عملية النمذجة

تعد عمليات النمذجة من أهم العمليات التي تساعد في تغيير سلوكيات الشخص من خلال ملاحظة سلوكيات الآخرين أي مشاهدة بعض النماذج لهذه السلوكيات، وتعد هذه العملية من أهم العمليات التي تستخدم في العديد من مراحل التعليم الإنساني، ففي الغالب نحن نتعلم من الآخرين، ونقوم بتقليدهم، وغالباً ما تكون عملية التعليم بالنمذجة هي عملية عفوية لا تحتاج إلى تأسيس خطة أو برنامج خاص بها، وخصوصاً عند الأطفال لأنهم دائما ما يميلون إلى التقليد.

عملية النمذجة

تعمل هذه العملية على تعليم الفرد كيف يغير من سلوكه من خلال ايضاح مواطن العيب، فهي تعمل على تغيير سلوكيات الفرد نتيجة لملاحظة سلوك الآخرين.

غالباً ما يتأثر الفرد بملاحظة سلوكيات الآخرين وأفعالهم، فالإنسان منذ الصغر يبدأ في ملاحظة الأشخاص الذين من حوله في البيت وفي المدرسة والمجتمع ويبدأ في تقليد هذه السلوكيات والتعلم منها، سواء السلوكيات المرغوبة أو السلوكيات الغير مرغوبة وهذا عن طريق الملاحظة والتقليد وتسمي هذه العملية التعليمية بالعديد من المسميات المختلفة مثل التعلم التقليدي أو التعلم الاجتماعي أو التعلم المتبادل.

يوضح باندورا عالم النفس والاجتماع أن أهمية عملية النمذجة تتمثل في كتابة قوانين تعديل سلوك الأفراد ويقول: أن الفرد يستطيع أن يكتسب العديد من الأنماط السلوكية المعقدة عن طريق ملاحظة أداء بعض النماذج المناسبة، حيث أن الاستجابة الانفعالية من الممكن أن يكتسبها الفرد من خلال ملاحظة ومشاهدة ردود أفعال أشخاص آخرين يمرون بخبرات حياتية معينة سواء جيدة أو مؤلمة أو مرورهم بمواقف غير سارة يبدأ حينها الفرد في التعلم من خلال رؤية ردود أفعالهم في هذه المواقف التي تبعث على الخوف من التعرض إلى عواقب وخيمة.

ومن الممكن أن يأخذ الفرد سلوك آخر إذا رأى هذه النماذج يعاقبون على قيامهم بسلوك معين، ومعنى هذا أن الفرد من الممكن أن نضبط سلوكياته من خلال ضبط وتنظيم النماذج التي نقدمها له وتعليمه عن طريق الأفعال التي تصدر من ردود أفعال هذه النماذج.

أنواع النمذجة

النمذجة المباشرة أو الصريحة

هذا النموذج يكون من خلال شخص ما معروف أو قدوة فعلية لدى الأفراد الذين نريد أن نعلمهم سلوك معين، يقوم هذا الشخص ببعض السلوكيات التي يتم عرضها من خلال مجموعة من الصور أو من خلال فيلم، أو أن يقوم هذا النموذج بهذا السلوك من خلال مواقف رمزية أو فعلية.

النمذجة الضمنية

وفيها يتخيل المدرب أداء سلوك معين يريد أن يعلمه للمتدربين ويلقنهم إياه.

النمذجة بالمشاركة

يتم هذا الأمر من خلال عرض السلوك المرغوب فيه من خلال نموذج ما، أو القيام بهذا الاداء من جانب المتدرب مع توجيهات من المدرب له.

النمذجة الحية

يقوم المدرب بتأدية السلوكيات التي يريد تعليمها للمتدربين، ولا يطلب في هذا النوع من المتدربين أن يقوموا بأنفسهم بأداء السلوك ولكن كل ما هو مطلوب منهم أن يراقبوا المدرب وهو يؤدي السلوك أمامهم.

النمذجة الرمزية أو المصورة

يتم جمع بعض النماذج للسلوكيات التي يريد المتدرب أن يتعلمها ويعرضها له من خلال قصص مصورة أو كتب أو حكايات أو أفلام أو أي وسيلة أخرى.

النمذجة من خلال المشاركة

يقوم المسترشد أو المتدرب بمشاهدة بعض النماذج الحية ويراقبها، ثم يقوم بتأدية الاستجابات أو السلوكيات بمعاونة المدرب للقيام بها بمفرده.

استخدام التطبيقات العلاجية للنمذجة

في غالب الأمر يتم استخدام هذه النمذجة لعلاج العديد من المشاكل التي تتعلق بسلوك الأفراد مثل القلق أو العدوانية أو المهارات الاجتماعية مثل العزلة الاجتماعية والسلوك القهري والمخاوف المرضية والغضب.

ويمكننا أن نستخدم أسلوب النمذجة حتى نحقق الأهداف التالية:

-تدريب الأفراد على الاستجابة والتفاعل من المناسبات الاجتماعية من خلال استخدام الاتصال البصري الدائم واستخدام الإشارات والتحكم في نبرات الصوت.
-تدريب الأفراد على التعبير بشكل حر عن كل المشاعر على حسب كل موقف ومتطلباته.
-تدريب الأفراد على الدفاع على حقوقهم بدون عدوانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *