بحث عن الإرهاب تاريخه وجهود المملكة العربية السعودية في دحره جاهز وورد doc

مقدمة ونظرة تاريخية إلى الإرهاب

الإرهاب لم يكن وليد اللحظة فلطالما عانت الشعوب منذ العصور الغابرة من ويلاته ورغم صعوبة تحديد بداياته إلا أن الباحثين يرجحون هذه الظاهرة إلى 2000 سنة مضت حيث يرى البعض أن “البدايات الأولى للإرهاب كانت على يد الحركة الإرهابية اليهودية في القدس والتي كان يطلق عليها (السيكاريون).. بين سنة 66 و 73 م “2.

والإرهاب لادين ولا وطن له حيث أن أنحاء المعمورة عانت من ويلاته وأفكار معتنقيه منذ قديم الزمان كما يتضح من تاريخ حركة السيكاريون والحشاشون وصولاً إلى عصرنا الحالي الذي تنوع أشكال الإرهاب فيه وتعددت تنظيماته متأثرة بتلك المدارس القديمة سيكولوجياً مستمراً حتى يومنا هذا ويتضح جلياً من خلال استمرار التنظيمات الإرهابية بالعمل بتقنياتهم ومناهج عملهم وأساليبهم التي كانوا يطبقونها على امتداد القرن الأول إلى الثالث عشر الميلادي , ولكن في الحقيقة نستطيع أن نقول أن الإرهاب بشكله المنظم بدأ في القرن التاسع عشر.

أصل كلمة الإرهاب

بحسب مؤرخي الإرهاب فإن كلمة “ارهابي” و “إرهاب” تعود إلى الثورة الفرنسية التي وفرت استعمالهما في سنة 1795م , وذلك في إشارة إلى الرعب والخوف اللذين انتهجتهما الحكومة الثورية.2

الإرهاب في القرن الواحد والعشرين

أهم ما يميز هذه الفترة من تاريخ الإرهاب هو تدويله وصنع المنظمات المختلفة شبكات قوية عبر القارات من أجل التمويل والتدريب و تنفيذ الأعمال اللوجستية والحصول على الأسلحة بشكل مستمر.

ولعل أهم أحداث هذا القرن التي فًجع الإرهاب بها العالم هو يوم الحادي عشر من سبتمبر لعام 2001م, وذلك بتفجير برجي التجارة العالميين وتعود أهمية هذا الحدث إلى عدد الضحايا وطريقة التنفيذ ودقة التخطيط والبلد المستهدف الأقوى في العالم رغم قوتها وخبرتها .

وتلك رسالة واضحة لها دلالاتها بأن الإرهاب قادر للوصول إلى أي دولة في العالم لذلك ليس هناك دولة بمنأى عن ضرباته.

لقد غيرت أحداث الحادي عشر من سبتمبر وجه السياسة و العلاقات الدولية وغيرت مفاهيم الأمن القومي والاستراتيجي وترسخت فكرة أن الجميع معرض لخطر الهجوم في أية لحظة وفي أي مكان ومن أيٍ كان فالإرهاب لا يختصر على جماعة  معينة أو تنظيم ولعل ما نراه من أعمال وحشية إرهابية يقوم بها الكيان الصهيوني و بعض الدول ضد المسلمين خير دليل بأن الموضوع أكبر من كونه مرتبط بالقاعدة أو غيرها لذلك لابد أن يكون هناك تعريف شامل بعيداً عن التوجهات السياسية للدول .

تعريف الإرهاب بحسب مجمع الفقه الإسلامي

هو العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول ,بغياً على الإنسان في دينه ودمه وعقله وماله وعرضه, ويشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد والقتل بغير الحق , و ما يتصل بصور الحرابة وإخافة السبيل وقطع الطريق, وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد ,يقع تنفيذاً لمشروع إجرامي فردي أو جماعي ,ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس ,أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم أو أحوالهم للخطر, ومن صنوفه إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة ,أو تعريض أحد الموارد الوطنية أو الطبيعية للخطر. فكل هذا من صور الفساد في الأرض التي نهى عنها الله-سبحانه وتعالى- المسلمين عنها بقوله: ﴿وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)) (سورة القصص).

نظرة الإسلام للإرهاب

يحرم الإسلام الإرهاب والفساد في الأرض بكافة أشكاله ويعاقب الشارع على ذلك عقاباً شديداً دنيوياً و أخروياً على من يبغي الفساد , قال تعالى : ( إٍنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (34) ) (سورة المائدة)

وهذا تأكيد أن الإسلام هو دين السلم والأمان على عكس ما تدعيه وسائل الإعلامية الغربية المناوئة للإسلام وساسة الكيل بمكيالين التي تتخذها ,فالإسلام يؤكد حرصه على عدم التعرض لأمن المسلم والأبرياء فكيف بمن يفجر ويفتك بهم ويخل بأمن وسلامة أوطانهم.

المملكة العربية السعودية في موجه الإرهاب

تعد المملكة العربية السعودية أهم دولة إسلامية وعربية ولها ثقلها العالمي ومحور رئيسي في استقراره لما حباها الله من مميزات جعلتها محط أنظار العالم.

ولهذا كان لها نصيب الأسد لتكون من أكثر البلدان التي تعرضت لهجمات مسعورة ومؤامرات على مستويات عالية من التكتيك و الاحترافية المنظمة بهدف زعزعة أمنها واستقرارها لأنها تعتبر شوكة في أعين الكثير من الدول التي يسوؤها ما تحضى به من نِعَم ونتيجة لدعمها اللامتناهي لقضايا الأمة العربية والإسلامية أمام المجتمع الدولي.

“بدأت أشنع الحملات الإرهابية منذ وقت طويل ولكن أشنع تلك الحملات وأشدها وحشية وضراوة ما حدث من تفجيرات بدأت في عام 2003م “3

مما دعى المملكة العربية السعودية بوضع استراتيجية وطنية واسعة لمحاربة الإرهاب والتطرف وتجفيف منابع الإرهاب ومن أهم الاستراتيجيات فهم وتحليل ومناقشة المفاهيم الأساسية في فكر وفلسفة الجماعات الإرهابية وقد عرفت هذه الاستراتيجية في العالم العربي باستراتيجية (المناصحة) وأطلق عليها بعض الباحثين الغربيين (الاستراتيجية اللينة)4, لأنها تقوم على باب الحوار ودفع الحجة بالحجة البينة ومحاولة تصحيح معتقدات المتأثرين بهذه الأفكار الباطلة.

كان للحزم الذي أظهرته السلطات في المملكة العربية السعودية على كافة مستوياتها حكومة وشعباً ضد هذا الخطر الذي فتك بالأبرياء عظيم الأثر في اجتثاثه ودحره ونبذ من انتمى إليه مما ساهم في سرعة كسر وإحباط كثير من العمليات التي كان يخطط لها الأعداء عن طريق التغرير ببعض من يحمل الأفكار المشبوهة وذلك بفضل الله ثم وعي أبناء هذا الوطن بتلك الحرب التي تشن على الدين والوطن.

لذا فالمملكة تعتبر من الدول القليلة أو قد تكون الفريدة في تطوير استراتيجيات متعدد الاتجاهات في التعامل مع ظاهرة الإرهاب منذ بداياته وإخماده عن طريق إحباط مخططاته وقصمه عن طريق تنفيذ العديد من الضربات الاستباقية ,مما تسبب بتخبط وتشتيت لتلك الجماعات الإرهابية المتطرفة التي لا تنتمي لدين أو عقل وليس لها هدف سوى تنفيذ أجندة الدول المعادية للإسلام واستقرار هذه الدولة ومواطنيها.

نسأل الله النصر لبلادنا وأمتنا وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان وأن يدحر كل معتد أثيم.
.
.

__________________________________

اضغط الرابط أدناه لتحميل البحث كامل ومنسق جاهز للطباعة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *