خطبة محفلية عن العيد

الحمد لله كثيرا، والله أكبر كبيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا إله إلا الله الولي الحميد، الله أكبر ما صام صائم وأفطر، الله أكبر كلما لاح صباح عيد وأسفر، الله أكبر ما هلل المسلم وكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد.

الدعاء

إلهي وقد أفطرنا بفطرك السعيد الذي أمرتنا فيه بالمودة وصلة الرحم ودوام الصلاة واستتباع الذكر والإكثار منه يا من بذكرك تطمئن القلوب الخائفة، وبكلامك تستقر العقول الراجفة، غفرانك اللهم غفرانك عن آثامنا الموبقة، وعن أخطائنا المغرقة، اللهم إنا نسألك عيشة تقية وميتة سوية ومردا غير مخز ولا فاضح، اللهم لا تهلكنا فجأة ولا تأخذنا بغتة ولا تعجلنا عن حق ولا وصية.

أما بعد

إنه ليوم كريم اللهم اجعله يومًا مليئًا بالسعادة والهناء لكل من قام بطاعة لله اللهم أجعله يومًا سخاء رخاءً لكل مؤمن لكل من أتم صيامه وقيامه لكل من حافظ على تلاوة القرآن في أيام رمضان ” وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” ( البقرة/ 158 )، وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ مِنْ كُلِّ سَنَةٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ “كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا، وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا، يَوْمُ الْفِطْرِ، وَيَوْمُ النَّحْرِ”.

أيها المسلمون اليوم حقت لكم الفرحة وحق لكم أن تشعروا بالسعادة فقد قال نبينا الكريم صلِّ الله عليه وسلم ” لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ”، فاليوم حق لنا أن نفرح بإتمام الصيام والقيام وفي الغد إن شاء الله نلقى فرحتنا الثانية والتي نحصل فيها على رضا الرحمن وندخل من بابا الريان وهو باب المؤمنين الصائمين للدخول إلى الجنة.

فعَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ ” إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ، أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ”.

كانت الأيام والليالي القليلة السابقة هي ليالي تحمل الخير والفرح كانت ليالي للقيام وذكر الله وصلة الأرحام إطعام الطعام والزكاة وحسن الأدب والكلام، وليت كل ليالينا تصبح ليالي رمضان حتى يصبح كل غد لنا عيد.

هل أديتم الزكاة؟

عليكم بتأدية الزكاة عباد الله فلا تبخلوا بها فتأتوا يوم القيامة مطوقين بها، فهي ركن من أركان الإسلام، كما أنها قرينة الصلاة في الكثير من آيات القرآن، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ “فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ”.

تمسكوا بالدين

عباد الله عليكم بالتمسك بدينكم فهو عصمتكم وهو ما يوفر لكم الراحة والطمأنينة والعز والرخاء، ولنا في قصة الإسلام المثل الأكبر على ذلك ونحن نرى كيف أثر على أمة بدوية جاهلة وجعل منها واحدة من أعظم الأمم التي مرت على وجه الأرض، وهي من أسست حضارة بدأت من أكثر من 1400 عام ومازالت مستمرة، مرت بكبوات وكل كبواتها ارتبطت بالبعد عن الدين وكلما التصقت به واقترنت بها زادت عزًا فإلا سلام عزنا.

ولنا في الأمم السابقة العبرة والعظة فانظروا عندما فرطوا في دينهم ضاعوا وهلكوا، وليست عاد وثمود وإرم ببعيدة عنا، فرغم الزمن الطويل الفارق بيننا إلا أن قصصهم وعبرهم وحتى بقايا مدنهم تظل شاهدة على ذلك.

اخلصوا في العبادة

الإخلاص إخواننا وأعيد مرة أخرى الإخلاص ما نجح عمل وما نفع إلا وكان خلفه الإخلاص، فما بالك بالعبادة عندما تكون مخلصًا فيها وقد أمرنا النبي صل الله عليه وسلم بالإخلاص والبعد عن النفاق والرياء، كما أمرنا رب العزة من فوق سبع سموات بالإخلاص في العبادة ” مَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ”( البينة/ 5 ) وكان الإخلاص شرطًا لقبول الأعمال.

العيد شكر الله

العيد ليس مجرد يوم لتتويج شهر مضى بأجمل ما يكون من تطبيق العبادات المختلفة، ولكنه شكرًا لله على نعمه حيث نشكره بالصلاة وبذكره جل وعلى وإظهارًا لمحبة الله القابعة في قلوب المؤمنين وهو صدقة وبر.

ختام الخطبة

اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، يا منان يا بديع السماوات والأرض، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام أن تمن علينا بمحبتك والإخلاص لك ومحبة رسولك، والإتباع به، ومحبة شرعك، والتمسك به اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك الله يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر، اللهم تقبل صيامنا، وقيامنا، وأعد علينا من بركات هذا اليوم، وأعد أمثاله علينا، ونحن نتمتع بالإيمان، والأمن، والعافية، اللهم صل، وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *