بحث عن مكانة علماء التفسير جاهز وورد doc

مكانة علماء التفسير

مكانة علماء التفسير

إنَّ العلماء هم القادة لسفينة النجاة ، والرواد لساحل الأمان ، والهداة في دياجير الظلام {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: ، وهم حجة الله في الأرض ، وهم أعلم بما يُصلح المسلمين في دنياهم وأخراهم لِما آتاهم الله من العلم ولما حباهم به من الفقه والفهم ؛ فهم عن علمٍ دقيق يُفْتُون وببصر نافذٍ يقرِّرون وعن نظرٍ ثاقب يحكمون ، لا يُلقون الأحكام جزافا ، ولا يصدّعون صفوف المسلمين فتاً وإرجافا، ولا يبتدرون إلى الفتوى دون تحقيقٍ وتدقيقٍ تهاوناً وإسرافا ، ولا يكتمون الحق على الناس غمطاً لهم أو تكبراً واستنكافا ؛ ولهذا أمر الله بالرد إليهم دون غيرهم وسؤالهم دون سواهم.

لعلم التفسير في الدين الإسلامي أهمية عظيمة، ومنزلة رفيعة، فهو المعين على فهم كلام الله سبحانه وتعالى، ومعرفة مراده، فمن أوتي فهم القرآن فقد أوتي خيراً كثيراً؛ ففهم القرآن يفتح لطالب العلم أبواباً يغفل عنها الكثير، وهذه من أهم الأسباب التي رفعت من مكانة علم التفسير بين المسلمين. تعلق علم التفسير بأشرف الكلام؛ كلام الله سبحانه وتعالى، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. يدل صاحبه على من يعتصم به من الضلال، قال الله سبحانه وتعالى: (وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)[٧]، وقد بين الله سبحانه وتعالى في كتابه كيفية الاعتصام به، والمفسر من أحسن الناس الذين يعلمون كيف يكون الاعتصام بالله. علم التفسير من أعظم الأسباب التي تعين العبد على صلاح قلبه، وعمله، وقد اثنى الله سبحانه وتعالى على من يفقهون كلامه، قال الله سبحانه وتعالى: (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ)[٨]. المفسر وارث للنبي صلى الله عليه وسلم، في أعظم إرث؛ وهو بيان معاني القرآن الكريم. علاقة المفسر بالقرآن، من أجل أنواع مصاحبة القرآن؛ وذلك بأن تكون مصاحبته مصاحبة تلاوة وتفقه، والهداية بهديه. ومن مكانة علم التفسير أنّه يدخل صاحبه في زمرة الخيرة من هذه الأمة.

أنهم راسخون في العلم

ويقول ابن القيم – رحمه الله تعالى – في أوصاف هؤلاء العلماء ( 5) : الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشُّبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه ، ولا قدحت فيه شكّا ، لأنه قد رسخ في العلم ، فلا تستفزه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرَس العلم .

إذن الصفة الأولى من صفات أهل العلم أنهم راسخون في العلم ، لا يطلب أحدهم العلم دونما ترتيب وتنظيم ، فهو يطلب العلم بجزئياته وتفصيلاته ، حتى ولو لم يكن محتاجا لهذه المسألة في هذا الوقت ، فبعض الناس ربما لا يبحث عن مسألة إلا إذا احتاج إلى معرفتها ، فيرجع إلى كتب أهل العلم .

وقد قال أنصاري لابن عباس : ويحك يا ابن عباس تطلب العلم وفي الناس أمثال عمر وأبي بكر . يعني أن الناس لن يحتاجوا إليه ، وكان صغير السن – رحمه الله ورضي عنه – فقال : بل أفعل ما أمرني به الرسول – صلى الله عليه وسلم – أو كلمة نحوها .

ثم لما كبر كل من ابن عباس ، وهذا الأنصاري كان الأنصاري يقول : هذا الفتى – يعني ابن عباس – كان أعقل مني . لأن الكبار قد ماتوا واحتاج الناس إلى ابن عباس ، فكان حبر الأمة ، وترجمان القرآن ، – رضي الله عنه – ورحمه .

أنهم أهل نُسك وخشية

ثانيا : أنهم أهل نُسك وخشية ، ترى ذلك في عبادته ، في صومه ، في قراءته للقرآن ، في ، ذكره ، في قيامه ، لا يُغتاب عنده أحد ، ولذلك يقول الله – عز وجل – ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ ﴾ [سورة فاطر : الآية 28] ، ولهذا قال ابن مسعود – رضي الله عنه – : إنما العلم الخشية .

أنهم مشهود لهم من العلماء

ثالثا شهادة العلماء والمشايخ لهم بالعلم ، وهذه من أهم الأمور التي ينبغي مراعاتها في العالم الذي يُسأل ، ويؤخذ عنه العلم ، ويعطى الحقوق .

يقول مالك – رحمه الله تعالى – ما ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلا لشيء حتى يسأل من كان أعلم منه ، وما أفتيت حتى سألت ربيعة – يعني ابن أبي عبد الرحمن ( 6) – ويحيى بن سعيد فأمراني بذلك ، ولو نهياني لانتهيت .

وتأمل قوله – رحمه الله – ولو نهياني لانتهيت . فبعض طلاب العلم إذا نهاه الشيخ عن الفتوى ، أو عن الكلام في بعض المسائل ، يغضب ويقول : هذا علم ، ولا يجوز أن أكتم العلم .

فالله – عز وجل – جعل هؤلاء أمناء على الشريعة .

وقال – رحمه الله – : ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك .

أنهم أهل الفتوى

رابعا : ومما يُعرف به أهل العلم دروسه وفتاواه ومؤلفاته ، يقول أبو طاهر السِّلَفي – رحمه الله تعالى – عن الخطابي صاحب معالم السنن المشهور ( 7) : وأما أبو سليمان الشارح لكتاب أبي داود، فإذا وقف مُنصف على مصنفاته ، واطلع على بديع تصرفاته في مؤلفاته ، تحقق إمامته وديانته فيما يورده وأمانته ، وكان قد رحل في الحديث وقراءة العلوم ، وطوف ، ثم ألف في فنون من العلم وصنف .

.
.
.

__________________________________

اضغط الرابط أدناه لتحميل البحث كامل ومنسق جاهز للطباعة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *