بحث عن مرحلة الرضاعة جاهز doc‎

مرحلة الرضاعة (من الولادة – 2 سنة)

التغيرات البدنية

في مرحلة الرضاعة يكون النمو سريعاً ومتتابعاً فالمتابعة الصحية في هذه المرحلة تكون بعد اسابيع قليلة من الولادة لمتابعة الطول، الوزن، ومحيط الرأس. الغرض من هذه المتابعة يكون لإكتشاف تطور الطفل من عدمه.

حجم الجسم

كيف يكون النمو السريع بالضبط؟ حجم جسم الرضيع عادة يكون ضعف مرحلة الولادة عند الشهر الرابع وثلاثة اضعاف حجمه عند السنة الاولى. مثلاً، وزن الطفل عند الولادة يكون 3.25 كجم ثم يكون  6.5 كجم عند الشهر الرابع، وعند السنة الاولى يكون 9.75 كجم. ثم يبدأ النمو البدني بالتباطؤ ولكن يبقى سريعاً، فعند السنة الثانية من الولادة يكون وزن الرضيع 13 كجم وبطول ما بين 51-86 سم. مما يعني ان الطفل في السنة الثانية من العمر يكون نصف طوله عند البلوغ وخمس وزنه ايضاً عند البلوغ.

التطور الدماغي

جمجمة الرضيع تكون كبيرة بشكل غير متناسب بسبب احتفاظها بالدماغ. فوزن الدماغ للرضع يكون 25% من وزنه عند البلوغ.

ارتباطات الدماغ:  محيط الرأس يقدم فكرة صعبة عن كيفية نمو الدماغ مما يستلزم المتابعة الصحية له. فالمسافة بين الرأس تتطور بمعدل 35% في السنة الاولى (33-46 سم) والتغييرات المهمة للدماغ تكون في النشاط التواصلي

الحواس والحركة

كما تعلمنا في الفصل الثاني بأن بياجيه عرف هذه المرحلة العمرية بما يعرف بالمرحلة الحس حركية وذلك لان العمليات العقلية تبدأ بالتطور من خلال تطور الحواس والمهارات الحركية للطفل.  في نفس السياق، ان تطور دماغ الاطفال الرضع يعتمد على خبرات الحواس المكتسبة والانشطة المبكرة.

الحواس الخمس: تبدأ وظائف الحواس عند الولادة. و خلال السنة الاولى، فالاطفال الرضع يستخدمون حواسهم لتخزين وتصنيف الخبرات المكتسبة. لذلك، فإن الاطفال الرضع جزءا كبيرا من السنة الاولى من حياتهم بالنظر حولهم. فبينما هم ينظرون، هم بالتأكيد يستمعون، يشمون، يتذوقون، و يلمسون كل شي في محيطهم. فلا غرابة بأن الاطفال يرغبون بعمل كل شي بدون تركيز او تمييز. فمثلاً، تجدهم يبتسمون للغرباء او يضعون كل شي في افواههم.   ومن هنا يأتي السؤال التالي، لماذا لا يختار الاطفال ما يقومون به؟ والجواب هنا هو ان الحواس تسبق الادراك الحسي للطفل. فالحواس تعمل عندما يستقبل الجهاز الحسي مثير ما كالعين عند استقبالها الضوء. فالاطفال الرضع يفضلون الحواس عند تعاملهم مع البشر اكثر من الادوات. بمعنى ان الطفل يفضل مص اصبعك على مص قطعة من القماش.

الادراك الحسي يكون من اجل تحليل المعلومات الواصلة الى الدماغ من خلال الحواس. ويكون هذا التحليل في جزء من الدماغ معتمدا بذلك على الخبرات السابقة لتفسيرها. فالطفل في هذه المرحلة لايدرك ما تم استقباله عن طريق الحواس فمثلا الطفل لا يملك اي فكرة عن الحروف عندما يشاهدها، وان وجه امه يتميز عن وجه ابيه، ورائحة الورد تختلف بمفهومها عن رائحة الثوم. فالادراك الحسي يحتاج الى خبرات سواءاً عن طريق الخبرات المباشرة او الرسائل من اناس اخرين.

الافعال الانعكاسية

الفعل المنعكس او الانعكاسي هو فعالية عصبية سريعة وغير ارادية. والفعل الانعكاسي ضروري جداً لحياة الاطفال الرضع، فعن طريقه يستطيع الطفل اكتساب الاستجات والخبرات الحركية التي تساعده على التكيف مع العالم الخارجي. ومن الامثلة على الافعال الانعكاسية: اقفال وفتح حدقة العينين تبعاً لقوة الضوء الوجه، العطس اذا دخل الانف شيئ غريب، الدروان تجاه الصوت، او مسك الاشياء في محيط اليد.

ومن اهم فوائد الافعال الانعكاسية ما يلي:

1- المحافظة على حياة وسلامة الطفل وبقائه على قيد الحياة.

2- العمل كصفة وقائية للطفل كما في اقفال العين اثناء تعرضها لجسم غريب.

3- دليل على التطور العصبي للطفل.

4- ان تلك الانعكاسات توفر خبرات مناسبة للطفل للقيام بالمهارات الحركية لاحقا

ولقد قسمت الافعال الانعكاسية الى ثلاث فئات وهي:

1- الانعكاسات الاولية

2- الانعكاسات القوامية

3- الانعكاسات الانتقالية

المهارات الحركية

المهارة الحركية: عبارة عن فعل أو مهمة تحقق أربع معايير.

  1. ذات هدف موجه بمعنى تؤدي لتحقق بعض الأهداف.
  2. تتطلب حركات الجسم والأعضاء لانجاز الهدف
  3. الحركات يجب أن تكون إرادية، ولا تصنف غير الإرادية كمهارات (مثال) كخطوات الفعل العكسية لدى الرضيع.
  4. المهارات الحركية تتطور بفعل الممارسة والتطبيق بمعنى أخر أنه يجب تعلمها أو إعادة تعلمها.

المهارات الحركية مهمة جدا للاطفال في هذه المرحلة العمرية لانها تسمح لهم بالوقوف ومن ثم المشي. فالمهارات الحركية التي يقوم بها الطفل تكون مرتبطة بالتغيرات في الحجم والمقدار وكذلك في نمو الدماغ. فالمهارات الحركية تبدأ بالتطور والتحسن مما يساعد الاطفال على الحركات وكذلك التحكم بالحركة.

المهارة الحركية للعضلات الكبيرة

المهارات الموجه تحتاج الى تناسق اجزاء عديدة من الجسم لانتاج الحركات باستخدام العضلات الكبيرة للطفل. يعتبر الحبو احد الامثلة على ذلك. عندما يوضع الاطفال حديثي الولادة على بطونهم، فانهم يقومون بتحريك ايديهم وارجلهم كما انهم يسبحون. ولكن الاطفال الرضع يكتسبون عضلات قوية مما يساعدهم على التهزهز محاولين التقدم للامام بالضغط على سواعدهم، اكتافهم، واعضائهم العلوية ضد السطح الذي هم عليه. فعند الشهر الخمس، فإن الاطفال عادةً يستخدمون ايديهم وارجلهم محاولين التقدم الى الامام زحفا مع استخدام بطونهم. وتعتبر تلك من المهارات الحركية باستخدام العضلا الكبيرة.   وعند الشهر الخامس او الثامن، فإن معظم الاطفال يقومون بالزحف مستخدمين اطرافهم الاربعة (عن طريق التناسق الحركي بين الذراعين والركبتين مع ضرورة وجود التوازن). وبعد ذلك يحدث الحبو كنتيجة خبرات معتمدة لما سبق. مع ملاحظة ان الاطفال العاديين قد لايمرون بتلك المرحلة لاسباب عديدة منها برودة او حرارة سطح الارض لو ان الاطفال يقضون ينامون معظم الوقت على بطونهم. فليس صحيحا بأن الاطفال يجب ان يحبون لكي يتطورون طبيعيا، لان كل طفل يستطيع ان يستكشفغ طريقم ما تساعده على المشي.

جلوس الطفل يتطور تدريجيا مع العمر، فالتطور العضلي للطفل يساعده على ثبات النصف الاعلى للجسم.فعند عمر الثلاث اشهر، فإن عضلات الاطفال تكون اكثر كفاءةً للجلوس بمساعدة الحاضنة وخاصة عندما تكون الحاضنة باستخدام اليد. وعند عمر الستة اشهر، فإن الاطفال عادةً يستطعون الجلوس بدون مساعدة.

مشي الاطفال يكون متدرجا من حركات لا ارادية ، حركات مترددة ، خطوات مدعومة من البالغين، واخيرا خطوات متناسقة. هناك ثلاثة عناصر تسمح للاطفال البدء بالمشي: القوة العضلية ، نضج الدماغ مع اللحاء الحركي، و التدريب.  مع ملاحظة انه عندما يبدأ الاطفال المشي عن طريق اول عنصرين من العناصر السابقة، فان الاطفال يكونو اكثر شغفا بالمشي ويرغبون بالتدريب لساعات طويلة و كذلك المشي على اسطح مختلفة  باستخادم الحذاء او حفاةً. ويكره الاطفال في هذه المرحلة ان يوضعون في عربات الاطفال.

المهارات الحركية للعضلات الصغيرة

المهارات الحركية التي يتم فيها استخدام العضلات الصغيرة تعرف بالمهارات الحركية للعضلات الصغيرة مثل الكتابة، الرسم، الطباعة، وربط الاحذية. اضف الى ذلك حركات الفم، الشفايف، الفك، واصابع القدم. فمهارات الفم تسبق مهارات الاصابع باشهر عدة وكذلك مهارة المسك بالقدمين تسبق مهارة المسك باليدين. ولكن مهرات اليدين تعتبر من الضروريات للبشر، فنلاحظ ان الطفل يقوم بالتدريب عليها. فعند الشهر الاول والثاني للطفل، فإنه يحاول الوصول الى الاشياء. وعند الشهر الثالث، فإن الاطفال يقومون بمسك الاشياء ولكنهم لا يستطعون الوصول الى الاشياء ومسكها حتى توضع في ايديهم بسبب محدودية التوافق البصري- العضلي.

وعند الشهر الرابع، فإن الاطفال يستطعون مسك الاشياء ولكن التوقيت لا يكون مناسباً بسبب انهم يمسكون الاشياء ببداية مبكرة جدا او متاخرة جدا. وعند الشهر السادس، فإن الاشياء الموجه والمركز عليها فان معظم الاطفال يستطيعون الوصول للاشياء ومسكها والاستمرار بذلك عندما تكون تلك الاشياء مناسبة الحجم لهم. مع ملاحظة ان بعضهم يستطيع ان ينقل الاشياء من يد الى اخرى.

عند نهاية السنة الاولى وخلال السنة الثانية، فان المهارات الحركية التي تتطلب استخدام اصابع اليد قد تطورت. فيستطيع الطفل ان يستخدم اصابع اليد كمكاشة (استخدام اابهام والاصابع الخرى لالتقاط الاشياء الصغيرة) و كذلك استخدامها لتغذية نفسه (بأستخدام اليد ثم الاصابع ثم لاحقاً بإستخدام الاواني). وفي السنة الثانية من العمر، فإن مهارة المسك تصبح اكثر اختيارية وذلك من خلال ان الطفل في هذه المرحلة لا يقوم بسحب نظارات الاب او شعر الام.

التطور الادراكي الحسي

افضل طريقة لمعرفة التطورات في هذه المرحلة تكون بعرض مراحل النمو المعرفي لبياجيه.

المرحلة الحس حركية: ادرك بياجيه ان الأطفال الرضع اذكياء ، نشطاء للتعلم، يتكيفون للخبرات، و متكيفين مع الواقع وهو ما اعتبره بياجيه باساس العبقرية. ولذلك قسم بياجيه النمو المعرفي في هذه المرحلة الى اربعة اقسام. القسم الأول يبدأ من الولادة وحتى عمر السنتين وهو ما سماه “الذكاء الحس حركي”. سبب تسمية بياجيه تلك المرحلة بهذا الاسم بسبب ان الأطفال يتعلمون من خلال حواسهم ومهارتهم الحركية. اضف الى ذلك بان بياجيه قسم النمو المعرفي للطفل في عمر السنتين الى ست مراحل كانت حسب الجدول التالي:

الخصائص المعرفية

المرحلة

الطفل هنا يستجيب لجسمه فقط الحلقة الأولية لرد الفعل
الأفعال الانعكاسية: المص، المسك، التحدق، و الاستماع المرحلة الأولى (من الولادة – الشهر الأول)
الصفات المكتسبة الأولية (التجهيزات والتوافقات للافعال الانعكاسية) المرحلة الثانية ( الشهر الأول- الشهر الرابع)
الطفل هنا يستجيب للاشياء و البشر من حوله الحلقة الثانية لرد الفعل
عمل مشاهد مثيرة للاهتمام عند الاستجابات للبشر والاشياء: مثل ان الطفل يقوم بالتصفيق عند رؤية امه. المرحلة الثالثة (الشهر الرابع – الشهر الثامن)
القيام بالتكيفات والتوقعات الجديدة بحيث ان استجابات الطفل للبشر و الأشياء تكون موجهه و ذات معنى: مثل ان يقوم الطفل بجمع يدي امه حتى تقوم بالتصفيق له المرحلة الرابعة ( الشهر الثامن – الشهر الثاني عشر)
الطفل هنا يكون اكثر فعالية حيث تكون البداية بالافعال ثم تكون الافكار الحلقة الثالثة لرد الفعل
القيام بالمعارف الجديدة من خلال التجارب (العالم الصغير) مثل: ان يقوم الطفل بتكسير الألعاب للبحث و الاستقصاء المرحلة الخامسة (الشهر الثاني عشر – الشهر الثامن عشر)
القيام بالمعارف الجديدة من خلال استخدام العقل وذلك من خلال ان الطفل يؤخذ بعين الاعتبار التجارب السابقة للوصول الى الأهداف الحالية مع استبعاد مفهوم المحاولة والخطأ مثل: قبل ان يقوم الطفل بتحطيم العابه فإنه يتذكر بانه لا يستطيع اللعب بها بعد ذلك. المرحلة السادسة (الشهر الثامن عشر – الشهر الرابع والعشرون)


معالجة المعلومات
:

مفهوم معالجة المعلومات مستوحى من علم النفس المعرفي والذي يؤكد أن العمليات الإدراكية تؤدي إلى خلق شكل من أشكال التمثيل والتصور الرمزي للمعلومات البيئية والمهام وذلك من خلال المرور بسلسلة من العمليات الذهنية، تتضمن عمل مقارنة لتلك المعلومات مع ما هو موجود في الذاكرة، مما يؤدي إلى اتخاذ القرار بشأن الإجراءات المطلوبة للاستجابة للمواقف المختلفة.

فبدل ان الطفل (بعد الولادة)  يقوم كفعل عكسي بالبكاء عند الشعور بالجوع، فإن الطفل الرضيع هنا يبحث عن الرضاعة عند الشعور بالجوع ومن ثم التقاطها والبدء بتغذية نفسه. فكل مرحلة من المراحل السابقة تحتاج الى معلومات حتى يتم معالجتها. فالطفل الرضيع يختلف عن الطفل حديث الولادة بأنه اكثر فعالية وتفكيرا بسبب التقدم في معالجة المعلومات لديه. فمعالجة المعلومات تتأثر بإمكانيات الفعل والذاكرة.

.

.

.

______________________________________________

اضغط الرابط أدناه لتحميل البحث كامل ومنسق    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *