، وهو يوضح في صورة واحدة مجموعة مشاهد كأنما يحكي قصة، كما أنه يرسم الأشياء المرئية وغير المرئية ما دام غير المرئي معروفًا، كما أن الفن الشعبي لا يعترف بقواعد المنظور.

* يعتمد الفنان الشعبي في زخرفة منتجاته على عنصرين: الأول الوحدات الهندسية البسيطة، ويغلب استعمالها في المنتجات التي تفرض صناعتها والخامة المستعملة فيها هذه الوحدات، أي أن الزخارف الهندسية في أغلب الأمر وليدة طريقة الصناعة نفسها، والعنصر الآخر: الزخارف العضوية البسيطة التي تعتمد على خطوط منحنية لينة قليلة أيضاً كفرع صغير، أو أزهار بسيطة التركيب أو حركة أمواج المياه ورجرجتها.

* وبالطبع فإن الميل إلى التزيين طبيعة كامنة في الإنسان، وكان دائمًا المطلوب من وحدات الزينة الشعبية في مختلف الأماكن ومختلف الشعوب أن تلفت النظر، سواء بسبب اللون أم الشكل أم الصوت، وكل العناصر محققة في الحلي الشعبية، ولا شك أننا نستطيع أن نجد علاقة من حيث الشكل بين الكردان والقلادة التي كانت تغطي الصدر ويغلب أن تكون مكونة من صفوف الخرز الملون أو صفائح الذهب المشغول والمرصع. وأغلب زخارف الحلي هندسية قوامها الخطوط والمثلثات، ويغلب أن تكون مشغولة بخيوط رفيعة من المعدن ( ذهب أو فضة)

* والتصوير الحائطي كان من أهم أساليب التعبير لذلك الفن، كما كانت دائمًا تتعدد أشكاله واستخداماته من أعمال الكليم والحصير والسلاسل وأواني الفخار والأباريق المزخرفة بالأشكال الهندسية وأعمال التطريز على الملابس والحلي وغيرها تبعاً للبيئة الخاصة التي يعيش فيها الفنان الشعبي والخامات المتاحة له في هذه البيئة، فالبيئة الزراعية مثلا كانت تفرض على الفن الشعبي وفنانيه نوعًا خاصًّا من الفنون مثل صناعة الفخار، حيث تتوفر الطينات الصالحة له في أماكن كثيرة، كما أن الأواني الفخارية تغطي نسبة كبيرة من احتياجات منزل الفلاح. كذلك درج الكثير من الفلاحين على غزل الصوف والقطن بمغازل يدوية؛ لتتميز هذه المنسوجات بألوانها الطبيعية وزخارفها الكثيرة ذات الخطوط العريضة بألوان طبيعية داكنة. أما في البيئة الصحراوية أو البدوية فإن صناعات الجريد تأخذ المقام الأول حيث يكون النخيل مصدرًا هامًّا من مصادر الخامات الأولية اللازمة للحرف الشعبية؛ فيصنع من الجريد الأقفاص والكراسي والأَسِرَّة والموائد الصغيرة بتصميمات جميلة، ويصبغ الخوص بألوان زاهية، ويستعمل في تجميل المنتجات المختلفة. أما الأماكن الرعوية التي تقوم الحياة فيها على رعاية الأغنام والماعز فإن الصناعة الشعبية التي تفرض نفسها هي صناعة السجاد والأكلمة ذات الزخارف الهندسية بألوان وغزل الصوف المأخوذ من صوف الأغنام.

وبسبب صدق وأصالة الفن الشعبي فإن المثقفين كانوا ولا يزالوا يسعون إلى استلهامه، ثقة من أن أصوله مضمونة الجذور نابعة من الأرض والتقاليد والتراث، ومن حاجة الإنسان العادي للحياة والأمن والحب

http://www.islamonline.net/Arabic/mawahb/2003/arts/09/IMAGES/pic02.gif

http://www.chinatoday.com.cn/Arabic/203a1n12/2003n2/images/a2tu/p253.jpg

الفن القبطى

إن الفن القبطي هو فن له خصوصية واضحة وهو بدون منازع يحتل مكانة أولي كفني أصيل ومعال هذا الفن هو شاهد حضاري يمثل الشخصية المصرية في عمق إمتدادها وأتصالها بمنابع الحضارة المصرية القديمة – هو فن يمثل حلقة الوصل في إستمرارية هذه الفنون المصرية علي أرض مصر وتاثيرها الواضح علي كل حقب تاريخ الفن المصري حتي يومنا هذا .
كما يؤكد عالم القبطيات دي بورجية أن التأثيات الهيلينية علي الفنون القبطية لم تستطع ان تنزع عن هذا الفن شخصيتة المميزة كما يقول ان الفن القبطي فن أصيل وقيمة الجمالية الجمالية التشكيلية تحمل نزعة كبيرة ورائعة بمقاييس فنون الحداثة في عصرنا الحاضر كما يذكر ان الفنون القبطية لها تأثير واضح علي فنون مصر الاسلامية . ان الفن القبطي يعد أصلاً من أصول الفن الاسلامي عامة والفن المصري الاسلامي بصفة خاصة .
ويقول الدكتور محمد شفيق غربال في كتابه تكوين مصر ان طرائق الفن القبطي وأساليبة كانت عاملاً من العوامل المؤثرة في فنون مصر الاسلامية وصناعاتها وهذا دليل علي أهمية العنصر القبطي في تكوين الشخصية المصرية .
إن الفن القبطي المصري إن أصول هذه الفنون الاتيه من روافد الفن المصري القديم أورثها الأقباط بدورهم الي سمات الفن المصري الاسلامي .
الفن القبطي عبر العصور:
من القرن الثالث الميلادي وحتي الرابع أنحصرت مظاهر الفنون القبطية في صناعة حاجات المعيشة اليومية كصناعة النسيج وصناعة التطريز , ولا ننسي هنا اكتشافات مقبرة بالواحة الخارجية وهي اثار قبطية رائعة عبارة عن شواهد أوربية مترجمة ببعض الرسومات الجدارية الرائعة وهي من شواهد الفنون القبطية في القرن الرابع الميلادي وقد قدم عن هذه الاثار في كتاب ضخم وباللغة الفرنسية المؤرخ الدكتور محمود الزيباوي .
وفي القرن الخامس الميلادي نري ان اهم الاعمال الفنية يتمثل في عمارة كنيسة ابو سرجة بمصر القديمة وبناء دير القديس شنودة وكان بناء كنائسة علي نظام البازليك – وكان عصراً غني جداً بأعمال الزخرفة القبطية المتأئرة بالفن الهيليني – وفي هذه الفترة حتي القرن السابع الميلادي ظهرت كثيراً من عمائر الكنائس القبطية في طول مصر وعرضها وقد أزدهر فن الافرسك بشكل رائع في جداريات الدير الابيض والدير الاحمر . كما تجلي هذا الفن بأمتياز في اكتشافات أثار باويط الشهيرة علي أثر حفريات البعثات الفرنسية سنة 1901 , سنة 1912 بمنطقة باويط القريبة من سزهاج .
في الفترة التاريخية التي تقع بين القرن السابع الميلادي والقرن الرابع عشر فإنه بالرغم من حداثة الاحتلال العربي ولكن هذه الفترة في بدايتها كانت غنية بالانتاج الفني الخلاق وتمثل ذلك في جداريات ضخمة من فن الافرسك زينت أديرة الصحراء كما ظهرت اعمال فنية في فن الايقونة .
وفي الايقونات هي رسوم علي خشب زو تقنية ترجع أصولها الي فنون وجوه الفيوم التي أزدهرت في منطقة الفيوم إبان العصر الهيليني .
وفي تلك الفترة أستعان العرب بالفانين والحرفيين الاقباط لبناء مساجدهم وفي تلك المساجد مسجد ابن طولون بالقاهرة الذي صممة وبناء معماري قبطي اسمة ابن فراجانا وكان ذلك سنة 877 كما تذكر الدكتور نعمات احمد فؤاد في كتابها ( شخصية مصر ) ويقول البالزي في كتابه فتوح البلدان يقول استعان العرب بمصر لعمارة مساجدهم فقد استعان بهم الوليد في بناء مسجد دمشق والمسجد الاقصي وقصر امير المؤمنين .
وفي تلك الفترة وقعت حوادث تخريب كبيرة نالت من عمارة الاقباط من كنائس وأديرة وكثيراً من المنشأت والمكتبات وفي الفترة التاريخية التي تقع بين القرن الخامس عشر الي القرن العشرين في هذه الفترة تراجعت عمليات الخلق الفني وتعرضت عمائر الاقباط وكنائسهم ومكتباتهم لعمليات نهب وتدمير مؤسفة .
وذلك لم يمنع الاقباط من انتاج روائع من المخطوطات القبطية مزينة برسوم رائعة كما تتوقف صناعة النسيج القبطي وفي القرن التاسع عشر ظهرت بعض تأثيرات الفنون الغربية علي فنون التصاوير في كنائس الاقباط .
في القرن العشرين ظهرت فنون حديثة في تصاوير الايقونات والافرسك كان رائدها الفنان إيزاك فانوس وتلاميذتة وحاولت هذه المدرسة ان تعطي فن قبطي حديث بخطوط مميزة وألوان مسطحة محاولين ايجاد اصول الفن القبطي من تصاوير الفن الفرعوني ! مهمشين بشكل غير مفهوم تقنينات فنون وجوه الفيوم التي تعد الاصول الهامة لتصاوير فن الايقونات – هذه الفنون الهيلينية تحمل قيم ومعايير فنية غاية في الروعة والجمال . وهي كانت اعمال فنية مصرية بتاثير يوناني وروماني – وبالنسبة لفنون العمارة في القرن العشرين فأن عمارة الكنائس اخذت تقنية حديثة وظهرت كنائس قبطية غاية في الجمال المعماري ذلك عندما تصدر تصاريح للبناء التي هي في الغالب نادرة جداً .

دلالات تاريخية من واقع تاريخ الفن القبطي

كان للأقباط خبرة واسعة في فنون عمارة السفن وقيادتها وقد ساعدو العرب والمسلمين بخبرتهم في مجال فن عمارة السفن في بناء اساطيل بحرية استطاعت ان تسيطر علي منطقة شرق البحر المتوسط بعد انتصار العرب علي الروم في معركة الصواري الشهيرة وهذا يرينا مدي تأثير فنون عمارة السفن عند الاقباط في التحولات الجغرافية والسياسية لمنطقة الشرق وهذا أثر من التفاعل الواقعي مع موازيين القوي حينذاك حيث شارك الاقباط بشكل أو بأخر في صنع التاريخ السياسي حتي مع المحتل العربي .
وبفضل اهتمام الفنان القبطي في زخرفة وكتابة المخطوطات القبطية حفظت اشكال هذه اللغة حتي يومنا هذا وكان تمارس علي مستوي النخبة القبطية حتي أوائل القرن التاسع عشر وبفضل وجود اللغة القبطية استطاع جان فرانسو شامبليون في حل الغاز اللغة الهيروغليفية في ثلاثينات القرن التاسع عشر مقدماً بذلك اضافة رائعة وهامة للحضارة الانسانية . وشامبليون يعتبر ابو علوم المصريات . وبالنسبة لفن بورتريه الفيوم او وجوه الفيوم هذا الفن يعتبر أحدي اهم مكونات الفن القبطي التي اعطت نتاج رائع من الايقونات والافرسطات في العصور القبطية حتي القرن السابع تقريباً .
وعلي فنان الايقونات المعاصر الا يهمش القيم الجمالية.

كلمة الختام لموضوع الفنون القبطية

أن أغلب اكاديميات العالم قد خصصت أقسام خاصة لدراسة علوم الاثار والفنون القبطية وقد انتشر علم القبطيات بشكل ملفت في كثير من جامعات العالم وهناك عديد وكثير من علماء القبطيات في جميع انحاء العالم .
ونحن في مصر ننشأ له اقسام صغيرة علي أستحياء . ومن قرائتنا لبعض أثار نتاج عبقرية الابداع المصري عبر عصوره القبطية يتضح لنا ان هذا الارث الحضاري يؤكد استمراريتة برصيد ضخم من قوة الابداع الكامن في اعماق الشخصية المصرية القبطية .
فإن الاقباط يملكون أرث نصاري انساني ضخم وكان شريكاً اصيلاً في صنع ملامح البناء الحضاري الانساني .
ان محاولات طمس وتشوية معالم هذه الحضارة وأعاقتها من التواصل مع لحظتنا التاريخية الراهنة هذايمثل سلوك عبئي غير حضاري ويعد أهانة بالغة للذاكرة المصرية وتخريب متعمد للدعائم التي تقوم عليها وحدة الجماعة المصرية . وهناك من يحاول تفريغ وعاء الذاكرة المصرية من عناصر القوة التي تحافظ علي وحدة وتماسك جماعات الامة المصرية .

http://img167.imageshack.us/img167/2014/60424163tx6.jpg

http://www.arsmilitaris.org/indirizzi/MuseoBadoglio/2.jpg

__________________________________

اضغط الرابط أدناه لتحميل البحث كامل ومنسق جاهز للطباعة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *