مشكلات المراهقة وعلاقتها بمتغيرات التحصيل ومفهوم الذات دراسة تطبيقية على طلبة بعض المدارس الثانوية جاهز للتحميل doc

المقدمة

حظيت مشكلات الشباب في عصرنا الحاضر بقسط كبير من الاهتمام في معظم بلدان العالم فقد اهتم التربويون وعلماء النفس والاجتماع بمشكلات الشباب ، لما للشباب من دور كبير في بناء الحضارات ورقي الأمم 0وبمقدار ما تمتلك الأمة من عناصر شابة في تركيبها البشري ، بمقدار ما تمتلك القدرة على العطاء في مختلف مجالات الحياة 0 ومرحلة المراهقة هي مرحلة من مراحل النمو تتأثر بما سبقها وتؤثر فيما يتبعها من مراحل إنمائية ، وتعتبر مرحلة المراهقة مرحلة تغير بيولوجي وسيكولوجي تتبلور أثنائها شخصية الفرد ومفهومه عن ذاته ويخطو نحو النضج الانفعالي والفكري ، إلي جانب كونها مرحلة تحول اجتماعي ثقافي في حياة الإنسان 0 (حافظ، 1981)0 المراهقة كما يُعرفها سانفورد أنها تشير إلى تلك الفترة التي تبدأ من البلوغ الجنسي PUBERTY حتى الوصول إلى النضج MATURITY 0 ويحدث هذا النمو في أوقات مختلفة في الوظائف المختلفة ولذلك فإن حدودها لا يمكن إلا أن تكون حدوداً وضعية أو متعارفاً عليها تقليدياً بين علماء النفس ، وهذه الحدود هي : من 12 – 21 سنة بالنسبة للولد الذكر ومن 13- 22 سنة بالنسبة للفتاة المراهقة . وواضح من هذا أنها تمتد لتشمل أكثر من أحد عشر عاماً من عمر الفرد ووصول الفرد إلى النضج الجنسي SEXUAL MATURITY لايعني بالضرورة أن يصل الفرد إلى النضج في الوظائف الأخرى ، كالنضج العقلي مثلاً ، فعلى الفرد أن يتعلم الكثير حتى يصبح راشداً ناضجاً، ولذلك تعرف المراهقة بأنها: الانتقال من الطفولة إلى الرشد .( مفهوم المراهقة د. عبد الرحمن العيسوي) 0 مع الأسف نحن لا نحظى بذلك الاهتمام في الدول العربية على الرغم من الأهمية القصوى للموضوع فلا يوجد وعي لدى الكثيرين سواء على مستوى الأفراد ونقصد بهم الأهل ولا على مستوى الرجال المعنيين بالاهتمام والتوضيح واختيار أفضل السبل لتحقيق ذلك فعلياً بالطرق التعليمية 0ولقد قال الله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) 0

مشكلة البحث

إن فترة المراهقة هي فترة نمو وتغيير بيولوجياً وسيكولوجياً ونتيجة لذلك تظهر مشكلات يواجهها المراهق وهي تفوق في أهميتها نسبياً مشاكل النمو في المراحل الاُخرى ، إذ أن لكل مرحلة من مراحل النمو عملياته الارتقائية التي يفرضها المجتمع يتوقف على تحقيقها إشباع الحاجات الفردية وتكيف الفرد مع مجتمعه الذي لا يقاس بمدى خلو حياته من المشاكل ، بل بمدى قدرته على مواجهتها ومن ثم حلها باستخدام حلول ايجابية تؤدي إلى تكيف الفرد مع نفسه ومع المجتمع المنتمي إليه 0

صورة الذات “Self image”

صورة الذات تعني نظرة الفرد لنفسه وما يستخلصه من ذلك مقارنة بالآخرين من حيث الشكل، والمظهر العام والسلوك. ومن هذه الصورة يتكون الانطباع العام عن الذات، سلبياً كان أم إيجابيا وصورة الذات تكون محط اهتمام المراهق، فهو يهتم كثيراً بصورته المكونة عن نفسه. لذلك تراه يهتم بمظهره الخارجي من ناحية لون وطبيعة البشرة، وتصفيفة الشعر، وهيكل الجسم. ويمضى الساعات الطوال أمام المرآة ليقنع نفسه بصورته النهائية. وبالرغم من ذلك لا يقتنع تماماً لأن لديه صورة ذات خيالية يصعب عليه تحقيقها0 (د0الأمين بخاري)0
من هنا جاء هذا البحث ليحاول استقصاء مشكلات المراهقين في مدينة مكة المكرمة وعلاقتها بالتحصيل ومفهوم الذات ، من خلال الإجابة على الأسئلة اللاحقة 0
ويمكن صياغة مشكلة الدراسة في ” مشكلات المراهقين ( النفسية والاجتماعية ) في المرحلة الثانوية من عمر 16-18 سنة وعلاقتها بتطور مفهوم الذات لديهم .

أهمية البحث :

تمثل المراهقة مرحلة انتقال إلى عالم جديد غير معروف تماما من قبل المراهق 0 لذا فهو بحاجة إلي من يعينه ويساعده على الاستبصار والمعرفة ، ليستطيع أن يكون مفهوماً ايجابياً عن ذاته وعن العالم من حوله ، وفي تكوين آراءه الخاصة ومعتقداته وقيمه ليستطيع أن يفهم مشاكله ويتعلم الطرق السوية لمواجهة تلكم المشكلات ،ويمكن أن تقدم المساعدة من خلال البرامج الإرشادية سواء كانت برامج وقائية أو بنائية أو علاجية 0
يعتبر الإرشاد في المملكة العربية السعودية مجالا جديداً ما زال في بدايته 0 وليست هناك برامج إرشادية تقدم الخدمات للطلبة في مرحلة المراهقة ، إذ إن خدمات الإشراف الاجتماعي غير كافية وتقتصر على النشاط الاجتماعي هذا إذا وجدت ، لهذا فإن البحث الحالي قد يُساعد على لفت انتباه الجهات المسئولة عن التعليم إلى ضرورة وضع برامج إرشادية تساهم في بناء شخصية المراهقين في السعودية من أغلب النواحي 0بحيث يتم التخطيط للبرامج الإرشادية بناء على مسح لمشكلات المراهقة 0

أهداف البحث :

1. التعرف على طبيعة المراهقة وعلاقتها بمفهوم الذات0
2. التعرف على مشكلات المراهقين الاجتماعية والاقتصادية0
3. التعرف على طبيعة وخصائص فترة المراهقة0
4. كيفية تعامل الكبار مع المراهقين0

تساؤلات البحث :

يهدف هذا البحث إلى الإجابة علي الأسئلة التالية :
1. ما المشكلات التي يتعرض لها المراهقين في مدينة مكة في مجالات الحياة المختلفة ؟
2. ما علاقة هذه المشكلات بمتغير مفهوم الذات ؟
3. ما مدى مساهمة حدة المشكلات في كل مجال في تفسير التباين في مفهوم الذات ؟
4. ما علاقة هذه المشكلات بمتغير التحصيل ؟

الفروض :-

وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين مشكلات المراهقين وتفهم الذات لديهم ومستوى تحصيلهم0
عينة البحث :
سوف يطبق هذا البحث على طلاب الثانوي وتؤخذ 20 عينة عشوائية من مدرسة الملك فيصل النموذجية (6) ومدرسة الأنجال الثانوية الأهلية (6) ومدرسة مكة الثانوية (8).

نوع البحث :

سوف يُستخدم في هذا البحث المنهج الوصفي الإرتباطي الذي يعتمد على دراسة الواقع ويهتم بوصف الحالة وصفاً دقيقاً يعبر عنها تعبيراً كيفياً وكمياً، وسوف يُستخدم هذا المنهج لمعرفة العلاقة بين مشكلات المراهقين وعلاقتها بمفهوم الذات والتحصيل0

مجالات الدراسة :

1ـ المجال البشري : سوف يطبق على عينة من الطلاب وذلك من سن 16 -18 سنة .
2ـ المجال الجغرافي : يُطبق على طلاب المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة 0
3ـ حدود زمانية: الفصل الدراسي الثاني من عام 1428هـ. 0

أدوات البحث:

سوف يُستخدم الاستبيان في البحث لتوضيح العلاقة بين المتغيرين المتمثلين في المراهقة والتحصيل ومفهوم الذات.

مصطلحات البحث :

المراهقة : وتعرف المراهقة إجرائيا لأغراض هذا البحث بأنها للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 18 سنة ويُمثل أصحاب هذه الفئة العمرية طلاب المرحلة الثانوية 0

مفهوم الذات :

يعرف مفهوم الذات إجرائيا لأغراض هذه الدراسة بالدرجة التي يحصل عليها المفحوص على مقياس أوفر ، والمقنن علي البيئة السعودية تحت عنوان مقياس مركز أبحاث مكافحة الجريمة لمفهوم الذات للشباب0

مفهوم التحصيل:

يعرف التحصيل إجرائيا لأغراض هذه الدراسة بأنه المجموع الكلي لعلامات الطالب في جميع المواد الدراسية المقررة في منهاج الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي الذي تُجرى فيه هذه الدراسة 0

الفصل الثاني

 المبحث الأول : المراهقة
 مفهوم المراهقة
 الفرق بين مفهوم المراهقة ومفهوم البلوغ
 مراحل النمو في فترة المراهقة
 الخصائص العامة للمراهقين
 أهمية مرحلة المراهقة و التغيرات التي تطرأ على المراهق
 مشكلات المراهق الانفعالية وأسبابها
 المبحث الثاني : مفهوم الذات
 تطور مفهوم الذات
 تعريفات مفهوم الذات
 العوامل المؤثرة في نمو مفهوم الذات
 دور الأسرة في نمو مفهوم الذات
 المبحث الثالث التنشئة الاجتماعية و الاتجاهات الوالدية
 نظرية الذات
 نظرية روجرز
 النظرية السلوكية
 الدراسات السابقة

المبحث الأول :المراهقة

إن موضوع المراهقة والشباب والمتغيرات التي تحدث لهم يعتبر في وقتنا الحاضر من الموضوعات الهامة التي يهتم بها علماء النفس وعلماء التربية وعلماء الاجتماع والسياسة وعلماء الصحة.
ونحن نلاحظ بأن الدول المتقدمة تهتم بمشكلات المراهقة والشباب لما لها من أهمية كبرى على حياة الإنسان وإيماناً منها بأن الأمة تبقى وتتقدم بقوة شبابها وأفرادها هؤلاء الأفراد الذين يعملون على كشف الموارد التنموية وتطويرها وتنميتها والاستفادة منها بتسخيرها في خدمة التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وفي تقدم البلاد وازدهارها وبقدر ما يتمتع به الأفراد من صحة بدنية ونفسية ومن تربية صالحة وإيمان بالله ومن وعي ومعرفة بقدر ما تكون الفائدة أعظم للمجتمع والفعالية أكبر والتقدم أسرع.
وموضوع المراهقة يجب أن ينم التعامل معه بروح الفريق وذلك بالعمل على مساعدة المراهقين وتقديم الخدمات اللازمة لهم والعمل على تنمية وتوجيه قدراتهم وإجراء الدراسات العلمية حولهم كل حسب الطرق والوسائل المناسبة له وذلك لأن كل فئة من فئات المجتمع أو أفراده تعتبر مصدراً خصباً لتقدم الأمة وازدهارها وخاصة إذا ما أحسن توجيهها وتمت رعايتها بالشكل الصحيح والمناسب.(1)

تعريف المراهقة :

المراهقة لغويَّاً :

ترجع لفظة المراهقة إلى الفعل العربي (راهق) الذي يعني الاقتراب من الشيء، فراهق الغلام فهو مراهق: أي قارب الاحتلام، ورهقت الشيء رهقاً قربت منه والمعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النضج والرشد0

المراهقة في الاصطلاح :

اصطلاح المراهقة في علم النفس يعني : الاقتراب من النضج الجسمي
والعقلي والنفسي والاجتماعي ، ولكنه ليس النضج نفسه، لأنه في مرحلة المراهقة يبدأ الفرد في النضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 9 سنوات .
أما الأصل اللاتيني للكلمة فيرجع إلى كلمة ADOLESCERE وتعني التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي والعاطفي أو الوجداني أو الانفعالي ويشير ذلك إلى حقيقة مهمة وهي أن النمو لا ينتقل من مرحلة إلى مرحلة فجأة ولكنه تدريجي ومستمر ومتصل، فالمراهق لا يترك عالم الطفولة ويصبح مراهقاً بين عشية وضحاها ولكنه ينتقل انتقالاً تدريجياً، ويتخذ هذا الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه، فالمراهقة تُعد امتداداً لمرحلة الطفولة، وإن كان هذا لا يمنع من امتيازها بخصائص معينة تميزها من مرحلة الطفولة.(2)

مراحل النمو في فترة المراهقة :

يقصد بالمراهقة النمو من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج فهي مرحلة الانتقال التي يصبح فيها المراهق رجلاً ، وتصبح الفتاة المراهقة امرأة، ويحدث فيها كثير من التغيرات التي تطرأ على وظائف الغدد الجنسية والتغيرات العقلية والجسمية . تتسم هذه الفترة بأنها فترة معقدة من التحول والنمو تحدث فيها تغييرات عضوية ونفسية وذهنية واضحة تقلب الطفل الصغير عضواً في مجتمع الراشدين . حيث تجمع مرحلة المراهقة بين مظاهر البلوغ المتعددة وبين الاضطراب وعدم الاتزان وتبدأ فترة المراهقة بين سن الثانية عشرة والتاسعة عشرة على تفاوت بين الأفراد وعلى التفاوت بين الجنسين .
وهي مرحلة مليئة بالصراعات والقلق والثورة ، تحدد من خلالها اتجاهات وميول جديدة تدفع بالمراهقين إلى أفاق مختلفة ومتباينة .وبهذا المعنى عند البنات والبنين يصل الفرد إلى اكتمال النضج .(1)
كما يتضح أن مرحلة المراهقة من ا لناحية البيولوجية هي تلك المرحلة التي تبدأ من البداية للبلوغ حتى اكتمال نمو العظام وتعتبر هذه المرحلة هي إحدى المراحل الحرجة في النمو الإنساني.

مفهوم المراهقة :

ليست المراهقة في رأينا مجرد مرحلة من مراحل النمو ولا هي ذروة المراحل التي يقتحم عندها النمو فينطلق في الطريق إلى الرشد كذلك ليست المراهقة هي ميلاد إلا أنها تنطوي على كل مظاهر الميلاد لتكوينها الكائن البشري نفسياً.
الخصائص العامة للمراهقين :
وهي مرحلة مليئة بالصراعات والقلق والثورة ، تحدد من خلالها اتجاهات وميول جديدة تدفع بالمراهقين إلى أفاق مختلفة ومتباينة .وبهذا المعنى عند البنات والبنين يصل الفرد إلى اكتمال النضج .(1)
كما يتضح أن مرحلة المراهقة من ا لناحية البيولوجية هي تلك المرحلة التي تبدأ من البداية للبلوغ حتى اكتمال نمو العظام وتعتبر هذه المرحلة هي إحدى المراحل الحرجة في النمو الإنساني.
وربما كانت أكثر خصائص المراهقة لفتاً للنظر هو وجود حالات من التناقض المزمن في سلوك المراهقين فالمراهق غير مقتنع وفي نفس الوقت مبدعاً وخصباً لا نفع منه وغير مسئول ويركز كل اهتماماته حول نفسه ، و مع ذلك يتمتع بقدرة غير محدودة على أن يضحي بنفسه في سبيل المثل والمبادئ كي يتميز المراهق بالإيثار والأنانية ، مخلص وغير مخلص ، اجتماعي وغير اجتماعي يخضع خضوعاً أعمى لقائد مساو وينحرف عن السلطة ،مثالي وسافر ، حساس وقاسي القلب ، زاهد وفاسق ، متفائل ومتشائم ، متحمس ولا مبالي .
كما يتضح أن النضج الجسمي والجنسي من الخصائص الأولية و الثانوية للنمو الجنسي يؤدي إلى تغير في اتجاهات الفرد نحو الدور الجنسي الذكري أو الأنثوي الملائم وتتضمن هذه الفترة من النمو تقبل الذات الجسمية ووظائفها التناسلية كذلك تضمن المراهقة أيضاً البحث عن الاستقلال الوجداني والاجتماعي والاقتصادي فهي الوقت الذي يستخدم فيه الفرد إمكاناته بصورة أكثر نضجاً وعلى مستوى أكثر تعقيداً ليعطي كما يأخذ وأن يقيم علاقات مع الآخرين وأن يثق فيهم وأن يتعلم ما ينفعه وما يضره.

_______________________________________________________________________________________________

حمل المرفق للحصول على البحث كاملاً!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *