بحث عن المجتمع السعودي جاهز doc‎

المجتمع السعودي

لو نظرنا للمجتمع السعودي لوجدنا أنه مرّ بمتغيرات سريعة إذا ما قيست بحساب الزمن، منذ اكتشاف البترول مرورا بحالة الاستقرار والتوطين للرحّل والانتقال من الأرياف والهجر إلى المدن النابضة لأغراض العمل، بما تبعها من تغيرات .

 

كما كان للتعليم والإعلام دور هام في إحداث التغيير نحو الأفضل رغم الرفض السابق لوجود هذه المؤسسات الهامة ، وعدم القناعة بها أصلا أو تقبل وجودها !! من منطلقات يحكمها الجهل وترسخها قلة الوعي .

 

وقد عرفنا ممانعة الكثيرين في ذلك الوقت من فتح مدارس البنات تحديدا ، ووقفة أعداد أخرى بشدة ضد تشغيل الإذاعة ومن بعدها التلفزيون ، لكن الدولة استطاعت التعامل مع هذه التحديات وتجاوز الكثير من المواقف والمشكلات ، فولاة الأمر من حكام هذه البلاد كانت فكرتهم أعمق ونظرتهم أبعد بإيجاد المرافق وفتح المدارس وترك قرار الدراسة لأهلها .. ليتسابق أولئك فيما بعد لتسجيل بناتهم في تلك المدارس التي ارتفعت معدلاتها بنِسَب عالية في سنوات قليلة .

 

ليظهر أثر هذا الحراك في وعي المجتمع ليصبح ابن البادية مهندسا بارعا في مجاله وابن القرية طبيبا حاذقا في مشفاه وابن المدينة أكاديميا ناجحا في جامعته في منظومة متسقة يساهمون جميعا بوعى وكفاءة في بناء المجتمع والارتقاء بشأنه ،

 

فتغيرت المفاهيم وتلاشت الفوارق وذابت النعرات وأصبح المجتمع السعودي واحدا من المجتمعات الراقية بفضل تمسكه بتعاليم دينه واحتفاظه بقيمه الراقية وتعزيزه لعاداته الإيجابية وتجاوزه عن السلبية . حيث انحاز إلى المدنيّة بمعناها الحقيقي من خلال أسلوب التعايش والتسامح والتجانس وقبول الآخر دون طائفية أو قبلية .. وتبرز الوطنية بشكلها الصحيح وتعلو الإنسانية . وَأدّى ذلك إلى شيوع رغبة الدراسة والتعليم النوعي ليظل هاجس الأكثرية .

 

هذا التحول أدى إلى ابتعاث مئات الألوف لذات السبب ، فكانت المملكة محل إقبال الملايين من أنحاء الدنيا وأصبح السعودي مرحبا به كإنسان حضاري يعكس مستوى بلاده الحقيقي . وقد استمر هذا الوضع الجميل حتى طرأت موجات التغيير المقصودة من الخارج تزامنا مع بعض الأحداث العالمية بدءا بحرب إفغانستان ،

 

وتنامي ظاهرة التشدد الديني في المنطقة وتجلت في بعض الدول نزعات عرقية وطائفية بغيضة ، وتسلل النظرة القبلية والمناطقية الضيقة المقيتة ، بما تسببه من إشكالات كبيرة في بنية المجتمع ، تعززها بعض وسائل الإعلام والتواصل الجديدة والتقنيات الحديثة ، التي أعطت مساحة واسعة لظهور مثل هذه الاعتلالات النفسية والاختلالات الاجتماعية والاختلافات الثقافية . وهي وإن كانت في أناس معينين فإنها تمثل مؤشرا غير جيد للتغير السلبي، يقودها حب (الأنا) وارتفاع الـ(نحن) وتضخم أوهام الأفضلية والشعور بالفوقية ، مما نتج عنه نبذ الآخر وضعف لغة الحوار والانكفاء الاجتماعي والرجوع كثيرا للوراء .

 

هذا شيء مُلفت ويحتاج بالفعل إلى تحرك جهاد من المعنيين على مختلف مستوياتهم لتدارك الأمر ، والعمل على طمس ملامح التغير السلبية من خلال تعزيز الثوابت الصحيحة وتأصيل المبادئ والقيم النبيلة وتعميق الوعي ونزع كل مظاهر التباهي والتعالي بكافة أشكالها ليسمو المجتمع ويرتقي عالميا بالقيم النفسية والاجتماعية والأخلاقية والجمالية التي يزينها الدين الحنيف ، ليكون المواطن حاضرا كما كان الأسلاف من قبل.

 

.

.

.

__________________________________

اضغط الرابط أدناه لتحميل البحث كامل ومنسق    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *