بحث عن موقف الإسلام من حوار الحضارات جاهز وورد doc

موقف الإسلام من حوار الحضارات

الاسلام والحوار:  

مفهومي المشاركة والصراع في الاسلام:

انطلاقا من التصور المنهجى الاسلامى الذى يرفض اسناد الصراع والتناقض إلي الماده( كما في الماركسيه) لان هذا يعنى يسخير الانسان لما هو مسخر له كما يرفض اسناده إلي الفكر المطلق(الاله) ( كما في الهيجليه) لان الاله منزه عن التناقض ولان التطور انتقال من النقص إلي الكمال والاله مطلق الكمال فانه يقصر الصراع والتناقض ( الجدلى )على الانسان بناءا على مفهوم الاستخلاف( واذ قال ربك انى جاعل في الارض خليفه) وهذا الصراع له شكل تكوينى يتمثل في التناقض والصراع في الانسان بين واقعه وغاياته وشكل تكليفى يتمثل في التناقض والصراع في الانسان بين المحدود والمطلق وهوماعبر عنه القران بجهاد النفس( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) هذا هو الشكل الاساسى للصراع اما الصراع بين الانسان والانسان بين الذين يريدون تغيير الواقع لتحقيق غايات معينه والذين يقفون عقبه في سبيل هذا التغيير أو بين الذين يريدون تغيير المحدود تجاه المطلق والذين يريدون الاقتصار على المحدود فهو شكل الثانوى للصراع لانه عقبه امام  التطور التكوينى والتكليفى وغايه هذا التطور الغاءه.

فالاصل إذا في التصورالاسلامى هو المشاركه وبالتالى للحوار مع الاخر الحضارى ( حوار الحضارات) أو الاخر الدينى(حوار الاديان) اماالصراع فهوفرع

لذا جعل القران الحوار احد مناهجه الاساسيه

 فهذا حوار الله سبحانه مع ملائكته(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 30].

وحوار الله مع رسله(  وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ..) [المائدة: 116] .

بل حتى مع الكافرين(   قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا *قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى) [طه: 125, 126].

بل حتى حوار الله جل جلاله مع إبليس( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) [الأعراف: 12].

[17:45, 11/19/2018] +966 55 114 1087: والقرآن مليء بمحاورات الرسل مع أقوامهم(قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) [إبراهيم: 10].

وتأمل حوار إبراهيم عليه السلام مع مدى الربوبية(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [البقرة: 258].

وحوار موسى مع فرعون مدعي الألوهية والربوبية في سور عديدة في القرآن الكريم، وكذلك بقية الرسل عليهم صلوات الله وسلامه، حيث يحاورون أقوامهم بالحكمة  لدعوتهم إلى الله وبيان الحق لهم والرد على شبهاتهم.وهذا القرآن يحكي حوار النبي صلى الله عليه وسلم مع امرأة(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) [المجادلة: 1].

أسباب مشروعية القتال في الإسلام:

أن الإسلام أوجب القتال في حالتين الأولى مرتبطة بواجب نصرة المسلمين غير الخاضعين لولايتها السياسية في الدين ودعوة الناس للإسلام يقتضي قتالها لغير المسلمين في حالة إكراههم على الردة عن دينهم وفتنته عنه (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) وهذا يعني عدم إكراه المسلمين على ترك  دينهم والدخول في الإسلام إذ أن هذا يعني إسناد صفة الهداية لغير الله فهو شرك في الربوبية نهى عنه الإسلام ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) (القصص: 56)، ومن هنا كانت قاعدة حرية الاعتقاد في الإسلام (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) (البقرة: 56).

وعلى هذا فإن قتال المسلمين كان لإقرار حرية الاعتقاد في الأرض سواء، بعدم إكراه المسلمين على الردة عن دينهم أو عدم إكراه غير المسلمين ترك دينهم والدخول في الإسلام وهذا الأمر واضح في آية القتال  عند الحديث عن البيع والصلوات مع المساجد (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير إلا أن يقولوا ربنا الله، ولو لا دفع الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثرا).

إن الإسلام دعا للارتقاء إلى طور الأمة الذي تميز بالاستقرار على أرض معينة (ديار) وهنا نجد أن الإسلام أوجب القتال في حالة إخراج المسلمين من ديارهم ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير إلا أن يقولوا ربنا الله)( لا ينهاكم الله عن الذين لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم) (الممتحنة: 8) وهذا يعني عدم إخراج غير المسلمين من ديارهم، كما يدل عليه النهي عن الاعتداء (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلوكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) (البقرة: 190) وعلى هذا فإن قتال المسلمين لإقرار حق الأمم في تقرير مصيرها في لغة عصرنا

 وبناءا على هذا  علاقة المسلمين بغيرهم هى:علاقة حرب في حالة الاعتداء على ديار المسلمين أو فتنة المسلمين عن دينهم أو دار حرب في اصطلاح الفقهاء.وعلاقة سلم مع الأمم مادامت لم تعتد على ديار المسلمين أو تفتنهم عم دينهم أو دار عهد في اصطلاح الفقهاء.

الاسلام والتقدم الحضاري

 ظهرالاسلام في منطقه تعيش في ظلام التخلف الحضارى  بكل اشكاله فانتقل بها في فتره وجيزه إلي نور التقدم الحضارى بكل اشكاله . فقد ساد التخلف الاجتماعى ممثلا في الواقع القبلى( بكل علاقاته الوثنيه( تعدد الالهه رمز لتعدد القبائل) والعرقيه والعصبيه) أو الشعوبى المنغلق على ذاته فارتقى بسكان المنطقه إلي أن يكونوا شعب في المدينه ليلتحم مع غيره من الشعوب ليكون فيما بعد امه لتكون نواه طور اجتماعى اوسع هو الانسانيه ليمهد بذلك للانفتاح والتفاعل الاجتماعى.

 كما ساد التخلف الفكرىممثلا في سياده انماط التفكيرالاسطورى في الشعوب والقبائل التي تسود المنطقة ثم جاء الإسلام فهدي الناس إلي أعمال العقل، وانشأ المسلمون نتيجة ذلك أنماط متعددة من التفكير العقلاني الذي لا تناقض الأيمان أو الوحي وان كانت تناقض بالتأكيد نمط التفكير الأسطوري.

كما ساد التخلف العلمى ممثلا في سياده انماط التفكير الخرافي القائم على تفسير الظواهر العينية (اي الوقائع المعينة بذاتها زمانا ومكانا) النوعيه(اي المتعلقة بنوع معين من انواع الوجود) في هذا المنطقة عندما كانت مجتمعاتها في الاطوارالقبلية والشعوبية .وعندما جاء الاسلام هدى الناس إلي اصول منهج البحث العلمى وترك لهم وضع فروعه واستعماله ولم يحتاج المسلمون إلي كثير من الوقت لاحتلال المراتب الاولى في كثير من العلوم كما ساد انتهاج الاسلوب العلمى في التفكير والحركة.

 ونتيجه لهذا كان التفاعل مع الاسهامات الفكريه والعلميه للمجتمعات الاخرى ويمكن أن نضرب مثلا بالفلسفه الاسلاميه التى جاءت كمحصله للحوار والتفاعل بين الفكر الاسلامى والفلسفه اليونانيه.

غير انه نسبة لظروف خارجية،( التهديد المغولي، الصليبي)و داخليه (الاستبداد، وصول عناصر لا تجيد اللغة العربية إلي السلطة ، ظهورالبدع… ) قفل باب الاجتهاد وساد التقليد، وعندها توقفت هذه المجتمعات عن التقدم    .

ثم أصطدمت هذه المجتمعات بشعوب اوربا التي حررتها الليبرالية فأنهزمت وهنا خضعت للأستعمار

وقد عمل الاستعمار علي نشر التغريب الذي يمكن تعريفه بأنه قدر من الشعور المستقر بالانتماء إلي الحضارة الغربية علي حساب الولاء الإسلامي وهكذا فإن الجمود( الذاتي)و الاستعمار (الموضوعي هنا حدث التخلف الحضارى بكل اشكاله  فظهر التخلف الاجتماعى اى التخلف كأمة أي حال هذا التخلف دون أن تبرز الأمة كطور ارتقت إليه القبائل والشعوب،يمكن من خلاله حل مشاكل الناس المتجدده.هنا يبدأ الناس في البحث عن حل مشاكلهم من خلال علاقات أخرى أضيق (العشائريه، القبلية، الشعوبيه، الطائفيه ) فظهرت العنصريه والطائفيه والقبليه…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *