بحث عن الملك سعود بن عبد العزيز جاهز doc‎

 سعود بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود (5 شوال 1319 هـ / 15 يناير 1902  – 6 ذو الحجة 1388 هـ / 23 فبراير 1969)، ملك المملكة العربية السعودية من 9 نوفمبر 1953 إلى 2 نوفمبر 1964. هو الابن الثاني من أبناء الملك عبد العزيز آل سعود الذكور. من بعض زوجاته وضحى بنت محمد العريعر وسلطانة بن سعد ومنيرة بنت سعد. ولد في نفس السنة التي استعاد فيها والده الملك عبد العزيز آل سعود الرياض من آل رشيد. وهو الملك الوحيد من ملوك السعودية الذي انتهى حكمه بالعزل من قبل أفراد العائلة المالكة وليس بالوفاة.

تذكر العديد من المصادر العائلية والمحلية والأجنبية بما فيها الدبلوماسية أن الملك سعود عندما شب كان من أشبه الناس بوالده في طوله الذى كان يبلغ (مترين و4 سم) بينما يبلغ طول الملك عبدالعزيز (مترين و7سم). و كان يشابه والده فى بنيته القوية وبسمته وهيبته والعديد من سجاياه ومزاياه الحميدة واستقامته وشهامته بالإضافة إلى كرمه المشهور وحبه للصدق ،وكان لصوته الجهوري تأثيرا كبير فى المعارك التي خاضها, ويقول بعض الذين شاركوا معه فى المعارك (بأن سعود صاحب صوت قوي يؤثر فى سامعه كما كان يحفظ الكثير من القصائد النجدية والأهازيج الحربية التى كان ينشدها أيام الحرب فيدخل إلى القلوب الحماسة والثقة بالنفس)، وكان ميالاً إلى العفوإلا أنه كان حازماً وشديداً في مواضع الشدة . وكان قليل الكلام ينصت لمحدثيه أكثر مما يتكلم .

عن حياته

نشأته وتربيته

ولد سعود في الخامس من شوال 1319هـ الموافق 15 كانون الثاني 1902، في الليلة التى وافقت استعادة الملك عبد العزيز الرياض. وذلك فى منزل فى قلب المدينة القديمة يدعى بيت العامر في الكويت في منطقة سكة عنزة التي كان يقطن فيها افراد من قبيلة عنزة بقرب من بوابة السبعان ومسجد بن بحر وايضا المدرسة المباركية، والذى لقب لاحقا بفريج سعود نسبة لآل سعود. كان يقطن سعود مع والديه واخوته وجده الإمام عبد الرحمن بن فيصل وجدته سارة بنت أحمد السديري. وكان لقرب سعود وأخيه الكبير تركي من جدهما وجدتهما في طفولتهما أكبر الأثر في تربيتهما، وكما يروي كبار السن من ذوي القربى كانت جدتهما تعاملهما منذ سن مبكرة كرجلين لا كطفلين .وكانت له مرضعة كويتية تسمى هميان عيسى الحاي زوجة عبد الرحيم الزنكي التى أرضعت سعود والسبب ان والدة سعود كانت مشغولة في مهمات كثيرة. و دعاها لاحقا-عندما أصبح وليا للعهد مع أسرتها لزيارته في المملكة العربية السعودية وأرسلهم إلى الحج.

عندما فتح الملك عبد العزيز الرياض، طلب من والده وعائلته الحضور إليها عام 1319هـ الموافق 1902، وقام الملك عبدالعزيز بتسليم سعود إلى الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن مفيريج أحد كبار قارئي ومجودي القرآن الكريم في ذلك الحين وكان له مدرسة المفيريج أكبر مدرسة في مدينة الرياض لتعليم القرآن ليفقهه في الدين والفقه و الحديث والتفسير , و كان قد ختم القرآن على يديه وهو في الحادية عشرة من عمره. و مرض سعود فى ذلك الوقت من عمره بالجدري ولم تترك أثرا سوى ندبة خفيفة على خده. جعله الملك عبدالعزيز يحضر مجالسه ومجالس جده الإمام عبد الرحمن مع أخيه تركي وأولاهما كل الرعاية والحنان، وعندما كبر الابن سعود بدأ يكسب ثقة والده من خلال ممارسة بعض المهام العسكرية والسياسية والإدارية بصفة مستقلة. وفوض له الملك عبد العزيز المهام التي تكسبه الحنكة السياسية الخارجية بعد أن تتلمذ في العلوم السياسية والدبلوماسية على يدي عبد الله الدملوجي والشيخ حافظ وهبة وهما من أعمدة بلاط والده خلال تلك الفترة.

كما أن ملازمة سعود لوالده الملك عبدالعزيز الذى تفانى فى حبه والذى ربطت بينهما صداقة قوية، وذلك لتقارب السن بينهما حتى أنه كان يقول للمعزين عند وفاة والده :”لقد فقدت أبى…وصديقى”,ثم ان قربه من جده الذى رباه ولازمه وكان تحت امرته حتى وفاته أكسبه عادات وتقاليد القبائل والبادية والتعامل معها. وقد أتقن الرماية والقنص والفروسية، وكان ميالاً لحياة البادية منذ سن مبكرة، ورافق والده وغيره من كبار القادة في الغزوات وشهد فنون المعارك والتخطيط لها حتى أصبح في وقت يسير من كبار أعوان والده الملك عبد العزيز في ظروف سياسية كان الملك عبد العزيز في أشد الحاجة إلى أمثاله فيها.

كان الملك عبد العزيز يختبر مقدرات سعود على الصبر والاحتمال وينمي قدراته القيادية, و سياسة التعامل مع القبائل ، ومعرفة أنسابهم وكان لذلك أكبر الأثر في كسب ثقتهم وقبول قيادته وتوجيهاته لهم. وكانت من عادة الملك عبد العزيز أن يصطحب أولاده ابتداءًتركي وسعود في غزواته عند بلوغهم السن المناسب في تقديره.

المعارك والحروب

كانت أول معركة شارك فيها سعود مع أخيه الاكبر تركي هي معركة جراب التي وقعت على مقربة من الزلفي ضد أمير إمارة جبل شمر سعود الرشيد عام 1333هـ الموافق 1915، وكان عُمرُ سعود آنذاك 13 عاماً، ولا توجد معلومات تفيد عن دوره في هذه المعركة، سوى أنه عندما عاد الملك عبد العزيز إلى القصيم أمر ولديه بالعودة إلى الرياض مصطحبين أخيهما الأصغر محمد الذي ولد عام 1328هـ الموافق 1910.وكان من الواضح لعبد العزيز ازدياد سياسات المنطقة تعقيداً خاصة عندما قررت الدولة العثمانية الانضمام إلى صف الإمبراطورية الألمانية في الحرب العالمية الأولى و محاولة بريطانيا إدخال العرب إلى جانبها مع الحلفاء منذ توقيع الاتفاقية السابقة مع عبد العزيز. فقامت حكومة الهند البريطانية بارسال فيلبي والكولونيل أوين لتقويم الوضع والتفاوض مع عبد العزيز وإجراء مصالحة بينه وبين حسين بن علي الهاشمي عام 1336هـ الموافق 1917. وما أن تيسرت له فرصة الهجوم عبر طلب المساعدة من بعض العناصر المتمردة على ابن الرشيد حتى تقدم على حائل واستطاع أن يصل إلى مشارفها ولكنه لم يبق طويلاً أمامها نظراً لعدم توفر المدفعية الملائمة لديه لدك حصونها و كان ذلك في أواخر سنة 1336هـ الموافق آب 1918، وكان من ضمن هذه العمليات معركة ياطب التي سميت نسبة إلى عين ماء وقع القتال بجوارها والتى أظهر سعود مع أخيه تركي شجاعة فائقة فى هذه المعركة رغم صغر سنهما.وقام سعود بعد معركة تربة بتأديب المتمردين من قبائل عتيبة تحت زعامة الخراص من مشايخ عتيبة الموالين لشريف مكة حسين بن علي الهاشمي وذلك في مكان يسمى شرمه قرب مناهل الدفينة. وقد رافقه في هذه الغزوة ابن ربيعان وابن محيا وآخرون من كبار قبيلة عتيبة كما رافقه الشريف منصور بن غالب بن لؤي والأميران سلمان وسعود بن عبد الله من آل سعود. وقد انتصر سعود عليهم في مناهل الدفينة في أواخر رمضان عام 1338هـ الموافق 1919، وبعد تشتتهم لا حقهم للمرة الثانية بين الحجاز ونجد وأسر عدداً كبيراً من زعمائهم قبل العودة إلى الرياض.

عند إتمام وضع التخطيط اللازم للهجوم وبدء العمليات العسكرية، بعث الملك عبد العزيز بابنه سعود على رأس قوة كبيرة من الإخوان الشعبية الى جنوب جبل آجا من جبال شمر فى حايل، فقام بالهجوم على آل الرشيد وكسب مغانم كثيرة، ولكنه وجد صعوبة في المزيد من التقدم بسبب جفاف المنطقة الشديد في تلك السنة فأمر الملك عبد العزيز بإرسال سرية إلى قرب البقيق بينما تقدم بنفسه إلى الأجفر ولكن بما أنهم لم يقاتلوا قامت القوات بالاانسحاب عائدةً إلى الرياض عام 1338هـ الموافق 1919. كانت ثقة الملك عبد العزيز حينذاك بقدرة ابنه سعود على تحمل الأعباء وحده لا يرقى إليها الشك, فبدأ سعود ومن معه من الإخوان بمهاجمة بادية شمر ونزل معهم قرية الخاصرة شرقي حائل وانتصر عليهم وجمع منهم أموالا جمة، بينما توجه عمه محمد إلى أطراف حائل في الوقت الذي كلف فيه شيخ قبيلة مطير فيصل الدويش بالقيام بهجوم تضليلي من جهة الجنوب. وعند ابتداء العمليات قرر الملك عبد العزيز استدعاء أخيه محمد وسلم القيادة العليا لسعود الذى قام بحصار حائل وتضييق الخناق عليها لمدة شهرين الذى لم تخف شدته حتى قيام عبد الله بن متعب الرشيد بخطوات المصالحة ومن ثم الإستسلام لمعسكر سعود الذى عُرف عنه الشهامة والمروءة وكرم الأخلاق. رحّب سعود بذلك واستقبل خصمه بالتقدير الذي يتلاءم مع وضعه كحاكم وضيف وقرر مرافقته شخصياً إلى الرياض لتقديمه لأبيه مما ترك ذلك الامر أبلغ الأثر في نفس ابن الرشيد وشعر بالراحة هو وغيره من الراغبين في المصالحة والسلم منعاً للمزيد من إراقة من الدماء وصعوبة التعا يش المشترك. كما رأى الملك عبد العزيز في ابنه سعود سمات فن التعامل مع الناس ودماثة الخلق التي مكنته من كسب ألد أعدائه أصدقاء مخلصين له كما فعل مع ابن الرشيد مما جعله يستعين به طوال حياته فيما بعد في معالجة أصعب الأمور ولا سيما ما يخص منها شئون القبائل . ولكن بعد استسلام عبد الله بن متعب الرشيد وعودته إلى قبائل شمر وابداء رغبته الصادقة في المصالحة مع إقدامه على تسليم نفسه لسعود, لم ترضى قبائل شمر بخطوة أميرهم عبد الله بن متعب الرشيد فاختارت لها أميراً آخر هو محمد بن طلال بن الرشيد للتصدي لقوات عبد العزيز , عندها أمر عبد العزيز ابنه سعود بالعودة إلى حائل لقيادة الجيش فيها والتصدي للمتمردين من آل الرشيد الذينمحمد بن طلال بن الرشيد كانوا فى مواجهة مع قوات فيصل الدويش ومساندة قوات الدويش . قام سعود بتنفيذ أوامر والده حتى تحقق لهذه القوة النصر و اجبار قوات محمد بن طلال بن الرشيد بالتقهقر إلى حائل متزامنا ذلك مع وصول القوات السعودية للضغط عليهم عبر الهجوم من الشمال والشمال الشرقي تحت قيادة الملك عبد العزيز, بينما بقيت القوات التي يقودها سعود على مشارف جبل أُجا. شكلت هاتين القوتين النتيجة المرتقبة باستسلام حائل للمرة الثانية للقوات السعودية, وعندما قام المستسلمون بالسلام على عبد العزيز وجههم إلى خيمة ابنه سعود أيضا لأداء نفس الواجب. بعد الانتهاء من ضم حائل قامت القوات السعودية بضم الجوف أيضاً.

بعد استسلام إمارة جبل شمر أمر الملك عبد العزيز بتوسيع عمليات قواته وكان سعود بجوار والده في الرياض يساعده في التخطيط ومراقبة التطورات والإشراف على تنفيذها فاستولت القوات السعودية على عسير لتضييق الخناق على الحجاز من الجنوب، ثم على الطائف ومكة المكرمة حتى تحقق له في عام 1343هـ الموافق 1924، أكبر أحلامه وهو ضم مكة المكرمة. وجاء الملك عبد العزيز للمرة الأولى في حياته مُحرماً إلى مكة تاركاً ابنه سعود في الرياض لإدارة الحكم تحت إشراف جَده الإمام عبد الرحمن الذي كان موضع احترامه وحبه وتقديره.استمر سعود نائباً لوالده في الرياض حتى تم استيلاء الملك عبد العزيز على جدة، بعدها أرسل الملك عبد العزيز ابنه سعود مع خالد بن لؤي ومعهم سبعة بيارق إلى جهات ينبع وأطرافها وتم للأمير سعود ضمها في 26 جمادى الآخرة 1344هـ الموافق 1945، وأخذما وجده من مدافع وأسلحة ورشاشات وطائرات ودبابات ومراكب بحرية و ذخائر ومؤن.بعد ذلك استولى الملك عبد العزيز على المدينة المنورة وبعد مبايعته مبايعة إسلامية خالصة في الحرم المكي، تم تقليدها في جميع أنحاء البلاد ، حيث أخذ أمراء المناطق المبايعة له نيابة عنه.

وليًا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء

وبانتهاء حركة الإخوان والقضاء على مقاومتهم، قرر الملك عبد العزيز التحضير لإعطاء صفة شرعية لبلاده وحكمه. فبدأ بإطلاق اسم المملكة العربية السعودية على الأجزاء التي وحّدها وإعلان ذلك في 17 جمادى الأولى 1351هـ الموافق 23 أيلول 1933.ثم تبع هذه الخطوة بالإعداد لإعلان ولاية العهد لابنه سعود بعد أن استوفى بكافة الاوصاف الشرعية الواجب توفرها بعد ان أثبتت الأحداث دوره القيادي فيها ومعالجته الحكيمة والشجاعة للأحداث فأصبح جديراً بأن يكون خليفته الرسمي لاستلام زمام الأمر من يديه عند اللزوم، مواصلاً جهاده وكفاحه لتحقيق وحدة صف الأمة والنهوض بها على المنهج والخطة التي رسمها. فرشحه لولاية العهد وتم الإقرار عليها بالإجماع من أفراد العائلة والمشايخ ورجال الدين والعلماء وغيرهم من الرعية ونشرت صحيفة أم القرى في 30 محرم 1352هـ الموافق 25 مايو 1933، مقالاً عن مراسيم البيعة للأمير سعود والدور البارز الذي قام فيه الأمير محمد بن عبد الرحمن في الإعداد لهذه المراسيم وذلك بعد إصدار الملك عبد العزيز مرسوماً ملكياً من مجلس الشورى بجدة بمبايعة الأمير سعود ولياً للعهد وذلك في 16 محرم 1352هـ 11 مايو 1933، وطلب من جميع أفراد الأسرة وأعيان مناطق المملكة العربية السعودية وشيوخ القبائل بمبايعة الأمير سعود ولياً للعهد وكان الأمير سعود حينذاك في الرياض وتمت المبايعة في مكة في الحرم المكي.

انجازاته

خلال فترة توليه ولاية العهد، قام بالعديد من الإصلاحات الإدارية تحت إشراف والده الملك، وكانت البداية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عندما ساءت الأحوال الاقتصادية في العالم وتأثرت السعودية بذلك، فقام بدراسة الوضع المالي مع ذوي الخبرة والمسؤولين والمختصين بالأمور المالية، وتمت الاستعانة برجل الأعمال والاقتصادي اللبناني نجيب صالحه وذلك لإجراء إصلاحات تنظيمية في وزارة المالية على أسس حديثة والإشراف عليها، كما تمت الاستعانة بالخبير المالي الأمريكي «الدكتور يونغ» والذي تم بمشورته تأسيس مؤسسة النقد العربي السعودي في عام 1952، كما تمت الاستفادة من خدمات أمريكي آخر لتنظيم إدارة الجمارك، وكان من ضمن الإصلاحات المالية التي تمت إصدار ثالث ميزانية للدولة وفقًا للأسس العالمية المتبعة وكان ذلك في عام 1372 هـ الموافق 1952. وقام بإعداد دراسة مع خبراء أجانب عن الإصلاحات الإدارية والداخلية للمملكة، وتضمنت قائمة أهدافه تسوية النظم الإدارية والمالية ودراسة الأنظمة المتعلقة بالمشاريع الحيوية والتنموية، كما اختصت بالمشاريع الخاصة بالحج وتأمين المياه والإذاعة الجمارك، وكان من بين ما حملته الدراسة تأسيس مجلس خبراء من المختصين في الرياض لدراسة جميع أنشطة الحكومة في الشؤون المالية والقانونية والدينية والاجتماعية والنفط، على أن يتم اختيار هؤلاء الخبراء من دول العالم سواء كانوا من الوطن العربي أو الدول الصديقة، وأن يعمل هذا المجلس تحت رئاسة الملك وأن تكون له صلة مباشرة بهم وبمستشاريه أيضًا، على أن يكون دور الخبراء في إطار التخطيط والمشورة وليس الإدارة والتنفيذ، إلا أن الملك عبد العزيز قرر تأجيل تنفيذ هذه المقترحات في نجد إلى فترة لاحقة، ولكن ذلك لم يمنعه من إصدار مجموعة كبيرة من القوانين والأنظمة بشأن إصلاحات ضرورية في الحجاز، حيث أصدر بكونه وليًا للعهد مرسومًا حول عدد من الإصلاحات من تعيينات جديدة في عدة دوائر وإعادة تنظيم إدارة الأمن العام وإدخال تحسينات على نظم المحكمة الشرعية حتى توفر للجميع تسهيل أمورهم، وتعزيز نشاط هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. كما قام بإدخال خطة جديدة لإدارة شؤون الحج تشرف عليها الإدارة عامة للحج والإذاعة، كما عزز صلاحيات وزارة المالية وسيطرتها ومراقبتها على الميزانية والإنفاق والتوفير، كما قام بتأسيس مجلس للشؤون الاقتصادية وإدارتها، والمديرية العامة لشؤون البترول والمعادن. كما قام بتأسيس إدارة للأشغال العامة لتكون مخولة بإصلاح الأراضي البور والخالية للاستخدام الزراعي والقيام بحفر الآبار الارتوازية وتأسيس شركات تعاونية زراعية، وإنشاء إدارة مستقلة وعامة للجمارك.

وفي 15 ذو الحجة 1372 هـ الموافق 25 أغسطس 1953 عينه الملك عبد العزيز قائدًا عامًا للقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي، فقام بتحديث الجيش البري وسلاح الطيران عبر تزويدهما بالأسلحة وتدريبهما على أيدي خبراء أمريكيين على أحدث أساليب الحرب. وأيضًا قام بتوسعة أسطول الخطوط الجوية عبر شراء أربع طائرات وتنظيم رحلات جديدة داخل البلاد وإلى الدول العربية المجاورة لنقل الحجاج.

الرحلات الرسمية والغير الرسمية

شجع الملك عبد العزيز الأمير سعود على السفر إلى أوروبا. وتم إعداد برنامج شامل لزيارة العديد من الدول بما فيها إيطاليا، وفرنسا، وإنجلترا، وبعض البلدان العربية. وبعد انتهاء الرحلة الأوربية، واصل الأمير سعود رحلته إلى العالم العربي عبر الإسكندرية متوجهاً إلى القدس، وشرق الأردن وذلك في عام 1354هـ الموافق 1935. وكان يرافقه في هذه الرحلة وفد يضم فؤاد حمزة والدكتور مدحت شيخ الأرض. أما رحلته إلى الأردن فقد كانت في إطار رغبة والده المعلنة في توطيد العلاقات مع الهاشميين كما عبر عنها الملك عبد العزيز بعد حادث الاعتداء عليه في مكة.]وكان استقباله في فلسطين استقبالاً حافلاً حيث صلى في المسجد الأقصى، والمسجد الإبراهيمي في الخليل.ويعتبر أول أمير سعودي يذهب إلى القدس، وقد رافقه في هذه الزيارة فهد ابن كريديس وصالح العلي، وخير الدين الزركلي إضافة إلى فؤاد حمزة، ومجموعة من المسئولين في الحجاز. وتذكر المصادر البريطانية السرية أن رحلته إلى أوروبا تكللت بنجاح كبير بفضل أخلاقه الحميدة وشخصيته. وقد ذكرت أيضاً قي تقرير آخر لها أن دوره في الأردن اتسم بالمثالية وحققت هدفين: أولهما تحسين العلاقات مع البيت الهاشمي، وثانيهما توضيح دور المملكة في مساعدة عرب فلسطين في محنتهم. وفي وقت لا حق وقعت المملكة العربية السعودية في 1354هـ الموافق 2 نيسان 1936، معاهدة أخوة عربية وتحالف مع العراق التي فتحت مجالاً لتقوية العلاقات الدبلوماسية وإنشاء علاقات عسكرية كما شجعت على انضمام دول عربية أخرى إليها. وفي عام 1355هـ الموافق 1936، ولتعزيز هذا التفاهم وترجمته إلى واقع عملي ملموس، قام الأمير سعود بدعوة من الملك غازي بزيارة للعراق رحب فيها العاهل العراقي بالأمير سعود ترحيباً حاراً، وحققت هذه الزيارة نتائج إيجابية في توطيد العلاقات العامة بين البلدين. ثم وقّعت المملكة العربية السعودية معاهدة أخرى مع مصر اعترفت من خلالها مصر رسمياً بالمملكة العربية السعودية، وعلى أثرها بدأت الحكومة السعودية ابتعاث طلابها وطياريها إلى مصر للدراسة والتدريب. وقام الأمير سعود أيضا بزيارة البحرين في 13 شوال 1356هـ الموافق 15 كانون الأول 1937، بهدف تحسين العلاقات المتوترة بينها وبين قطر بسبب مسائل الحدود.وفي عام 1355هـ الموافق 1937، أوفد الملك عبد العزيز الأمير سعود إلى بريطانيا لتمثيله في الاحتفالات الخاصة بتتويج الملك جورج السادس، واجتمع خلالها بالعديد من الزعماء العرب والأجانب، وكانت المناسبة بداية لصداقات متينة مع العديد منهم.وقد استغل وجوده هناك لاستعراض العديد من القضايا الثنائية والعربية, وتلتها زيارة خاصة أخرى إلى بريطانيا في جمادي الثانية 1357هـ الموافق آب 1938، مع أخيه الأمير محمد ومكثا لمدة شهر وقد ذكرت بعض التعليقات على هذه الزيارة أنه كان لها أهداف سياسة أيضاً.

رئيسًا لمجلس الوزراء

بعد أن عانى الملك عبد العزيز من وعكة صحية بعام 1953 أصدر في 1 صفر 1373 هـ الموافق 9 أكتوبر 1953 أمرًا بتعيينه رئيسًا لمجلس الوزراء.

توليه الحكم ملكا للسعودية

تولى الحكم بعد وفاة والده الملك عبد العزيز في 2 ربيع الأول 1373 هـ الموافق 9 نوفمبر 1953 ، وبويع ملكًا في 4 ربيع الأول 1373 هـ الموافق 11 نوفمبر 1953.

سياسته

في التعليم: كان اهتمامه موجهًا قبل كل شيء في نشر التعليم بكافة مجالاته، حيث قام في عام 1373 هـ بتأسيس وزارة المعارف والتي تولاها أخيه الأمير فهد، كما أسس المدارس في شتى المدن والقرى واستقدم لها مدرسين من الخارج، وافتتح أول جامعة في الجزيرة العربية وهي جامعة الملك سعود في الرياض وذلك في عام 1377 هـ الموافق لعام 1957، لحقها بافتتاح معهد الإدارة العامة للتنظيم الإداري بعام 1380 هـ الموافق لعام 1960، ثم أنشئت الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1381 هـ الموافق لعام 1961، كما أمر بتأسيس كلية البترول والمعادن في الظهران التي افتتحت في 8 شوال 1384 هـ، بالإضافة إلى معاهد المعلمين الثانوية. كما اهتم بتعليم الفتيات، حيث تم التفكير بأن يشمل التعليم البنات أسوة بالبنين، وظهرت اعتراضات من بعض فئات المجتمع على فكرة تعليم البنات من الأساس، بينما نادى آخرون بجواز تعليمهن إلا أنه ينبغي ألا تقوم وزارة المعارف بهذه المهمة حتى وإن أنشأت مدارس خاصة بهم، وفي النهاية تقرر أن تتاح للفتيات فرصة التعليم، وافتتحت مدارس البنات في عام 1380 هـ الموافق لعام 1960.

في المجال الاجتماعي: ومن ناحية أخرى، قام في عام 1961 بتأسيس وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وأوكل إليها مهام تقديم الرعاية لكبار السن والعجزة والأرامل والمطلقات، وأصدر بعام 1962 نظام الضمان الاجتماعي.

في مجال المواصلات: ربطت المناطق بعهده بشبكة من الطرق البرية، كما اهتم بالطرق الزراعية التي تخدم القرى والمزارع. كما تم تطوير المطارات في الرياض وجدة والظهران والطائف وتبوك وحائل والقصيم. وفي عام 1381 هـ الموافق لعام 1961 افتتح ميناء الملك عبد العزيز في الدمام.

في المجال العسكري: اهتم بالقوات المسلحة وبتطويرها، حيث أرسل بعثات للتدريب والدراسة في الخارج، كما قام في مارس من عام 1955 بتأسيس كلية الملك عبد العزيز الحربية.

في المجال الصحي: تم تأسيس عدد من المستشفيات في المناطق المختلفة، كما اهتم بمكافحة مرض الملاريا.

في المجال الزراعي: قام في عام 1382 هـ بتأسيس البنك الزراعي وذلك لتقديم قروض ميسرة للمزارعين بدون فؤائد، كما أعفى المعدات الزراعية من الرسوم الجمركية، وأمر بإقامة السدود على الوديان لحجز مياه الأمطار في جازان وأبها.

في المجال الديني: اهتم بتوسعة المسجد الحرام وعمارته، حيث أسس هيئة عليا للإشراف على توسعه المسجد برئاسة ولي العهد ورئيس الوزراء الأمير فيصل بن عبد العزيز. كما قام باعتماد الخريطة النهائية لمشروع التوسعة.

وفاته

في 23 فبراير 1969 توفي في أثينا باليونان، ونقل جثمانه إلى مكة المكرمة حيث صلي عليه في المسجد الحرام ودفن بعدها في مقبرة العود في الرياض. ويروي السيد مكي عشماوي بأن التلفزيون والراديو السعودي أعلن عن وفاته وقطع برامجه المعتادة وعرض آيات من الذكر الحكيم، وأن الملك فيصل حضر الصلاة عليه كما حضر مراسم الدفن.

.
.
.

__________________________________

اضغط الرابط أدناه لتحميل البحث كامل ومنسق جاهز للطباعة 

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *