كيف ازيل الحقد والحسد من قلبي

الأمراض التي تصيب القلوب هي أشد أنواع الأمراض فتكًا، إذ تقضي على نقائها وقربها من الله وكلما تعمقنا بها حولت قلوبنا إلى سواد، لذا يجب قبل أن نسعى لشفاء الأجساد أن نسعى إلى شفاء القلوب وتنقيتها مما يصيبها من أمراض، ولعل أشد وأسوء تلك الأمراض الحقد والحسد، وهو ما ينغص حياة أصحاب تلك القلوب المريضة، كما ينغص على من حولهم لذا نقي قلبك وظهره دائمًا واجعله صفحة بيضاء لا حقد ولا حسد.

ما هو الحقد؟

الحقد هو أن يحمل الإنسان في قلبه كرهًا شديدًا سواء كان بسبب أو حتى بدون أسباب، ويظل هذا النوع من الكره مسيطر على صاحب القلب الحاقد ضد المحقود عليه، حتى أنه يتربص به لتصيد الأخطاء له ودائمًا ما يتمنى أن يصيبه كل ما هو سيئ وكل ما هو مضر له وما ينغص عليه ويذهب سعادته، لذا فإن الحقد يعتبر من أسوء الأمراض التي يمكن أن تصيب القلب وتؤثر عليه وقد نهي الرسول صل الله عليه وسلم عنه تمامًا، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال، “قيل يا رسول الله، أي الناس أفضل ؟ قال، كل مخموم القلب صدوق اللسان، قيل صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب ؟ قال، هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غل ولا حسد”.

كما أوصانا النبي صل الله عليه وسلم بالتوقف على الحقد فقد أمرنا رب العزة بالتوقف عن الحقد والبعد عن الحاقدين حيث قال جل وعلى “وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ ” ( البقرة/ 204 و205 ) وأوضح عقاب الحاقد وثواب من ينقي قلبه من هذه الآفة فقال سبحانة وتعالى “وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ” ( الحجر/ 47 و48 ).

ما هو الحسد؟

الحسد يقد به أن يتمنى الحاسد أن تزول النعمة من المحسود وتأتي إليه، وهو أيضًا من أكثر الصفات أو الخصال السيئة التي أمرنا النبي صل الله عليه وسلم بالبعد عنها فهي من أشد أمراض القلوب ومن أسوئها حيث تصل بك في النهاية غالبًا، وهو أيضًا من أكثر الصفات أو الخصال السيئة التي أمرنا النبي صل الله عليه وسلم بالبعد عنها فهي من أشد أمراض القلوب ومن أسوئها حيث تصل بك في النهاية غالبًا لى الحقد فقال النبي صل الله عليه وسلم “الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب”، كما قال صلوات الله وسلامه عليه “دَبَّ إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء، والبغضاء  هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، وإنما تحلق الدِّين”.

لم يقتصر النهي عن الحسد على توصية النبي صل الله عليه وسلم وإنما جاء النهي من فوق سبع سموات إذ قال رب العزة “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ” ( سورة الفلق ).

اسباب الحقد

بداية الحقد أو الغل ضد شخص ما يمكن أن لا يكون له أسباب واضحة إلا أننا يمكننا وضع مجموعة من الأسباب التي من المحتمل أن تتسبب في تغلل هذه الآفة البغيضة في القلوب ومنها:

-المنافسة وكثرة الجدال.

يعد هذا السبب واحد من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الحقد حيث أن كثرة الجدال والدخول في منافسات تؤدي بأصحابها إلى الوصول إلى طرق متنافرة بداية من الآراء وانتهاءًا بالأبدان وهو ما قال به الغزالي.

-المزاح المبالغ فيه.

واحد من تلك الأسباب التي تدفع بهذه الآفة للقلوب هو المزاح الزائد عن الحد المقبول مما يوغر الصدور.

-الخصومة.

تلك أيضًا من الأسباب القوية التي تدفع إلى الحقد والغل فهي تجعل صاحبها في حالة من الغضب المستمر مما يصل به إلى الحقد والكره.

-الكراهية الشديدة والتي يمكن أن لا يكون لها سبب واضح أو معلوم.

اسباب الحسد

-الكره.

-التكبر والغرور رغم دونية الشان.

-حب السلطه والجاه والظهور.

-عدم الرضا بقضاء الله.

-النفس السيئة.

كيف اتخلص من الحقد والحسد من قلبي

ربما الآفتين مرتبطتان ببعض بشكل كبير لذا فعلاجهما متقارب إلى أبعد الحدود، ولتخليص قبلك من هاتان الآفتان اتبع مجموعة من النصائح وإن شأ الله تتخلص منهما وتتمثل تلك النصائح في:

-راقب نفسك وحاسبها.

فلا تعرف كم أنت قادر على تعويد نفسك على الخير كما عودتها على الشهر فكلاهما نوعًا من التعود، وذلك مصداقًا لقوله جل وعلى ” وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا” ( الشمس/ من 7 إلى 9 ).

–الدعاء.

وهو فيه نوعًا  من محاولة طلب المعونة من الله على النفس والتقّوي عليها حتى يمكن إصلاح أحوالها، كما أن في الدعاء إشغالًا للقلب بالله مما يجعل القلب لا يلتفت لما هو فيه معصية لله.

-إلقاء السلام.

إن إفشاء السلام بين الناس يدعو إلى المحبة بينهم وهو ما قال به النبي صل الله عليه وسلم ” دبَّ إليكم داء الأُمم قبلكم، البغضاء، والبغضاء هي الحالقة، حالقة الدين لا حالقة الشعر، والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؛ أفشوا السلام بينكم”.

-الهدية.

فهي أيضًا ما العوامل التي تساعد على إفشاء المحبة بين الناس فقد قال النبي صل الله عليه وسلم ” تهادوا تحابُّوا، فإن الهدية تُذهِب وَحَرَ الصَّدر”.

-المصافحة.

تعمل المصافحة على زيادة المودة والمحبة بين الناس وذلك ما أوصانا به النبي صل الله عليه وسلم ” تصافحوا يذهبِ الغِلُّ ، وتَهادَوْا تَحَابُّوا ، وتذهب الشحْنَاء”.

-ذكر الله.

لعل أفضل علاج للقلوب لتخليصها من شوائبها وتنقيتها هو ذلكر الله وشغلها بذكر الله فقد قال أبو الدرداء (لكل شيء جلاء وإن جلاء القلوب ذكر الله)، كما قال ابن القيم (إن في القلب قسوةً لا يذيبها إلا ذكر الله).

-التفكر في عواقب الحقد والحسد وما ينتظر صاحبهم من عقاب من الله في الدنيا والآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *