بحث عن حقائق تاريخية عن تاريخ البلوش وورد doc

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الميامين أجمعين .
من آيات الله في هذا الكون خلق الانسان ، حيث أنه جعله خليفة في هذه الأرض لهدف سامي من يوم خلقت هذه السيطة ألا وهي عبادة الله وحده لاشريك له قال الله تعالى ” وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ” وقال تعالى ” إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها النسان إنه كان ظلوما جهولا” . فلو نظر الانسان إلى أصله لعرف قدره وعرف قدر الله ونعمه عليه التي لاتعد ولاتحصى فدعونا نتأمل هذه الآيات الكريمة:
وقال تعالى “وبدأ خلق الانسان من طين () ثم جعلنا نسله من سلالة من ماء مهين()”
قال تعالى: ” هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا (1) إنا خلقناه من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا(2) إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا(4)”
وقال تعالى ” قتل الانسان ما أكفره (17) من أي شيء خلقه(18) من نطفة خلقه فقدره(19) ثم السبيل يسره (20) ثم أماته فأقبره (21) ثم إذا شاء أنشره(22)
وقال تعالى ” أو لم ير الانسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين (77) وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم (78) قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم(79)
وقال تعالى “خلق الانسان من صلصال كالفخار ” وقال تعالى ” نحن خلقناكم فلولا تصدقون(57) أفرايتم ما تمنون(58) أأنتم تخلقونه ام نحن الخالقون(59)”
وقال تعالى ” أيحسب الانسان ألن نجمع عظامه (3) بلى قادرين على أن نسوي بنانه(4) بل يريد الانسان ليفجر أمامه(5) يسأل أيان يوم القيامة(6)”
وقال تعالى ” ايحسب الانسان أن يترك سدى (36) ألم يك نطفة من مني يمنى (37) ثم كان علقة فخلق فسوى (38) فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى (39) أليس ذلك يقادر على أن يحيي الموتى(40)”

فلو نظر الانسان إلى أصله وتأمل آيات الله في نفسه لما تفاخر وتباهى بنسبه وحسبه قال تعالى ” وفي أنفسكم أفلا تبصرون” ، فكل بني آدم من أصل واحد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كلكم من آدم وآدم من تراب ، لافضل لعريي على أعجمي ولا أعجمي على عربي … إلا بالتقوى”
فيأ يها الذي تتعالى على الله وعلى خلق الله تذكر أن أصلك من نطفة ونهايتك إلى جيفة توارى في التراب قال تعالى ” منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى”
والقبر صندوق العمل إما روضة من رياض الجنة أو حفر من حفر النيران نجانا ونجاكم الله ، أخي ارجع إلى دين الله وتمسك بكتاب الله الكريم واتبع سنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يأتيك هادم اللذات ومفرق الجماعات وأنت في لهو ولعب وتزود من هذه النيا الفانية بزاد التقوى ، قال تعالى ” وتزودوا فإن خير الزاد التقوى” ” يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم”
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أربع في أمتي من أمور الجاهلية : التفاخر بلأحساب والطعن في الأنساب والنياحة والاستسقاء بالنجوم”
وقال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” افتخرت الجنة وقالت يدخلني الضعفاء والفقراء والمساكين” و افتخرت النار وقالت يدخلني الجبارون والمتكبرون والملوك والأشراف”
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سباب المسلم فسوق وقتاله كفر”
في نهاية الأمر كلنا أخوة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” المسلم أخو المسلم”
يا أيها الذين تدّعون العروبة وتسخرون وتستهزئون وتحتقرون فاتقوا الله ، لقد أعزنا الله بدين الاسلام وكانت ومازالت عزتنا بسيدنا محمد إذ بعثه الله نبيا مرسلا الى الناس كافة ليخرجهم من ظلمات الكفر والجهل والعصبية الى نور الاسلام وسماحته قال سيدنا عمر بن الخطاب مقولته المشهورة ” نحن قوم أعزنا الله بالاسلام ، فإن ابتغينا غيره أذلنا الله”
إن الافتخار بالآباء والاعتزاز بالانتماء القبلي قد يدفع المرء إلى النار التي حذرنا الله منها، ذلك أنه قد يفتخر بالكفرة من آبائه وأجداده، وما دفعه لذلك إلا العصبية الجاهلية، وتعالوا بنا نسمع هذا الحديث الذي [أخرجه أحمد (5/128) بإسناد صحيح] عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: انتسب رجلان على عهد رسول الله فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان، فمن أنت لا أم لك. فقال رسول الله : ((انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام، فقال أحدهما: أنا فلان ابن فلان حتى تسعة، فمن أنت لا أم لك؟ قال: أنا فلان ابن فلان ابن الإسلام، قال: فأوحى الله إلى موسى عليه السلام: أن هذين المنتسبين، أما أنت أيها المنتمي إلى تسعة من النار، فأنت عاشرهم، وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة)).
لقد لقن رسول الله هذا المفاخر بآبائه درساً يردعه، ويردع أمثاله عن هذا الباطل، فقد حدثهم أن رجلين من بني إسرائيل في زمن موسى عليه السلام اختلفا وتنازعا فافتخر أحدهما بالآباء العظام، وعدد تسعاً من آبائه، ثم واجه صاحبه محقراً موبخاً له قائلاً: فمن أنت لا أم لك؟ إن افتخاره بآبائه واحتقاره لمخاطبه يدل على مرض خبيث كان يسري في كيان هذا الرجل وأمثاله، فهو يرى أن أصوله تعطيه قيمة ترفعه على غيره، وتجعله يمتاز بأولئك الآباء، وأن غيره ممن لا يشاركه في تلك الأصول لا يستحق أن يساوى به، ولذا فهو في مرتبة دونه، وقد كان الرجل الآخر صالحاً، فقال منتسباً: أنا فلان ابن فلان ابن الإسلام، رفض أن يمدح نفسه بغير هذا الدين القويم الذي يفتخر به كل عاقل حصيف، وهذا يذكرنا سلمان الخير، سلمان الفارسي – رضي الله عنه – لما سئل عن نسبه قال: أنا ابن الإسلام. ولما بلغ عمر مقولته هذه بكى، وقال: أنا ابن الإسلام.
إن الفخر بالآباء أو القبيلة أو بالعصبية الجاهلية مع غمز الآخرين والطعن فيها، وأنهم لا يساوونه في النسب مرض فتاك قاتل، يخبث النفس، ويشعل العداوة، ويفرق الجماعة، ويوجد البغضاء والعداوة بين أفراد المجتمع الواحد، وقد يؤدي إلى تمزيق المجتمع وجعله أحزاباً وطوائف.
لقد اشتد النبي في محاربة هذا الداء العضال، ونهى أمته عن الوقوع فيه، وبين لهم حقيقة أمرهم ليكونوا على بصيرة من ذلك. أخرج الترمذي (23955) بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: ((لينتهن أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا، إنما هم فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخرء بأنفه، إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية – أي كبرها ونخوتها – إنما هو مؤمن تقي، وفاجر شقي، الناس كلهم بنو آدم، وآدم خلق من تراب)) إنه تحذير نبوي كريم من آثار الجاهلية التي جاء الإسلام ليحطمها، ويقيم عليها البناء الشامخ القوي. إنها أخوة الإسلام التي لا ترقى إليها العصبية، ولا تؤثر فيها الجاهلية.
إخوة الإسلام: ولقد ترعرعت العصبيات في هذا القرن، وتعددت وفرقت جماعة المسلمين، وأصبحت معولاً لهدم الأمة الإسلامية، لقد فشت في المجتمعات الإسلامية العصبيات القومية والقبلية والإقليمية، بل والعصبية المبنية على اللون والجنس، واشتعلت هذه العصبيات واكتوى الناس بنارها، وذاقوا منها المر والعلقم، وأوقعهم في ذلك تركهم للنهج النبوي الكريم الذي حذرهم فيه من الجاهلية، وأعرضوا عن أمر ربهم حينما أمرهم بالأخوة الإيمانية إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات:10].
فعودوا – إخوة الإسلام – إلى الدين الحق والمنهج القويم، فإن الإنسان إنما يسعد بحبه لأخيه، وإيثاره له، ويشقى بالفرقة الاختلاف والتنازع والعصبية. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَـٰكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَـٰكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَـٰرَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَـٰكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات:13].
حاولت أن انتقي بعض الملومات عن تاريخ ونسب وأصل البلوش وليس القصد من ذلك اثارة العصبية وانما حب المعرفة والاضطلاع عن تاريخ هؤلاء القوم الذين كانت لهم بطولات ومواقف خلدها التاريخ والرد على كل من تسول له نفسه أو تحدثه نفسه فكلنا أخوة جففت ثيابنا شمس واحدة.

راشد بن حمد بن عبدالله البلوشي

الفصل الأول:

أقوال المؤرخين والكتاب عن نسب البلوش
البـلوش (قبيلة قحطانيه يتصل نسبها الى بلي)

يقول الاديب العماني المعروف الشيخ سليمان بن خلف الخروصي ان البلوش قبيلة قحطانية يتصل نسبها الى بلي بن عمرو بن الحاق بن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير الاكبر بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان هود علية الصلاة والسلام
نسب البلوش في كتاب الجوهر المنقوش :
يقول الكاتب عبد الحكيم البلوشي في كتابة الجوهر المنقوش في تاريخ البلوش بانة ثبت لدية بعد بحث طويل ان البلوش من العرب من بني قحطان من الازد من اهل اليمن من ولد سليمة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران ابن كعب بن الحارث بن عبدالله بن مالك بن نصر بن الازد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن ارفخشذ بن سام بن نوح علية السلام ابن لمك بن متوشلخ بن اخنوخ بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن انوش شيث بن ادم عليهم السلام وقد استعان الموْلف بالمراجع التالية معجم البلدان لياقوت بن عبد الله الحموي الرومي ومن الكتاب فتوح البلدان للبلاذري ومن الكتاب القصد والامم في التعريف باصول انساب العرب والعجم
1.لماذا سمى البلوش بهذا الاسم :
يقول الشيخ نور احمد الفريدي سميت هذة القبيلة بالبلوش لانها كانت تسكن في وادي البلوص من بلادالشام ويقول الاخرون سميت بهذا الاسم نسبة الى اسم بلي ويقول الكاتب مير رحيم دادفي كتابة تاريخ القلات بان القبيلة سميت بالبلوش من شجاعتها لان كلمة البلوش كلمةتركية الاصل ومعناها باللغة التركية قبيلة جرار بينما يقول الموْلف الكتاب الجوهرالمنقوش بان اسم البلوش جاءت من اسم الابرش حيث كان لسليمة بن مالك اخ اسمة جذيمةالابرش ويقول الصحفي المعروف رياض نجيب الريس في مقالة كتبة في مجلة المستقبل العدد 363 بان البلوش اصلهم الى العرب سكان مابين النهرين العراق واسم بلوش من اصل اسم ملك بيلوس في ذلك الزمان هذا والله اعلم بالصواب وهو بكل شيء عليم
مقدمة ابن خلدون رقم الصفحة 130
البلوش من العرب من بني قحطان من الأزد من أهل اليمن من ولد سليمة بن مالك بن فهم الذي خرج من اليمن الى كرمان عام 300 قبل الميلاد و ذلك لأنه قتل اباه مالكا خطأ، فهرب خوفا من اخوته الى بلاد فارس، فأقام هناك على جبال كرمان مع أولاده حتى مضى عليم 800 سنة، ثم خرج البعض الى مكران و الآخرون الى العراق عندما حاربهم أنوشروان حاكم ايران عام 560 للميلاد، و الذين جاؤوا الى العراق سكنوا في مكان شرقي بغداد يسمى الحلبة ثم حاربهم يزيد بن معاوية سنة 60 للهجرة لأنهم وقفوا الى جانب الحسين بن علي رضي الله عنهما في معركة كربلاء، فخرج البعض الى سجستان و الأخرون الى البصرة… ونسبهم اى البلوش انها قبيلة قحطانية وذكر المراجع التى استند عليها وهى :
العقد الفريد – سبائك الذهب – الاشتقاق – الاكليل – معحم الانساب – معجم البلدان
والقبائل اليمنية……. وهم يتناقلون ذلك والعجيب فيهم من يحفظ نسبه الى حمزة بن الختار الازدى ..
وترى سماتهم عربية وكذلك عاداتهم …
موضوع اخر ذو صلة وبه المراجع الخاصه بتاريخ البلوش وعلاقتهم بقبيلة بلي
أورد الشيخ سليمان بن خلف الخروصي نسب البلوش في جريدة عمان اليومية الصادرة في 10 أغسطس عام 1991 م علىالنحو التالي : –
إن البلوش قبيلة قحطانية يتصل نسبها إلى ( بلي بن عمرو بن الحافي بن قضاعة بن مالك بن حمير الأكبر بن سبأ بن يشجب بن يرعب بن قحطان بن هود عليه وعلى نبينا أفضل السلام والتسليم ونقل الشيخ سليمان هذه النسب من المراجع التالية :
1العقد الفريد – لا بن عبد ربه
2-سبائك الذهب – محمد أمين السويدي
3-الاشتقاق – لابن دريد الأزدي العماني
4-الإكليل – لأبي محمد الحسني بن أحمد الهمداني
5-معجم الأنساب – محمد بن إبراهيم الخليل
6-معجم البلدان والقبائل اليمنية – لإبراهيم أحمد المقجلي
هذه هي المراجع التي ذكرها الشيخ سليمان ، فوجدت فيها أسم بلي ونسبه بما يلي :
سبائك الذهب ص_23 ،
الأشتقاق صـ 550 ، الأكليل صـ 28 ،
معجم قبائل العرب صـ 105 ،
معجم البلدان والقبائل اليمنية صـ 149 .

الفصل الثاني:

تسلسل قبيلة بلي من آدم عليه السلام :

بلي – عمرو – الحافي – قضاعة – مالك – عمرو – مرة – زيد – مالك – حمير – سبا – يشجب – يعرب – قحطان – عابر – شالخ – ارفخشد – لمكنوح – اخنوخ – اليارد – مهلائيل – انوشيقنان – شيث – آدم.

لمحات عن تاريخ بلي :

شاركت بلي في غزوة أحد ومن ابرز من شارك منهم الصحابي ثابت بن الدحداح بن نعيم بن غنم البلوي و الصحابي عبد الله بن سلمة بن مالك بن الحارث بن عدي البلوي أستشهد ومنهم الصحابي عبيد بن التيهان البلوي قتله عكرمة بن ابي جهل .

وشاركت قبيلة بلي في الكثير من الفتوحات الأسلامية وقد اخرجت علماء وفقهاء وشعراء في اماكن عديدة من العالم الأسلامي
اشترك فرسان بلي مع جيش عمرو بن العاص في فتح مصر وكان عمرو يحب بلي ويتقرب إليهم بالمودة ويقدم رايتهم في المعارك مع الروم, وقد ذكر عمرو في أحاديثه المتكررة أنه يفضل بلي لما فيهم من الصحابة الذين ناصروا النبي – صلى الله عليه وسلم- في المدينة مع جملة الأنصار وأن له فيهم رحما وصهرا وكان العاص بن وائل القرشي والد عمرو (أمه بلوية) من بلي الشام أي أخوال العاص من بلي , ولذلك أرسل النبي – صلى الله عليه وسلم- عمرو بن العاص إلى قضاعة لما له من صلة الرحم معهم ليستألفهم للإسلام ولكن عمرو مكث في ذات السلاسل وهو ماء من مياه جذام قرب ديار بني عذرة (قضاعة) في مشارف الشام وتهيب من التقدم للقتال فبعث له النبي سرية فيها أبي بكر وعمر بن الخطاب وأبي عبيدة بن الجراح وولي القيادة للأخير – رضي الله عنهم جميعا- وقال النبي – صلى الله عليه وسلم – لأبي عبيدة : لا تتنازع مع عمرو في الإمارة أو قيادة الجيش فإن عصاك فلا تعصه , فلما قدم الجيش على عمرو بن العاص في ذات السلاسل قال لأبي عبيدة : أنتم مدد لي وتمسك بالقيادة فأطاعه أبو عبيدة لما قد أمره النبي – صلى الله عليه وسلم – وصلى عمرو بن العاص بالناس في هذه الغزوة ذات السلاسل

وذكر جرجي زيدان :

إن بلي كانوا في مصر منذ عهد ظهور النصرانية وكانوا في مصر ما بين القصير على البحر الأحمر وقنا على ضفاف النيل بصعيد مصر وكان عليهم الإعتماد في نقل التجارة الهندية قبل ظهور الإسلام

وفي عام 8ه بعد ظهور الإسلام انضمت بلي إلى هرقل ملك(قيصر) الروم في غزوة مؤتة وكان مع هرقل عدد كبير من القبائل من قضاعة مثل بلي وبهراء وبلقين وأيضا معه لخم وجذام وعاملة القحطانية فبلغ عددهم مع الروم مائة ألف محارب يقودهم رجل من بلي .

وبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- عمرو بن العاص القرشي في سرية فقاتلهم ثم قدم وفد من بلي عام 9ه على النبي -عليه الصلاة والسلام- فأسلموا فقال لهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- : ( الحمدلله الذي هداكم للإسلام فكل من مات على غير الإسلام فهو في النار) ثم ودعوا النبي- عليه الصلاة والسلام- بعد أن أجازهم ورجعوا إلى بلادهم.

وظل من بلي بطون في الشام مع الروم حتى عام 14ه وساروا مع هرقل الروم حتى نزل إنطاكية في شمال غرب سوريا”.

بنو بلى – بفتح الباء وكسر اللام وياء آخر الحروف بطن من قضاعة من القحطانية النسبة اليهم بلوي وهو بنو بلي بن عمرو بن الحافي بن قضاعة وقضاعة يأتي نسبه عند ذكره في حرف القاف ومن بلي جماعة من مشاهير الصحابة منهم كعب عجرة وجحدر هجدر بن ديار ووهد بن رافع وأبو بردة بن نيار وجبارة بن زرارة قال في مسالك الأبصار‏:‏ومنازلهم الآن بالدماء وهي ما دون عيون القصب إلى أكري فم المضيق وعليهم درك الحجيج هنالك ومنهم جماعة بصعيد الديار المصرية‏.‏

قال الحمداني‏:‏ وديارهم اخميم وما تحتها قال‏:‏ واتفقوا هم وجهينة فصار لبلي من جسر سوهاي إلى قمولة وصار لها من الشرق من عقبة قار الخراب إلى عيدان قال‏:‏ والموجود منهم الآن من أصول بلي في هذه البلاد بنو عمر وبنو هاشم وبنو هرم وبنو سوادة وبنو حارثة وبنو أراش وبنو ناب وبنوشاد‏.‏

قال‏:‏ وهم الأمراء الآن وبنو عجيل بن المريب وهم العجلة وفيهم الامارة أيضًا‏.‏

02 – بنو بلوس – بطن من خثعم من القحطانية ذكرهم الحمداني في عرب الحجاز وخثعم يأتي نسبه عند ذكره في حرف الخاء المعجمة‏

مساكن قبيلة بلي :

تمتد ديار قبيلة بلي من ساحل البحر الأحمر الشرقي الى سكة حديد الحجاز وشمالا الى حرة الرها من جهة بني عطية وجبل شار وما حوله من جهة الحويطات اما على الساحل فتمتد ديارها من جنوب الوجه الى جنوب ضبه وفي الداخل يعتبر الحد بينها وبين قبيلة جهينة وادى الحمض

وتعتبر مدينة الوجه وضواحيها المقر الرئيسي لقبيلة بلي.

وتجاور قبيلة بلي أربع قبائل رئسية وهي عنزه في الشرق وبنو عطية في الشمال الشرقي والحويطات في الشمال الغربي وجهينة في الجنوب.

ومن قبيلة بلي من يسكن مأدبا والزرقاء والكرك والعقبة والأغوار في الأردن و عجلون (كما يسمى جسر على نهر الأردن ما بين المملكة الأردنية الهاشمية وفلسطين المحتلة بإسم جسر البلاونة) وبئر السبع والبلقاءوفي الديار المصرية يسكنوا في سيناء والإسماعيلية والشرقية والقليوبية و القنطرة

كما يوجد قسم كبير من قبيلة بلي يسكنون في سوريا , شمال غرب مدينة حلب في قرية تسمى نبّل

كما كانت قبيلة بلي تسكن في القديم منطقة مأرب , وذلك بدليل قول الشاعر المثلم بن قرط البلوي

ألم تر أن الحي كانوا بغبطة … بمأرب اذ كانوا يحلونها معا

بلي وبهراء وخولان إخوة… لعمرو بن حاف فرع من قد تفرعا

أقام بها خولان بعد ابن أمه… فأثرى لعمري في البلاد وأوسعا

غير أن الهمداني وهو أعلم الناس بالتوزيع الجغرافي للقبائل اليمنية يجعل منازل بلي إلى الشمال الغربي من المدينة المنورة ليس بعيد عن المشارف الجنوبية لبلاد الشام

كما سكن أبناء قبيلة بلي الأندلس خلال العصر الإسلامي وانتشروا في بلاد المغرب العربي خاصة في تونس وسبته ومليلة

ما قيل فيهم

قال احمد المقري التلمساني في كتابه نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب

بنو البلوي ذوو حسب وأهل نعيم وتربية ملوكية حياهم الله و بياهم

وقال شيخ المؤرخين ابن خلدون

وانتشروا ما بين صعيد مصر وبلاد الحبشة وكاثروا هناك سائر الأمم وغلبوا على بلاد النوبة وفرقوا كلمتهم وأزالوا ملكهم وحاربوا الحبشة فأرهقوهم الى هذا العهد
اقسام قبيلة بلي :

قبيلة بلي في المملكة العربية السعودية :تنقسم قبيلة بلي الى الـــعــرادات :الهشيمات, البويات, الوعاوعة , القرون وابــصــة: القواسمة , الخضرة , القردان , اللوطة , الزروط , الغضيات , الجعايطه , السبوت البركــات: المعاقلة , الفريعات , الصوامعة , الوحشة , الرموث , الهلبان , الخوالي , الحمران , النجيدات الهروف:الشرمان , الضياعين , الحماد , الحوامدة , المتاعبة

الحمر: السيف , آل محمد , الحميدان , القبل , العوادين, الصوالحة , النصاصير, السليم.

زبـّالة: المشاعلة , الصرابطة , العصابين , الجذول , البوينات , الخشمان , العبلة , السميرات , القراعطة , الجحوم , الشتاويه , المساعرة , الجردان ,

القواعين: الخضراء , العلي , العلياني , النواضية , المقابلة

السحمة: المظهر , الرواحلة , الزبن , الجمعان , السليمان , السالم
المواهيب: المناصير , الشوامى , السراحين , الرحيات , العودة , الدغامين
الفواضلة: الرقاقصة , الحميطات , الذراعين
المطارفة، المقابلة ، الأحامدة، العريفات

المعاقلة :الرفادات وأحدهم ابن رفادة وفيهم شيخ مشائخ قبيلة بلي وأكثرهم في الوجه وضواحيها
الهشيمات : فخذ من العرادات ومنهم الشهابين والدغيم والصهابين والمشاغبة والقياضين والزموع.

:ومن اشهر بطون قبيلة بلي التي استقرت في مصر هم
بنو عمر، بنو هاشم، بنو هرم، بنو سوادة ، بنو حارثة ، بنو أراش، بنو ناب
، بنو شاد، بنو عجيل بن المريب.

بلي في الأردن وفلسطين :
البلاونة، الشبيكات، الشخاترة، الزففة، المعاقلة، الظُلام، الهروف، الزبّالة، القرينات.
فخذ وابصه : من بلي يعتبر من احد فخوذ خزام بالمملكة العربية السعودية وارضي هذا الفخذ من بلي ممتدة لتشمل وادي النجد وبدا والكر وابو القزاز والحفيرة
ويتركز نفود وابصه بالقرية المحورية لهم وهي بدا والتي كانت تعرف قبل وصول العرب اليها باسم بدا يعقوب عليه السلام ….
الان فخوذ وابصه هم :: القواسمة , الخضرة , العقصة, اللوطة , الزروط , الغضيات , الجعايطه , السبوت والبغيضات …وهذه الفخوذ منها من يسكن في بدا مثل الخضرة والقواسمه والزروط والجعايطه وجزء من البغيضات والعقصة ومنهم من يسكن ابو القزاز مثل الخضره والسبوت
ومنهم من يسكن ويقطن بالكر والحفيرة مثل السبوت واللوطه والعقصه

من اشهر مشائخ هذه القبيله بالعصر الحديث هم الشيخ حمود اللوط والشيخ بشير الزرط رحمه الله والشيخ رشيد العقيص رحمه الله والشيخ عزيز داغر السبوتي وغيرهم من اعيان هذه القبيلة

يحد هذه القبيله من الجهة الجنوبيه قبيلة العرادات ومن الشرق قبيلة زبّالة وبعض فخوذ البركات وكلها من فخوذ قبيلة بلي حيث يشكل موقع وامتداد فخذ وابصه كمركز وعمق في اراضي قبيلة بلي

ايضا فان هذا الفخذ له امتداداته بالدول المجاورة وخاصة بالاردن وسينا ومصر

القبائل التي عرفت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومازالت تعرف بالاسم نفسه إلى اليوم:
1) قريش، والنسبة إليها قرشي. وهو حالياً اسم عائلي في السعودية واليمن وعمان.
2) تميم، والنسبة إليها تميمي. وهو حالياً اسم عائلي في السعودية ومصر وعمان والعراق. وهناك عدد كبير من السلف ممن سموا بهذا الاسم، مثل الصحابي عاصم بن عمرو التميمي.
3) عنزة، والنسبة إليها عنزي. وقد تم الحديث عن هذه القبيلة في إحدى المشاركات السابقة في هذا المنتدى.
4) غامد، والنسبة إليها غامدي. وهو حالياً اسم قبلي في السعودية. وحديث المرأة الغامدية مشهور. وممن عرف بهذا الاسم المحدث والفقيه محمد بن عبدالله الغامدي (عام 162 هـ).
5) زهران، والنسبة إليها زهران. وهو حالياً اسم قبلي في السعودية. وممن عرف بهذا الاسم المقرئ والمحدث سليمان بن داود الزهراني (عام 140 هـ).
6) بلي، والنسبة إليها بلوي. وهو حالياً اسم قبلي في السعودية. وممن عرف بهذا الاسم الفقيه يحيى بن عمر البلوي (عام213هـ).
7) كندة، والنسبة إليها كندي. وهو حالياً اسم قبلي في السعودية. وممن عرف بهذا الاسم القاضي شريح بن الحارث الكندي (عام 78 هـ).
8)نهد، والنسبة إليها نهدي. وهو حالياً اسم عائلي في السعودية واليمن وعمان وتونس. وممن عرفوا به من السلف عبدالله بن عمرو النهدي (عام 67 هـ)، والتابعي: عبدالرحمن بن آمل النهدي.
9) ثقيف، والنسبة إليها ثقفي. وهو حالياً اسم قبلي في السعودية. وممن عرفوا به من السلف الحجاج بن يوسف الثقفي (عام 40 هـ).
10) جهينة، والنسبة إليها جهني. وهو حالياً اسم عائلي في السعودية ومصر. وممن عرفوا به من السلف الصحابي عقبة بن عامر والصحابي معبد بن خالد.
11) يام، والنسبة إليها يامي. وهو حالياً اسم قبلي في السعودية واليمن. وممن عرف بهذا الاسم المحدث زبيد بن الحارث اليامي (عام 22 هـ).
12) سليم، والنسبة إليها سلمي. وهو حالياً اسم عائلي في السعودية. وقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أنهم قدموا على الرسول صلى الله عليه وسلم عام الفتح، وكان فيهم العباس بن مرداس.
13) خثعم، والنسبة إليها خثعمي. وهو حالياً اسم قبلي في السعودية. وقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أنهم قدموا على الرسول صلى الله عليه وسلم.
14) بارق، والنسبة إليها إليها بارقي. وهو حالياً اسم عائلي في السعودية. وقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أنهم قدموا على الرسول صلى الله عليه وسلم. وممن عرف بهذا الاسم الشاعر سراقة بن مرداس البارقي (79 هـ)، والقائد عرفجة بن هرتمة الأزدي البارقي أرسله أبو بكر رضي الله عنه على رأس جيش لقتال المرتدين في جنوب شرق الجزيرة العربية.
15) باهلة، والنسبة إليها باهلي. وهو حالياً اسم عائلي في السعودية. وقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أنهم قدموا على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الفتح، وكان رئيسهم مطرف بن الكاهن.
16) عدوان، والنسبة إليها عدواني. وهو حالياً اسم عائلي في عمان والكويت. وممن سموا بهذا الاسم ذو الأصبع العدواني، وهو شاعر وحكيم جاهلي.
17) هذيل، والنسبة إليها هذلي. وهو حالياً اسم عائلي في السعودية وعمان. وممن سموا بهذا الاسم أبو ذؤيب الهذلي، وهو شاعر مخضرم، أدرك الجاهلية وال‘سلام، واشترك في الفتوح، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم.
18)همدان، والنسبة إليها همداني. وهو حالياً اسم عائلي في اليمن. وممن سموا بهذا الاسم عبدالرحمن بن سعيد الهمداني (66 هـ)، شجاع من أشراف اليمن، قاتل المختار الثقفي.
19) خولان، والنسبة إليها خولاني. وهو حالياً اسم عائلي في اليمن. وقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أنهم قدموا على الرسول صلى الله عليه وسلم سنة عشر.

ثانياً: القبائل التي كانت موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن لايوجد من يتنسب إليها في الوقت الحالي
وهي كثيرة، ومنها: كعب، كلاب، كلب، طي (ماعدا بعض الأسر التي تسمى حالياً بهذا الاسم في عمان)، عبس، فزارة، عامر، كنانة، قضاعة، مذحج، جذام، لخم، الغساسنة، الأوس، الخزرج، بنو حنيفة، هوازن، غطفان، خزاعة، بكر، تغلب، بنو عذرة، مزينة، بنو أسد، بنو ثعلبة، بنو محارب، غني من قيس عيلان ، بنو عامر بن صعصعة، بنو البكّاء، أشجع، بنو هلال بن عامر، سعد العشيرة، بجيلة، أسلم، نجران، حمير، جيشان، خشين، الصدف، غافق، دوس، ثمالة، جيشان، مهرة.

ثالثاً: القبائل التي لم تكن موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم باسمها الذي تعرف به اليوم وهي كثيرة، ومنها: شهران، شمران، البقوم، حرب، مطير، شمر، صخر، عتيبة، العجمان، قحطان، السهول، بنو خالد، بنو زيد، آل مغيرة، الفضول، المنتفق.

الفصل الثالث:
بسم الله الرحمن الرحيم

(وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفو انّ اكرمكم عندالله اتقاكم)

أوّد في هذا الموضوع ان اعرض لكم تاريخ البلوش واريد ان اذكر عاداتهم وتقاليدهم.وسأذكر المصادر التي اخذت منها هذه المعلومات.وانا سأطرح الموضوع لا للتمييز فكلنا من آدم وآدم من تراب.ولكني سأطرحه للاستزاده من المعلومات وربما الكثير منا يجهل تاريخ هذه القبيله.

ماهو تاريخ البلوش وما هو نسبهم؟

المقدمة
هناك عدد من المؤرخين و الكتاب غير قليل ممن حرروا و كتبوا كتبا منذ العهد اليوناني في تاريخ و حضارة الأقوام و الطوائف و القبائل البلوشية العريقة .
فمنهم من أسكنهم و أشار إلى موطنهم و نسبهم إلى سواحل مكران أو المكيان و الأصح في نظري المكيان (تلك الدولة العربية العريقة التي امتدت نفوذها من سواحل الجزيرة العربية إلى سواحل سيستان )فكانت البداية عربية ثم استحكمت في السواحل البلوشية العربية و التي احتلتها الدولة الساسانية فيما بعد و أسمتها بلوشستان. فمنهم من نسبهم إلى عرب الجزيرة العربية و آخرون نسبوهم إلى اليمن السعيدة التي سميت في عهد الاستعمار الفارسي يمنستان دون تتبع الأصول الأساسية أو اتخاذ الدقة المتناهية في التاريخ الواقعي و اعتبروهم قضية تاريخية هامشية بينما هم الأساس في قيام الدولة الحميرية ممن أعانوا القائد اليمنى سيف بن ذي يزن في تحرير اليمن و حضرموت من الاستعمار الحبشي إبان عهد أبرهة الأشرم الذي هم بالهجوم على الكعبة المشرفة في عام الفيل و المذكور في القران الكريم الموصوف بأصحاب الفيل ثم هزم واندحر . إنهم عرب الدولة العربية الماكيانية ذوي الأصول العربية الحرة الأبيةالتي هاجرت من الجزيرة العربية واستوطنت السواحل المكرانية والعمانية ثم هاجرت حسب الظروف الطبيعية و الاقتصادية المعيشية ثانية و ثالثة عبر ريدان (ربدان ) و سواحل أبله (البصرة حاليا) إلى بلاد اليمن و حضرموت ثم عمانات وشرق الجزيرة العربية و جزرالبحرين .
إن النخوة العربية الأصيلة و التي تنبع من إباء الضيم ورد و دحر الظلم صفة عربية موروثة في الأقوام و القبائل البلوشية التي تعيش في السواحل العربية من دول الخليج العربي أو التي لم تزل تقطن السواحل الفارسية وان كانت لغتهم بلوشية إلا أن المبادئ و التقاليد الأصيلة لم تزل جذوة مستعرة فيهم و بذلك انقسموا إلى قسمين البلوش العرب لساناً ولغةً و تقاليد و مبادئ و البلوش العرب تقاليداً و مبادئ لكن اللغة البلوشية المتأثرة بالفارسية بقيت مؤثرة فيهم نظراً للظروف البيئية و السياسية الفارسية التي فرضت عليهم اللغة فرضاً.
لقد امتزجت الأصول العربية و السامية و هم في الأصل أخوة من أبناء نبي الله نوح عليه السلام و قامت القومية العربية البلوشية و نمت التقاليد العريقة بالزواج و الامتزاج الروحي و الجسدي و التي قامت على سنة أخوية و شريعة إنسانية .
لذلك اخترت أن القي الضوء على هذه القبائل العربية العريقة و أتمنى أن ينال البحث القبول .

من أين أتت كلمت البلوش؟

إن أولاد –كش – KUSH – هم المعروفون من سلالات نوح عليه السلام . و قد كان مقرهم سورية. و بابل. و لقد اشتهروا باسم –BELUS.وكانت الحبشة-إثيوبيا تابعة لهذه الأمة المدعوة في ذلك الزمان باسم KUSHITES . و قد كان – لكش و لدان. إحداهما – كاسس –KUSHITES و الثاني اسمه –بيلوس – BELUS .-أما سلالة بيلوس فهم – بلاده – BELADAE و قد كان البلوش الأوائل معاصرين لهذه القبيلة. و قد انقسمت سلالة – كش – فكان النمرود هو أعظم ملك كلداني _بيلوس – و قد كان بلوث . أو – بلوش – هو الابن الوارث – لكلدة –بيلوس – ومن سلالة كوشيت . و إننا لنجد سلسلة طويلة من الملوك الكلدانيين المنحدرين من سلالة ( بيلوس ) وفي الوقت نفسه. فإن البلوش الأوائل يصعدون بنسبهم إلى قبيلة الملوك – الكلدان المتفرعين من – كوشيت – وقد كان أول ملك قوي مقتدر كلداني هو النمرود – وقد خلفه على الملك – بيلوس – فكان ملك بابل – عام (1240) قبل الميلاد .
وفي عهد بيلوس هاجر عرب بابل إلى فارس فكان الفرس ينسبون عرب بابل إلى ملكهم بيلوس و كانوا لا يستطيعون أن ينطقون حرف السين بل كانوا ينطقونه شين فأصبحوا يلفظون (بيلوس)( بيلوش) وعبر الأزمنة وبعد تعرضها لعدة تغيرات أصبحوا ينطقونها (بلوش ) ومن هنا أتت كلمة بلوش .

التعريف بالأصل البلوشي :
أن الأصل البلوشي ينتمي إلى يعرب بن قحطان عليه السلام و ذلك أن البلوش هم أولاد محمد بن إسحاق بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام إلا أن المشايخ و العلماء من العارفين بالسيرة ومن أهل عمان و غيرهم قالوا إن البلوش هم أولاد باشا بطن أزد بن معاوية.
§ بني شمس _ومنه المعاول و جميع شموس الازد .
§ بني عمرو _ ومنه الكرد بن علي بن عمرو بن عامر .
§ بني غنم
§ بني غالب
§ بني عثمان
§ بني نصر – ومنهم الجلند بن كركر جد ملوك عمان أيام الرسول صلى الله عليه وسلم .
§ بني الأزد – ومنهم ملوك عمان اليوم البوسعيد .
§ بني الغوث
§ بني نبت – ومنه كنده و قبائلها.
§ بني كهلان – ومنه طى و طوائفها.
§ بني سبأ – ومنه حمير وأملاكها.
§ بني يشجب – ومنه ال محمد و قبائلها.
§ بني قحطان – و منه الجد الجامع لهم .

بني هود -النبي عليه السلام أول نبي مرسل من بعد نوح عليه السلام اما أرضهم فهي ارض قحطان من اليمن فلما خرجت قبائل الازد من اليمن إلى الآفاق التالية. خرج مالك بن كركر إلى عمان و جذيمه بن الوضاح إلى العراق و جفنه إلى الشام و أولاد بلشان وأولاد النصر إلى أرض فارس و الخزرج إلى المدينة و خزله إلى مكة و نواحيها و تواصلت قبائل العرب من الشرق إلى الغرب . وأرض العرب واحدة والأمة العربية متحدة، وامتد الشعب البلوشي من أرض اليمن إلى فارس إلى عمان وإلى باكستان و العراق و غيرها من الأقطار العربية ذات اللغة الواحدة و التقاليد و الأعراف الموحدة بالإضافة إلى العصبية و العزة العربية المدافعة عن الشرق و الكرامة.

البلوش-أصالة قبلية عربية
قومً هم ضربوا الجبابرة إذا بغوا بالمشرفية من بني ساسان
حتى استبيح قرا السواد و فارس والسهل و الجبال من مكران
(للشاعر و الفارس العربي الجاهلي عمرو بن معد يكرب الزبيدي)
القبائل البلوشية هي قبائل عربية أصيلة لها في التاريخ العربي و الإسلامي و الإنساني جذور تمتد إلى آلاف السنين. قبيلة ذات مناقب و معادن مجيدة بقيت خالدة نقية خالصة أصيلة تستحق مجد البقاء و فخر الخلود لأنها تمتلك عنصر البقاء و مقومات الاستمرارية وقوة الدفاع ودليل الحق و سبل الرسوخ و مرساة الثبوت بين الأمم و الشعوب هذه القبيلة التي حاول بعض الكتاب و النقاد و لأغراض زائلة طمس هويتها و المساس بأصالتها و التشكيك في عروبتها بكتابات موضوعة وبإيعاز من دولة الفرس التي لم تستطيع قمع ثورتهم المجيدة رغم المحاولات المريرة عبر السنين فحاربتهم محاربة شنعاء و قاومتهم مقاومة غير شريفة و لجأت إلى شتى و سائل الخداع و السجن و التعذيب وأساليب القمع و التصفية و الاغتيال دون ذنب أو جريرة إلا لأنهم عرب نجباء تمتد جذور أصالتهم إلى اليمن الخضراء.هذه القبيلة العربية عانت الكثير و تصدى لها الكثير من المرتزقة حملة أقلام الزيف و التزوير و باسم التاريخ أساءوا إلى البلوش أصحاب الحضارة الواقعية تلك الحضارة العربية المجيدة ذات التقاليد العريقة و الأصول النجيبة.

هناك بين العرب و الفرس تحديات و مناوشات و عداوة جذرية تعود آلي عهد الدولة الفارسية القديمة أبان عصر شاهبور ذو الأكتاف هذا المتجبر الطاغية الذي اتخذ من المدائن(المدائن مدينة قديمة كانت تقع بين بغداد و البصرة اتخذها انوشيروان الفارسي عاصمة لدولته)عاصمة له و لأنه لاقى من العرب الأباة مقاومة واقعية و مناهضة لحكمه و ظلمه أدت إلى قتال و سجن و مقتل ابنه لذا قرر أن ينتقم الانتقام الأسود و أن يبقى الحقد الدفين ضد العروبة رمز الدولة وشعبه مبدأ منذ ذلك اليوم المشئوم يقطع كتف كل مناهض عربي و يقتل دون هوادة كل عربي ينطق بالحق هكذا نشر العداوة و البغضاء بين شعوب هذه المنطقة من العرب والعجم ولان البلوش جزء لا يتجزأ من الحضارة و التقاليد و الأعراف العربية لذلك نزلت عليهم نقمة شاهبور و حقده واصبحوا هدفا قريباً في مرماه فجند ضدهم القوة الضاربة والأقلام الزائفة فقتل من قتل وسجن من سجن وشوه من شوه وابعد من ابعد من أرضهم وديارهم ديار بلوشستان العربية المهاجرة من يمنستان إبان الهجرة العربية القديمة يوم انهيار سد مأرب وانتشار القبائل العربية وهجرتها من اليمن السعيدة إلى الجزيرة العربية وعمان وسواحل الإمارات العربية في الخليج العربي و بلوشستان.أن المعدن الأصيل يبقى أصيلا ونقيا ولن تؤثر الشوائب في ذاته و نقاءه تماما مثل ماء المطر النقي الرقراق الذي يحي الأرض الجرداء بعذوبته و جملة صفاته الذاتية رمز الحياة.

ولما جاء الإسلام كانوا هم الأقربون لتقبل الدعوة الشريفة الداعية إلى الحرية الإنسانية هذه الدعوة الإسلامية العظيمة التي حررت الشعوب و القبائل العربية وغيرهم من العجم من ظلم الطغاة ونير الاستعمار وأنقذتهم من الهلاك والزوال وهكذا بقيت الهوية العربية البلوشية الأصيلة نقية بمناقبها ومعادنها وحتى يومنا هذا وإخواننا البلوش يعيشون حياة كريمة محتفظين بصفاتهم و أخلاقهم الذاتية العريقة بعاداتهم وأعرافهم العربية الأصيلة معتزين بماضيهم العريق ومجدهم التليد منذ تواجدهم في يمنستان إلى هجرتهم إلى سواحل الإمارات المجاورة و عمان واستقراهم في بلوشستان .
كتب المقدس و ياقوت الحموي في معجم البلدان ما يلي:
إن الفرد البلوشي الأصيل هو الشخص الأعرابي الصادق الأمين الشجاع الأبي الكريم فله النخوة العربية في إغاثة الملهوف وإكرام الضيف والذود عن الحرمات وسيادة الشرف والدفاع عن الكيان البلوشي ذوي العزيمة النافذة والمشاعر القوية فهو يدافع بشرف عن دينه ويحترم قبيلته يوفي بوعده ويسالم من يسالمه أهل النجدة والنصرة في الحرب والسلم إلا أن بعض المستشرقين والمؤرخين المشبوهين كتبوا فأساءوا ونسبوا فظلموا البلوش محاولين طمس حقائق وشواهد تاريخية ملموسة مستغفلين عظمة وأصالة التاريخ البلوشي، هؤلاء الذين اعترف العدو بقوتهم وشدة حماسهم وعزيمتهم وذكرهم شاعر الملحمة الفارسية المشهورة باسم الشهنامة للفردوسي -(الفردوسي شاعر فارسي أراد بملحمته إحياء اللغة الفارسية الأصيلة وتجريدها من العربية)- فوصفهم بالبلوش الأقوياء الأشداء.

إن المستعمر كان يخشى التقاء واتحاد القومية العربية والبلوشية العربية أصلاً، وظهور حركة قومية سياسية موحدة في الخليج العربي كما ذكر في كتاب تاريخ الخليج العربي المعاصر، فيسد عليه الطريق وتكون قوة مانعة لبلغ أهدافه ومطامعه وأغراضه الاستعمارية لذا توجه إلى حكام فارس وشكل قوى ضد الوجود العربي على سواحل عربستان ( المحمرة والأحواز ونبادر كنجان وعسلوية وبندر جمرون والجزر المجاورة لها) إلى عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والكويت والجزيرة العربية.
إن الهجرة العربية اليمنية الحميرية من يمنستان إلى بلوشستان مذكورة بدلائل واضحة وأدلة مبينة في كتب المسعودي والطبري وابن خلدون وابن خلكان وياقوت الحموي، وقد ذكرهم شاعر الأساطير والحماسة الفارس أبو القاسم الفردوسي فأصبح ذريعة تبيد الفرس المتعصبون ضد العربية، كما قام نشوان بن سعيد الحميري المتوفى سنة 573هجرية بوضع ديوانه المسمى ( ملوك اليمن وأقيالها) وشرح القصيدة بعنوان ( خلاصة السيرة الجامعة لعجائب ملوك التبابعة،وتعد هذه القصيدة تحفة تاريخية وقد أجمع الرواة المؤرخون على تصديق ما ورد فيها من أخبار بنو حمير بطريقة موجزة مختصرة الذي يذكر فيه هجرة العرب ووصولهم في زمان الدولة الحميرية إلى فارس وسمرقند وبخارى والتبت، وكذلك ذكرهم دعبل الخزعي في ديوانه المشهور، وتعرض إلى بلوغ الحميريين إلى سمرقند وبخارى وفلسطين وحدود الصين وهذه شواهد تاريخية واضحة يمكن للباحث والقارئ الكريم أن يراجع هذه المصادر والمراجع الموثوقة.
لقد أجمع البلوش على تقرير وتثبيت أصالتهم العربية وهذه شواهدهم التاريخية وآثارهم الباقية تشهد صدق قولهم وتعترف بصدق قوميتهم الحضارية العربية الأصيلة.
إن التاريخ البلوشي جزء لا يتجزأ عن التاريخ العربي الإسلامي المجيد وجميعهم على المذهب السني.

إن بلوش مكران الذين بقوا في سواحل بلوشستان العربية بعد الهجرة الأولى التي بدأت من تاريخ خراب ودمار سد مأرب من اليمن هم القبائل الأزدية الأصيلة وهم الذين تزاوجوا امتزجوا بالقبائل اليعربية السامية واتحدوا في المبادئ والقيم و الأخلاق والآداب والرسوم لقد كان الفرس يعادونهم بسبب انتسابهم للعربية ومجاورتهم الحدود الجنوبية الشرقية الفارسية وكذلك بسبب تحضرهم و تقاليدهم و مبادئهم السامية المشهودة لهم في اليمن وجنوب الجزيرة العربية.أنهم أبناء الصحراء الفسيحة و البحار العميقة والجبال الشامخة فاختلقوا بخلاقها الكريمة وتشبهوا بعظمتها في الكرم والعطاء و السخاء وفي القوة والأقدام والشجاعة والوفاء.

إذا كانت الشرق مهد الحضارة الإنسانية فإن العرب و البلوش هم مركز المدينة والتقاليد العربية لقد كان لهم الكيان العربي و القبلي الخاص بهم وكذلك قوميتهم ولغتهم اليعربية ثم الهجرة المكرانية البلوشية الخاصة بهم المشهودة لهم في التواريخ و الكتب اليونانية والفارسية القديمة انهم ليسوا من الفرس كما يظن بعض الكتاب بل كان الفرس أعدائهم بسبب نسبهم العربي أقوام من صلب العروبة الحميرية والازدية التي فتحت أبواب الصين وبلغت خرسان ومكران وسمرقند وبخارى والتبت بقرون عديدة قبل بزوغ فجر الإسلام والدعوة الإسلامية المحمدية لقد اكتسبوا هذه الأخلاق الكريمة واختلقوا بأخلاق الأنبياء من أبناء نوح عليه السلام ونبي الله صالح فهم من سلالة يعرب بن قحطان الذين انتشروا من اليمن إلى الجزيرة العربية ثم هاجروا مع الفتوحات العربية الأولى إلى سواحل مكران و السواحل العمانية انهم من أبناء حمير من القبائل العربية الأصيلة وقد اتصفوا بالقوة وتميزوا بالجرأة والإقدام في قلب الجزيرة العربية،وكذلك في بلوشستان على السواحل الفارسية وقد ذكرهم الشاعر الفارسي أبو القاسم الفردوسي في ملحمته الشهيرة (الشهنامه) بأسود الحرب فكانوا في الحرب القوة القاهرة، في السلم أصحاب الحضارة والمبادئ العربية المنبثقة من الأخلاق اليعربية الحميدة العريقة،لقد شكلوا القيادة القوية الواعية لجيوش كورش واردشير ونوشيروان بمحض إرادتهم وحريتهم ودفاعاً عن أرضهم بلوشستان ديارهم وحرمهم الآمن فكانوا سوراً كالطور الأشم لحدود مكران، ثم هاجر منهم عدد غفير ولأسباب اجتماعية واقتصادية و حنين إلى المواطن العربية الأولى في اليمن هاجروا ثانية عبر ريدان وعمان إلى قلب الحضارة السامية وعادوا ثانية إلى اليمن السعيدة وذلك في العهد الساساني وبدعوة من الأمير اليمني سيف بن ذي يزن فيما بين الأعوام 562-572 ميلادية بعد أن طلب الأمير العربي من كسرى نوشيروان أن يمده بهؤلاء الجيوش من العرب البلوش ولما كان البلوش مصدر قوة و تهديد للإمبراطورية الفارسية من ناحية و الجيوش الحبشية بدأت تشكل قوة زاحفة من ناحية ثانية تهدد اليمن ثم تمتد إلى سواحل إيران فقد وافق على إرسال السجناء من قادة البلوش المناهضون آنذاك للحكم الفارسي الجائرومن والاهم لمساعدة أمير اليمن دحراً للأحباش و خلاصاً من البلوش الأحرار فجاءوا بقيادة وهريز ودحروا القوة الحبشية الغازية ثم عاودوا الكرة فكانت الهجمة الفارسية هذه المرة على اليمن وهكذا احتل الفرس هذه الأرض الطيبة و بنوا معابدهم و قصورهم المشهورة بذي غمدان ونصبوا أوثانهم وآلهتهم آناهيتا (ناهيد) وذلك قبل بروز وانتشار الديانة الزرادشتية في بلاد فارس.

في ذلك التاريخ ازدادت حركة القبائل البلوشية من سواحل مكران وعمان وترددهم فيما بين يمنستان حيث مناجم النحاس والفضة وبلوشستان عن طريق مسقط و مكران إلى المدن الفارسية الأخرى وقد ذكر مؤرخو اليونان أن الاسكندر المقدوني قد استعان بفرسان وجنود البلوش إبان غزوه للشرق وهجومه على بابل وهم الذين أنقذوا جيشه من التهلكة و الضياع في صحراء لوط الجرداء و كذلك تزوج الاسكندر من فتاة بلوشية قبيل رحيله إلى ما بين النهرين وموته بعد ستة اشهر من احتلاله لمدينة بابل.

إضافة إلى ذلك فإنه في زمن الحكم البريطاني في الهند عندما قام السير هنري جرين sir henri green المدير السياسي لحدود السند العليا برحلته في الأراضي السورية فلقد شاهد الكثير من القبائل السورية مسماةً بأسماء القبائل البلوشية التي تقطن في وادي السند .
إن سوريا و العراق هما مهد الحضارة الكوشية و البابلية- و الكلدانية. والأمر الذي يجب ذكره في هذا الصدد هو أن أسم عليبو موطن البلوش الأول-من سوريا- في ديار الشام يتردد مكرراً دائما في الأشعار البلوشية.وأن القبائل العربية الموجودة في سوريا- وفي بلوجستان – بأسمائها المتشابهة لهي أقوى دليل على صحة الروايات والقصص البلوشية التي بتداولها البلوش على ألسنتهم و يتناقلونها عند الحديث عن أصلهم العربي. ومن القبائل العربية الموجودة-في سوريا وفي بلوشستان هي قبيلة المعري(نسبة إلى المعرة) وقبيلة البليدي – وقبيلة المهري- وقبيلة الأزدي- وقبيلة النمري – وقبيلة الجمالي.
هذه هي قبائل عربية موزعة في بلوجستان و معروفةٌ هي أنسابها العربية ولها بطونٌ وأفخاذٌ في العراق والجزيرة العربية وعمان.

ولا شك أن المهرة-أو بني مهرة من قبائل اليمن- القحطانية المشهورة، ومنازلهم في اليمن الجنوبي. ولا يزالون ينطقون اللهجة الحميرية. أما النمري فهي قبيلة من بني تميم: كما جاء في كتب الأنساب.
إن البلوش القاطنين في وسط سلاسل جبال سليمان يتكلمون بلهجة مختلفة كل الاختلاف عن لهجة البلوش الشرقيين والبلوش الغربيين. وإذا استخلصنا اللغة البلوشية من الألفاظ الفارسية والهندية وألفاظ لغة البوشتو فإننا سنجدها لغةً أخرى لا علاقة لها بهذه اللغات الثلاث المذكورة. سنجدها لغةً ساميةً لم تنكشف أمام البحث بعد.تلك هي لغة البلوش الأصيلة (السامية) الجذور التي تستقي من منابع اللغات السامية الأخرى. إن الأ لفاض السامية (ويعني الألفاظ العربية) التي يتكلمها البلوش فيما بينهم هي نموذج لغتهم القديمة التي كانوا ينطقونها في فخر و مباهاة.

-القادة المسلمين الذين اشتركوا في فتح مكران
ومن جملة القادة المسلمين الذين اشتركوا في فتح مكران-سهل بن عدي و عبدالله بن أبى عقيل وربعي بن عامر و ابن أم غزال و عاصم بن عمرو التميمي و عبدالله بن عمير الأشجي والحكم بن عمرو وشهاب بن المخارق وقد فتحت القفص عام 23 هجرية على يد سهل بن عدي وتبعه عبدالله بن عتبان وكان يقدم جيش سهل بن عدي النسيم بن ديسم العجلي بمساعدة حشد من أهالي كرمان بعد قتل مرزبهانها أي واليها الفارسي .
ويجدر هاهنا الإشارة باختصار إلى أسماء و جهود هؤلاء القادة وانساب قبائلهم العربية هؤلاء العرب المسلمين الأباة الأحرار الذين جاهدوا في الله حق جهاده وجعلوا من بلوشستان ديار العرب أرضا إسلامية عربية عريقة فتولاها قائد بعد قائد لقرون عديدة وسنين مديدة لقي فيها الأهالي كل خير ومحبة وإخاء ومرحمة بعد أن أضناهم الفرس بأحقادهم الدفينة وأذاقوهم المرارة والمجاهدة المستمرة أن لهؤلاء القادة الأحرار حقا في سرد تاريخهم وأصولهم العربية وأنسابهم الجليلة التي تنتهي أجداد معظمهم إلى الصحابة من أنصار رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه و سلم .
وهؤلاءهم:
1.عبدالله بن عبدالله بن عتبان الأنصاري – صحابي شهد فتح مكران.
2-المغيرة بن أبى العاص الثقفي – صحابي – الديبل.
3 الحكم بن أبى العاص الثقفي – صحابي – وهو الذي فتح تانة وبروصا.
4.سهل بن عدي بن مالك بن حزام بن خديج بن معاوية الخزرجي الأنصاري وهو صحابي قد شهد فتح (مكران).
5.سعد بن هشام بن عامر الأنصاري – الصحابي – قد كان من أبطال فتح – مكران – وقد استشهد هناك .
6.عمير بن عثمان بن سعد – الصحابي – قد كان أميرا على – مكران.
7عباد بن زياد بن أبيه هو الذي فتح – كش وقد ولاه معاوية سجستان عام 53هجري.
8.عبيدالله بن نبهان السلمي كان قائداً في غزوة – الدبيل – في زمن الحجاج و قد استشهد هناك سنة ثلاثٍ وثمانين هجري.
9. xxxx بن سليم بن منجوف بن ثور بن عفير بن زهير بن كعب بن سدوس بن شيبان قد كان من أمراء السرايا في مكران.
10. عون بن كليب الدمشقي أوكل إليه محمد بن القاسم – البرج الجنوبي من حصن ( الدبيل ).
11.عكرمة بن الريحان الشامي .
12.عبدالله بن عبدالرحيم العماني .
13.سفهوي بن لام العماني .

وهنا نستعرض ثلاثة كتب – باللغة الإنكليزية قد اعتنى مؤلفوها بتأريخ بلوجستان ولزيادة العلم بعروبة القبائل البلوشية.ففي كل واحد منها نصوصٌ صريحةٌ على نسبة البلوش إلى العرب

Ro 130% -pottenger – Travel in Baluchistan_______-1
And Saind ( )
Indus publications
25, Jarud Chambers, Abdullah Haroon Road
Karachi.

2- Mir Khuda Baksh – البحثlights on Baluchs and BaluchistanRo65
RoyalBookCompany
232,SaddarCooperativeMarket
Karachi

3-Hughes-TheCountryofBaluchistan
George Bell and Sons. Your Shut
Gov. Luarden Hoedon

وهذا كتاب من الكتب المؤلفة باللغة الإنكليزية-في أربعة مجلدات مطبوعة في لندن، وقد ذكر فيه هجرة البلوش من بلاد العرب ووردت فيه عدة نصوص على انحدار البلوش من السلالات العربية.

أوّد في هذا الموضوع ان اعرض لكم تاريخ البلوش واريد ان اذكر عاداتهم وتقاليدهم.وسأذكر المصادر التي اخذت منها هذه المعلومات.وانا سأطرح الموضوع لا للتمييز فكلنا من آدم وآدم من تراب.ولكني سأطرحه للاستزاده من المعلومات وربما الكثير منا يجهل تاريخ هذه القبيله.

والآن لابد من عرض المراجع التاريخية الوثيقة التي وصلت الى يدي متقصداًَ إيراد النصوص القاطعة الدالة على عروبة البلوش . بألفاظ كاتبها وبكلمات المصنفين أنفسهم . إن كانت كتبهم مسطورة باللغة العربية أو كانت مكتوبة باللغات الأخرى . كاللغة الأوردية والفارسية والإنجليزية وغيرها . فإن من الواجب الإتيان بها مترجمة بالحرف والمطابقة التامة . ولا شك أن هذه المدارك المهمه التي نشرها الثقاة المتبحرون من أهل التحقيق وذوي المعرفة بتاريخ الشعوب وأجناسها ستكون براهين بتاريخ العرب عامة . وقد كان من الازم علينا نحن العرب الإعتراف بوجود البلوش العربي وكان من الواجب أيضاًَ إعتماد أقوال البلوش أنفسهم في إنتساب آبائهم وأجدادهم الى الأصل العربي بدون الذهاب الى نصوص التاريخ التي دونها الأجانب قديماًَ وحديثاًَ . فإن قوماًَ قد أمضوا هذه القرون الطويلة وهم يلهجون بأصلهم العربي . وقد تعرضوا في سبيل ذلك للموت والقتل الجماعي والتدمير وإحراق بيوتهم والطرد والترحيل وصلب شيوخهم على أيدي البهويين الفرس والأنجليز وغيرهم . فلم يصرفهم ذلك عن الإحساس بالعرق العربي ولم يمنعهم من المجاهرة بدعوى العروبة والتمسك بالرس العربي . ولم يوقف تمثلهم بشمائل العرب وشجاعتهم ووفائهم بالعهد وإقرائهم الضيف ويعرفهم علية ويثبت لهم إرتباط تاريخ آبائهم بالأمة العربية . فالبلوش إذن لم يكونوا منتظرين حتى يأتيهم أحد المؤلفين ليعلمهم أسانيد التاريخ الذي يصلهم بإخونهم في أرض العرب أو يدرسهم أدلة الأحتجاج لترسيخ أقوالهم اللاهجة بعروبتهم . لقد كان النسب العربي ولا يزال يفور دماًَ في أجسام البلوش الأصلاء ويتفجر عزماًَ وشعوراًَ في قلوبهم ويتسامى زهواًَ وعزاًَ في سجايلهم العربية المنحدرة اليهم من قلب هذه الأمه . إن البلوشي ليس محتاجاًَ لمن يلقنه الإستدلال على أصلة العربي . فمنذ ألفي عام وكرمان ومكران مربع من مرابع الهجرة العربية الخالصة القبائل . ولكن البلوش في هذا الزمان مفتقرون كل الإفتقار لمن يعلمهم اللسان العربي . ومحتاجون كل الإحتياج لمن يربط حبال القربى بينهم وبين إخوانهم العرب . فهم يبحثون عمن يعرف قلوبهم ووجوههم العربية ويريدون من يجوس خلال بلوچستان ليقلب عينية في آثار الظلم والتنكيل والبطش . الذي كان البلوش هدفاًَ له في كل أدوار تاريخهم . البلوش يريدون من إخوانهم العرب أن يتفاعلوا معهم في طريق تحررهم وفي سبيل إنعتاقهم من ربقة الذل والهوان . نعم إنهم لم ينتظروا من أحد ليقول لهم أيها البلوش إنكم عرب . فهم عرب أصلاًَ ودماًَ مثل سائر العرب الآخرين . لكنهم يجهلون اللسان العربي ولا يستطيعون النطق به للإسباب التي ذكرناها . غير إني أسوق أمام الباحثين هذه المصادر المتنوعة الثاتبة من قبيل تقرير المقرر وتحصيل الحاصل في البرهنه على الواقع المشاهد بالحواس العيانية . ففي هذا البحث المبني على شهادات العارفين بمنازل العرب وأيام الإسلام والقائم على إستقراءات المؤرخين الغربيين والشرقيين والمثبت بالمؤلفات المحبرة بأقلام البلوش أنفسهم فإني سأقدم أسانيد متينة ووثائق مؤيده بالعقل والمنطق للبيان في أصل البلوش العربي المبني على الواقع الوجودي التاريخي والجغرافي . قال المقدسي المعروف ـ بالبشاري ـ المتوفي 375 هـ صفحة ـ 480 ـ من كتابة ـ أحسن التقاويم في معرفة الأقاليم ـ طبع بالأفست 1909م ( ملتان تكون مثل المنصورة غير إنها أعمر . ليست بكثير الثمار غير إنها رخيصة الأسعار . ثلاثون خبزاً بدرهم . والفانيذ ثلاثة أمنان بدرهم . ليس عندهم زنا ولا شرب الخمر . ومن ظفروا به يفعل ذلك قتلوه أو حدوه . ولا يكذبون في بيع ولا يبخسون في كيل . ولا يخسرون في وزن . يحبون الغرباء . وأكثرهم عرب شربهم من نهر غزير ) . ولكن هذا المؤرخ الجغرافي الكبير بعد أن يقر الأصل العربي في ملتان وبعد أن يقر النسب العربي للقفس اليمانيين يتناول في الصفحة ـ 488 ـ والصفحة ـ 489 ـ من كتابة بالتجني عليهم بأوصاف الغدر والقسوة وسفك الدماء . وينعتهم بكل النعوت الكريهة ثم يعترف لهم بالشجاعة والكرم والأصل العربي . ولقد إعتمد المقدسي الأوصاف والنعوت والتهم التي رددها أعداء العرب في ذلك الزمان ضد القفس اليمانيين خاصة . ولم ينتبه هؤلاء المؤرخون الى ما تعرض له العرب في الملتان وفي مكران من القتل الجماعي والإبادة والذبح العام في قرون متتابعة . وسنين متلاحقة . وقد كان أشدها هولاًَ وأفظعها فتكاًَ تلك الهجمات التي قام بها البويهييون على قبائل القفس اليمانية في كرمان ومكران . لأن هؤلاء القفس قد أنفوا من الخضوع لعضد الدولة وللسلاطين من أمثالهم . الذين قد تربعوا في أرض الفتح العربي الإسلامي وأخذوا يزرون بالعرب ويذلونهم وينكرون جهادهم . والغريب في المسأله إن كبار المؤرخين الذين جاؤو بعد المقدسي ذكروا في مصنفاتهم القبائل العربية اليمانية المسماه بالقفس أوالقفص . ونصوا في كتبهم على وجود الأصل العربي في كرمان ومكران . وتحدثوا عن العرب الذين يقطنون جبال البلوص وأشادوا بشجاعتهم وكرمهم وعلو هممهم وأنفتهم من الذل ونخوتهم في إغاثة اللهيف والإيثار وإكرام الضيف . قد ترسموا خطى المقدسي أيضاًَ في شتم القفس والطعن بدينهم وسيرتهم غافلين عن الأسباب والعوامل والأحوال المفروضه عليهم آنذاك ومتغافلين عن الظلم والإعتداء والضيق الذي كان يدفع هذه القبائل العربية اليمانية للدفاع عن حماها والذب عن أرضها وشرفها وديار آبائها وأجدادها بالدماء والأرواح والغالي والنفيس . فلم يلتفت هؤلاء المؤرخون الى الكوارث والمهالك والمآسي التي أوقعها الأكاسرة في العهود القديمة بالقفس والبلوص . ولم يلتفتوا الى المذابح وقتل الصغير والكبير الذي أنزله البويهيون والغزنويون بهؤلاء . كان هؤلاء المؤرخون إبن حوقل ( في صورة الأرض ) وإبن النديم في ( تقويم البلدان ) وياقوت الحموي ( في معجم ) يعيدون ويكررون أقوال المقدسي في شتم القفس أجداد البلوش الأوائل . ويتناقلونها بحروفها والفاظها . كأنها قد كتبت لتعمم على هؤلاء الأفذاذ من أهل الفضل والتحقيق نصوصاًَ مقررة لا تقبل الجدل والمعارضة . مع إجماع هؤلاء العلماء الأماثل من مؤرخي الإسلام إجماعاًَ تاماًَ في كل عصور الحضارة الإسلامية على وجود العرب وغيرهم من القحطانيين والحميريين والعدنانيين في كرمان ومكران من أقدم العصور . قال ـ أبوالقاسم محمد الحوقلي البغدادي ـ المعروف ـ بأبي القاسم النصيبي ـ في كتابه ( صورة الأرض ) الطبعة الثانية ـ مدينة ليدن ـ مطبعة بريل 1967م صفحة ـ 320 ـ ( والمنصورة مدينة مقدارها في الطول والعرض نحو ميل . في مثله ويحيط بها خليج من نهر ـ مهران ـ وهي شبه بالجزيرة . وأهلها مسلمون . ملكها من قريش . من ولد هبار بن الأسود . وقد تغلب عليها أجداده وساسوهم سياسة أوجبت الرعية فيهم . وإيثارهم على من سواهم . غير أن الخطبة لبني العباس ) . صورة الأرض إبن حوقل صفحة ـ 309 ـ ( ومفازة بين القفص . ومكران وغريبها ـ البلوص ـ وحدود نواحي المتوجان ونواحي ـ مرموز ـ ويقال إنها سبعة أجبال ولكل جبل رئيس منهم وهم صنف مثل ـ الأكراد ـ وحي من أحيائهم ويكونون على ما قاله أهل نواحيهم نحو عشرة آلف رجل مستظهرين ممتنعين . وكان للسلطان عليهم جراية يستكفهم بها . وهم مع ذلك يقطعون الطريق . ويخيفون السبيل في عامة ـ كرمان ـ الى مفازة سجستان . وحدود فارس فإستأصل الملك شأفتهم وكسر شوكتهم وجاس ديارهم . وأخرب نواحيهم وشتتهم ثم الجاهم الى خدمته . ومزقهم في اكناف نواحية . ومملكته وهم رحالة لا دواب لهم . والغالب على خلقهم النحافة والسمرة وتمام الخلق . ويزعمون إنهم من العرب . وكانوا في دعوة أهل المغرب في جملة جزيرة خرسان ) . هذا هو النص الأصلي من النسخة العربية الأصلية . وسنلم بهذا النص وهو مترجم الى اللغة الفارسية . ليطلع القارئ على إعلان ـ البلوص والقفس ـ في كل زمن من الأزمان عن أصولهم العربية . وليرى القارئ مجاهرة البلوص والقفس والقفس فعلاًََ وقولاًَ في كرمان ومكران بأنهم من العرب على أية حالة من الحالات خلال القتل والتدمير والإستئصال الذي وصفه إبن حوقل وليعلم الناس أن البلوش مصرون كل الأصرار على إظهار إحساسهم برباط الدم والتاريخ بقومهم العرب في كل عصر من العصور . ولا ريب أن كل هذا التشهير والسب في أبناء القفس وبالبلوش المنحدرين من القبائل العربية الإسلامية التي فتحت كرمان و مكران قد كان بوحي من السلاطين ـ الغزنويين والبويهيين والسامانيين ـ الذين كانوا يبتدعون الوسائل المختلفة لطرد العرب من خراسان وكرمان ومكران . وتبديل اللسان العربي كما فعل الساميون والغزنويون . وفي هذه النسخة من كتاب ـ صورة الأرض ـ لأبن حوقل المترجمة الى اللغة الفارسية بقلم الأستاذ ـ جعفر الشعار ـ منشورات بنياد فرهنك إيران ـ ( المؤسسة الثقافية الإيرانية ) ـ طبع طهران ـ 345 ـ شمسي ـ صفحة ـ 75 ـ بعد أن يصف ـ إبن حوقل ـ الإبادة والقتل وسفك الدماء الذي أوقعة السلطان بالقفس . وبعد أن يتحدث عن فقرهم وعوزهم ونحافة أجسامهم وشجاعتهم وكرمهم وإنهم لايركبون الأنعام . يقول في الصفحة المذكورة إنهم عرب وإنهم موجودون في جميع ـ جزيرة خراسان ـ وإنهم يتبعون دعوة أهل المغرب القرمطية . فإن حوقل العلم الفرد في التحقيق الجغرافي والتاريخي يشهد تقريراًَ وإثباتاًَ بعروبة القفس أجداد البلوش . ولقد تعمتد الإشارة الى النسخة المترجمة الى الفارسية إشعاراًَ بالاجماع التاريخي على عروبة البلوش وتنبيهاًَ الى إقرار الإعلام الإيراني الپهلوي بعروبة القفس والبلوص . ولأن هذه النسخة من ـ صورة الارض ـ قد ترجمت الى الفارسية بالإشراف الپهلوي . وقد جاءت مقرة بوجود عربي في كرمان بوادي البلوص وديار القفس . مما يغيظ الدولة الإيرانية ذكره والتنويه به . وإظهاره مكتوباًَ ومطبوعاًَ الى الملأ . قال الحموي في المعجم الجزء الرابع صفحة ـ 147 ـ طبع المدرسة المحروسة 1899م . ومثله في كل النسخ الأخرى ( بلوص بضم الام وسكون الواو وصاد مهملة . جيل كالأكراد . ولهم بلاد واسعة بين فارس وكرمان . تعرف بهم في سفح جبال القفص . وهو املوا بأس وقوة وعدد وكثرة ولا تخاف القفص وهم جيل آخر ذكروا في موضعهم صفحة ـ 147 ـ من ( معجم البلدان ) المجلد نفسه . مع شدة بأسهم من أحد إلا البلوص . وهم أصحاب وبيوت شعر إلا إنهم لا يقطعون الطريق ولا يقتلون الأنفس كما تفعل القفس . وعند جميع المؤرخين كالإدريسي في ( نزهة المشتاق في إختراق الآفاق ) والمسعودي و الحموي و إبن خرداذبة في ( أوضح المسالك ) والأصطخري في ( صورة الأقاليم ) وصفي الدين عبدالمؤمن البغدادي في ( مراصد الإطلاع ) وإبن الفقيه وفي ( لسان العرب ) وفي ( القاموس ) وفي ( مقاييس اللغة ) لأبن فارس . وفي القاموس الفارسي المعروف ( برهان قاطع ) أن ـ البلوص والقفس والقفص و والبلوچ والكوچ ـ كلهم شئ واحد وإنهم عرب . وجاء في ( معجم قبائل العرب ) لعمر كحالة الجزء الأول صفحة ـ 16 ـ نقلاًَ عن ـ ياقوت الحموي ـ في المعجم ( القفس من جبال كرمان مما يلي البحر . وسكانة من اليمانية . ثم من الأزد ثم من ولد سليمة بم مالك بن فهم )
قال الرهني . القفس جبل من جبال كرمان مما يلي البحر وسكانة من اليمانية ثم من الأزد بن الغوث ثم ولد سلمه بن مالك بن فهم وولده . لم يكونوا في جزيرة العرب على دين العرب للإعتراف بالمعادة والإقرار بالبحث . لقد أردت من هذا النقل إبراز صورة البحث ليقف عليها العرب . وليعرفوا ما للبلوش وما عليهم . وليزداد اليقين بعروبة هذه القبائل البلوشية . إن الحموي وجميع الذين كتبوا عن البلوص والقفص والقفس من المؤرخين المسلمين . فإنهم يعتقدون جميعاًَ بأصلهم العربي اليماني . ويؤكدون إنهم من جنس عربي واحد . وإنهم لا فرق بينهم إلا بالتسمية . وأن جبال القفص هي جبال البلوص وأن التفاوت بينهم في المواقع والمنازل قرباًَ وبعداًَ بين بعضها بعضاًَ مثل التفاوت بين بعض الجماعات من قبائل العرب .هذا ما نفهمه من كلام الحموي . ومن كلام الذين نقل عنهم ( الرهني و البشاري المقدسي ) . ولكن أريد أن أقول أن عادة النهب والسلب والقتل إن صحت تهمتها منطبقة على القفس والبلوص فإنها قد تكونت في هذه القبائل اليمانية من شدة الشعور بالظلم والإهانة . ومن شدة الإحساس بالجور والأذى والبطش الذي نزل بهم من الدولة البويهية . بعد تمزق دولة الإسلام وبعد تفرق شمل العرب . وبعد قيام الدويلات والإمارات التي إستقلت منفردة في سلطان خراسان وفارس وما وراء النهر . أي بعد ظهور ـ السامانية ـ في طبرستان والغزنوية في خراسان والبويهية في إيران والعراق أيضاًَ . والصفارية والسلجوقية الى جانب ما صاحب تلك القرون والأزمان والأحداث وما جاء قبلها وما تلاها من الثورات والحركات ـ المزدكية والزرتشية ـ التي تمثلت في ـ البابكية الخرمية والمازيارية وثورة الزنج ـ الشعوبية والغنوصية التي إستهدفت الجنس العربي بالإبادة والمحق الكلي والتشوية التاريخي والدس الفكري . فكانت هذه الأفكار الشعوبية هي التي يسرت السبيل لبروز ـ أبي مسلم الخراساني ـ وكانت مبادئها ودعواها بذوراًَ فاسدة نبتت منها ونمت فوق تربتها ـ حركة أبي مسلم ـ فتمزقت العرب في المشرق . وإنهدم كيان أمتنا في فارس وخراسان والعراق . وتهشم صرح الوحدة بعدئذ فخرجت تلك السلطانات والإمارات تحارب العرب في كل مكان من أرض خراسان وما وراء النهر وفارس وحتى بغداد نفسها . فحورب اللسان العربي وإزيحت القبائل العربية من مساكنها في أرض الفتوح . وغيرت هذه الإمارت التي أشرنا اليها أسماء جميع الأماكن والأراضي والمدن والمساجد التي كانت منسوبة الى العرب . أو كانت مسماة بأسماء القبائل العربية . فتشتت الجمع العربي وإنضمت بعض القبائل العربية الى جيوش محمود الغزنوي ومشى بعضها تحت لواء البويهيين ولجأ الكثير من العرب الى جبال القفص والى الديار المكرانية . فالذي يسميه هؤلاء المؤرخون سلباًَ ونهباًَ وفتكاًَ وتمثيلاًَ بالناس هو في حقيقته أعمال إنتقامية . وردود أفعال وثارات يقوم بها هؤلاء العرب بوجه الدولة البويهية التي إستبد بها نفر قليل يخزنون الذهب ويلعبون بدماء الناس وأموالهم . ويتباهون بأنهم قد داسوا صدر الخليفة العباسي بأقدامهم وأرغموا دار الخليفة على التسليم لهم والإذعان لإمرهم . وكان أهل كرمان ومكران من ـ القفس والقفص والبلوص وسائر العرب الاخرين يقتاتون ـ النبق ـ ويقومون ويقعدون ببطون خاوية من الطعام حتى إستندوا على دليل شرعي في الإغارة على أموال الدولة البويهية والتمرد عليها وقتل مأموريها . وليس هناك أي حكم فقهي إسلامي يلزم هؤلاء الناس بإطاعة البويهيين والإنقياد لهم . فليس للبويهيين أي وصف في الخلافة الشرعية . وليس لهم إذن بيعة مفروضة الطاعة . وأقول مرة أخرى إني قد تعمدت نقل هذه النصوص كاملة ليعرف الباحثون العرب تأثر بعض المؤرخين والكتاب بأوامر السلاطين وأهل الإمارات المنفصلين عن دولة العرب والاسلام . فتملقوا للبويهيين والغزنويين وأمثالهم . وأيدوهم بإباحة القتل وسفك دماء العرب . وإلا فكيف جاز لعضد الدولة البويهي أن يفني جيلاًَ كاملاًَ من المسلمين . وكيف حق له أن يقتل الصغير والكبير في تلك الحملة الغاشمة . التي لا يزال البلوش حفدة القفس والقفص يئنون من وقعها المدمر حتى زماننا هذا . والتي دهش لها العالم الاسلامي من أقصاه الى أقصاه لما أريق فيها من الدماء . ومهما ورد من الذم والسباب والقدح في القفس والقفص والبلوص في هذه الصفحات والسطور المنقولة من ـ معجم البلدان ـ ومن غيره فإنها تمثل صورة دقيقة المعاني صافية المنظر يراها القارئ فيبصر فيها عروبة هؤلاء القوم من العرب اليمانيين متمنعين نافرين من الذل . ويبدو القفس والبلوص عرباًَ أحراراًَ أباة للضيم أمام البويهيين والخنوع لسلطان البويهيين الذين كان وجودهم شؤماًَ على هذه الامة . وطالع سوء على بغداد التي أهانوا عزتها وأرغموا أنفها في شخص الخليفة العباسي الضعيف . يضاف الى هذه الحقائق أن البلوص والقفس عندما كانوا يتصدون لهذه القوافل فينهبونها أو ينالون أصحابها بالأذى والضرر . فقلد كانوا يتحركون الى مباشرة هذه الإعمال ومزاولة التصرفات المناوئه ـ لآبويه ـ بفتوى من علمائهم وفقهائهم مبنية على حالة الإضطرار من الجوع والفقر وخوف الموت من فقدان الزاد وإنعدام الطعام . فإخذوا في الإجتهاد في كون حكم البويييهن حكماًَ جائراًَ خارجاًَ على الخلافة معطلاًَ لأحكام الله وحدوده .

ولأن القفس والبلوص قوم جياع يعيشون في القحط والمتربة في كل شهور السنة فقد كان لهم الحق في بيت المال هذا إنهم كانوا يشاهدون بعيونهم وهم يعانون التنكيل والغارات وجبروت البويهيين ما كان يعانية العرب في خراسان وفارس من معرة هذه الدولة وغمطها للعرب وحقدها . فلا بد أن يتمرد هؤلاء على قوانين عضد الدولة ويعتصموا بشرفهم مطالبين بحقوقهم كعرب وكمسلمين . أما نفي الرحمة عن قلوب القفس والبلوص وتكفيرهم وتجريدهم من الكرامة الإنسانية ووصمهم بكل الوصمات المشينة كما ورد في النعوت والأوصاف الآنفة الذكر . فذلك كلام قد توسل به أولئك السلاطين لتشوية هذه الأقوام العربية . التي كانت تأبى الخنوع لهم والطاعة بين أيديهم . فاخذوا يخترعون الأسباب ويبتدعون الحالات والذرائع لقتل القفس والبلوص . وتعويض وجودهم وطردهم من كرمان ومكران جرياًَ على سنة الدولة الكسروية التي انزلت بالقفس والبلوص قبيل ظهور الإسلام كل ضروب التدمير الكلي والذبح الشنيع . وقد سطر هذا في مصادر التاريخ الإيراني وتحدث عنه جميع الذين كتبوا في تاريخ مكران خلال العهد الساساني . وقد أشار الى ذلك الأستاذ ـ إسلام كاظمية ـ في كتابه ( جاي باي اسكندر ) الطبعة الثانية ـ طهران ـ انتشارات ـ جاويدان . فبعد أن تكلم هذا الكاتب عن أصل البلوش ـ البابلي ـ صفحة ـ 13 ـ وبعد أن قرر إنهم من ذرية ـ النمرود ـ أخذ يدافع عنهم . وشرع يفصل ما نال البلوش من الذبح والقتل والتدمير على أيدي الساسانيين وعلى أيدي الذين جاؤو بعدهم من ملوك الفرس وسلاطينهم الذين كانوا يأخذون أولاد البلوش رهائن جيلاًَ بعد جيل . كما جاء في ( معجم البلدان ) وقال الأستاذ إسلام كاظمية ( ويجب أن يذكر هنا ما فعله جنكيزخان وما أوقعة من السيوف في رقاب البلوش وما ركزه من الرماح في صدورهم ) وينبغي أن يذكر ـ حبيب الله خان ـ الذي أغار عليهم في زمن ـ محمد شاه قاجار ـ فخرب قلعة ـ پمبور ـ وقتلهم قتلاًَ ذريعاًَ جماعياًَ . وأسر الكثير منهم . صفحة ـ 16 ـ وكذلك جاء في هذا المصدر أن الأمير الكبير ـ ولي طهماسب ـ حاول ضرب البلوش وتدميرهم ومثله أيضاًَ ـ ناصر الدين شاه ـ فلقد وجه القائد العسكري ـ فيروز ميرزا فارما نفرما ـ والي كرمان ـ لغزو بلوچستان . ثم يقول الأستاذ ـ إسلام كاظمية ـ معلقاًَ على الحملات العسكرية التي قام بها السلاطين الإيرانيين لأجل إبادة البلوش ( وعلى أثر تلك النذالة والقسوة إختفت الكثير من الولايات البلوشية . وتفرق أهلها في الجبال ) . ( لقد ترجمت هذا النص الفارسي بحرفة من الكتاب المذكور ) . قال ـ صفي الدين عبدالمؤمن عبدالحق البغدادي ـ المتوفي 739 هـ في كتابه ( مراصد الإطلاع في معرفة الأمكنة والبقاع ) الجزء الثالث صفحة ـ 1113 ـ طبع القاهرة ـ منشورات دار إحياء الكتب العربية ـ ( القفس بالضم ثم السكون والسين المهمله . وأكثر ما يتلفظ فيه غير أهله بالصاد جبل بكرمان أهله كالأكراد يقال لهم القفس والبلوص وهو مما يلي البحر وأصل أهله عرب . لم يكن لهم دين يرجعون إليه . موصوفون بقلة الرحمة والفساد في الأرض لايقنعون بأخذ المال حتى يقتلوا صاحبة شدخاًَ لرأسه بالحجر وكان البلوص شراًَ منهم فتتبعهم عضد الدولة حتى أفناهم ) . والعبرة هنا هي إجماع هؤلاء المؤرخين كافة على أن البلوص والقفس منحدرون من أصل عربي . وإنهم أرومات من قبائل عربية يمانية مهما فرط من أقلام هؤلاء الأعلام من نعت القفس والبلوص بأحط النعوت وأرذل الصفات فسبب ذلك معلوم وقد جلونا حقيقة الأمر المحتجبة فيه وراء الأغراض والغايات الخاصة بالدولة البويهية . وجاء في ـ برهان قاطع ـ وهو من القواميس الفارسية الرائجة المعتمدة لدى الناطقين باللغة الفارسية تأليف العلامة مولوي محمد حسن المتخلص مارس 1829م الهند . مادة كوچ وبلوچ ـ ( كوچ وبلوچ بضم باي ابجد ولام اين است از توابع ارست : نام طائفة باشد در صحرانشينان كه در كوههاي اطراف ـ كرمان ـ توطن دارند وگويند اينها أزعربان حجازند ، وحرفت إيشان جنگ وخونريزي ودوزدي وراهزني بأشد أكر احياناًَ بيگانه نيابند يكد يگرا بكشند ومال يكد يكرا تاراج سنند . وهمچين برادران وخويشان وقرابتان ودوستان باهم جنگ كنند . أين فعل رابسيار خوب دانند . وبعض گوبند ( موضعي است ميان اصفهان وكرمان ) . ولقد ترجمت هذا النص الى العربية ( الكوچ والبلوچ ) بضم الباء واللام تابع لذلك هو إسم لطائفة صحراوية مستوطنة في الجهات الجبلية من كرمان ويقولون إنهم من عرب الحجاز وحرفتهم هي الحرب وسفك الدماء والسرقة وقطع الطريق . وإذا لم يجدوا غريباًَ في بعض الأحيان فإنهم يقتتلون بينهم . ويغير بعضهم على أموال البعض . وكذلك الإخوان أبناء العمومة والأقارب والأصدقاء يحارب بعضهم بعضاًَ . وإنهم يتباهون بهذا العمل . ويقول البعض إنه موضع بين أصفهان وكرمان ومعنى ـ كوچ ـ باللغة الفارسية البدو الرحل المنتقلون في الصحاري ) . إن هذا نص لغوي تاريخي مثبت في أدق مصادر اللغة الفارسية يقرر ناطقاًَ أن البلوش من عرب الحجاز . وما علينا من الأوصاف والنعوت المعهودة المكررة في إتهام البلوش وقذفهم . ولكن في هذا النص البين الواضح حجة ساطعة بوجه الكتاب الإيرانيين الذين يكتبون التاريخ بدافع الأغراض والأهداف الحكومية . وليس ثمة إعتراض لمعترض أمام هذه الوثيقة اللغوية التاريخية المستندة على هذا المرجع الدقيق من ( برهان قاطع ) ذلك القاموس المهذب الراجح لدى اللغويين الفرس . علماًَ أن الطبعة الجديدة لهذا القاموس طهران ـ 1332 ـ شمسي بإهتمام الدكتور ـ محمد معين ـ الأستاذ في جامعة طهران قد ورد فيها النص المذكور عينه . ولم يحرف كما حرفت نصوص عديدة في المراجع الفارسية وقد كانت تنص على نسبة البلوچ الى الأصل العربي . وقد صدرت بعض القواميس الفارسية تحت ظل الحكم الپهلوي فتعمد كاتبوها التحريف والتغيير . وكمثل لذلك جاء في ـ فرهنگ جديد ـ تأليف ـ فريدون كار ـ الطبعة الأولى طهران ـ 1345 ـ شمسي ( بلوچ : قطعه كوشت قرمزي كه برفرق خروس ديده ميشود . تاج خروس ـ خوچ ـ نام يكي از قبائل إيراني كه در بلوچستان زنطكي ميكنند ) الترجمة ( البلوچ : قطعه من اللحم حمراء تلوح على مفرق الديك ( عرف الديك ) . خرقه حمراء تعلق برأس الرمح . إسم ( لأحد القبائل التي تعيش في بلوچستان ) هكذا فإن الدوائر المعارف والقواميس والخرائط والكتب الحديثة الصادرة في إيران يتقصد كاتبوها في هذا الزمان تجاهل الأصل العربي لقبائل ـ البلوچ ـ ولقد تغافل مؤلف قاموس ـ فرهنگ جديد ـ عن المعنى المطابق لكلمة ـ بلوچ ـ وخرج على إجماع القواميس الفارسية المصدقة المكتوبة قبل الحكم الپهلوي . ولا شك أن من أسهل الظواهر . في الكذب المسطر والبهتان المدون في أوراق الكتب . هو أن تطبع القواميس والموسوعات اللغوية والجغرافية مبدلة الأسماء محرفة الألفاظ المواد والمقاصد حسب الأهواء وبدافع من الأغراض النفعية كما رأينا في أكثر المؤلفات المطبوعة بإشراف الإعلام الإيراني الپهلوي . والتي يظهر ذلك فيها عندما تتحدث عن تاريخ العرب عامة . والخليج العربي وتاريخ بلوچستان بخاصة مما سنفصل القول فيه في الصفحات القادمة من هذا الموضوع . تلك مراجعات سريعة قد أجريتها بين بعض القواميس ودوائر المعارف الصادرة باللغة الفارسية . وربما إستدل المؤرخون على نسبة موقع من المواقع أو نسبة أثر من الآثار الى أمة من الأمم بسبب معنى الإسم الذي يصدق على ذلك الموقع أو على ذلك أثر . وبسبب كلمة واحدة قد تكشف الأصل التاريخي لبعض الأمكنة والديار . ولذلك فإن من الواجب إمعان النظر في أصل الأسماء والتعمق
في تفسيرها على مسمياتها . ولغة الأمة دائماًَ ومفرداتها اللفظية هي لسان تاريخها والدليل المهتدي الى عروقها الأولى وجذور سلالتها .
التعريف بالعنصر البلوشي أساساًَ

إن العنصر البلوشي ينتمي الى يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام . وذلك أن البلوش هم أولاد محمد بن إسحاق بن يشجب بن قحطان بن هود عليه السلام . إلا أن المشايخ والعلماء من العارفين بالسيرة ومن أهل عُمان وغيرهم قالوا أن البلوش هم أولاد باشا بطن أزد بن معاوية .

بني شمس ـ ومنه المعول وجميع شموس الإزد .
بني عمرو ـ ومنه الكرد بن علي بن عمرو بن عامر .
بني غنـم .
بني غالب .
بني عثمان .
بني نصر ـ ومنه الجلند بن كركر جد ملوك عُمان أيام الرسول صلى الله عليه وسلم .
بني الإزد ـ ومنه ملوك عُمان اليوم البوسعيد .
بني الغوث .
بني نبت ـ ومنه كنده وقبائلها .
بني كهلان ـ ومنه طي وطوائفها .
بني سبأ ـ ومنه حمير وأملاكها .
بني يشجب ـ ومنه آل محمد وقبائلها .
بني قحطان ـ ومنه الجد الجامع لهم .
بني هود ـ النبي عليه السلام أول نبي مرسل من بعد نوح عليه السلام . أما أرضهم فهي أرض قحطان من اليمن فلما خرج الإزد من اليمن الى الأفاق التالية : خرج مالك بن كركر الى عُمان وجذيمة بن الوضاح الى العراق . وجفنه الى الشام . وأولاد بلشان وأولاد النصر الى أرض فارس . والخزرج الى المدينة وخزله الى مكه ونواحيهاوتواصلت قبائل العرب من الشرق الى الغرب وأرض العرب واحدة والأمة العربية واحدة .
وإمتد الشعب البلوشي من أرض فارس الى عُمان والى باكستان والعراق وغيرهم ذلك ومن الأقطار العربية واحدة من لفة كل قوم بسبب الجوار . وإلا أن الدم عربي والعصبية العربية والعزة والشرف العربي . فعلى كل حال إنشاء الله إننا نلتزم بأن نحرر لسموكم رسالة أوسع من هذا الكتاب وأبا يحيى على مراسلاتكم .

هذا ودمتم والله يحفظكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

حرر في 15 من ذو الحجة سنة1391هـ .
المقدمة أو لماذا أكتب عن بلوچستان
من الواجب أن أقول في بداية هذا الموضوع إني أكتب عن بلوچستان لكي أكشف الأصل العربي في القبائل البلوشية الأربع والأربعين . أي القبائل الأصيلة المتميزة بتقاليدها وأسمائها وتورايخها وأنسابها عن الأقوام الأخرى القاطنة معها في إقليم بلوچستان . ولأني أؤمن متيقناًَ أيضاًَ بأن هذه القبائل بعضها من أبناء القفس والقفص والبلوص اليمانيين والشاميين وبعضها منحدر من نسل العرب البابليين الذين وردوا كرمان وإستقروا في أزمان الدولة البابلية . وقسمها الأكبر منحدر من السلالات العربية الإسلاميةالفاتحة ومن أبناء العرب الذين فتحو كرمان ومكران وسيستان والسند ونشروا دعوة الإسلام . ولم يكن القصد هنا أن أثير العصبية أوأحرك الشعور بالفرقة بين القبائل البلوشية وبين المواطنيين المسلمين الآخرين المقيمين معهم في بلوچستان فليس هذا قصدي وليس بجائز أيضاًَ . بل أن الهدف المطلوب هو إيقاظ الحس العربي المخزون في طبيعة القبائل البلوشية وتنبية الذهن البلوشي بأيام العرب وذكريات الفتوح الإسلامية وإبراز بلوچستان في التاريخ العربي الحديث كوجود عربي متمثل في تجمع ضخم من القبائل البلوشية العربية المنفردة بأرض بلوچستان منذ الهجرات الحميرية العربية القديمة إلى كرمان ومكران حتى يومنا هذا . ولقد جريت في الكتابة عن هؤلاء القوم . مستهدياًَ بأمتن الدلالات التاريخية ومستشهداًَ بالمساند المكينة من المراجع الإسلامية والأجنبية . ولقد تجنبت الإدعاء والكلام المرسل في الحديث عن أصل البلوش . والتزمت بإيراد المصادر الوثيقة والأدلة المتينة المثبته لعروبة القبائل البلوشية . وإني قد رأيت البلوش كثيراًَ وتحدثت مع النابهين منهم حول أصولهم العربية فوجدتهم يتعالون بنسبهم العربي ويتفاخرون وقد زرت باكستان 11 مرة . وأنا أتابع البحث والسؤال والنظر في أصل القبائل البلوشية . وكانت الزيارة الاولى في العشرين من تموز 1972م ولا زلت أتصفح التاريخ البلوشي . وأنا الآن في كابول للغاية عينها أكتب هذه الصفحات في الخامس عشر من آذار 1978م دائباًَ على مواصلة العلاقة بالكتب المؤلفة في أصل القبائل البلوشية . وكنت خلال هذه السنين التي مضت أي منذ زيارتي الاولى لباكستان أثابر على لقاء البلوش الأصلاء النجباء وأحادثهم وأراسل الكثيرين منهم فكنت في كل وقت ومع كل واحد منهم وفي أثناء كل حالة من حالاتهم أسمع من كبيرهم وصغيرهم الإجماع التام والأصرار الفطري على إنتمائهم العربي وأسمع أيضاًَ التأكيد العقلي والروحي على إيمانهم بهجرة آبائهم من الديار العربية . فأراهم يبسطون دعاواهم بالعروبة قائمة على الحس والمشاهدة ومثبته بالكتب التاريخية المصدقة ويعرضون شجرات أنسابهم العربية مؤيدة بروايات آبائهم واجدادهم المتوارثة عندهم منذ مئات السنين والمتداولة بين البيوت الشهيرة في بلوچستان . فلم أسمع من أي بلوشي قبلي سواء كان عالماًَ أم جاهلاًَ متحضراًَ أم بدوياًَ من مكران الشرقية . أم من مكران الغربية في كل هذه المدة التي أشرت إليها أي كلمة أو لفظه أو عبارة ولم أشاهد أيضاًَ أي إشارة أو ظاهرة من أبناء القبائل البلوشية تخالف إعتقادهم بأصلهم العربي أو تشككهم بأنسابهم القبلية العربية التي سمعوها من آبائهم وأجدادهم . بل إني وجدت البلوشي الأصيل يستنكف غاية الإستنكاف ويخنقة الغضب ويهيج حانقاًَ عابساًَ معادياًَ كل من يتحداه بنفي العروبة عن أصلة ويحقد ويثور على كل من يقدح بنسبة العربي . هذه هي المعاني التي حركت قلمي ليكتب عن القبائل البلوشية المنتسبة الى العرب . وهذه هي أسباب الذي سيكون بداية أولية الى تجارب أخرى في بحث التاريخ البلوشي والتعمق في درسه وتفسيرة. عندما كنت شاباًَ في الثالثة والعشرين من عمري فلقد كنت في حماس الفتوة متوهج الروح في إنفعالاتي وقد كنت منشغل الذهن والقلب والعقل في تأليف بعض الكتب القومية وفي دراسة تاريخ القبائل العربية التي خرجت من أرض العرب حاملة راية الإسلام شرقاًَ وغرباًَ وفي عام 1948م عندما أسس حزب الإستقلال مكاتب الشباب القومي في العراق فقد أخذت على نفسي إلقاء الأحاديث في هذه المكاتب لتلقين أترابي من الشباب العبر البليغة من تاريخنا العربي ومن المثل العربية القرآنية . وكنت أشرح العلل والأسباب التي أدت الى سقوط دولتنا الواحدة أمام الحركات الشعوبية من جهة وأمام الزحف المغولي والتتاري من الجهة الأخرى . وكم نقلت الى أولئك الشباب أوصافاًَ دقيقة للمذابح الجماعية والتدمير الكلي الذي تعرض له قومنا من العرب الذين سكنوا أرض فارس وسيستان وخراسان وما وراء النهر وأذربيجان والأندلس . في ذلك الوقت وشرايين الجسم تفور بدم الحماس والقلب طافح بالمخافر . وأنا في أحد مكاتب الشباب القومي ببغداد وقعت عيناي على إسم قبائل القفس والقفص والبلوص فرأيت لمعاًَ من تاريخ مهاجر هذه القبائل العربية في كرمان ومكران . ومنذ ذلك الحين وفكرة الكتابة عن تاريخ هذه الهجرات العربية تجول في دماغي حتى كنت في البصرة عام 1952م فزرت أحد الأصدقاء وعندما هممت بالخروج فقد أرسل معي حارسه البلوشي الشاب ليحمل حقيبتي الى الفندق الذي أقمت فيه . وجئت الى الفندق والرجل البلوشي معي فأخذ يشكوا من أحوالة الخاصة ويتذمر من الفتن والحروب الجارية بين القبائل البلوشية . وكان حزيناًَ مقطب الجبين لأنه لا يعرف اللغة العربية . ثم قال لي أنا عربي مثلك أنا من قبيلة الرند هل سمعت بالرند إنهم من أعظم القبائل البلوشية . وهل سمعت بتاريخ قائدهم الكبير چاكر . وتأسف لأن الشباب هنا وجميع العرب لا يعروفون إخوانهم البلوش ولا يعرفون قبيلة الرند وقال إني سمعتك تتكلم كثيراًَ في المنزل الذي كنا فيه حول قبائل عربستان وغيرها ولكنك لم تقل شيئاًَ ولا حرفاًَ واحداًَ عن بلوچستان والقبائل البلوشية العربية الأصل التي يأنف أبناؤها من الغدر والخيانة ونقض العهود . ثم قال إننا نستنكف من الخدمة أو الحراسة عند جميع الأقوام الأخرى ونتكبر على ذلك ولا نرضى أن نكون خدماًَ أو جنوداًَ إلا عند إخواننا العرب لأننا منهم وهم منا . وقال إنه فخور بقبيلته العربية الرند ولكنه متألم لأن البلوش لا يتكلمون باللسان العربي . ثم فارقني ذلك الشاب الى هذا اليوم من تاريخ هذا الكتاب ولكني قد كنت أتذكره ولم يبق في ذهني من حديثة إلا هذه الكلمات القليلة . ومنذ ذلك الحين وقد تغيرت أمام عيني صور الدنيا وإنتقل بي الزمان من حال الى حال وتوالت على صروف القدر في هذه السنين التي أدبرت غير إني لم أنس خواطر ذك الشاب البلوشي حول قبيلة الرند . ولقد كنت هذه المدة كلها مرهف السمع كلما ذكرت أمامي بلوچستان . وكلما تحدث المتحدثون أو كتب الكاتبون عن قبيلة الرند وإذ أجبرني الزمان الإقامة في البحرين وفي بلاد عديدة أخرى مدة خمسة عشر عاماًَ خارج العراق . فلقد تسنى لي التعرف على بعض رجال القبائل البلوشية وتيسر لي الإلمام بنبذ وجوانب من تاريخ كرمان ومكران وهجرة البلوش الأوائل من ديار العرب الى هذه الربوع . ولقد شعرت خلال ذلك بالعزة العربية تملأ نفوس القبائل البلوشية وأدركت الحس العربي العميق في عروقهم وأعصابهم وقلوبهم بدون القدرة على الإفصاح والإعراب باللغة العربية ولكني قد كنت منصرف الفكر الى واردات أخرى من الآراء والسوانح فلم أجد الدافع الحتمي للكتابة والتمكن من مصادر التاريخ البلوشي إلا في الشهور من عام 1978م فبدأت الكتابة متدرجاًَ في قراءة الكتب المشتملة على تاريخ البلوش وأخذت في تدوين ما ينبغي تدوينة . ولم أعبأ أول الأمر بما يروي لي على الألسن ولم آخذ بالقصص الخيالية والأساطير المحكية في المجتمع البلوشي . ولم أركن لما يقولة المغرضون من خصوم القبائل البلوشية فلقد توجهت مباشرة الى مصادر التاريخ بعين قريرة في رؤية ما يظهر من ملامح العروبة في ما يبدو على وجوه البلوش وبصيرة نيرة في الايمان بالذي أقولة أو أكتبة من تاريخ هؤلاء القوم . فإذا بواقع الحال العربي مستنداً في تاريخه بلوچستان على قياس المنطق وإجماع المؤرخين في الدلالة القطعية على عروبة القبائل البلوشية في أي مجال من مجالات المقارنة والدرس والمعارضة وفي أي وجه من وجوه الإمعان والنظر في تاريخ القديم والحديث أو في علم الآثار والأجناس البشرية أو كتب الأنساب من تاريخ الهجرات العربية قبل الفتوح الإسلامية وعدها في كل هذا تبرز عروبة القبائل البلوشية واضحة المعالم بنية الوجود . فعزمت أولاًَ على مراجعة المكتوب من تاريخ البلوش بأقلام المستشرقين وكتاب الغرب ثم التفت الى ما كتبة بعض اللغويين والمؤرخين المسلمين في تاريخ القفس والقفص والبلوص وفي تفسيرات كلمة بلوچ وفي إشتقاقاتها ومآخذها وفي بنية صيغتها الأولى . وهكذا فلقد شرعت أتابع أكثر المراجع القريبة من يدي المطبوعات باللغات المختلفة معتمداًَ أصدقها وأوثقها وأمتنها في تأدية الأمانة المطلوبة من الأقلام النزيهة فبدأت جاداًَ في تصنيف هذا الكتاب وأنا في البحرين في الأول من كانون الأول 1977م . ولا بد الآن من تقديم زيادة في البيان لتوضيح الأسباب والدوافع القوية لأن أقطع المسافات البعيدة من البحرين الى باكستان الى كابول ثم الى دلهي وبومبي للمرور على المدن المهمه في هذه الأقطار في سبيل الوقوف على المكتبات فيها ومراجعة المؤلفات المشتملة على ذكر القبائل البلوشية . فلقد توجهت الى كابول من البحرين في الثالث من تشرين الثاني 1977م فأمضيت في أفغانستان راجعت خلالها مكتبات كابول العامة فوجدت عدة مصنفات قيمة في اللغة الأنجليزية والفارسية والأوردو تتضمن مواد تاريخية نفيسه متعلقة بالقبائل البلوشية . فأتفقت مع بعض المترجمين على ترجمة طائفة من الكتب المؤلفة باللغة الأوردية وساعدني مترجم واحد على تفسير بعض النصوص المكتوبة باللغة الأنجليزية . فأقمت في كابول عدة شهور وترددت عليها لمراجعة ما في مكتباتها من المراجع المطلوبة في شهور متتابعة زرت فيها باكستان وإطلعت على مكتبة ( جامعة البنجاب ) فأمضيت في سبيل تأليف هذا الكتاب ثمانية شهور . تنقلت بعد ذلك بين العواصم الهندية ( دلهي ـ بومباي ـ لكنوا ) والعواصم الباكستانية ( كراچي ـ لاهور ـ بيشاور ) للنظر في المصادر التاريخية باللغات المختلفة ولمقارنة ذلك مع الذي بيدي من المطبوعات الخاصة بتاريخ القبائل البلوشية وللتأكد من الروايات والأسانيد والحوادث وأسماء الكتب التي أوردها البلوش في مصنفاتهم التي جاءت كلها مكتوبة باللغة الأوردية والإنجليزية . ومن الواجب أن أذكر بالخير أولئك الشباب العاملين في مكتبة ( الجمعية التاريخية في كابول ) وإخوانهم في ( مكتبة كابول العامة ) فإني قد إستفدت من هاتين المكتبتين . وقد سودت أهم فصول هذا الكتاب . وأنا في أحد فنادق كابول قد أمضيت الشتاء وفصل الربيع وشهدت حدوث الثورة التي قام بها الجيش الأفغاني في السادس والعشرين من إبريل 1978م . ولقد كانت رحلتي الى كابول في غاية الصواب لأني قد أستطعت أن أرى الكتب المؤلفة في تاريخ البلوش بالألسن المتعددة فأنظر فيها وأهيئ المترجمين لها وأكتب وأقارن في جو نفساني لا يمكن حصولة في بلاد أخرى . ولأني قد كنت خلال ذلك أدير عيني يميناًَ وشمالاًَ أبحث عن ( بقايا العرب ) في خراسان وأجمع الوثائق الحديثة المتضمنة بعض المواد التاريخية الخاصة بمنازل الباقين من عرب الفتوح الإسلامية في أفغانستان . وقد هيأت لنفسي عدة حوافز روحية معنوية للتفكير في ذلك وتقريرة . ويجب العلم بأن خراسان مثل نافذة كبيرة يستطيع أن يتصرف حر اللسان والقلم في بحث التاريخ البلوشي ويقدر على الإتصال بالبلوش والتحدث معهم . ولخراسان وبلا شك ذكر عميق محفور في لوحات النفس العربية ومرسوم في صفحات الأفئدة . لأن في خراسان منازل الفاتحين من ( ربيعة ومضر وقحطان ) وهنا في كابول وفي بلخ وخلم وميمنة وواقحة وقندس تفوح أرواح العزة وكرامة الشهداء متضوعة فيحترق فؤاد العربي أسى وحسرة كلما ذكر مساجده وفتوحة وزحوفه ثم يلتفت العربي في خراسان فلا يجد مدارس القرآن الكبرى والمساجد العظمى . والتي كانت مسماة بأسماء القبائل العربية . ولا يرى من آثار الجنس العربي إلا بقية قوم لا يميزهم أحد قد إستعجم لسانهم وتفرقوا بين أخوانهم في أفغانستان . ومع ذلك فإن لهذه الأرض إيحاءاًَ خاصاًَ يشعر به العربي المشرق الروح بدعوة الإسلامى . فيقف بين هذه الأطلال يتساءل عن الأجداد والآباء الذين أضيئت بمصاحفهم وسيوفهم أرض فارس وخراسان وما وراء النهر . هكذا كانت خواطري ومشاعري الفكرية وأنا في كابول وكل عربي سيكون مثلي في هذا الأحساس وفي هذا التلفت بين أسماء الفاتحين وآثارهم عندما يقرأ التاريخ وحينما يدرك الحقائق الأبدية العليا التي أوجدها التلازم الرباني وفرضها الحكم الإلهي بين الفرد العربي وبين القرآن . فبينهما إتحاد في معنى المعجزة هو روح الوجود في عقل العربي الذي يفهم معاني هذه المعجزة ويؤمن بها . وأعود الى صلب الموضوع وأقول وأنا أتنقل بين مكتبات الهند وباكستان وأفغانستان فقد وجدت أن جميع مظان البحث الحديثة الخاصة بالقبائل البلوشية قد جاءت كلها باللغات الأوردية والفارسية والإنجليزية والروسية ولقد تسابق كاتبوها منذ الربع الأخير من القرن الثامن عشر الميلادي على جمع المعلومات من كتب التاريخ كل حسب قدرته وعلى ضوء غايته ومقصده وهواه . فصدرت كتب عديدة وكتبت مقالات كثيرة في تاريخ بلوچستان وكتب الإنجليز بخاصة التقارير والرسائل المتنوعة في المسح الجغرافي والإحصاء وتصنيف القبائل البلوشية للأغراض السياسية الإستعمارية . وقد كتب الإيرانيون عدة مؤلفات ومقالات في تاريخ البلوش إيضاًَ فأتت كلها مرسومة بتوجيهات
العرش البهلوي وموجهة بالأهداف السياسية الرامية الى إبقاء بلوچستان مجزأه ومقسمة وتثبيت السيطرة عليها وترسيخ الحكم الأجنبي فيها . وكان ذلك قبل أن يزداد المتعلمون في بلوچستان وقبل أن يشرعوا في تدوين تاريخهم بأيديهم فرأينا البلوش منهمكين منذ ثلاثين عاماًَ في تأليف الكتب الدالة على أصلهم العربي والمتحدثة عن صلة القبائل البلوشية بالقبائل العربية الأخرى . ولقد أخذ البلوش يركزون مؤلفاتهم على أقوى المصادر المثبته لعروبتهم ويوردون أوثق الأسانيد للبرهنه على ذلك . ولا شك أنهم أولى الناس بأمر أنسابهم وأصولهم وأعلم الناس بهجرة آبائهم وأجدادهم و بحوادثهم الخاصة وحروبهم ومنازلهم . والى جانب هذا فإن أكثر المؤلفين الباحثين الأمناء في نقل التاريخ وتسجيل وقائعه قد أجمعوا مع تبيان نزعاتهم وإختلاف غاياتهم على هجرة القبائل البلوشية من ديار العرب وعلى أن البلوش منحدرون من أصول عربية . ولم يشذ عن هؤلاء إلا بعض المؤرخين الذين كتبوا عن البلوش إعتماداًَ على روايات التقارير الرسمية الصادرة من الحكومات الطامعه في بلوچستان والتحكم فيها أو بعض الكتاب الذين صنفوا كتبهم وهم بعيدون عن القبائل البلوشية ولم يتمكنوا من الإطلاع المباشر عليها ولم يتسن لهم الإمام باللغات الإسلامية الحافلة بتاريخ البلوش كالعربية والأوردو والفارسية . وهؤلاء هم المؤرخون الذين تحدثوا عن الأجناس المقيمة في بلوچستان بدون أن يميزوا بين البلوشي الأصيل الذي عمر هذه الأرض منذ القرون السالفة وبين المواطنين الآخرين من المسلمين المتآخمين مع البلوش في الوجود الوطني ولكنهم ليسوا بلوشاًَ . أما كلمة التاريخ الصحيح في لباب ما وصل اليه فكري ودار عليه قياسي في هذه الأبحاث هو أن القبائل البلوشية المترابطة في كيانها القبلي التي يعرف بعضها بعضاًَ هي قبائل عربية الأصل ذات وشائج متعددة في قبائل العرب وأفخاذها . غير أن مؤلفي دائرة المعارف الإسلامية يجادلون في صفاء الدم العربي في عروق العشائرالبلوشية وينقلون إحتمالات وظنوناً قال بها غيرهم . فهم لا ينفون نسب قبيلة الرند صريحة العروبة ولا ينفون الأصل العربي في بلوچستان . ولكنهم يتوقفون في الحكم على صفاء الدم العربي مائه بالمائه في أجسام البلوش . ويجوزون الظن بأختلاط البلوش مع الأقوام الأخرى ماعدا قبيلة الرند . فإنهم قد إحتفظوا بنقاوة نسبهم العربي كما قال ـ الكرنل موكلر ـ ولكن أكثر المؤرخين الغربيين من هؤلاء يقولون أن البلوش متكبرون بنسبهم العربي ولم يختلطوا بغيرهم إلا القليل في النصف الأخير من القرن العشرين . ولقد عرضت هذه الأقوال مفصلة واضحة المراجع في الفصول القادمة من هذا الكتاب . وهكذا تقدم لنا مصادر التاريخ القائم على التروي والأطمئنان جداول بنية بأسماء القبائل البلوشية . فإذا بنا أمام قطر عربي كامل الأرض والبنيان والشخصية القومية في حدود الجغرافية والمكانية والزمانية والإجتماعية والدينية ولم تعوزة إلا القدرة على النطق باللغة العربية . ولذلك فإني قد رأيت الجد كل الجد في الكتابة عن عروبة البلوش وأنساب قبائلهم . وإني هنا أتصور فكرتي الخاصة وأعبر عن رأي الشخصي مؤمناً بالوحدة العربية وإستئناف الفتوح القرآنية . إن القبائل البلوشية وإن فقدت لسانها العربي في هذه الأزمنة الطويلة إلا إنها تكون الآن وجوداًَ عربياًَ متراصاًَ متمرساًَ على الكفاح والمناضلة في سبيل بقائه فوق أرض بلوچستان ومن أجل إستمرار حياته على أرض آبائه وأجداده . وإذا إستثنينا عربستان وما تضمه من القبائل العربية العراقية المتواصلة العروق والروابط والقرابات مع قبائل العراق . فأنا لم أجد خارج الأرض العربية كتلة عربية ملموسة المظهر معلومة المخبر شامخة الصيت في حميتها العربية وفي شهرتها وتفاخرها بالعرب وفي تضافرها وتآزر أبنائها عند الملمات مثل هذه القبائل البلوشية ولا أعني من هذا نفي العروبة عن بقايا العرب في خراسان وفي أرض الفتوح الإسلامية الأخرى . فإن الكثيرين من العرب الموجودين في أفغانستان . والذين يسمونهم تاجيك ويعيش الكثير منهم في خلم وفي سهول بلخ وميمنة وغيرها في الشمال وفي أطراف جلال آباد في الجنوب . فهم متفرقون بين المدن والقرى الأفغانية ومتشتتون في الجبال والوديان البعيدة . أما بقايا العرب في أذربيجان وفي طوس والري والكرج وفي سيستان ونيسابور و مرو و في ما وراء النهر وفي سمرقند خاصة وغيرها فلقد تبدلت صفاتهم العربية وتغيروا كلياً وفقدوا لسانهم فقد كان أكثرهم هدفاًَ للمغول والتتار. وقد عفت ديارهم وإنقطع نسلهم أو إندمجوا بغيرهم إلا القليل . وهذا هو الفرق بين هؤلاء جميعاًَ وبين القبائل البلوشية العربية المتعاضدة في بلوچستان بجموع قبلية موحدة يموج بعضها في بعض ويستنجد قاصيها بدانيها عند البلاء والمحنة . وعلى هذا النبراس فأن قبائل البلوش العربية سوف تكون الركائز القوية والدعامات الراسخة لكل الفصائل والأسر والعشائر المنتيبة الى العرب والمبعثرة في هذه الديار التي ذكرناها وستكون القاعدة الثابتة التي سيؤول اليها جميع هؤلاء ويتطلعون نحوها عندما يرتفع لواء الوحدة العربية ويستقبل عموم العرب زماناًَ جديداًَ في السير قدماًَ بالرسالة القرآنية . إن القبائل البلوشية قد إعتصمت في قلاعها وجبالها وإنعزلت في أرض مكران الجرداء فإحتمى بعضها ببعض متجمعه متآزرة فلم يتفرق منها الا القليل . والحق أقول إني لم أجد في تاريخ العرب من أولة الى هذا اليوم من تعرض للشماته والتحقير والقتل والإعتداء من قبل الأمم الأخرى مثلما تعرض هؤلاء البلوش المتمسكون بأصلهم العربي . ولست أدري ما هو وجه الإعتراض على معشر من الناس يعتقد الكبير والصغير والمرأه والرجل فيهم بأنهم عرب . قد جاء أوائلهم الى بلوچستان مهاجرين من أرض العرب ثم يستندون على مراجع التاريخ الصحيحة فيؤيدهم كبار المؤرخين في عروبتهم وفي هجرتهم من بلاد العرب وإذا لم يصدق هؤلاء البلوش بإجماعهم وتواترهم ودراية آبائهم وأجدادهم وبما بين أيديهم من كتب التاريخ المكتوبة باللغات المتعددة فكيف إذن يكتب تاريخ هؤلاء القوم وعلى أية صورة يدون وماهي بعد ذلك مصادر الكتابة والتأليف عن الأمم والشعوب والقبائل إذا رفض الإجماع وكذبت روايات الآباء والأجداد وردت الوثائق المكتوبة باللغات الإسلامية والأوروبية وأستهين بمراجع التاريخ ومن هنا ينبغي إتخاذ هذه القبائل البلوشية المصرة على نسبتها العربية كمثال حي للعرب الأباة الذين تحدوا التدمير والإبادة الإفناء الجماعي . لقد كذب المؤرخون الإيرانيون الرسميون كثيراًَ وهم يكتبون عن القبائل البلوشية وسموهم بأسماء غير أسمائهم ووصفوهم بأغرب الصفات مما سيأتي في الفصول القادمة . وكان بعض العرب يجهلون أيضاًَ تاريخ هذه القبائل القحطانية والنزارية ولا يعرفون موقعها من مراحل التاريخ العربي وأنظر إذن الى الشاعر المتنبي أحمد بن الحسين الكندي يقف بين يدي السلطان البويهي أبي شجاع يمدحة وويتزلف ويشيد بوقعته المشهورة التي ذبح فيها أكثر قبائل القفص القحطانية وكاد يبيدهم عن بكرة أبيهم فقال من طرديته الموجودة في ديوانه ( ساقي كؤوس الموت والجريال لما صار القفص أمس الخال ) أما الآن فإن الحقائق تسطع كالشمس في رابعة النهار . وقد ظهر على صفحات التاريخ الناصعة أن أولئك القفص أجداد البلوش الذين أوقع بهم البويهيون وأباحوا دماءهم وربقوا أولادهم بالحبال هم القبائل اليمانية القحطانية التي سكنت كرمان وإنتشرت في مكران قبل ظهور الإسلام . إذن فإن الكذب والتضليل وتزوير التاريخ لا يمكن قبولة في جميع الأزمان والعصور . ولا بد أن تنكشف المعادن المزيفة في بودقات المعرفة والتحقيق . وعندما أقوم ببحث الأصول العربية في بلوچستان وعندما أتكلم عن الحميريين والعدنانيين وعرب الفتوح الإسلامية في فارس وخراسان وما وراء النهر مما يعد ذكره والكلام حولة في زماننا هذا كأنه ضرب من ضرب الخيال أو كأنه نوع من أضغات الأحلام والأماني الخيالية . فأني لا أقصد من ذلك التعصب العنصري ولا أعني إثارة التكبر والفخر والمبالغة بذكر المزايا والفضائل . وكذلك فإن البحث في السلالات العربية وتدوين أصولها وأنسابها والدفاع عنها أمام المحرفين والمغرضين في كتابة التاريخ والأشادة بالفتوح الإسلامية وتعريف العرب بعضهم ببعض لا يمكن أن ينافي دعوة الإسلام ولا يمكن أن يسبب القلق والإرتباك والأذى لجماعة المسلمين فإن العرب كلما توحدت وتراصت صفوفها توحد المسلمين معها وتساندوا كالبنيان المرصوص وليس في الحديث عن أنساب العرب لا في القديم ولا في الجديد من التاريخ ما يمكن أن يسبب نفرة المسلمين من أخوانهم العرب . وليس في ذلك ما بنكره أهل الحكمة و العلم وقد كان الأولون من أئمة الإسلام يعنون بالنسب ويؤلفون الكتب في أنساب العرب وحتى أئمة الحديث البخاري وإبن جرير وإبن إسحق والإمام مالك قد كان لهم خاص بعلم الأنساب مما تدعوا إليه ضرورة الدين من معرفة نسب الرسول علية الصلاة والسلام ومعرفة الأنساب العربية الأخرى المتعلقة بذلك وللإستعانة برواية الأنساب للتأكد من قسمة المواريث . وقد كان العلم بأنساب القبائل العربية إجمالاًَ أمراً لازماًَ في دراسة السيرة النبوية ومرشداًَ الى الإلمام بتاريخ الأنبياء والرسل والوقوف على أنسابهم . فلا بد من فهم تاريخ العرب والإطلاع على القبائل العربية لمن أراد أن يكتب في هذا الدين أو أن يخطب في تاريخ الإسلام . إن المؤرخ الواعي يعرف كل المعرفة أن تدفق العرب القحطانيين والنزاريين قبل نزول القرآن كان مستمراًَ في كرمان ومكران منذ القرون الأولى على الطريق الذي سلكته القبائل الحميرية والتبابعة الى هذه الأراضي والأقاليم في أيام توسع الدولة الحميرية والتبعية وفي أزمان فتوحها التي شملت فارس وخراسان وسمرقند والتبت . إن هجرة القبائل العربية الى كرمان ومكران لم تكن عن طريق شمال إيران فحسب أي من حلب فشمال العراق وإيران ثم الى كرمان ومكران . كما ذكر المؤرخون بل إن الهجرة العربية الى كرمان ومكران قد إتخذت عدة طرق وقد سلكت سبلاًَ متعددة فما عدا قبائل القفس والقفص واليمانيين الأوائل في كرمان فإن أكثر العرب الذين أقاموا في كرمان ومكران قد دخلوها في أثناء الفتوح الإسلامية عن طريق العراق وعن طريق الساحل العُماني في الخليج العربي . وكان بابان إثنان أيضاًَ لدخول القبائل العربية البلوشية الى وطنها الحالي في مكران هما أولاًَ كرمان حيث إستقرت القفس والقفص والبلوص منذ الزمان القديم مهاجرة من حلب ومن الجزيرة العربيةومن عُمان . وأما الباب الثاني الذي تدفقت منه قبائل العرب الى مكران فهو ـ جوادر ـ عبوراًًَ من سواحل الخليج العربي . إذ لا يزال البلوش يروحون ويغدون متنقلين بين جوادر وبين عُمان حتى يومنا هذا . بحيث لا يغيب البلوشي عن بصر أخية العربي في كل موقع من سواحل الخليج العربي وفي كل عصر من العصور . لقد كانت السواحل العُمانية معبراًَ وممراًَ لمئات الأفخاذ العربية الكبيرة التي كانت تعيش حرة بخيامها وأنعامها فتجول بخيولها وسلاحها بين الساحل العُماني والساحل المكراني فتجتمع هناك القبائل اليمانية المهاجرة قديماً بالقبائل العربية المهاجرة في دعوة الإسلام . وهكذا تكون الوجود البلوشي القبلي من القفس والقفص والبلوص ومن الإزد والقبائل العربية الفاتحة . ولكن أسماء هذه القبائل قد تبدلت وتغيرت الألقاب والكنى وسميت الديار والمعالم بأسماء أعجمية مثلما حدث في الأقاليم التي سكنها العرب في خراسان وفي غيرها من أرض الفتوح التي أستبد بها السامانيون والغزنويون والبويهيون وغيرهم فضعفت العرب وأستعجم النطق وتخزلت أوصال الدولة العباسية وحورب الجنس العربي وتقطعت أواصر القبائل العربية وتبعثر الوجود العربي وتشتت وأخذت الفرق الشاذة يهدمون كيان هذه الأمه وشاعت المزدكية والمانوية في حركات البابكيين والغنوصيين والمازياريين وثورة الزنج . حتى كان هول الهول والطامة العظمى عندما إجتاج المغول والتتار هذالبلاد فدكوا صروحها وجعلوا عاليها سافلها فأنحطت العرب والمسلمون تحت أقدام هؤلاء الغزاة الكفار فسقطت العرب في فارس وخراسان وسيستان وأذربيجان وفي ما وراء النهروأنهدم البنيان وأعوج اللسان راطناً وتفرق الجند وأنثلم المجد . وعندئذ فقد نسى الكلام العربي وتفرق الشمل وأخذ العربي يلوذ محدوب الظهر منكس الرأس بأي سبب من الأسباب ويستظل تحت أي ظل للنجاة بنفسة بعد إنهيار الدولة العباسية وسقوط الخلافة فلم يبق من قبائل العرب كوجود عربي مؤلف من عدة أفخاذ وبطون عربية إلا الفئات العربية التي إحترزت بجبال القفص وتحصنت في جبال مكران ووديانها فأحتمت بأصلها العربي معتزة متفاخرة الى يومنا هذا . فهل يطلب من البلوش وحدهم دون جميع العرب الفاتحين في الديار التي ذكرناها أن يتكلمو العربية وأن يبقى الكلام العربي منطوقاًَ بألسنتهم بعد ألف سنة من العزلة والمحاصرة والإنزواء في أباطح بلوچستان وعلى قمم جبالها . فيجب أن يعترف للبلوش هنا بثبات قواعدهم في أيمانهم بأصلهم العربي وبرباطة جأشهم في صمودهم أمام القوى المختلفة المعادية للعرب . وكان قصارى ما يطلب من القبائل البلوشية هو أن يذكرو أنسابهم العربية وأن يلهجوا بأسماء أجدادهم العرب . وإذ سقطت دولة الاسلام المتكلمة بالعربية ونسيت عرب الفتوح لغة القرآن وخفت الصوت العربي الإسلامي في فارس وخراسان وما وراء النهر فكيف يستطيع حينئذ أقوام من العرب الأميين الرحل المحاطين باللغات الأعجمية من كل جانب و ليس بينهم علماء ولا فقهاء ولا مدرسون لعلوم العربية وآدابها وليس لهم دولة تحميهم معزولين في بلوچستان يغار عليهم وينتهك وطنهم وتطل دماؤهم في كل القرون والأزمنة محاصرين بأعدائهم من الجهتين مشغولين في زمن طويل في خوض الحروب ضد بعضهم بعضاًَ . كيف يستطيع هؤلاء أن يصونوا لسانهم العربي وكيف يستطيعون أن يظلوا محافظين على أسماء قبائلهم الأولى . نعم إن القبائل البلوشية قد حفظت أصلها العربي وبقيت متمثلة بشمائل الكرم والشجاعة والإباء العربي فصبرت في جبال القفص ( مجالس الشجعان ) كما يسميها البلوش تتحدى الطغاة وتسخر من كوارث الزمان وتنظم الأراجيز وتنشد الأهازيج في تمجيد أصلها العربي . ولقد إستمات البلوش المعاصرون في هذا السبيل فألفو الكتب وأصدرو المجلات وعقدو الندوات الفكرية لإعلان أصلهم العربي وعبرو عن مشاعرهم السياسية وأحوالهم الأجتماعية ورسمو الخرائط لكيانهم الجغرافي وقامو بإنتفاضات ثورية تتصدرها قبيلة المري القحطانية وأخوانهم من قبائل البلوش الأخرى . ولا يزالون يناضلون ليكون هذا طريقاًَ الى تحرير أراضيهم من المغتصب الأجنبي والإحتلال الظالم إن البلوش قد إجتمعو بكل عقولهم والسنتهم وأقلامهم وبجميع مشاربهم الفكرية ومراتبهم الاجتماعية على تقرير أصلهم العربي والإيمان بتاريخ العرب فهم يذكرون أنسابهم العربية التي علموها عن كابر في كل مقام وفي كل زمان وقد درج على التمسك بها كبارهم وصغارهم وقد صارحوا الدنيا كلها بذلك فما هي الحجيج التي يتذرع بها الكتاب الپهلويون الرسميون في تكذيب التاريخ البلوشي وإجبار البلوش على الأخذ بالدعاوى الآرية الباطلة . وكيف يستطيع نفر من هؤلاء المؤلفين الفرس المسخرين بالبلاط الپهلوي أن يفرضوا على البلوش الذين يموتون ويحيون على ذكر أجدادهم العرب وينامون ويستيقظون على أحلام العروبة أن يتحولو بقلوبهم وعقائدهم الى أمه أخرى غير أمتهم وأن يمسخوا كل ما قال آبائهم ومؤرخوهم . فإذا ثبتت عروبة البلوش عن طريق إجماعهم أنفسهم على ما هو واقع الملموس من تاريخهم وبما يتلى في صفحات الكتب الوثيقة المرقومة بأيدي الغربيين والشرقيين فماذا يجدي كلام أولئك الخصوم الذين يحرقون الإرم لأن حكم التاريخ قد جاء عادلاًَ ومنصفاًَ في تصديق ما يبديه البلوش ويعيدونه من علاقتهم الجذرية بالتاريخ العربي . أنا الآن أكتب مقدمة هذا الكتاب فلم التزم بحد محدود في تعريف الآراء وتفصيلاتها بل الغاية من هذا هي الإشارة الى الأسباب التي حركت ذهني وقلمي للإنشغال بالتاريخ البلوشي بيد أن من الواجب أن تقدم الىالشباب العربي أحاديث جديدة من تاريخنا القديم قبل أن نفاجأ بتيار جارف مثل التيارات العنصرية الشعوبية التي ظهرت في فارس وخراسان لتتفاعل مدمرة مهلكة مع الشعوبية الحديثة التي تناصب العرب وتحاربهم في عقور ديارهم وقد أصبح من الازم المحتم إيقاظ السلالات العربية الباقية في ديار الفتوح الإسلامية وتفقد الذراري العربية المتفرقة بين إيران وخراسان وسيستان وبلوچستان ودراسة أوضاعها وأحوالها وتدبير عودة اللسان العربي الى هذه الأقاليم . ولكن هناك بعض الأقوام الذين يرعبهم ويقض مضاجعهم أن يتحدث العربي بينهم عن ذكر القبائل العربية الفاتحة ويزعجهم أيضاًَ الحديث عن بقايا العرب في فارس وخراسان وبلوچستان . لأن الشعوبيين يعتقدون أن العرب في ديار الفتح الإسلامي قد ماتوا وإندثروا وإمحي أثرهم فهم يتشائمون الآن وبنفرون كل النفرة من الحديث عن قبائل العرب في بلوچستان وما جاورها . ولا يزال هذا الخوف من الأصل العربي جزافاًَ لا موجب له حتى بين بعض المسلمين الصادقين . وقد كان هذا نتيجة للحركات الشعوبية والثورات المجوسية والمانوية كالخرمية والغنوصية وشبيهاتها وربما توهم هؤلاء خطأ فظنوا أن البحث في أصل العرب أمر مبني على الأحساس العنصري وظاهرة من ظواهر الكبرياء والتعالي فذهبوا الى التفسيرات الباطلة المنافية للغاية العربية والإسلامية . فإني قد تجولت في إيران وخراسان باحثاًَ عن بقايا العرب ومنقباًَ في بطون الكتب لمعرفة منازل الآباء والأجداد في ميادين الفتح الإسلامي . ومنذ كنت ناشئاًَ في أعوام الشباب والفتوة كنت أسأل نفسي كل وقت أين ذهبت قبائل العرب في مرو وسمرقند وبخارى وأين العرب في خراسان كلها وأين قبور الملايين من الشهداء وأين مساجدهم . فهل أن جميع أولئك العرب الذين أزدهرت بهم هذه الأقاليم سبعة قرون كاملة قد أبيدوا فإضمحلوا وزالوا وفني وجودهم من ظاهر الأرض وهل غار في التراب كل ذلك السيل الطامي من قبائل العرب الذين تدافعت أمواجه طاغية جارفة الىحدود الصين أين قومنا من العرب القاطنين في ـ مرو ـ الذين إستنفرهم ذلك الشاعر ضد الدسائس الشعوبية . أين ربيعة وأخوتهم الذين أستغاث بهم نصر بن سيار .

أبلغ ربيعة في مرو وإخوتهــــم فليغـضبـوا قبـل الا ينفـع الغضــــــــــب
ولينصبوا الحرب إن القوم قــــد نصبوا حرباً يقطع في أحشائها الحطب
ما بالكم تعلقون الحرب بينكــــم كأن أهـل الحجي عــن رأيكم عزبــــوا
وتتركـون عـدوا قـد أضلكــــــــم مما تأشـــب لا ديـــن ولا حســـــــــــب
قوماً يدينون ديناً ما سمعت بـــه عــن الرســول ولا جاءت بــه الكتـــب
فإن تكن سائلي عن أصل دينهم فـإن دينهــــم أن يقتـــل العـــــــــــــرب

هل إنقرض هؤلاء جميعاًَ في ديار الفتوح وتقوض أساسهم وإنطمر نسلهم بل أين اليمانية والنزارية والقيسية التي كانت تتنافس على ميادين البطولة ومجد الفتوح . وماذا حل بالجموع الغفيرة من بني تميم وكنانة وبكر ومضر الحمراء كلها التي تربعت فارس وخراسان وماوراء النهر . لقد سألت نفسي كثيراًَ وسألت أهل التاريخ . وبقيت وأنا أتنقل بين ـ طوس وهراة وكابول وبلخ ـ مشغول النفس والفكر والعقل بجواب هذه الأسئلة باحثاًَ في الأرض وفي الآثار و في صفحات الكتب . وفي المدن الأفغانية عن بقايا العرب الذين نشروا الإسلام وأقاموا حكومة الفرقان وعلمٌوا المسلمين لغة العرب . فهل أضمٌحل هؤلاء كافة أم عادوا الى ديارهم الأولى من أرض العرب . أم أن أبنائهم قد إستعجموا وتبدلت ألسنتهم وحالت ملامح وجوهم فصاروا قوماًَ آخرين . غير أني بعد رحلات عديدة وتطواف كثير في الأراضي الخراسانية قد وجدت بين الربوع الدوارس في شمال أفغانستان وفي مناطق أخرى من هذه البلاد زمرا من أبناء العرب الفاتحين قد أنزووا متفرقين يرطنون بلغة الپشتو واللغة الفارسية لا يدرون أين هم ولا يعرفون ماذا كان من تاريخ آبائهم وأجدادهم . ولقد إطلعت في ـ بلخ ـ على كتيب صغير مؤلف باللغة الفارسية بعنوان ـ بقاياي آثار عرب در شمال أفغانستان ـ مطبوع بآلة الرونيو بقل الأستاذ ـ قاري عبدالرحيم عيني ـ مدير المدرسة الأسدية في المزار الشريف والمؤلف أفغاني من أصل عربي . وقد تحدث فيه عن بعض العشائر والأسر والبيوت العربية المعروفة بأصولها العربية الباقية في أفغانستان وتكلم عن المفردات العربية التي يتداولونها في نطقهم وأحاديثهم . وأفاض في الكلام عن أنساب بعض هذه المجموعات العربية في شمال ـ بلخ ـ وعن رسومهم وتقاليدهم ومصاهراتهم بعضهم مع بعض . إطلعت أيضاًَ على كراس مؤلف باللغة الأنكليزية .

NOTES ON THE ARABIC DIALECT SPOKEN IN THE
BALKHREGIONOFAFGHANISTAN
BY
ABDULSATTARSIRAT
KABULAFGHANISTAN
ANNOTATED.BY
EBBEEGEDEKNUDSEN
UNIVERSITYOFOSLO

وعنوانة باللغة العربية ( ملاحظات في اللغة العربية المستعملة في منطقة ـ بلخ ـ من أفغانستان ) . تأليف عبدالستار سيرة . وقد أورد الأستاذ ـ سيرة ـ في كراسه هذا جملة من أسامي الأماكن الآهلة بالعرب في شمالي أفغانستان . وتحدث عن مفردات الكلام العربي المتداولة بين هؤلاء العرب . وأورد في ذلك بحثاًَ لا بأس به لمن يريد التوسع في دراسة بقايا الوجود العربي في ـ بلخ ـ وفي غيرها من خراسان . ورأيت في ـ دائرة المعارف الإسلامية ـ الجزء الأول صفحة ـ 368 ـ مادة أفغانستان ترجمة إبراهيم خورشيد ورفاقة النص التالي : وتدعي بعض العشائرالإنتساب الى أصل السادات الى ( علي بن أبي طالب ) . وهي عشائر ـ الشٌراني والكاكروالكٌراني والدادائي والترين والميانة والبتني ـ وتدعي كذلك قبائل ـ الكندا پور والإسترانة ـ مثل هذا النسب وقد كانت في الأصل من بطون الشرانييٌن . ولكنها الآن منفصلة . وتدعي قبائل ـ البنكش ـ إنها من نسل قريش وفي الصفحة ـ 369 ـ من المصدرنفسه والى دنوب ـ الفلزائيين ـ تنتشر قبيلة ـ كاكر ـ وهي مستقرة اليوم في ـ زهوب وپشين . وجاء أيضاًَ في الصفحة ـ 371 ـ وربما أمكن إعتبار ـ بهائي ـ الذين يحتلون سفوح الجبال شمال كابول في ولاية جلال آباد من ـ التاجيك ـ ولو إنهم يتكلمون لغة غير لإيرانية قريبة من لغة ـ كافر ـ في ـ سياه پوش . ويعد من التاجيك قبائل ـ أرمري ـ التي تسكن في ـ لوغر وكانيكر ـ في بلاد ـ وزيري محسوب ـ الذين يتكلمون الإيرانية تسمى بركتها وأجناس الفلجة في ـ وخان ـ . وبدخشان تحتل المنحدرات الشمالية ـ هند كوش ـ وتتكلم لغات إيرانية مخالفة للفارسية تعتبر بصفة عامة من الأصل التاجيكي المتميز عن تاجيك سهل بدخشان الذين يتكلمون الفارسية فهم ذو رؤوس عريضة . وكنت في التاسع من إبريل من عام 1978م في منزل الأستاذ الفقيه الشيخ ـ علي محمد جان العقيلي ـ وهو عربي الأصل ومن علماء الأفغان وله شهرة في تأليف وتدريس العربية بقرية ـ ده مراد ـ من ضواحي كابول . وقد سألته عن السلالات العربية في أفغانستان فأجابني بكلام مستفيض حول منازل العرب في هذه البلاد . وكتب لي بخط يده بعض المعلومات الخاصة بذلك ولقد أوردتها مخلصة هنا : المنتسبون الى العرب في أفغانستان منتشرون في ـ خلم ـ وفي ـ أقجه وشبرغان ـ وفي شمالي ـ بلخ ـ . وفي قرية ـ داستالف ـ مائة أسرة عربية وفي ـ دبول أشابه ـ ألف أسرة عربية ويعرفون هناك بإسم ـ ميرماي أشابه ـ أولاد الأمير ـ چهدل نيمرج سرج ـ . وفي شمال قرية ـ لولج ـ هناك أيضاً مائة أسرة عربية يدعون أنفسهم بأولاد السيد ـ أحمد الكبير ـ وأولاد ـ الشاه دليل ـ . وعلى مسافة ثلاثة أميال من مدينة كابول تقع قرية ـ ده مراد ـ في ـ چهارده ـ وفيها ستة بيوت عربية ينتسبون الى عقيل بن أبي طالب . وقريبا من هذه القرية بميل واحد تقع أيضاً قرية ـ ده دانا ـ وفيها مائة بيت من العرب الذين يقولون أنهم بني العباس ولكنهم من أنساب عربية متعددة . وعلى مسافة قريبة من هنا تأتي قرية ـ تنكي سيدان ـ أي ـ قرية سادات تنكي ـ لأن الألف والنون في ـ سيدان ـ هما أداة للجمع في اللغة الفارسية . وفيها مائة أسرة عربية يدعون أنفسهم ـ ببني فاطمة ـ وعلى الشمال من مدينة كابول تقع قريةـ علي مراد بيك ـ وفيها ثلاثمائة أسرة عربية وكلهم يقولون بنسبتهم الى ـ بني تغلب ـوعندهم شجرات أنسابهم . وعلى الشرق من مدينة كابول تقع قرية ـ كاديز كبير ـ وفيها مائتا أسرة من العرب . وفي منطقة ـ موسهي لوگر أو موسپي لوگر ـ مائة أسرة عربية . وفي شمال كابول تقع قرية ـ بالكاريز ـ مائتا أسرة عربية وإن لهؤلاء بعض المزارع والعقارات . وفي ـ الغور بندجستر أس أشكابه ـ وفي أطرافها أكثر من ثلاثة آلاف أسرة من العرب . وفي قرية ـ سهي لوكرد ـ ثلاثمائة أسرة عربية . وفي منطقة جلال آباد ـ بالكارديز كبير ـ جميع سكانها من العرب . بالإضافة لمن يسمون أنفسهم ـ السادات ـ العلويين ومنهم عشرات الألوف في أفغانستان . هذه لمحات سريعة ونظرات متفرقة في بعض منازل العرب بين إخوانهم الأفغان قد أملتها ضرورة البحث في وحدة التاريخ العرقي بين القبائل البلوشية وبين العرب في خراسان ولقد إسترسلت في الإشارة اليها للتذكير بالعرب الفاتحين الذين كان وجودهم الإسلامي واللغوي والخلقي ممتدا من كابول الى سمرقند . وذلك أيضا لدلالة الربط في الملازمة بين بقايا العرب في خراسان وغيرها وبين بني قومهم في بلوچستان . ولأني كنت ضيق الصدر من كثرة السؤال عن مرابع العرب هنا وهناك . فلم اجد الجواب الكافي الشافي إلا بعد أن إطلعت على تاريخ القبائل العربية في كرمان ومكران وبعد أن علمت بالعرب الذين أجبرتهم الحوادث والحروب وهجمات المغول والتتار على الإنصراف من بعض مناطق خراسان وشمال إيران وسيستان واللجوء الى مكران والإنتشار في وديانها وسهولها وجبالها . فلقد وجدت أن أرض بلوچستان قد كانت مأوى للقبائل العربية الراحلة من ـ طوس وخراسان وسيستان ـ وملتقى العرب الذين تداعوا من السند والملتان . وقد كانت الكوارث والمذابح وقيام الدول الإنفصالية ـ كالغزنوية والبويهية والسلجوقية ـ ثم زحوف المغول والتتار كما ذكرنا سابقاً هو السبب لأن تدعو كل قبيلة أختها وينادي كل فخذ فصائلة للإحتماء بأرض مكران الجرداء والإنعطاف نحو وديان القفص المجدبة والتحرف الى جبال البلوص الشماء . نعم لقد وجدت ضالتي المنشودة هنا وعثرت على الوجود العربي المفقود في ديار الفتوح ورأيت نفسي أبحث في بلوچستان عن كيان عربي متكامل الروح والدم وعوامل الرواثة العربي التاريخية . غير أني أسير في طريق هذه الدراسة . ويبقى بعد ذلك الفخر كل الفخر لهؤلاء البلوش عندما يتحدثون من وراء الأساور الحديد في مكران الغربية عن تاريخهم العربي بالألسن نطقاًَ وخطابة وجدلاًَ وبالأقلام كتابة وتأليفاًَ ونشراًَ للكتب والمجلات باللغات المختلفة التي حلت محل اللسان العربي . وإن البلوش الذين قد تواردوا من أرض العرب الى كرمان ومكران وظن بعض الناس إنهم أبيدوا وأن عضد الدولة البويهي قد أفناهم جميعاًَ وأبادهم صغاراًَ وكباراًَ قد تحركوا الآن أحياء وقد أنبعثوا وقد ظهر فيهم طلائع من الشباب يدرسون الطب والهندسة والقانون والإقتصاد ومختلف العلوم الأخرى في جامعات العالم والمطلب الوحيد هو أن ينال البلوش حريتهم السياسية ويوحدوا وطنهم في أرضهم المكرانية الواحدة ويتعلموا اللغة العربية فإن صفاتهم الذاتية والموروثة من أجدادهم العرب وخصالهم العربية المطبوعة في قلوبهم من الشجاعة والكرم والوفاء ستجعل منهم موجه عربية جديدة في حركة التاريخ العربي الحديث . إن اللغة العربية هي التي سترج حياة البلوش رجاًَ وتثيرهم إثارة عميقة نحو أهدافهم السياسية وفي وحدتهم وحرية وطنهم فإذا تحرر البلوش وتعلموا اللغة العربية فإنهم سينتقلون الى المجال العربي الفعلي ويدخلون في هذه الأمه فصاح الألسنه بالبيان العربي فسفر الصبح في حياتهم السياسية والقومية فيزول ظلام العجمه والجهل والعزلة وبعد تحرر البلوش السياسي وبعد قيام دولتهم الواحدة وبعد توحيد مكران بشقيها الإيراني والباكستاني على قواعد راسخه من التاريخ العربي والمثل العليا في الفتح الإسلامي . فإن المرحلة الثانية هي أن يتعلم البلوش لغة آبائهم العرب فتنشر العربية بينهم ويتعلمها الصغير والكبير فبعد الحرية السياسية سيتوجه البلوش نحو العربية وآدابها فإن فطرة البلوش وحسهم العربي يجعلهم دائماً سريعي الإنفعال أمام كل أمر من الأمور المرتبطة بنواسيهم التاريخية والدينية والعائلية . ولذلك يسهل نشر اللغة العربية بين البلوش فالبلوش كيانة قبلية خاصة جعلت البلوشي يعتقد بأن القبيلة هي سياج المنعه والعصمه لنسبة العربي وهي الدرع الذي تتوقى به النفس البلوشية ضربات الدهر فيما تعرض له البلوشي في سالف الزمان من القتل والفتك والنهب . وهي قطب الرحى في مدار حياتهم الإجتماعية ومحورعصبيتهم في تمسكهم بأصلهم العربي . فالبلوشي ذو شعور فريد بالإنتساب الى العرب .فإنه يجوع ويعرى ويظمأ ويهيم على وجه في الأرض ساعياًَ للقمة الخبز من كده وكدحه فيكابد هذا كله ويقاسيه ويعاني ما يعاني من الظلم والحاجة والسيطرة الإستعمارية الإيرانية المدمرة . ولكنه ينتعش كلما تذكر أصله العربي الذي إتخذه أكسيراًَ لحياتة التاريخية وكلما شعر بأن النسب العربي هو الرابطة المتينة بين هذه القبائل المتعالية بذكريات العرب . ولكني أريد أن أقول للبلوش خاصة إن كل هذه القوى الروحيةوالمادية في المجتمع البلوشي وهذه الصلابة القبلية في التجاهر بالأصل العربي وكل هذا الحماس المختلج في صدور البلوش في حب إخوانهم العرب متوقف جميعه على تعلم اللغةالعربية . فاللغة العربية يجب أن تكون لنواة الأولى لتكوين المجتمع البلوشي الحديث . وأن تكون لغة النطق والتعبير والكتابة والخطابة والتأليف في النثر والنظم لأن لغة الأمه هي سياج المنعه وحصن التاريخ . ولأن التجمعات القبلية في هذا القرن مهددة بالبعثرة والتفريق والتحويل من ثقافة الى ثقافة ومن محيط الى محيط أو إنها مهددة بالتذويب الكلي إذا لم تكن لها لغة واحدة يتكلمها أبناؤها ويتفاهمون بها والعواطف الصافية والمشاعر الخالصة في التوجه الى الأصل العربي لا يمكن تمثيلها في حيزالواقع ولا يمكن إدخالها في شؤون الحياة السياسية والثقافية والإقتصادية بدون أن تكون اللغة العربية هي لسان البلوش ووسيلة اللقاء والمعرفة والإتصال بينهم وبين العرب وبين بعضهم البعض أيضاً . فإن من المعلوم إن حضارة القرن العشرين لها مخالب من حديد تمزق تمزيقاًَ كل تجمع قلبي ليس له لغة واحدة في العبادة والقيادة والدولة والسياسة والأدب والإقتصاد وفي جميع العلوم . ولذلك يجب أن يكون نصب عيون البلوش أن القبيلة في الماضي كانت تستطيع الإحتفاظ بهيئتها المحدودة في النخوة والعصبيةوالإجتماع المستمر والعكوف على التقيد بالموروثات القبلية والإلتزام برسوم الآباء الأولين . أما الآن فإن الوسائل الإعلامية في كل اللغات وتداخل العلوم والمعارف والإختلاط السريع بين الأمم والهجرات المتتابعة وما يصدر عن الهيئات الدولية من النظم والقرارت والبرامج وما تتركه الثورات والإنقلابات والتحولات السياسية والتبدلات الإقتصادية لا يمكن أن تعطي مجالاًَ لأي قبيل من الناس أن يعتزل مستقلاً بوجوده القبلي وينفرد مستغنياًَ عن التأثير الفكري والثقافي والسياسي العالمي والقبائل التي إنقطعت الصلة اللغوية بينها وبين أمتها الأصلية فأصبح أفرادهايتكلمون لغات الأمم المجاورة لهم فإنهم سرعان ما يتبدد جمعهم ويتفرق أمرهم وتنمحي معالمهم في الشعوب والأمم الكبيرة المحيطة بهم بفعل المؤثرات الإقتصادية والسياسيةوالإجتماعية الحديثة ومصالح الهجرة في سبيل العمل والإكتساب والإقامة . والبلوش يعلمون أن بلوچستان واقعة بين ثلاثة شعوب أسلامية عريقة في الثقافة الإسلاميةوعميقة التأثير لغوياًَ وفكرياًَ وإقتصادياًَ هي باكستان وإيران وأفغانستان . ولقد إندمجت في هذه الدول الثلاث قبائل شتى وأمتزجت أقوام مختلفة فإذا أراد البلوش الإمتياز القلبي الخاص بهم والإحتفاظ بملامحهم العربية وبقاء الحس العربي الذي يحول بينهم وبين الإندماج الكلي في هذه الشعوب ويحرك قلوب الشباب لدراسة التاريخ العربي فعليهم بتعلم اللغة العربية فلا طريق لتحقيق المطامح البلوشية بين يدي الوجودالعربي الإسلامي العتيد بدون التوجه نحو اللغة العربية لفهمها والنطق بها وجعلها الغاية القصوى والهدف الأعلى لتوحيد البلوش بأخوانهم العرب . لقد كان من الواجب أن أذكر البلوش بهذه الحقيقة الكبرى وأن أبين لهم الضرورة الحتمية في تعلم اللسان العربي ولا ريب أن العلماء وحملة الفكر والشباب الواعي من البلوش سيقرأون هذه الكلمات مترجمة الى اللغة الإنجليزية واللغة الأوردية أو كما هي بلغة العرب . ومن المهم غاية الأهمية أن يعرفوا ثقتنا بهم وتصديقنا لهم في إنتسابهم إلينا . فنحن نعلم بأن البلوش صادقون في ذلك ونعلم أنه إذا قال البلوشي عن نفسه حسب إصطلاحه إنه بلوشي أصيل فهو يعني من هذا إنه عربي أصيل . ولا يريد البلوشي من ذلك نفعاًَ ولا تزلفاًَ فهو يعتقد لهذا إرثاًَ وتواتراًَ من آبائه وأجداده وبطبيعته الفطرية ومنطقة بدون تكلف ولا تصنع فهو مرهف الأحساس دائماًَ في الحديث عن أصلة العربي وهو كما هوفي كل وقت مستعد للتجاوب ومترقب للأحداث في سبيل ذلك على كل مستوى من مستويات الفداء والتضحية وفي كل صعيد من صعد الإجابة والتلبية لكل ما يوصلة بأمته العربية ويجعلة يتكلم اللسان العربي . فعندما نعرف البلوشي الأصيل في بلوچستان حق المعرفة فإننا سنرى ذلك العربي القديم ذو المثل الأعلى الذي ليس للكذب والهزل والجبن والخور مجال بين مشاعره وفي جهاز تكوينه النفساني . فالبلوشي ( بنخوته العربية ) حاضر في كل حين لكي ينقذ ما آمن به من الأفعال الواجبة لحماية نفسه وصيانة شرفه وتطبيق الإرادات الواقعية المتولدة من إنتسابه الى العرب في الدفاع عن بلوچستان والذب عن الكيان البلوشي القبلي والبلوشي بكل سبب من أسباب حياته في أتون الحرب أما إذا إقتنع بالسلم فيما يؤمن له شرفه العائلي وعزته الدينية الإسلامية وإحترام قبيلته فإنه يسالم ويوادع فينجز العهود ويوفي بالوعود ولا يخفر الذمه ولا يخيس بالمواثيق وميزانه دائماًَ في الدنيا هو أن يكون حاضراًَ بنفسه وسلاحه وبكل ما يملك في ميادين الوفاء والنجدة والبذل ونصرة أخيه فشعاره هو سلاحه . فإذا رأيت البلوشي في قبيلته فإنك تحس منه كأنه يقول لك أنظر ها أنا البلوشي جرب فلا خوف ولا مرواغة ولا خلف بالوعود يعرف هذا كل من عاشر البلوش وخالطهم وكتب عنهم . إن البلوشي قد بقي كل هذه العصور المتتابعه والقرون الطويله مختزناًَ في صدره كل معاني العروبة ومنطبعاًَ بالصفات العربية والإسلامية الازلية ولم يفقد من ذخائر هذه الأمه في مزاياهاوروحياتها وقيمها إلا اللغه العربية والذي يجب أن نعرفه ونتأمله ونحن نتحدث عن تاريخ البلوش هو أن أعداء العرب والمستشرقين الغربيين قد إهتموا بذلك فدرسوا حياة البلوش وكتبوا تاريخهم وخطوا الحدود ورسموا الخرائط وأعدوا الفهارس وصورو جميع مواقع بلوچستان ومدنها وقراها وجبالها وسهولها ونظموا مصادر تاريخية خاصة ببلوچستان من النصوص الأدبية النثرية والشعرية والوثائق السياسية والرسائل الخاصة وشجرات الأنساب وصور القادة والمحاربين . وكان الهدف من كل هذا في كل العصور والأزمنه هو التشكيك في أصل البلوش وطمس حقائق تاريخهم . فلا بد من أن ينتبه العرب الى هذاالأمر وأن يكون إهتمامهم بالقبائل البلوشية مثل إهتمام الأعداء بهم . وأن يكون شعورالعرب بعظمة التاريخ البطولي في بلوچستان على مستوى عمق الجذور البلوشية في روابط القربى مع إخوانهم العرب وعلى مقدار الخطر الذي يشعر به الأعداء من إحياء العروبة في مكران وتعريب الألسن في القبائل البلوشية . لقد كان إهتمام المستعمرين يالتاريخ البلوشي جزءاًَ من خطة الإهتمام العامة التي أعدها المستشرقون لكتابة تاريخ القبائل العربية التي نهضت بالفتح الإسلامي . وقد ضاعفت ذلك وزاد منه ودفع خصوم العرب لتكريس التأليف والترجمة والكتابة في القبائل البلوشية هو كون هذه القبائل لا زال قوة عربية متراصة الأركان فحسب المستعمرون لها الحساب وإحتاطوا لها متوجسين خيفه منها إذا تكلم أبناؤها اللغة العربية غداًَ أوبعد غد فأندمجوا في أمه العرب . يضاف الى هذا أن مكران تطل على خليج عُمان من سواحلها الممتدة أكثر من ألف كيلومتر فتلامس مباشرة مياه الخليج العربي وتقابل وجهاًَ لوجه سواحل عُمان الوطن الأم للبلوش . أن المستعمرين كانوا يخافون من اللقاء القومي بين البلوش وبين قومهم العرب ويترقبون ظهور حركه بلوشية تتفاعل مع القوى العربية السياسية الفاعلة في الخليج العربي فتفنن هؤلاء بالتضليل والتزوير والكذب على التاريخ البلوشي ولجأت الدول المسيطرة على بلوچستان الى تجويع البلوش وتشريدهم وتفريقهم وعزلهم وتقسيم وطنهم . وقبل الفراغ من الإستطراد في هذه المقدمة ليجدر بي أن أقول إني قد كتبت عن أصل القبائل البلوشية معتمداًَ مصادر التاريخ المعتبرة ومراجع البحوث المهمه مصرحاًَ بأسمائها وأسماء مؤلفيها ومشيراًَ الى كل صفحة مقصودة بالتحقيق والنظر . إذن فالذين لم يطلعوا على تاريخ بلوچستان ولم يحيطوا بقرون الهجرات العربية القديمة إلى فارس وكرمان ومكران وخرسان ليس لهم أي وجه حق في المكابرة بالجدل والتطاول بنكران الحقائق . وأقول صراحه إني لم أبالغ في كل ما كتبت هنا ولم أخترع من نفسي أي سند من الأسانيد والتاريخ القديم يتحدث واضحاًَ وبالأدلة المبينة عن الهجرات العربيةالحميرية الى هذه الأقاليم المذكورة . فالطبري والمسعودي وإبن خلدون وياقوت وكل المراجع التاريخية العربية والإسلامية القديمة تؤيد ما نقول وتدعمه . وعندما يستشهد الإيرانيون بملاحم ـ أبي القاسم الفردوسي ـ التي إختلق فيها القصص والأساطيرفإبتدعها شعراًَ ليس له مصداق من الواقع التاريخي فإتخذ منها الإيرانيون المتعصبون براهين وآثار يدعون فيها الى التاريخ المجوسي الغابر ويجعلون منها مواد لتدريس التاريخ الفارسي القديم . أفلا نلتفت نحن الى ما نظمة العرب من الأشعار المتضمنة تواريخهم وأيامهم ووقائع حياتهم في السلم والحرب مثل قصيدة ـ نشوان بن سعيد الحميري ـ المتوفي عام 573هـ المسماة ( ملوك اليمن وأقيالها مع شرحها الموسوم ) خلاصة السيرة الجامعة لعجائب أخبار الملوك التبابعة . التي حققها ونشرها الأستاذان ـ علي بن إسماعيل المؤيد وإسماعيل بن أحمد الجراني ـ وذلك في جمادي الآخره عام 1378هـ . وقد نظر الأستاذ محب الدين الخطيب على هذه النسخة وقابل متونها وأشرف على تصحيحها . إن هذه القصيدة في شرحها الدقيق وصحة المدرك التاريخي في روايتها وإجماع مؤرخي الأدب العربي على تصديق ما ورد فيها من أخبار الحميريين بطريقة موجزة . لتعد تحفة من تحف الوثائق العربية وقبساً مضيئاً في مناهج البحث الدقيق الذي يكشف وصول العرب في زمن الدولة الحميرية الى فارس وخراسان وسمرقند والتبت . لقد ورد في شرح هذه القصيدة صفحة ـ 93 ـ و ـ 94 ـ أن الحميريين قد فتحوا خراسان ووصلوا الى ـ تبت ـ وأن سمرقند سميت بإسم الملك الحميري ( شمر ) شمرقند . ومعناها بالفارسية ـ شمر هدم وحطم ـ وهذه قرائن وشواهد يستفيد منها المؤرخ الذي يكتب تاريخ هجرة القبائل العربية الى كرمان ومكران . فينصب منها بيانات وحججاًَ تثبت أن القفس والقفص والبلوص اليمانيين قد حلوا كرمان ومكران فإستطونوا هذه البلاد وعمروها قبل وجود الدولة الساسانية . وجميع مصادر التاريخ العربي والإسلامي والأجنبي تؤكد ذلك وتؤيده . ونقل الأستاذ ـ الدواليبي ـ في كتابة ( دراسات تاريخية عن أصل العرب وحضارتهم الإنسانية ) طبع بيروت دار الكتاب الجديد صفحة ـ 22 ـ ويقول هانري ماسي أيضاًَ عن عُمان . وأما عُمان الواقعة في الجنوب الشرقي من شبة الجزيرة العرب فهي أيضاًَ بلاد جبلية وخصبة جداًَ وأن شاطئها مملوء بالمرافئ ومن هذه المرافئ خرج البحارة العرب الذين خلدوا آثارهم في تاريخ الملاحة وأن مسقط قد حلت مكان العاصمة القديمة ـ شحر ـ ( صحار ) . وكان ثمة مستعمرة عربية في جنوب الصين قرب ـ كانتون ـ في عهد ما قبل الإسلام . ويؤيد ذلك وجود العرب هناك منذ تبع الحميري حين وصل الصين . نقول هذه الكلمات للتذكر والتعليل على هوامش الهجرة العربية الى مكران وليعرف قومنا حدود الأهداف الروحية العليا التي وجدت أمتنا لتحقيقها في هذا العالم . ولنكون على وعي فعلي فيما نقولة ونعيد تدوينة من تاريخ العرب الواقعي منذ القرون الخالية في كرمان ومكران . وليدرك الشباب العربي غايتي القصوى من تأليف هذا الكتاب .

الفصل الرابع:
البلوش ودورهم في طرد البرتغاليين من عمان وفتح سواحل افريقيا:

قام البلوش النجباء الأوفياء بتعاون مع اخوانهم من القبائل الاخرى العمانية في عهد الأمام اليعربي سلطان بن سيف (1649-1688 )بأخراج البرتغاليين من مسقط ومطرح وأيضاً من شرق أفريقيا من ممباسا التي يذكر المؤرخيين الأوروبيين سيطرة البلوش عليها تحت لواء اليعاربة وأيضاً كلوة و ماليندي وبمبا..
وفي عام 1783 م كان البلوش ضمن قوات آل خليفة التي حررت البحرين من النفوذالفارسي وقد ذكر الشيخ معن العجلي بأن أسرة يوسف بن أحمد بن فاضل و أسرة آل بركت و أسرة راشد بن سعيد أشتركوا في تحرير البحرين من الفرس بقيادة آلخليفة…
وقد أشار الأنجليزي بيرسي بادغر في مقدمة مخطوطة ابن رزيق أن الأمام أحمد بن سعيد آل سعيد(1741-1783 )كان أول من أستعان بالبلوش من سلاطيين آل سعيد وذلك أبان الصراع الذي نشب بينه وبين الغافريين من قبائل الشمال…
ويذكر أيضاً بادغر أنه بعد مقتل سلطان بن أحمد على يد القواسم سيطر السيد بدر
بن سيف على الحكم في مسقط بمساعدة السعوديين الذين كافأهم بأن جعل لهم حاميةفي المناطق المجاورة لمدينة بركاء وقد أساء السيد بدر للبلوش وعمل على أنقاص نفوذهم معتمداً على نفوذ السعوديين ,مما جعل البلوش يكرهونه ويلتفوا حول السيد سعيد بن سلطان والي بركاء الذي أعتمد على ولاء البلوش للأسرة الحاكمة وقد أستطاع السيد سعيد أن يقتل السيد بدر بمساعدة البلوش ويسيطر على مسقط سنة 1806 م وقد سلم السيد سعيد قلعة مطرح للشيخ دره بن جمعة البلوشي مكافأة له على أخراجه أتباع السيد بدر من مسقط و أيضاً قام الشيخ ناصر بن محمد الجبري بتسليم حصن بدبد و سمايل لقادة من البلوش…
وأيضاً قام البلوش الذين كانوا ضمن قوات السلطان سعيد بن سلطان بأخضاع ممباسا التي كانت تحت حكم أسرة المزاريع لحكم السلطان سعيد بن سلطان و أيضاً مناطق كثيرة في شرق أفريقيا أخضعت للسلطان سعيد خلال حملة عام 1832 م ..
وعندما نقل السيد سعيد عاصمته من مسقط الى زنجبار قام البلوش بحماية ممتلكات وقصور السلطان سعيد في زنجبار بتكليف منه لثقته بهم ,ويذكر أيضاً أن البلوش يحرسون قصر بيت الساحل في مدينة زنجبار و قصر سراي المرهوبي في ريف زنجبار ..
وعند وفاة السلطان سعيد بن سلطان عام1856 م عند عودته من مسقط الى زنجبار حدثت مشاكل على السلطة بين أبنه السيد ماجد وأبنه الأخر السيد برغش ولكن في النهاية سيطر السيد ماجد على زنجبار بمساعدة الأنجليز وبفضل البلوش الذين تغلبوا على أتباع السيد برغش ,وبعد ذلك حدثت المشاكل بين السيد ماجد و أخوه الأكبر السيد
ثويني حاكم مسقط الذي رفض أنفصال زنجبار عن مسقط وأخذ كل منهما يعدان للحرب والمصادفة ان كل من ماجد و ثويني يعتمدان أعتماد اساسي على البلوش في حربهم المرتقبه أي ان ماجد معتمد على البلوش الأوفياء الموجودين في زنجبار الحرس الخاص لوالده ثم يعتمد على أبناء القبائل العربيه الاخرى الموجوده في زنجبار ثم على السواحليين وثويني أيضاً معتمد على البلوش الموجودين في مسقط و مكران وجوادر ثم على أبناءالقبائل العمانية الاخرى ولكن بريطانيا تدخلت لحل المشاكل بينهما وبعد ذلك وافق الطرفان على تحكيم اللورد كاننج نائب الملك في الهند وكان تحكيمه جاء على تقسيم الأمبراطورية العمانية الى قسمين قسم أفريقي وهي سلطنة زنجبار وساحل شرق أفريقيا و قسم آسيوي وهي سلطنة مسقط وعمان وتوابعهما جوادر ومكران …
وخلال ثورة المزاريع عام1896 م في ممباسا و ثورة القبائل الأفريقية المساي
أعتمدت بريطانيا على قواتها و قوات البلوش في أخماد الثورتين أي أن البلوش
ساعدوا الأنجليز بأمر من سلطان زنجبار …
وخلال القرن العشرين في سنة 1915 م تصدى البلوش وحامية بريطانية مكونه من جنود هنود في معركة بيت الفلج في مسقط للثوار العرب الذين يريدون أسقاط حكم السلطان تيمور بن فيصل (1913-1932 )…
وفي حرب الجبل الأخضر 1957 م حارب البلوش في صف السلطان سعيد بن
تيمور(1913-1970)ضد الأمام غالب بن علي وأخوه طالب…
وخلال حرب ظفار كان البلوش عنصرا أساسيا في الجيش العماني وقد روى كثير من البلوش بدمائهم أرض ظفار و توجد لهم مقابر هناكز
لا ننسى القائد البلوشي شهداد جوتاهان الذي ينتمي الى الهوت الذي فتح زنجبار بعد ان حررها من البرتغاليين وقد أقره سلطان عمان والياً عليها وكان ذلك في يوم17 من ذي الحجة سنة1194 هجرية وحتى ألان توجد أثار لقلعة برتغالية قديمة قد أطلق عليه السلطان سيف بن سلطان اليعربي اسم شهداد جوتاهان تيمناً باسم هذ القائد البلوشي العظيم ويقال انه تزوج من أخت سلطان عمان فرزق منها بنتين منها ولم يرزق بأولاد ويقال إن جـد شهداد جوتاهان القائد البلوشي العظيم هو قائد بحرية مملكة هرمز الشهيرة همـل جيهنـد وهو من قبيلة الهوت الذي أسره البرتغاليون وبعد ذلك قد تم إعدامه في جزيرة غوا الهندية معقل البرتغاليين.
ولا ننسى أيضاً مشاركتهم إخوانهم العمانيين بتحرير مسقط من قبضة البرتغاليين وطردهم من عُمان نهائياً وللأبد وان قلعة جلالي(سانت لوران وقد تم بنائه سنة1589م) وقلعة ميراني(كابيتان قد تم بنائه سنة1588م) خير دليل على ذلك وهما قلعتان برتغاليتان قد اطلق عليهما سلطان بن سيف اليعربي هذا الاسم مكافأةً للأخوين جلال هوت البلوشي وميران هوت البلوشي الذي بارز الفارس البرتغالي كابرتيه او كبرتيه بالسلاح الأبيض وكان معروفاً بالشجاعة والإجرام والبطش بالمسلمين وقد طعنه ميران بالرمح في ساحة سوق البز وقد تحامل على نفسه وصعد إلى إحدى أبراج قلعة جلالي ورمى نفسه منها فوق الصخور المحيطة بالقلعة وحتى ألان يطلق على البرج اسم كبرتيه .
لا ننسى وقفتهم المشرفة مع الشيخ زايد الأول رحمه الله وغفر له واسكنه جناته في معاركه مع الشيخ سليمان حاكم قطر آنذاك وقد اطلق عليهم عيال محمد تيمنا باسم قائدهم محمد جمادار البلوشي.
ولا ننسى مشاركتهم ومساعدتهم إخوتهم الكويتيين في الذود عن القصر الأحمر في الجهراء الكويتية زمن الشيخ مبارك طيب الله ثراه وأدخله الجنة وكذلك لهم مواقف طيبة في البحرين.
هذا مختصر من تاريخ قبيلة الهوت البلوشية في منطقة الخليج

الامير حمل بن جيهند: راس الاسرة البلوشية من قبيلة الهوت التي حكمت مكران باسم الكلمتي
قبائل الهوت والكلمتي: وهذه القبائل تنتمي الى أصل واحد لانها من بقايا امبراطورية الهوت الكلمتية
واشتهرت قبيلة الهوت من كلمت في التاريخ المعاصر لمكران عندما أسس كبيرها الامير البلوشي المعروف مير حمل هوت وكان امبراطورية واسعة امتدت من الجاشك حتى السند,ويذكر بان قبيلة الكلمتي
سبق ان نزح افرادها من مناطق بلوشستان الغربية من باهو ودشت و جاشك , ثم اقاموا في منطقة كلمت ولما تكاثر القبائل هاجرت بعض قبائلهم الى الجنوب الى مناطق سند وكراتشي الساحلية
وهاجرت قبائل اخرى الى لسبيلة في بلوشستان الشرقية الى ساحل غداني
قبيلة الكلمتي . وهم سكان الساحل وهم اكثر عددا.
و يقطنون في اقصى جنوب السند بين كراتشي و غارو و منتشرون فيما بين السند و بلوشستان الشرقية و هم يعيشون مع قبائل بلوش السند الذين يطلق عليهم اسم الكلمتي
أما قبيلة الكلمتي فهي من القبائل المنتشرة في كوادر و كراتشي و قرى ملير.

قال البرتغالي مصنف كتاب الهند البرتغالية. بأن، البرتغاليين قد بدأوا توجههم إلى الهند في القرن السادس عشر للميلاد واحتلوا سواحل الهند الغربية. وعندما وصلوا إلى سواحل بحر العرب ومصب نهر السند منعتهم قبيلة الهوت من دخول تلك المناطق وهذه القبيلة من البلوش وجرت معارك كثيرة برا وبحرا بين البرتغاليين والهوت حول مدينتي بسني وغوادر دون أن يستطيع البرتغاليون السيطرة على تلك المدن فعمدوا إلى إحراقها كما حرقوا مدينة عدن في اليمن وجدة في الحجاز. . . وغيرها. . . .
ولا يزال في غوادر مدفعين كبيرين من مدافع البرتغال إلى اليوم شاهدا على نضال هذه المدينة ضد الإرهابيين البرتغاليين.

كان حاكم مكران في ذلك العهد ميرجاكررند, وكان رئيس قبيلة الهوت هو ميرحمل هوت من حينئذ. حيث كانت القبيلة تسكن مدينتا غوادر والبسني على ساحل البحر من بلاد مكران وكانت قبيلة الهوت مع قبيلتا الرند واللاشار هي القبائل الرئيسية بين البلوش في مكران ولكن القتال وقع على قبيلة الهوت لأن الرند واللاشار كانوا في نزاع وحروب في مابينهم.

وكان مير حمل هوت معروفا بالشجاعة والاقدام والغيرة. وقد طبقت شهرته بلاد البلوش لأنه الرجل الوحيد الذي منع تقدم البرتغاليين في غرب الهند مما دفع البرتغاليون إلى إحراق المدن البلوشية وكان البرتغاليون قد أبادوا حملتين من اكبر الدول الإسلامية في ذلك القرن حملة المماليك إلى السند في معركة بحرية 1508 وحملة الترك أيضا في معركة ديو 1539 ولكن البلوش استمروا في المقاومة ولما عجز البرتغاليون عن إخضاعهم طلبوا الصلح مع مير حمل هوت.

كانت شروط الصلح كما يلي:

1- عدم تدخل البرتغاليون في أمور البلوش.
2- عدم قتل أي مسالم من البلوش في كل بلادهم.
3- عدم الاستيلاء على أموال البلوش وسفنهم وحريتهم بالتجارة برا وبحرا وسار الصلح لعدة سنوات ولكن البرتغاليون نقضوا الصلح فجأة بغدرهم بمير حمل وقتله خديعة.

وحدث لك عندما كان مير حمل هوت مطمئنا وآمنا بهذا الصلح أراد السفر إلى عمان وعاصمتها مسقط لأمور التجارة. وسافر مطمئنا دون أن يأخذ أحدا من فرسان قومه ما عدا بعض الملاحين من قبيلة دشتي فاغتنم البرتغاليون هذه الفرصة. وحملوا حملة رجل واحد على سفينته طلب الملاحون الأمان من البرتغاليين فأمنوهم. أما مير حمل هوت فانه قال: إني لا اطلب الأمان بل أقاتلكم حتى أموت شهيدا. فكان من أمر البرتغاليين أن اخذوا مير حمل هوت أسيرا بعد أن جرح جرحا بليغا. وذهبت مراكب البرتغالية به إلى عمان ومنها إلى الهند. وعندما وصلوا الى الهند طلبوا منه أن يعين برتغاليا حاكما على مكران مقابل الإفراج عنه. فقال مير حمل هوت: القتل أحب إلي مما تدعونني إليه أن أموت حرا أبيا أفضل لي من أن أعيش ذليلا دنيا. وعندما تأكد البرتغاليون بان مير حمل هوت لا يمكن أن يتعاون معهم لاحتلال بلاده قتلوه في السجن شهيدا. وقد اعترف البرتغاليون بشجاعة البلوش ولم يعودوا بعهدها إلى مكران. لأنهم يعرفون شجاعة البلوش وقوتهم القتالية. كما أنهم يعرفون أن البلوش لديهم الشجاعة والإصرار على الثأر فلم يعودوا إلى مكران ولم يحاولوا قتل احد من البلوش بعد استشهاد مير حمل هوت خوفا من الانتقام.

وعن إصرار البلوش على الانتقام قال الشاعر البلوشي عندما قتل أخوه بأني لا بد أن انتقم منك إلا بشروط. منها ان يكون الشعر في كفوف الأيادي وترتع الشاة مع الذئب ولا يكلها وتكون للحية أرجل وللغرب حليب وللظبي شعر مثل شعر النعجة. والسمك تعيش خارج الماء على اليابسة ولا يبقى ماء في جميع البحار والأنهار. وتحل الحجر في مياه البئر كحلول ماء الورد في الورد. ويكون القمر منورا في التاسع والعشرين من الشهر كما يكون منورا في ليلة البدر. . . . وهذا لايكون إلا بإذن الله تعالى . . لهذا رأى البرتغاليون مصلحتهم ان لا يعودوا إلى مكران واستمر ذلك إلى القرن التاسع عشر حيث وصل البريطانيون إلى مكران عام 1280هـ.

هذا وكانت حروب البرتغاليين مع مكران عام 980هـ.

ويمكن القول ان إجلاء البرتغاليين عن مكران على يد مير حمل هوت كان مفخرة إسلامية وقومية

صـــك من اليمــن الشقيقة يقر بعروبة البلوش…

هذا صك من الهيئة العامة للآثار ودور الكتب من الجمهورية اليمنية، وهذا الصك يقر بعروبة القبائل البلوشية

وهذا نص الصك :
بناء على استفساركم عن قبائل البلوش فقد تناولها بالذكر الأستاذ عمر رضا لحاله في معجم قبائل العرب لكنه كان مقلا في المادة ولم تكن مفيدة كثيرا وخير من توسع في ذكرها هي دائرة المعارف الاسلامية في المجلد الثامن من صفحة 56 الى 97 وقد تناولت ذكر مساكنها وأصولهاوتقسيماتها القبيلة وحدودها الطبيعية ثم الحدود السياسية واللغة والتاريخ وذكر في نهاية البحث مصادره حتى يكون مرجعا للباحث.

هذا هو ما خطر في البال ولاشك هناك مراجع كثيرة حول هذه القبيلة التي لعبت دورا هاما في التاريخ ولا تزال الى اليوم احدى قبائل العرب، اتمنى لكم دوام الخير والسلام عليكم وفضلا ابلاغ سلامي الى والدكم الفاضل، أرجو له دوام الخير والتوفيق، من والدكم اسماعيل بن علي الأكوع.

شهــــــــادة الشيخ مدير الهيئة ودورالكتب.

………………………………………….. ………………………
ولكم مني الاحترام والتقدير

الفصل الخامس
تقسيمات وفئات القبائل البلوشية
إن الذين ينتسبون للبلوش هم أربع أقسام، وهم كالتالي:
١) البلوش الأصليون (العرب): هم قبائل من أصول عربية مختلفة فمنهم مَنْ هُم مِنْ دَوْس وجُهَيْنًة وبلي وبني عُلاف وبني جُذام وبني مُرّة -وهي غير قبائل بني مرّة الذين في دول الخليج العربي-. وإن هذه القبائل العربية امتزجت مع بعضها البعض وتخالطت، ولكن محافظة على النسب العربي لكلٍ منها، ومن القبائل العربية البلوشية {عيال محمد}، فقد دافعت هذه القبيلة العربية العريقة بالمشاركة مع قبائل الجزيرة العربية عن البحرين من الهجوم الفارسي في الزبارة في ١٧٨٢م. فسكنت قبائل {عيال محمد} البحرين وما جاورها، وبعد سنوات قليلة كانت هجرات قبائل عربية أخرى من بلوشستان في بدايات القرن التاسع عشر، فكانت تلك القبائل المهاجرة تعرّف نفسها بأنها من بني عمومة قبيلة {عيال محمد}، فصار من ذلك اليوم إلى يومنا هذا المسمّى الذي يضمّ القبائل العربية البلوشية -مع إختلاف الإصول العربية لكل قبيلة- هو اسم {عيال محمد}، فمسمّى {عيال محمد} يضمّ قبائل الرند والهوت وغيرهم. وقيل إن قبائل (بلي) العربية المهجرة من الحجاز هي التي كانت سببا في تسمية البلوش بهذا الاسم. فمن هنا جاء اسمهم، بما أنه اسم جدهم (بلي بن عمرو بن الحاق) فإن من ينتسب إليه فهو (بلوي)، كالذي من (نجد) فهو (نجدي). فحُرف الإسم فصار (بلوشي) بدلاً من (بلوي). والقبيلة هاجرت بالتحديد من صحراء (البلقاء) شمال (الحجاز) ثم إلى (حلب) ومن ثم إلى (مكران) بعد الفتح الإسلامي -فهي لم تهاجر قبل الفتح- وهي ما يسمى الآن بـ(بلوشستان). فالقبيلة { بَـلَـوِيّـة } فحرفت بعدها الكلمة فأضيفت الشين بعد “الواو” فأصبحت { بلوشية }. وهم تميزون عن باقي البلوش بقبائل {عيال محمد} وذلك بأنهم هم العرب الذين أتوا من الحجاز. وهم يمتازون بالملامح العربية وبالأخلاق العربية الأصيلة، كما هو معروف لدى من خالطهم.

٢) التابعون (من أصول مختلفة): والتابعون هؤلاء من الفرس من أهالي منطقة (مكران) الأصليين، الذين سكنوها قبل العرب، فتبعوا للقبائل العربية التي هاجرت إلى (مكران) تبعية إسميّـة لا غير تضمن لهم الحماية والأمن، كما كان سائداً إبان الدولة الأموية للقبائل العربية الكبيرة بأن يكون لهم تابعون، وكانوا يحضون بحمل لقب القبيلة، كما هو حال الكثيرين ومن هؤلاء هو سيدنا الإمام البخاري -رضي الله عنه- حيث كان اسمه محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي. والمعلوم أنه من غير العرب فهو أهل (بخارى)، فلذلك فإن آباءه كانوا تابعين لقبيلة (جعفة) العربية، فحمل هو وقومه اسم القبيلة التي تؤيهم. ونعود للتابعين، فهؤلاء لا يحضون بالنفوذ كما يحضى به البلوش الأصليون (العرب)، وكانوا لا يتناسلون معهم إلا النادر جداً. وهؤلاء هاجروا مع العرب من مكران إلى دول الخليج العربي.

٣) الرقيق (من أصول أفريقية): هؤلاء كانوا ملكاً للبلوش الأصليين (العرب)، وكان الرقيق يشكلون أعداداً كبيرةً جداً، حيث لا يملك هذه الأعداد الغفيرة من الرقيق إلا العرب الأقحاح كما هو معلموم. وكانوا يأخذون لقب القبيلة التي تملكهم، كما هو سائد إلى يومنا بالنسبة للرقيق. وكانت لهم الحقوق كما أوصى بذلك الله تعالى وحبيبه صلى اله عليه وسلم. وهاؤلاء هاجروا مع العرب من مكران إلى دول الخليج.

٤) الدخلاء (من أصول مختلفة): هؤلاء حملوا اسم (البلوش) زوراً وبهتاناً وكذباً وافتراءاً. بدأ أمرهم في سبعينيات القرن الماضي مع بدء الإتحاد، وهم كانوا ممن جاء لتوه لدول الخليج العربي، فكانت الحكومة تعطي (الجنسية) لأهل البلد من العرب ومن كان بها عمراً طويلاً، فجاءت مجموعة دخيلة من الناس أرادوا الحصول على (الجنسية)، فانتسبوا لـ(البلوش) كذبـــــــــــاً وبغياً. المشكلة أن بعضهم كان سيئ الأخلاق خبيث السريرة ويفسد في الأرض، فلحق بالـ(بلوش) ما أحدثه هؤلاء الدخلاء. وهؤلاء أي فئتي (الدخلاء) وفئة (التابعين) -بعضهم لا كلهم- جعلوا بصفاتهم السيئة المشينة وتعاملهم البغيض مع الناس، جعلوا المجتمع ينظر على أنهم هؤلاء هم (البلوش)، مجرد أناس حمقى ووحشيين وبذيئين. فلحق بهذه القبيلة العربية الأصيلة التي لم تخالطها غير الدماء العربية وصمة العار مما فعله أناس لا يمتّـون (للبلوش) بأي صلة، سوى إن أولئك حملوا الإسم.
هكذا بقى الانسان البلوشي* ‬قويا بذاته وجملة صفاته كالسيف القاطع حادا على رقاب اعدائه وبهذه القوة والحجة البالغة كتب لهم الاستمرار والبقاء لانهم* ‬يمتلكون عناصر البقاء ولان الارادة الانسانية المدعومة بالقوة الوجدانية والآمال الصادقة هي* ‬ارادة الحياة فاستجاب لهم القدر وهيأ لهم الله تعالى من امرهم رشدا فسلكوا درب الحقيقة حتى بلغوا مجد الانسانية*.‬
وهجرة القبائل العربية الى* »‬كرمان*« ‬و»مكران*« ‬بدأت منذ القرون الاولى وقبل ظهور الاسلام،* ‬ولم تكن عن طريق شمال ايران فقط،* ‬بل ان الهجرات العربية استمرت في* ‬اثناء الفتوحات الاسلامية الى* »‬مكران و»كرمان*« ‬عن طريق العراق والساحل العماني*.‬
لقد كانت سواحل عمان معبرا وممرا لمئات الافخاد العربية التي* ‬تنقلت بين الساحل العماني* ‬وبين الساحل* »‬المكراني*« ‬فتجمعت القبائل اليمانية المهاجرة قديما بالقبائل العربية المهاجرة في* ‬دعوة الاسلام*.‬
لقد تكون المجتمع البلوشي* ‬العربي* ‬من* »‬القفس*« ‬و»القفص*« ‬و»البلوص*« ‬ومن* »‬الازد*« ‬وتبدلت الكنى والاسماء بأسماء اعجمية مثلما حدث للوجود العربي* ‬في* ‬خراسان بفعل استبداد* »‬البويهيون*« ‬و»السامانيون*« ‬و»القزنويون*« ‬واعوج اللسان العربي* ‬وتبعثر الوجود العربي*.‬
وقد ساعد في* ‬اعوجاج اللسان ان* »‬بلوجستان*« ‬وقعت بين ثلاث دول اسلامية عريقة في* ‬الثقافة وهي* ‬باكستان وايران وافغانستان*.‬
والمؤرخون* ‬يعرفون البلوشي* ‬الاصيل بنخوته العربية وبوفائه للعهود والمواثيق*.‬
والطبري* ‬والمسعودي* ‬وابن خلدون وياقوت وكل المراجع التاريخية تتحدث عن الهجرات العربية الحميرية الى* »»‬كارس*« ‬و»كرمان*« ‬و»مكران*« ‬و»خرسان*«.‬
لقد كتب المقدسي* ‬في* »‬احسن التقاسيم*« ‬وابن خرداذبه في* »‬احسن المسالك*« ‬والادريسي* ‬في* »‬نزهة العالم من المشرق الى المغرب*« ‬وياقوت الحموي* ‬في* »‬المعجم*« ‬وغيرهم عن تاريخ* »‬مكران*« ‬والفرق المذهبية والحروب واسماء مدنها وشعوبها*.‬

نبذة عن مكران:

أصول تسمية مكران :

من الثوابت التاريخية أن مكران تعود بتسميتها ونسبتها إلى (( مكران بن فارك بن سام بن نوح عليه السلام )) ، والذي قد أقام واستوطن هذه الأرض مع ابناءه واتخذ هذه الأرض وطن له ولي ابناءه من بعده ، وقد اطلق عليها اليونانيون قديمآ كَدروسيا (gadrosia) والفرس ماكَان (magan) على ماورد في كتيبة داريوش ، واطلق عليها المؤرخ اليوناني الشهير هيرودوت لفظ ميكيان ، غير ان كل هذه المسميات لهذا الأرض على ألسن مختلف الأقوام ، لا يغير كما هو معلوم من اسمها الاصلي ونسبته مما قد أخطأ به كثير من الكتاب للأسف
تعتبر* »‬مكران*« ‬المهد الاول للبلوش بعد* »‬كرمان* وذلك بعد رحيل أجدادهم من اليمن « ‬وعرفت* »‬مكران*« ‬بـ* »‬بلوجستان*« ‬ويقول محمد سردار خان البلوشي* ‬في* ‬كتابه* ‬history of baluchraceans baluchistan* »‬واطلق العرب في* ‬العصور الوسطى اسم طوران على صحراء بلوجستان الوسطى،* ‬واطلقوا اسم مكران على جميع القسم العربي* ‬من بلوجستان حتى ساحل الخليج العربي،* ‬وقد سماه الفرس ماكرستان*«.‬
ويذكر الدكتور عدنان العطار في* ‬كتابه* »‬تاريخ البلوش*«‬
ان البلوش من أولهم الى آخرهم شعب واحد منه كثير من القبائل والبطون ويذكر البلوش ان جدهم مالك بن نهم الحميري* ‬الذي* ‬جمع قبائل الازد وقضاعة ولخم وطي* ‬في* ‬منطقة البحرين حيث تنخوا وسموا تنوخ*.. ‬ولما هاجمتهم قبيلتا تميم وحنيفة اندفع قسم منهم نحو الجنوب* »‬عبد قيس*« ‬وقسم نحو الشرق* »‬البلوس وتسم نحو الشمال حيث اسسوا الحيرة في* ‬العراق والباقي* ‬الى الانبار فحلب حيث كان* ‬يسكن السهليون من طي* ‬فبنو مدينة قنسرين أقول تفرع من المهاجرين نحو الشرق عشر قبائل في* ‬البداية من اولاد سليمة بن مالك ثم تفرقت كل قبيلة الى قبائل اخرى*. ‬وكما* ‬يقول علامة الجزيرة العربية ان اسماء القبائل العربية تتغير حسب الدية التي* ‬تشمل خمسة بطون او خمسة اجداد وهذا تعددت اسماء هذه القبائل وانساحت موسعة مناطق مسكناها وأرضها حيث نجدهم اليوم منتشرون في* ‬مكران وخاران وايران والسمروان والجهلاوان والقزدار والبدهة* ‬والسند والبنجاب*.‬
الاسكندر* ‬يغزو* ‬بلوشستان

ويذكر الشيخ احمد بن محمود البلوشي* ‬في* ‬كتابه* »‬البلوش تاريخ وحضارة عربية*« ‬عن* ‬غزو الاسكندر الاكبر بلاد بلوشستان فيقول*: ‬لقد وصل الاسكندر عام *٥٣٣ ‬ق.م الى العرش وحكم في* ‬سن العشرين فذاعت شهرته وفي* ‬سن الثاني* ‬والثلاثين الموافق لعام* ٣٢٣‬ق.م توفى في* ‬بابل*. ‬جمع سبعة آلاف جندي* ‬وهيأ سفناً* ‬يونانية وبدأ زحفه وهجومه على فارس عام *٤٣٣ ‬ق.م مخلفاً* ‬آنتى باتر المقدوني* ‬بجيش قوامه ألفي* ‬جندي* ‬في* ‬مدينة مقدونيا.

‬* ‬معركة* ‬غرانيك انهزم الجيش الفارسي* ‬وقتل ميترادات* (‬مهرداد*) ‬صهر داربوش الثالث على* ‬يد الاسكندر نفسه*. ‬وفي* ‬معركة إسوس عام *٣٣٣ ‬ق.م انتصرت الجيوش اليونانية الغازية وسقطت المعسكرات الايرانية بما فيها معسكر خيام والدة وأخت وزوجة وبنت دار* ‬يوش* ‬غنيمة بيد القائد بازمن* ‬ين،* ‬يشير بعض المؤرخين ان المعركة الثالثة لدرايوش كانت على بعد *٥٢ ‬ميلا* ‬غرب أربل وسميت حرب* ‬غوغامل ونتيجة لانتصار الاسكندر فقد زحف الجيش الى بابل ومن هناك توجه الى مدينة شوش حيث استولى على خزائن ملك درايوش المليئة بالذهب والفضة وانواع الجواهر الثمينة*. ‬حاول القائد الفارسي* ‬أرى برزن المقاومة الباسلة ضد جيش الاسكندر الذي* ‬انتصر*. ‬واتجه الى برس بولس واحرق قصور ملوك الهخامنشية،* ‬قتل عدداً* ‬كبيراً* ‬وأسر وسبى النسوة وباع عدد من الشباب والشابات عبدانا ثم تعقب درايوش الثالث من بلدة همدان ولما وصل على مقربة دامغان علم ان بسوس والى باختر وبرازاس والى سيستان ورخج*. »‬رخج هي* ‬مدينة قندهار الافغانية اليوم*« ‬اصابا دايوش ضربة قاضية فقرر التوجه فوراً* ‬الى هناك ولكنه وصل بعد موت داريوش الثالث فأمر اسكندر بحمل جسده الى باسارغاد وفنه في* ‬المدافن الملكية هناك*. ‬ثم اتجه بجيشه الى تبوريا* (‬طبرستان ووركان وجرحان*) ‬وعن طريق هندوكس رحف الى الهندر احتل البنجاب وبعد انتصاره على بروس* (‬ملك سواحل هيداسب*) ‬استعد للعودة*. ‬ارسل الاسكندر جيوشه الجرحى والمرضى بقيادة كراتوس عن طريق رخج وسيستان الى بلاد فارس ثم اتجه شخصيا عن طريق بلوشستان الى سواحل فارس*.‬
استغرقت حركة الاسكندر وسفرته هذه ستون* ‬يوما واجه الصعوبات وفقد ربع جيشه من شدة الحر والجوع والعطش واضطر الجيش بنحر الحصن والبغال لتأمين الغذاء*. ‬اصيب الجيش باسهال دموي* ‬شديد حين عودته من الهند كما كان الاسكندر نفسه مصاباً* ‬ابان حضوره في* ‬بلوشستان عام *٩٢٣ ‬ق.م*.‬
لم* ‬يلق جيش الاسكندر المقتدر المنتصر مقاومة ومحنة مثل ما لاقاه في* ‬بلوشستان لدرجة ان مؤرخ الاسكندر كتب ما* ‬يلي*: »‬لم ار الاسكندر بهذه الحالة من الحزن ابداً*. ‬فحينما وصلت جيوش المقدمة بقيادة اللقائدد الشهير* »‬لئن ناتوس*« ‬ووطأت ارض بلوشستان واجهت مقاومة شديدة وعنيفة من البلوش الاشداء الذين ابلو بلاء حسناً* ‬ادى الى تفرق وتشتت القوى اليونانية المقدونية ولم* ‬يستطع هذا القائد الصمود والمواجهة*«. ‬واخيراً* ‬وبعد تحمل العذاب والمشقة اضطر الاسكندر بما تبقى له من الجيوش المنهكة التوجه الى بورا أو بهره* »‬فهرج*« ‬مدينة ايرانشهر الحالية* – ‬وبمناسبة نجاته وسلامته اقام حفلاً* ‬استغرق اسبوعاً*.‬
بسبب هذه الشجاعة والمقاومة البلوشية وشيوع خبر الضربة القاضية التي* ‬اصابت جيش الاسكندر في* ‬الاقاليم المختلفة فقد تمرد الولاة وخرجت عن سيطرته البلاد المفتوحة بسبب العصيان ونهب القادة والولادة الخزائن والذخائر وفي* ‬هذا الصدد* ‬يقول الاميرال نتارك* (‬نئارخوس*) ‬قائد الاسكندر البحري* ‬المشهور الذي* ‬جاب جميع سواحل الهند والخليج وبلوشستان في* ‬كتاباته حول شجاعة وصلابة البلوش* »‬كانت اسلحة البلوش عبارة عن رماح طولها ستة اذرع بسن* ‬غير حديدي* ‬بل بخشب صلد كالحديد صعب الاحتراق بهذه الرماح والاسنة مزقوا الآلاف من جيوش مقودنيا*..«.‬
ويضيف* »‬كانت اجسادهم ووجوهم مغطاة بالشعر ولهم اظافر طويلة حادة* ‬يقطعون بها الاسماك وفروع الاشجار ولباسهم جلود الحويانات والحيتان*.. ‬وبعد ستة ايام من التوقف ابحرنا الى مالان*«
نبذة تعريفية عن بعض قبائل قبائل البلوش
الرند
وهذه قبيلة كبيرة من الأصل البلوشي الخاص وهي صافية الدم العربي كما وصفها المؤرخون. وتُنسب هذه القبيلة العربية العريقة إلى محمد ومعاوية ابني الحارث العُلافي القُضاعي الذين ثارا على الحجّاج بن يوسف الثقفي في مكران. ونسبهم مؤرخون آخرون إلى أبي حمزة الخارجي وهو عبد الله بن مازن الدوسي الزهراني. وجاء مسمّى الرند من اسم شجرة للطيب تنبت بنجد، فقد قال عن هذه الشجرة الشاعر الجاهلي عبد الله بن الدمينة الخثعمي معبّراً عن شوقه لدياره بنجد: أَلا يا صَبا نَجدٍ مَتَى هِجتَ مِن نَجـدِ = لَقَد زَادَنِى مَسرَاكَ وَجداً عَلَى وَجد
ِويطلق اسم الرند في بعض الأحيان على القبائل الداخلة في الرند مع إنها ليست منهم . وأكثر قبائل الرند معروفة بأسماء آبائها العديدين ومنسبة اليهم . غير إن الرند القاطنين في منطقة مند من مكران.
هوت
من أقدم القبائل البلوشية وأقواها . وأعدادهم كثيرة في مكران . يُنسب الهوت إلى جدّهم هود بن عبد الله بن سالم الجُذاميّ اللخْمِيّ. والهوت مشتَقّ معناها من {الهَوَتْ} وهو ما انخفض من الأرض كما أورد ذلك ابن عبد ربّه. وكان لهم إمارة في ديرة غازي خان إستمرت مائتي عام . ويقال أن أفخاذ منهم موجودة في منطقة الاجاني و المزاريين وفي بعض مناطق كهوسة . وهوت موجودين في كل مكان وصل اليه البلوش . واكثرهم يقطنون في ديرة اسماعيل خان . ومظفر كره و الملتان وجهنك . وبعضهم يخطئ في املاء هذا الاسم بتفخيم الواو المضمومة .

كركيج
أصل هذه القبيلة من الرند وكانت معروفة بشدة البأس في سالف الزمان لهم صولات وجولات بالحكم وبتاريخ بلوشستان . [[احفاد الامير بالنج الامير ودودا الامير نقدي الامير ناصر الامير نوت
ابناء الامير حسن بن نود بن نود بنده إبراهيم]] ..
آل طاهر
يعتبر آل طاهر او الطاهوريون من اعرق القبائل البلوشية ..و ينحدرون من قبيلة الرند أحفاد الامير بكر حسن ( حاكم ملتان بلوشستان) التي تصل جذورها إلى قبيلة قريش العربية فخذ بني هاشم ..لهم صولات وجولات مشرفة وتاريخ عريق في الحكم والدفاع عن حرية بلوشستان العربية .. عرفوا بالشجاعة والبأس الشديد .. لهم تاريخ كبير بعمان وفي إيران ودولة الامارات العربية ..والجزيرة العربية
ال زين الدين
من اهم واعرق قبائل الشمال البلوشي واصلهم من الرند .. سادة بم وكسركند وكيه تولوا حكم بم كابر عن كابر وانتشروا في مواقع عدة بعد انكسار سلطنتهم في بم ساعدوا كثيرا من حكام الخليج في تثبيت حكمهم كحكام الكويت والبحرين وقطر والامارات وانخرط الكثير منهم ضمن جيش ال سعود ايام تكوين الدوله او قيامها كونوا غالبية سكان زنجبار وتنزانيا وكينيا وجزر القمر من المسلمين في فترة من الزمن ولا يزال احفادهم هناك إلى يومنا هذى
الكهوسة
وهذه القبيلة من القبائل الباسلة ذات الصولة والجولة . وتنقسم قسمين قسم من أفرادها يقطنون في أعالي السند قريبا من ـ جيك آباد ـ وأما القسم الآخر منهم . فمقرهم في منطقة ـ باطل ـ قريباً من ديرة غازي خان و من اشهر افخاذهم هم التلوريين و الجراغ و الجيانيين وأما ذلك الفخذ الصغير المسمى ـ ججيلا ـ فإنه مؤلف من المتوحشين المقيمين في وادي جاج .

ريغي
تعد هذه القبيلة من أكبر طوائف البلوش قاطبة حيث يعيش أفرادها فيما بين منحدرات ـ تفتان ـ إلى مدينة زاهدان ويكسبون عيشهم عن طريق الزراعة والرعي . المركز الرئيسي لقبيلة ريغي مدينة ـ لاديز ـ المحدودة من الغرب بزاهدان ومن الجنوب بشوركز جبل تفتان وريغ ملك ومن الشمال الشرقي ببلوشستان ومدينة باكستان . إن لقبيلة ريغي مكانة متميزة بين جميع القبائل البلوشية وذلك من حيث طبيعة مناطقها الغنية الواقعة حول جبل تفتان البركاني وكذلك بمشاركتها السياسية والاجتماعية المؤثرة . إنهم يدينون بدين الإسلام على المذهب السني الحنفي . وأبان إقامتهم بالأراضي الباكستانية الرملية سموا بهذه التسمية ( ريغي تعني الرملي ) . لقد أبعد السردار ـ أيدو خان الريغي ـ الرئيس السابق لهذه القبيلة إلى منطقة فارس ثم أعفى عنه . الرئيس الحالي للقبيلة هو السردار ـ مهر الله خان الريغي ـ وهو رجل تقي دين حسن السمعة محب للخير له إحترام ومكانة طيبة بين أهالي قبيلته وبقية قبائل سيستان وبلوشستان .
ناروئـي
يعيش أهالي هذه القبيلة في شمال وشمال غرب مدينة زاهدان ( نصرت آباد وسفيد آباد ) وفهرج ( تواب مدينة بم (رودبار) ) ويعيش عدداًَ منهم في سيستان يعتمدون على الزراعة والري . ويصيفون في مرتفعات نصرت آباد ونواحي باغي ونهبدان ( جنوبي خراسان ) بمسافة مائة كيلومتر ويشتون في مسطحات نصرت آباد . أما سبب تسمية هذه القبيلة بهذا الإسم فيقولون أنه كان هؤلاء القوم يقطنون منطقة تسمى ـ نارو ـ أي معنى غير ذي زرع ولذلك سميت القبيلة بهذا الإسم
التلوري
يعيش اهالي هذه القبيلة في يارو قريبا من ديرة غازي خان المطلة على نهر السند و هي قبيلة من الكهوسة و قد عرف عنهم الشجاعة و الكرم و حسن المظهر و كان جدهم چاكر زعيم الكهوسة و ذو حظوة عند قبائل البلوش و يعود سبب تسميتهم إلى كثرة الكلام و الثرثره
الچاندية
ويقطن هؤلاء في أعالي السند وتقع الأماكن التي يسكنونها على الطريق المسمى ـ چندود كاه ـ أو چندو كوه ـ وعلى جانب هذا الطريق ينتشر الفلاحون من هذه القبيلة وأغلب الچاندية موجودون في مظفر گره وديرة إسماعيل خان وهناك فخذ في قبيلة لغاري معروف بإسم الچاندية ومسنكهم في ديرة غازي خان .
الدودائي
لقد كانت هذه القبيلة في الماضي ذات قوة وسلطان . ولقد تغير إسمها في هذا الزمان ( أي في زمان المؤلف ) فلم تعرف الآن بإسم الدودائي . ولكن الميرانيين في ديرة غازي خان وديرة إسماعيل خان وجهنگ هم السلالة المنحدرة من هذه القبيلة وهم أبنائها المنسوبين اليها . وأما الفروع التابعة لقبيلة گورجاني . مثل ـ شيهة كاني ـ هوتواني ـ خليلاني ـ الكاني الدركاني ـ فهي أفخاذ وفصائل من قبيلة الدودائي .
الدريشك
تسكن هذه القبيلة في ديرة غازي خان . وينظر اليها في هذا الزمان بأنها من القبائل المتكاتفة المستعدة المتاهبة . ويقال إنهم من سلالة الأمير چاكر زعيم الكهوسة . ودريشك معناه القوي . وقد إشتهروا بذلك بعدما أنقذوا بعض النساء من قبيلة اللاشار عندما سقط عليهن أحد السقوف فتلقوة بأيديهم ونجا أولئك النسوة من الموت . ويقول أبناء هذه القبيلة عن أنفسهم إنهم من ( دبزك أو دزك ) وهي منطقة في مكران .
كلمت أو كلمتي
لقد كان لهذه القبيلة شأن رفيع في الزمان الماضي . ولقد إشتبكوا مع قبيلة المري . بحروب سجال قد إستمرت ردحاً من الزمن . ومساكنهم الآن في منطقة ـ بسنين ـ من مكران وفي السند أيضاً . وربما كانت هذه القبيلة ليست بلوشية . والأصل في هذا الإسم هو الإنتساب إلى منطقة ـ كلمت ـ من مكران . وقد سموا به لعلوا شرفهم .
اللاشار
هذه من قبائل البلوش الأولى . وقيل إنهم سكنوا في ـ كندناوه ـ بعد حروبهم ضد الرند . وقد إندمج فيهم ـ المگسيون ـ في منطقة ـ جهل ـ بكچهي وقد آثر بعض اللاشاريين من ـ كچهي ـ الإنتساب إلى ـ المگسيين ـ والتسمي بهم . وبعد ذلك فقد أصبحوا من أكبر فروعهم . إن أفراد هذه القبيلة موجودون في مكران وسيستان أيضاً . والباقي منهم يعيشون ضمن قبيلة المگسي . إن الحسبكاني من الاشاريين . وفي قبيلة الگرباني فخذ مهم من أفخاذ اللاشاريين . وأما اللاشاريون الآخرون الموجودون في منطقة ـ درگري ـ في ديرة غازي خان فإنهم لاشاريون بالإسم ليس غير . والحق أقول إنهم من الجت . وعندما كان البلوش في البنجاب فإن اللاشاريين كانوا معهم . واللاشاريون خاصة متوطنون في ديرة غازي خان وديرة إسماعيل خان وفي مظفر گره والملتان .
المزاري
وهذه قبيلة عالية المنزلة ومنظمة . ومركزها في ديرة غازي خان . وقيل إن ـ البلاچاني ـ الذين هم بيتُ الرئاسة في هذه القبيلة يرجعون بأصلهم إلى قبيلة الهوت . وما عدا الأكراد الموجودين ضمن هذه القبيلة فإن جميع هؤلاء المزاريين من قبيلة الرند نسباً . وكلمة مزاري معناها ( الأسد الذي حبسه ـ شهنانون مزري ـ المغولي )
الكورائي
وهذه القبيلة أيضاً من قبائل البلوش الأولى . ولم تكن في هذا الزمان من القبائل المنتظمة . وعندما كان البلوش في البنجاب فقد كانوا معهم . وإنهم موجودون في مظفر گري وفي الملتان وفي ديرة غازي خان . وإن لهم وجوداً قبلياً في مكران . وبعض الناس يكتب اسم هذه القبيلة كودائي بالدال . أو كووائي بالواو .
گرجاني
وهي خليط من أصول مختلفة . ومركزها الأساس ـ نعره ـ وهو مكان في ديرة غازي خان قريباً من ـ هرمز ـ والقسم الأكبر منها يشتمل على الدوادئيين وعلى السياه پا . ورندركاني وپتاني وجوگاني وجانك أيضاً من الرند والگبول . والبهند من أتباع اللاشاريين . وتشتملان على اللاشاريين الحسكانيين و السوراني . وأما هولواني فإنهم من بليدهي . وقد تألفت أصول هذه القبيلة على هذه الصورة . وأما فخذ الگرجاني فإنه متداخل مع اللنديين من قبيلة سوري .
المري
وهي مكونة من عدة قبائل . وقيل في الفخذ المسمى ـ الغزني ـ الموجود ضمن هذه القبيلة إنه من نسل ـ غزن بن علي بن الأمير جلال خان ـ أما الفخذ المدعو ـ البجاراني ـ الموجود أيضاً في عمارة المري فإنه نسبة يصعد إلى ـ بجار ـ الذي إصطدم بالأمير چاكر وإختلف معه وخرج على طاعته . وقيل أن المير ـ رانيول ـ من قبيلة الكهتران والفخذ المسمى ـ لاهراني ـ فإنه مختلط الأنساب ( أي ليس من قبيلة واحدة ) ولاشك أن بعض الجت والكلمتي والبليدي والحسني قد إندمجوا فيه أيضاً . وربما إشتمل الفخذ المعروف ـ البجاراني ـ على بعض الأقوام من الأصل المغولي .
الدومبكي
لقد ورد في القصص المنظومة أن قبيلة الدمكي أو الدومبكي معدودة بين البلوش بكونها من أكبر قبائلهم . ولقد قال عنهم الأمير چاكر زعيم الكهوسة إنهم خطباء بلغاء وفي بيوتهم الصحائف المدونة فيها شجرات أنساب البلوش . وتقر لهم جميع القبائل البلوشية بشرف النسب وعلو الكعب . وتقطن هذه القبيلة في منطقة ـ لهري ـ بگچكي . وقد عرفت هذه القبيلة بالإنتساب إلى أحد أجدادها الشجعان المسمى ـ الدومبك ـ فإشتهرت بهذا الإسم دون إسمها الأول .
الجتوئي وغيرهم

بلوش مكران :
قبيلة هوت وكف وبليدى ونقيب وكتور وكشانىوملازئى وكهوسغ وبليدى و برىورئيسى وكهدانى وبزنجوورند وكلمتى وكتورولورى وكهدائى وكينغى زئى وغجكى ونو شيروانى وبزنجو . بلوشبيلة وخاران قبيلة بزنجو و بلفتى و كلمتى ودودائىوهوت وسياه باذ وكوكيج و ميروانى ومينكل .
وتسكن فى خاران : نوشيروانى وركى ومحمد حسنى واشكى ورخشانى وبيرزئى وهالازئى وقنبرانىوكجائى سياه باذ وسهر ومموجا ومستى خان زئى وعيسى زئى وكو هى سياه باذواميرانى . بلوش سراوان وجهلاوان : قبيلةخرسانى ولهرى ورئيسانى وكرد وسربرة وشاهوانى وسريرة وبنكلزئىوجوهانىولانغو ومحمد شهى ودهوار . وكذلك فى جهلاوان : قبيلة زهرىوساجدى وغرغنارى وساسواى ونغارى وسمالانى وميروانى ومينكلومحمد حسنىوقمبرانى ورود ينى وبزنجو وقلندراى وريكى زئى .
قبائل بلوش البدهة : قبيلة بتافى بزدار وغبول ودريك ودشتى وغو شانى وجتوئى وجكهرانى وبختىومرى وجمالى وعمرانى وكهوسغ وكلوئى ود ينارى وغلام بولك ونو تكانىوقيصرانى ودو مبكى ولاشارى ولغارى وتالبور وخشك وشيح وكور كيج وكهيتران ومررانى ومكسى ورند ومزارى وجانديه وهوت ونوحانى ولند واحمدانى .
قبائل البلوش فى ايران :
قبيلة اسماعيل زئى ويار محمد زئىوسباهى واحمد زئى وصلاحى كوهى وبرهان
زئى وناروئى وكور كيج وسيدىوغمشاد زئى وهاشم زئى وعبدل زئىوجارى زئى
وزرد كوهى وحاجى زئى وهوتوملا زئى وبليدى وريكى وخواشى وجمشيد زئى

وجاكى زئى وعمر بولك زئىودامنى وباران زئى ومحمود زئى وطاهر زئى وبار كزى
وشيرانى ولاشار .
قبيلة الرند كبارهم :
مير رند ومير لاشار ومير جتو وميركور .
قبائل تحالفت مع الرند
رند وميردادى ومحمدانىونوشيروانى ونندوانى وكيازئى وجاكرانى وبجاتى ودو

مبكى وعاليانىوحيدرانى ومريدانى وقيصرانى وغور شانى وسندرانى وبرهمانى
وباغرانىوميرانى والله دادى ونوحانى وريحانى وفيروزئى وجمالانى….الخ
وهناكقبيلة الاشار وكذلك
قبيلة الهوت وقبيلة البختى وقبيلة المرى
وتنسب نفسها

الى بنو مرة او المرى وقبيلة التالبور …. وقبائل عدة تحتاج الى تفصيلفى نسب

الفصل السادس :

نبذة تعريفية عن الشيخ سعيد بن راشد البلوشي وبعض مناطق البلوش في عبري:

تعتبر الصبيخي منطقة من مناطق ولاية عبري في سلطنة عمان (تبعد عن مدينة العين حوالي 120 كلم) ويسكن في منطقة الصبيخي عدة قبائل مثل البلوش والذين يشكلون الأغلبية وبنو تميم في الغرب وبنو كتب، والبلوش الذين يسكنون الصبيخي يعتبرون مثل بلوش المازم سواء كان في نسبهم أم في الفخذ الذي ينتمون إليه، وفخايذ البلوش في منطقتي المازم والصبيخي والعراقي تنقسم الى آل اسماعيل ( ينتسب الى آل اسماعيل الشيخ سعيد بن راشد البلوشي رحمه الله)، و اليبالة واليوازفة والمراشدة وعيال حماد والحناظلة، وبلوش هذه المناطق وكما هو معروف في التاريخ أنهم كانوا في حلف الشيخ زايد الأول ( الشيخ زايد بن خليفة جد الشيخ زايد بن سلطان رحمهم الله أجمعين)، وكانوا يخوضون معه الحروب الداخلية والنزاعات بين القبائل.

الصبيخي دار الاقـــارب :::::: يا رب تســـــقيها زماني

ويسيل مفلاها ويعشب ::::: بسيوحها وتسيل وديانيمنطقة الصبيخي فيها قلعة البلوش وباني القلعة هو سعيد بن سالم البلوشي ويعود بناءه إلى سنة 571 هـــ ، وهو معلم تاريخي وحضاري قيّم ويقع الحصن الآن في منزل الشيخ خليفة بن حميد بن خليفة بن سالم بن حميد البلوشي ، ولقد دارت حروب بين القبائل في تلك الفترة وقد حاولوا الاستيلاء على الحصن لان الحصن في ذلك الزمان كان يعتبر مقرا للحاكم أو الشيخ ولكن البلوش لم يرضوا بذلك أبدا.

والمعلم الآخر هو المسجد القديم ويعود بناءه الى سنة 116 هــ وقد بناه صبيــــح بن علي بن سعــــيد البلوشي وهذه المعلومة قد كتبت بحفر الاصبع عند بناءه في ذلك الوقت وكذلك القلعة. وفي الصبيخي يوجد قبر لم استطع تصويره وهو لشخص بلوشي يدعى مــــايد بن محمود البلوشي وتاريخ وفاته هو 15 رمضان 50 هـــ. .

وهذه قصيدة كتبت قبل 183 سنة في حياة المرحوم الشيخ خليفة بن سالم بن خليفة البلوشي

يا لله يا والي على كـــــل والي ::: يا من بعـــــفوه للــــــــــمساكين غفّار

يمفجر الماء من صميم الجبــالي ::: ويا مخرج ابراهيم من واهـــــــج النار

تغفر ذنوبي يوم توقف عـــــمالي ::: ويوم تنعرض الاعمال على يدين جبّار

يا بو حــسن مــنك زماني احتالي ::: تغــــيرت دنيــــــــاك من قــــل الافكار

سويت مثل اللي من الـــعقل خالي ::: قطع اردوك الثوب وأدعـــــاهن اقصار

اعتضت عن ربعك زفيت ويوالي ::: وطاوعت فينا شــــــــــــور الــذي شار

شـــــويرك بن الدري ولد لـــيوالي ::: ومـــن صــــــــوبنا جــمعة ويا الـــفار

زاهـــــاك مســــلم بحكي وفعاــلي ::: وتصبيـــــحه الــــــراتب على كل نهار

من ردوا الشــــور لأهل الشمـــالي ::: قالوا هـــذا نعــــم اللــــي بـــــد وصار

عزاه هــــذا البيت زيــــن وغـــالي ::: بنـــاخذ الــــــزكوة و بانملــك الــــدار

يوم التــــقواســـالم وراعي لعوالي ::: يعــــــــلهم الاثنــين في وسط حفّـــــار

فيهم خلــــــيفة ما شكى من أفــعالي ::: شـــــــرات الشاهين على راس قصّار

ارخص بروحه طالبا للمــــــــعالي ::: باع العـــــــمر في شف مانسكن الدار

يا لــــيت من رعي ثلاثــــة احذالي ::: ويكون فيهـــــــــم بندقهــــم وبخـــتار

حتى ولد مـــــيرين شـــــل الزوالي ::: من عقب ما تفــــــــرش لي ياه خطار

يـــــــدنا محمد ما يـــــربي لحمالي ::: لا يطبع بشوكة و لايلـــــــــــبس العار

كتـــــــّارته تـــــيري كبار الجمالي ::: ومطلا في بـــديه للعمار قصـــــــــــار

لــــــي شفـــــته تـلقاه شيــن الدلالي ::: شواربه على عــوارض عطــــــــــار

وصلاة ربي عــــــــدّ ذري الرمالي ::: واعداد ماهلت همالـــــــــــيل الامطار

على الهادي لي جاب بخير الرسالي ::: محمد لي شــــــعّ الكون بنـــــــــــوار

من كلمات الشاعر المرحوم/ سعيد بن ابراهيم بن سعيد البلوشي
………………………

الشيخ سعيد بن راشد بن سعيد البلوشي شيخ التميمة

الشيخ سيعد يعتبر شيخ من شيوخ البلوش و كان يسمى بــ شيخ التميمة ، حيث كان من البلوش الذين يسكنون في منطقة العراقي في الظاهرة في ولاية عبري في سلطنة عمان وكان رحمه الله له صيت واسع في كل الخليج و أغلب شيوخ وحكام الخليج يعرفونه جيدا .

و عنما توفى رحمه الله كتبت فيه مرثيات عديدة ومنها

مـــــــــا مات من خلـّف له المجد طاري :::::::::::::: مثل الشجر لي في دفناه حياه

راس الشيوخ ومن سلالـــــة مشـــايخ :::::::::::::: مبداه من هود النبي ومنتهــــاه

وما كل ميــــّت يتسمى بالفقـــــيدة :::::::::::::: الاّ العقـــــاب المعتلي في سماه

وان صفـّوا شيوخ المشايخ اكيـــدة :::::::::::::: سعيد بن راشـــد امـــــام الصلاة

شيخ التميمة ان شفته مقبل تهــابه :::::::::::::::: محدن عطاه الهيبة الله عطـــــاه

ولولا التواضع لي مزيّـن خصالـــه ::::::::::::::::: لا ما تجرّأ حـــــدّن يج معــــــاه

هذا اتفقه وسيفه وهذي الخناجر ::::::::::::::::: وعمامته وبشته وهــــاذي عصاه

لو يسمح الله ينطقن عن أفعاله :::::::::::::::::: صفـّق له اعجاب اللحد والحصــــاه

يا متعب الشمس وقمرها ونجومه :::::::::::::::: محدن مقامك واصـلن مستـــــــواه

ويا خال لو عدّوا رجال المواقف :::::::::::::::: أمسيت واحد ماله ثاني معـــــــــاه

منته حبيب أهلك وبس انت قبلة ::::::::::::::::::: كل القلوب اللي توحـــّد للالـــــــــه

ولولا الدفن في التربة أمر من الله :::::::::::::: شلناك فوق الرووس طـــول الحيــاة
للشاعر حمود بن حمد بن علي النعيمي

اشكر كل من الشيخ خليفة بن حميد البلوشي وسهيل بن معضد البلوشي وسعيد بن معضد البلوشي على حسن الاستقبال وعلى معلوماتهم الطيبة

وهذه مرثية اخرى في الشيخ سعيد رحمه الله للشاعر الشيخ اسماعيل بن شهاب بن حمد البلوشي
يا عمي ترثيك البوادر ولحــــــــراب ::::::::: وقحص الرمك لي ربعت كل خايـف
ويا شيخ ترثيك المعاني بلا حسـاب ::::::::: ومبعد خبيب الني جاك ضايـــــــف
ويا شيخ ترثيك المساجد ولكتــــاب ::::::::: واهل الشروع الى قروا بالصحايف
ويا شيخ يرثونك عريبين لنجــــــاب ::::::::: اهل النفوس الواسعات الخفايــــف
يلي اركبوا من فوق ذربات لعـــراب ::::::::: ناصين شيخ كلمته بالنصايــــــــف
الوقت معسر والزمن كله انشــــــاب ::::::::: وانته الثقيل الى ما شكاله حسايف
وين الكريم الى فتح غلق لبــــــواب ::::::::: وقت الفجر يبكيه دمعي ذرايــــــف
ووين الذي للغز يرقى ولا هـــــــاب ::::::::: باهل العزوم الى رقوا كل نايــــف
ياليت من دونك عن الموت طــــــلاب ::::::::: يفداك صف ما يهاب التلايـــــــــــف
ويفداك متلوع الرقايب ولهــــــــداب ::::::::: حسين وصف بفرحة كل شايــــــف
ويا دمع عيني فوق لخدود سكـــاب ::::::::: عضيت من عقبه ردات الشفايــــــف
عسا روحك الجنة بلا وعد وحســاب ::::::::: في روضة خضري بليا كلايــــــــف
وعسى المزون الى تلا ظلها سحـاب ::::::::: تهمل على قبر سكنته رضايــــــف

وهذه قصيدة مختصرة للشاعر الفلسطيني (أسماعيل موسى اليوسف) حينما زار بلوشستان سنة 1969….
يا قاصدا نحو مكران ..
إني لاذكر يوما لست أغفله…
يوما (بمكران) يبقى المرء حيرانا
فما رأيت, يغشي الطرف منظرة
وما سمعت, ويذيب القلب اشجانا ورأيت أثار أمجاد مبعثرة
سعى بها الظلم تحريفا ونسيانا(مكران) كانت على الأيام زاهرة
تجر بالفخر أذيالا وأردانا
فسدد الخلف سهما غير خاطئة ..
وفرق الرهط أحبابا وخلانا
شعب تسنم في الأزمان منزلة
ضاهت ملوك الدناعزا وسلطانا ذاك
((البلوش))بنو عم ومرحمة لن يستكينوا لحكم صار بهتانا
(قفس وقفص) إذا أغفلت نسبتهم ..
سل (بابلا) ان بدا وهم (وبغدانا)
أزد) همو, لايروم مشهدة تاريخهم يملأ الأسفار إيمانا عرب,وللعرب أنساب
تقربهم (عدنان) إن رمت أجداد (وقحطانا)…

قصيدة قام بنظمها القاضي القاضي أبوعبيده عبدالله بن محمد بن خميس البلوشي ردا على كل مريض يطعن في اصول القبائل وفي انسابهم (عائشة السيار) ، والله المستعان على ما يصفون.

وابنـــه سيار تهـــاجــم مــازمـــــا صناديد قحطان اسودا أكـــارمـــــا
لهم سـابقات المجد و الفضل و العلى ربوا في متون الصافنات قوادمــا
لهم غزوات سجلـــت و مكـــارمـــــا تفوق على طول الزمان الغمائمـــا
سليلــــه سيار. اراهــــا تجــاهـــلت زمانا و أنسابا و تجهل مازمـــــا
فــان بـلـوشـــــا مـن بـلـى مــــالـك قضاعه من اجدادهم كان حاكمـــا
الى حميـــر ســارت هناك اصولهــم الى طبقات قد سمت لن تزاحمـا
فـمـــازم قـحـطــانـيـــه حـمـيــريــه ابوناصر احيا هناك المراســــــــمـا
واخوانــه الابطـال طوعـا لامـــره وما قصدوا الا الهدى و المكارمــــــــــــا
وارضهم من قبل صنعــاء و مـأرب وبعدها حلوا الحجــازالمقـاومـــــــــــا
ومنها الى الشـام الخصيب توجهــوا وفي حاله البلقاء اشدوا العواصما
وجـــاءوا عمــانـــا قبــل ميـلاد مريم وعيسى وحلوا بالخصيب ومازمـــا
فراجـــع تــواريــخ الانـام و قل لهـا تلازم ان تبغ النجاح المعـاجمــــــــا
وســـادات مكــران ملـوك وشـأنهـم عظيم لهم بأس يطير الجـــماجمـا
وفيهم رجال الدين والسيف والندى لقــد جــردوا لله منهــم عــزائـــمـا
ومنهـــم جـلال الــدين كـان مجاهدا جيوش التتار اذ أزاح المظالـــــمـا
كــذلـك سـيــف الـدين منهـم وانهـم افاموا على متن الزمان المعالما
لســـانهـــم حســـب الجـــوار الاتـرى لمن عاد من افريقــــيا و تكلمـا
ولكــن اصـل القـــوم لازال بــاقيـا هم العب العربا ليوثا ضراغـــــــــمــا
وبنـــــــــت الـسيار تدرك ما مضى ونرجو لها يوما تشرف مازمــــــــا
صـلاه وتسليمـا على سيـد الـورى وال وأصحابه و من كان عالـــــــم

__________________________________

اضغط الرابط أدناه لتحميل البحث كامل ومنسق جاهز للطباعة 

[تنزيل غير موجود]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *