بحث عن القراءة جاهز doc‎

القراءة

القراءة المركّزة أو كما تعرف بالقراءة المتعمّقة، يُقصد بها الخطوات الواجب اتباعها للتمكّن من قراءة الكتب العلمية أو المقالات بشكل فعّال، وتُعرف هذه الخطوات باستراتيجيّة SQ3R أيضاً، وتعتمدُ هذه الاستراتيجية على التنظيم الجيّد أثناء القراءة، وقد عرفت من قبل فرانسيس روبنسن الذي كان من طاقم التعليم في جامعة أوهايو، والذي اعتمدها بشكل أساسي في العام 1941 ميلاديّاً.

وبعد انتشار هذه الاستراتيجيّة لاقت نجاحاً واسعاً وشهرةً كبيرة، وقد لا يكون السّببُ في هذا الانتشار هو فقط نتيجة للمبدأ العلميّ الذي بنيت عليه هذه الاستراتيجية بقدرِ ما كانت تلك الشهرة ناتجةً من الاسم أو الرمز الذي اختاره فرانسيس روبنسن لها، ويقصد بالرمز SQ3R بداية أحرف كلّ الخطوات الخمسة، وهو من الطّرق التي تسهّل حفظ الخطوات بالترتيب نفسه، والخطوات الخمسة هي: استطلع أو تصفَحْ “SURVEY”، اسألْ “Question”، اقرأ “Read”، سمّع “Recite”، راجعْ “Review”.

الخطوات الخمس للقراءة المتعمقة

التّصفّح يقصد بالتصفح استطلاعُ المادّة المراد قراءتها، أو مسحها بشكل شامل، مثل مشاهدة العناوين الرئيسيّة فيها والتركيز على قراءة الخلاصة أو النتائج الموجودة في آخرها، ثمّ إعادة قراءة الفقرة الأولى مع التّركيز على الكلمات والمصطلحات الهامّة فيها، ويجب أن تأخذَ هذه العمليّة الكثير من الوقت، ولكنّها تهيّءُ النفسَ لمباشرة القراءة، ومعرفة الفكرة العامّة من المقال، أو البحث المراد قراءته ليظهر لدى القارئ هذه التساؤلات عن أي شيء يتحدَّث النَّصُّ؟ وعن أيّ شيء تتحدَّث الفقرة الأولى؟ والفقرة الثانية ؟ السؤال تكون هذه الخطوة بعد تكوين الشخص للفكرة العامّة عمّا يرغبُ بقراءته، فيبدأ القارئ بوضع العديد من التساؤلات حول المادّة العلميّة بحيث يكوّن العديد من الأسئلة حول العنوان الرئيسيّ، أو حول الفكرة من هذه الورقة العلميّة، أو وضع الأسئلة حول العناوين الفرعيّة وما تحتويهِ من أفكار، والهدف من وضع هذه الأسئلة إيجاد الحافز الذي يدفعُ الشّخصَ للقراءة، كما أنّ الهدفَ الآخرَ هو تذكّر المادّة التي تمّت قراءتها بعدَ فترةٍ من الزّمن وتذكّر أهمّ ما كانَ فيها من أفكار.

القراءة في هذه الخطوة يبدأ القارئ بقراءة المادة العلميّة بتركيزٍ أكبر، والهدفُ من هذه الخطوة أن يبحثَ القارئ عن إجابة لجميع التساؤلات التي طرحَت المادّة ويرغب بمعرفة الإجابة عنها، ومن المهمّ أن يتذكر القارئ هذه الأسئلة وفقاً لترتيبها، كونه سوف يقرأ المادة العلميّة وفقاً للترتيب، وفي نهاية هذه الخطوة سوف يحصل القارئ على إجابة لجميع تساؤلاته التي طرحها من قبل.

التسميع في هذه الخطوة على الكاتب ترك المادة العلميّة، ومحاوله استرجاع الأسئلة التي طرحتْها المادّة والإجابة عنها، ويمكنه استخدام لغته الخاصّة في التعبير بدلاً من اللجوء للكلمات الموجودة في المادة، وتعتبر هذه الخطوة هامة جداً؛ حيث إنّ التسميع أفضل من إعادة قراءة المادة للمرة الثانية، مع أنها الشرط الأساسيّ قبل قراءة المادّة مرة أخرى، والهدف منها تحسين مهارات العقل على حفظ المعلومات وتذكّرها بشكل أفضل.

المراجعة في الكثير من الأحيان قد ينسى القارئ الهدف من فقرة ما من هذه المادّة العلميّة، وقد ينسى الإجابة عن تساؤل ما كان قد طرحه حول فقرة معيّنة، وهذه الفقرة تسهّل على القارئ العودة للفقرة التي تحتوي على الإجابة بوقت قصير، كما أنها تساهم في مراجعة المادّة بشكل كامل.

القراءة والتعلم

القراءة هي سبب نشوء الحضارات الإنسانية وتطورها، فهي الكلمة الأولى التي أمر بها الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم من خلال الوحي جبريل عليه السلام بأن يقرأ، وبالقراءة تزداد المعرفة لدى الشخص وتزداد قدرته على فهم ما يُحيط به وتطوير ما يحتاج إليه لخدمة حياته.

مع زيادة هذه المعرفة تزداد قوّة المجتمع ويصبح قادراً على الاعتماد على نفسه بعيداً عن الاتكال على المجتمعات الأخرى التي قد تستغل حاجته لمصالحها والسيطرة عليه ونهب خيراته، كما يُمكن من خلال القراءة التعرّف على تاريخ الأمم ومعرفة عادات وتقليد الشعوب الأخرى والتفاعل معها بشكلٍ أفضل، وقد تكون هذه القراءة من الكتب أو من خلال الأجهزة الذكية مثل الحواسيب والآيباد وغيرها من الأجهزة التي يمكن حفظ الكتب المختلفة على شكل برامج.

تتعدّد أهداف القراءة التي يلجأ إليها الأشخاص؛ فهناك القراءة للمتعة ولقضاء الوقت وللتسلية، وهناك القراءة التي تعتمد عليها الدراسة الأكاديمية وغيرها، ولكن على اختلاف الأهداف من القراءة إلا أنَّ الشخص الذي يرغب بترسيخ ما يقرؤه ويستطيع استرجاعه لاحقاً عليه اتباع طريقة قراءة المادة قراءةً تمهيديةً سريعةً، فما أهميّة هذه القراءة التمهيدية وما هي فوائدها؟

أهمية القراءة التمهيدية السريعة

تعتبر القراءة التمهيديّة السريعة من خطوات النجاح في القراءة للطلاب بشكلٍ عام وخاصةً لطلاب التوجيهي؛ فالكثير من الطلاب يخفقون على الرغم من دراستهم لساعاتٍ طويلةٍ للمادة ولكن يكون السبب هو عدم فتح المجال أمام الدماغ لاستقبال المعلومات بالشكل الصحيح.

القراءة التمهيدية السريعة تتم من خلال قراءة المادة بشكلٍ سريع وعدم التمعن فيها بشكلٍ كبيرٍ أو محاولة الوقوف على كل نقطة، وإنما يقرأ القارى أربع إلى خمس كلمات في الوقت نفسه، بينما القراءة البطيئة يقوم القارىء فيها بقراءة كلمةٍ واحدةٍ في كل مرةٍ.

يستطيع الدماغ من خلال القراءة التمهيدية أن يأتي على جميع المعلومات وترسيخ بعضها وحفظها، كما أنه يكون قادراً على ربط المعلومات معاً، فعند قراءة الشخص للمادة بشكلٍ بطيءٍ فإن الدماغ يستطيع ربط المعلومات التي يمر عليها القارىء مع ما هو آتٍ مما يجعله يركِّز على ما يحتاجه لاحقاً في المادة، وهذا يزيد من الحفظ وترسيخ المعلومات المهمة.

إنّ عملية القراءة البطيئة التي تأتي بعد القراءة التمهيدية تصبح أسهل على الدماغ؛ حيث يشعر بأن هذه المعلومات مرت عليه ويستطيع التعامل معها بشكلٍ أفضل مما لو قام الشخص بالقراءة البطيئة مباشرةً فسيجد الدماغ صعوبةً في التعامل مع المعلومات ويحتاج إلى وقتٍ أطول للتعامل معها

.

.

.

__________________________________

اضغط الرابط أدناه لتحميل البحث كامل ومنسق    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *