بحث عن المعلم جاهز وورد doc

مقدمة:

يُعَدُّ التعليم مهنة مُقدَّسة تتعامل مع عقل الإنسان الذي يُعتبَر أهمّ ما لديه، وهي مهنة أساسيّة في كلّ الحضارات على اختلافها، وقد أرسل الله الأنبياء؛ ليعلّموا الناس، وجعل العلماء ورثةً لهم؛ فهم صُنّاع العقول، وعلى عاتقهم تقع المسؤوليّات الجِسام، كما أنّ المعلّم يُعَدُّ مُمثِّلاً للثقافة المجتمعيّة التي يعيش فيها؛ فهو ينقل قيمها، ويرعى أفرادها، ويهيّئ الظروف المناسبة لهم، بالإضافة إلى دوره في نقل المعارف إليهم، ممّا يجعل له الدور الأبرز والأهمّ بين العناصر التعليمية جميعها، فلا المنهج، ولا الكُتُب، ولا الوسائل تستطيع أداء أدوارها المنوطة بها إذا لم يتكفّل بها معلِّم بارع وكُفء، علماً بأنّ التشريع الإسلاميّ قد أولى المعلّم أهمية كبيرة؛ حيث ورد أنّه: (ذُكِرَ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم رجُلانِ؛ أحدهما عابدٌ، والآخَرُ عالِمٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ).

التعريف:

تأتي كلمة المُعلِّم لغةً من علَّم تعليماً، ويُقال: علَّم الشيء؛ أي وضَّحه، وبيَّنه.

 أمّا اصطلاحاً فإنّه يُعرَّف بأنّه:

 ذلك الشخص الذي ينوب عن الجماعة في تعليم الأبناء، وتربيتهم، وهو مُوظَّف من قِبَل جهات حكوميّة في الدولة، حيث يحصل على مقابل مادّي (راتب) للخدمات التي يُقدِّمها، كما أنّ المُعلَّم يُعرَّف أيضاً بأنّه: الشخص الذي يحظى بتأهيل عِلميٍّ، ويتمّ اختياره من قِبل المجتمع؛ ليتولّى عمليّة تعليم الأبناء، وتزويدهم بالخبرات، والمعارف التي يتمّ إعدادها بواسطة مُختَصِّين؛ لتحقيق أهداف فلسفة التربية لذلك المجتمع، كما يُمثِّل المُعلِّم حلقة الوصل بين المُتعلِّم، والمجتمع؛ ولذلك يسعى دائماً إلى تسخير قدراته الجسديّة، والذهنيّة في سبيل تحقيق المواءمة بين مُتطلَّبات الفرد، والمجتمع؛ حتى يعملا معاً وِفق تناسُق رائع.

فَضل المُعلِّم

يُعَدُّ التعليم المهنة المُقدَّسة للأنبياء، والرُّسُل، والعلماء؛ حيث بُعِث الأنبياء؛ لتعليم الناس الكتاب، والحكمة، وجعل الله تعالى العلماءَ ورثةَ الأنبياء، وهي المهنة التي ينظر إليها الأفراد نظرة احترام، وتقدير على مرِّ العصور، إذ إنّها من أجلّ المِهَن، فهي تتعامل بشكل أساسيّ مع العقل البشريّ الذي يُعتبَر أشرف، وأغلى ما يملك الإنسان.

 بالإضافة إلى أنّ المعلم هو أحد أهمّ الدعامات الأساسيّة؛ لإصلاح النواحي التعليميّة في أيّ مجتمع، كما أنّه يُعتبَر حجر الزاوية، ومحورها في العمليّة التعليميّة؛ وذلك في سبيل تحقيق أهداف المشاركة الاجتماعيّة، من خلال تفاعُله، ومشاركته مع الطلّاب في الفصل الدراسيّ، والعديد من الأنشطة المختلفة؛ فأهمّية المُعلِّم بذلك تفوق أهمّية الإمكانيّات المادّية، والبشريّة التي يتوقَّف عليها نجاح، وفاعليّة النظام التعليميّ، كما أنّ المُعلِّم بدوره يُمثّل القدوة الحسنة التي يُحتذى بها؛ تحقيقاً للمصلحة العامّة للأفراد.

وتقعُ على عاتق المُعلِّم مسؤوليّة تربية الأطفال، وإعداد الأجيال المُستقبَليّة؛ فبالإضافة إلى دوره في تلقين الدروس، فإنّه يُساهم في تطوير وتنمية قدرات الطلّاب، وإكسابهم مختلف المهارات اللازمة؛ لمواكبة التغيُّرات، والتطوُّرات التي تحدث في حياتهم، وينتقل تأثير المُعلِّم من البيئة المدرسيّة، إلى المجتمع المُحيط، حيث أصبح بالإمكان تقييم مستوى المدرسة وفق ما تتمّ ملاحظته في مختلف مظاهر المجتمع، ومدى تطوُّره، بالإضافة إلى مستوى وعي الأفراد في ذلك المجتمع، وهذا ما يُؤكِّد على مدى أهمّية المُعلِّم، ودوره في إعداد الإجيال، وصُنع العقول، كما أنّ مكانته في المجتمع عظيمة، واعتبارُه يفوق كلّ اعتبار مادّي، وقد ذكر جان جاك روسو فَضل المُعلِّم في أقواله، حيث قال: “الحقّ أنّ الذي يصنع الرجال يجـب أن يكون أكثر من رجل، أيمكن العثور على المُربّي هذا المخلوق النادر الوجود؟ أمّا أنا فإنّني أشـعر بعظـم واجبـات المُربِّي ولن أجرؤ يوماً على تحمُّل مسؤوليّة كمسؤوليّته”.

الأدوار التعليميّة والتربويّة للمُعلِّم

 يكمنُ فضل، ودور المُعلِّم في العمليّة التربويّة، والتعليميّة في النقاط الآتية:

الأدوار التعليميّة، ومن أهمّ أدوار المُعلِّم في المجال التعليميّ: دور المُعلِّم في تعليم التلاميذ قدرات التفكير: أي أنّ المُعلِّم يُنمِّي مقدرة الطلّاب على التفكير الفعّال الذي يساعدهم على اكتشاف الحقائق، والمعارف المختلفة التي تتضمَّن تحصيلاً أفضل، ومن ميِّزات هذا الدَّور:

تنمية صفة الإنسانيّة لدى الطالب.

 زيادة قيمة الطالب، وثقته بنفسه.

 الإسراع في تأهيل الطالب، وإعداده إعداداً جيّداً للمجتمع.

تهذيب قدرات الطالب، وتنمية مهاراته بما يتناسب مع المطالب المُستقبَليّة.

 دور المُعلِّم العصريّ كمُلاحِظ، ومُشخِّص، ومُعالِج: فالمُعلِّم يلاحظ أفعال، وردود أفعال الطلّاب، وطبائعهم، وأنماط سلوكهم، وتكوينهم السيكولوجيّ، بالإضافة إلى أنّه يراقب انفعالاتهم، والمواقف السلبيّة التي قد تَصدرُ منهم، ويُشخِّص سلوك الطلّاب، ويُحدِّد نقاط القوّة، والضعف في شخصيّة كلٍّ منهم، حيث يستطيع المُعلِّم من خلال ذلك استخدام الطريقة والأسلوب المناسب؛ للتعامُل مع كلِّ طالب.

دور المُعلِّم كمستشار، ومُوجِّه للطلّاب: حيث يُوجِّه المُعلِّم ويُرشِد الطلّاب في مختلف مواقفهم، وأمورهم التي يتعرَّضون لها، ولا يقتصر دور المُعلِّم في الإرشاد، والتوجيه، على المجال التعليميّ فقط، بل يشمل أيضاً الجانب الاجتماعيّ، والحياتيّ للطلّاب، إذ إنّه يساعدهم على حلّ مشاكلهم، وتحقيق كافّة أهداف التعليم.

 الأدوار التربويّة، وهي:

دور المُعلِّم في مراعاة الفروق الفرديّة بين طلّابه: لا يتشابه كافّة الطلّاب بالقدرات، والمهارات ذاتها؛ حيث إنّ هناك عدّة فروق فرديّة بين الطلّاب بما يتعلَّق باستعداداتهم، وقدراتهم، وخبراتهم، ويُراعي المُعلِّم هذه الفروق بين الطلبة من خلال التنويع في طرق، وأساليب التدريس التي يستخدمُها في الفصل الواحد، والتنويع في استخدام الوسائل التعليميّة، والأنشطة، وِفق قدرات الطلّاب، والموقف التعليميّ، ومراعاة تكليف الطلّاب بالأنشطة، وِفق إمكانيّاتهم، وقدراتهم؛ فكلّما لجأ المُعلِّم إلى استخدام وسائل تعليميّة أكثر تنوُّعاً، ازدادت مراعاته للفروق الفرديّة بين الطلبة.

 دور المُعلِّم في تنمية القِيم، والاتّجاهات، والميول عند الطلّاب: يتحدَّد سلوك الأفراد بشكل عامّ، والطلّاب بشكل خاصّ، تِبعاً لقِيَمهم، واتّجاهاتهم، وميولهم الإيجابيّة، وهي ما تسعى الأهداف التربويّة إلى تحقيقها؛ فالمُعلِّم يساعد على إكساب الطلّاب الاتّجاهات الصحيحة، والميول الإيجابيّة، والاهتمامات اللازمة، وهو يُحقِّق ذلك من خلال ترسيخ القِيَم الاجتماعيّة، والدينيّة، والسياسيّة، والاقتصاديّة، في نفوس الطلّاب، كما أنّه يسعى إلى التصدِّي للاتّجاهات، والعادات السلبيّة عند بعض الطلّاب، بالإضافة إلى استخدام مختلف أساليب النُّصح، والإرشاد، والابتعاد عن كلّ ما هو سلبيّ، والسماح للطلّاب بممارسة الأنشطة التي تُكسِبُهم هذه الاتّجاهات، والميول الإيجابيّة.

 دور المُعلِّم كمَثَل أعلى، وقدوة للطلّاب:

 تُعتبَر القدوة الحسنة واحدة من أنجح الوسائل في التربية؛ فالمُعلِّم عندما يكون المَثَل الأعلى بالنسبة إلى طُلّابه، فإنّهم سيُقلِّدونه سلوكيّاً، ويُحاكونه خُلُقيّاً، كما أنّ صورة المُعلِّم القوليّة، والفعليّة، والحسّية، والمعنويّة، ستنطبعُ في أحاسيسهم، وأنفسهم؛ ولذلك فإنّ المُعلِّم لا بُدّ أن يكون أُنموذجاً للأفعال الصحيحة، والتصرُّف السليم، في مختلف المواقف التي قد تُواجهه في البيئة المدرسيّة، أو في المجتمع بشكلٍ عام.

حقوق المُعلِّم

  • تأهيله تأهيلاً يساعده على أداء رسالته التربويّة بفاعليّة، ورفع مستوى الأداء لديه، وذلك بتزويده بالدورات التدريبيّة اللازمة، وتدريبه على الوسائل، والتقنيات الحديثة في عمليّة التعليم.
  • تشجيعه على البحث العلميّ، وممارسة النشاطات المختلفة، وتنمية مواهبه.
  • الحرص على توفير البيئة المدرسيّة التي يستطيع المُعلِّم العمل فيها بأمان، وحلّ مشاكله ضمن الأساليب التربويّة الفعّالة.
  • توفير المكانة المناسبة للمُعلِّم، مع تحديد العوامل التي تضبط عمليّات الأجور، والترفيع، والنَّقل، وما إلى ذلك.
  • تنمية الدافعيّة، والولاء لدى المعلِّم، وذلك عَبر توفير المُكافآت، والحوافز المختلفة.
  • الحرص على توفير الأمن الوظيفيّ للمُعلِّم.

.
.

__________________________________

اضغط الرابط أدناه لتحميل البحث كامل ومنسق جاهز للطباعة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *