بحث عن نشأة اناشيد الأطفال وتطورها في التاريخ doc

الإنسان ﻤﻴﺎل ﺒﻔﻁﺭﺘﻪ ﺇﻟﻰ الموسيقى، ﻓﻬﻭ ﻴﻐﻨﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﻴﻨﺸﺩ، ﻓﺎﻟﻐﻨـﺎﺀ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻋﻠﻰ أختﻼﻑ ﺃﺸﻜﺎﻟﻬﺎ ﻭﺃﺠﻨﺎﺴﻬﺎ ﺠﺯﺀ ﻻ ﻴﻨﻔﺼل ﻋﻥ ﺤﻴﺎﺘﻬﺎ، ﻓﻬـﻭ ﻴﻼﻤـﺱ
ﻭﺠﺩﺍﻥ الإنسان ، ﻭﻴﻐﺫﻱ ﺇﺤﺴﺎﺴﻪ ﻭﻴﻤﻸ ﻜﻴﺎﻨﻪ ﺒﺎﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﻻﻨﻔﻌـﺎل، ﻭﻤـﺎ ﻟﺠـﺄ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺇ ﻻﹼ ﻟﺤﺎﺠﺘﻪ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﻤﺸـﺎﻋﺭﻩ ﻭﺍﻨﻔﻌﺎﻻﺘـﻪ، ﻭﺘﺼـﺭﻴﻑ ﻁﺎﻗﺘـﻪ
ﺍﻟﻭﺠﺩﺍﻨﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺴﺭﻴﺔ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﻗﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻟﺤﺭﻜﺔ، ﻭﺸﺤﻥ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺒﺎﻟﻬﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ، ﺜـﻡ
ﺍﻟﺘﻭﺴل ﻟﺘﻨﻭﻴﻡ ﺍﻟﻁﻔل ﺃﻭ ﻟﺤﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻟﻤﻼﻋﺒﺘﻪ ﻭﺘﺩﻟﻴﻠﻪ
إن الأناشيد تﺴﺘﺨﺩﻡ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴـﺔ،
ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺘﻌﻤﻴﻕ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻭﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻭﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ الانشاد ﻟﻬـﻡ،
ﻓﺎﻟﺸﻌﺭ ﻟﻸﻁﻔﺎل ﻤﻬﻡ ﺠﺩﺍﹰ، ﻷﻨﻪ ﻴﻨﻤﻲ ﺨﺒﺭﺍﺘﻬﻡ ﻭﻴﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺘﺠـﺎﺭﺒﻬﻡ ﻭﻴﺭﺒـﻲ ﺃﺤﺎﺴﻴﺴـﻬﻡ
ﻭﺃﺫﻭﺍﻗﻬﻡ، ﻭﻴﻀﻔﻲ ﻜﺜﻴﺭﺍﹰ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﺭﺅﻯ ﺍﻟﻌﺫﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺼﻭﺭ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ، ﻭﻴﻨﺸﻁ
ﺨﻴﺎﻻﺘﻬﻡ ﻭﻴﺴﺎﻋﺩﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﺍﻟﺘﻌﻤﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﺒﻪ، ﻭﺍﻟﻨﺸﻴﺩ ﺠﺯﺀ ﻤـﻥ
ﺍﻟﺸﻌﺭ، ﻴﻀﻔﻲ ﺍﻟﻔﺭﺡ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺔ، ﻓﻬﻭ ﻟﺤﻥ ﺠﻤﻴل ﻴﻌﺸﻘﻪ ﺍﻷﻁﻔﺎل، ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻭﺴـﻴﻘﺎ ﻭﺍﻹﻴﻘـﺎﻉ
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل، ﻭﻫﻡ ﻴﺘﻘﺒﻠﻭﻨﻪ ﺒﺴﺭﻋﺔ ﻟﺒﺴﺎﻁﺘﻪ ﻭﺴﻬﻭﻟﺘﻪ، ﻷﻨﻬﻡ ﻴﻤﻴﻠـﻭﻥ ﻟﻤﻭﺴـﻴﻘﺎﻩ ﺒﻁﺒﻴﻌـﺘﻬﻡ
ﻭﻟﺩﻴﻬﻡ ﺍﺴﺘﻌﺩﺍﺩ ﻏﺭﻴﺯﻱ، ﻓﻬﻭ ﻴﻐﻨﻲ ﻤﺨﻴﻠﺔ ﺍﻟﻁﻔل ﻭﻴﺯﻭﺩﻩ ﺒﺎﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ، ﻭﻟﻘﺩ ﻋﺭﻓﻪ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻗﺩﻴﻤﺎﹰ، ﻭﺘـﺩﺍﻭﻟﻭﻩ ﻓـﻲ
ﺒﻴﻭﺘﻬﻡ ﻭﺃﻟﻌﺎﺒﻬﻡ ﻭﺃﻁﻔﺎﻟﻬﻡ، ﻭﺴﺎﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺒﻪ ﻨﻬﺠﺎ ﺼﺎﻟﺤﺎ ﻭ ﺴﻠﻴﻤﺎ ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل ﺘﺭﺒﻴـﺔ
ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ.
نشأة أناشيد الأطفال وتطورها في التاريخ :
عرفنا من خلال دراستنا مفهوم الشعر أن الغناء كان يشكل البداية لظهور الشعر عند كثير من الأمم التي عرفت الشعر , والبداية في كل شي هامة لذلك سنتعرف الآن إلى هذا الغناء أي إلى البداية التي شكلت نواه للشعر في العالم منذ القدم لنعرف نشأته وأسبابه والتطورات التي جرت علية حتى وصل إلى ما وصل علية في العصر الحاضر فالأناشيد للأطفال عند الأمم كانت عبارة عن التلفظ بكلمات موزونة وذلك بهدف مداعبة الطفل وتحريكه حتى ينام وعرف ذلك عند الأمم جيل بعد جيل حتى لم يعد بالمستطاع تمييز بدايته عند شعب محدد من الشعوب .

أسبابة ونشأته :

1-الميل الفطري عند الإنسان للأناشيد :
إن الإنسان كان يلجا إلى الأناشيد عن مشاعره وانفعالاته الوجدانية وللترفيه عن نفسه أو للقضاء على مشاعر التعب والإلقاء أو طلبا في تجديد الهمة والنشاط اثنا العمل
أناشيد الأطفال :
كان يعتبر وسيلة للام لتنويم طفلها أو لإرضائه ليكف عن البكاء أو لتحريكه وترقيصه بهدف تسليته أو بهدف تمرين جسمه أو تشجيعه على الإقبال على الطعام أو لتعليمه النطق أو لتحفيظه بعض الكلمات الموزونة لتعويده الحفظ وتعويد أذنه لسماع والاستمتاع بالكلام المنغم ويمكن اعتباره منصف على نوعين:
أ-الأناشيد الخاصة بتنويم الطفل :
وهي ما تعارف على تسميتها عند الشعوب بأناشيد المهد .
ب-الأناشيد الخاصة بملاعبة الطفل :
وهي ما تعارف على تسميتها بأناشيد الترقيص بهدف تحريك الطفل بحركات مختلفة لتمرين أعضاء جسمه وتدليكها وليستقيم نموه بشكل سليم وتمتاز أناشيد هذا النوعين بأنها أناشيد بسيطة قصيرة تعتمد على اللحن الخفيف وخصوصا ما اتصل منها بأناشيد المهد فهي عبارة عند تردد الألفاظ تسير على نغمه هادئة تصاحبها أحيانا حركات لبعض أطراف جسم الطفل مع هزات خفيفة تتناسب مع نغمات الموجودة بالأنشودة التي ترددها.
وهي في الغالب تعتمد التكرار في الصوت مع الاعتماد على النغم الرتيب وحركات بسيط فينام الطفل بالحنان والرقة ولاهتزاز جسمه بحركات توفر له الهدوء الانفعالي والنفسي ومن المقاطع التي كانت شائعة عند الأم الأمريكية في هذا المجال هي بعض الدندنة التي ترددها على طفلها وهو في السرير كي ينام.
وكما كان الحال عند الأم الأمريكية كان الحال عند الأم الانجليزية والبولندية والرومانية والفرنسية والايطالية وهي تكون عند معظم الشعوب متشابهة في معظم الأنغام والمعاني وان اختلفت في بعض التسميات ففي مصر تردد الأم لطفلها:
نينا نام نينا نام
وادبحلك جوز الحمام

وأما في تونس فتردد الأم هذه الكلمات:
نني نني جاك نعاس
امك فضاء وابوك نحاس
نني نني جاك النوم
أما الأم العراقية تردد:
دلل لول دل لول
يا ولد يا بني دلول
لول لول يا قمر هسا تعيش وتكبر
فواقع هذه الكلمات يشير بوضوح لوجود تشابه عند معظم الأمم في الموضوعات الأساسية لهذه الأناشيد مهما كان اللحن مختلف أو المسميات في بعض الكلمات ويمكن إجمالي هذه المعاني التي تدور حولها أناشيد الأمهات عند معظم الشعوب على النحو التالي:
أ- تقديم الرجاء للطفل حتى ينام نوما هادا .
وماذا ما نلاحظه على اللسنة الأمهات لأطفالهن في أمريكا وانكلترا وفرنسا وألمانيا وفي بعض بلدان أسياء .
ب- إعطاء الوعد للطفل بهدية أو مكافئة.
إن الهدية أو المكافئة التي يوعد بها الطفل تختلف من مكان إلى أخر بسبب العادات المتبعة وبحسب وضع الأسرة الاجتماعي والاقتصادي .
ت- بقصد قص حكايات على الطفل .
ث- إشعار الطفل بالخوف إذا لم ينام.
ج- بهدف إظهار التحبب للطفل وإظهار الإعجاب به.
في انجلترا:
تأرجح يا طفلي بمهدك الأخضر
إنا أباك نبيل وأمك نبيلة

وأما في البلاد العربية فتوجد بعض الأناشيد المتشابهة مع الاختلاف في التسميات وبعض الألفاظ:
دخلك دخلك بس مية نعنع بين الخس
يشما شم ويقول بس يبنت يانحدى
وجهك ابيض ومنقا ولبيحبك بيبوس راسك
ح- أناشيد بهدف التنبؤ بمستقبل حسن للطفل .
خ- بعض الأناشيد بهدف تعليم الطفل .
في بعض البلدان العربية تشيع الأنشودة مع تحريك الأصابع وكان كل إصبع تشكل شخصية منفصلة وتجري الأنشودة على شكل حوار بين الأصابع وبداء بالخنصر وتنتهي بالإبهام :
هذا اللي سرق البيضة
وهذا اللي سلقها بالماء
وهذا قشرها وهذا قسمها
وهذا قال يا بتطعموني
يا راح اقول دبي وارع النملة

تعريف الأناشيد :

المراد بالأناشيد تلك القطع الشعرية , التي يتحرى في تأليفها السهولة , وتنظم نظماً خاصاً , وتصلح للإلقاء الجماعي , وتستهدف غرضاً محدد بارزاً .
هي قطع أدبية جميلة يحبها الأطفال , ويتحمسون لألحانها وينشدونها في أوقات فراغهم , ولهوهم , ونشاطهم .
هو رفع الصوت بالشعر مع تحسين وترقيق الصوت .
أهمية الأناشيد :
تحقق الأناشيد كثيراً من الغايات التربوية والخلقية واللغوية :
1- فهي وسيلة مجدية في علاج التلاميذ الذين يغلب على طبيعتهم الخجل والتردد , ويتهييون النطق منفردين .
2- معالجة الطالب الخجول , إذا تتيح له الأناشيد فرصه النطق بصوت مرتفع مع زملائه , أو منفرداً .
3- والأناشيد من البواعث السرور للتلاميذ , وأثرها واضح في تجديد نشاطهم , وتبديد سأمهم لما فيها من تلحين عذب وتوقيع مطرب .
4- وأثرها أقوى في إغراء التلاميذ بالصفات النبيلة , والمثل العليا .
5- والأناشيد الملحنة نأخذ التلاميذ بتجويد النطق , وإخراج الحروف من مخرجها .
6- وفيها أثاره للتلاميذ , وتقوية لشخصيتهم وبعث لحماسهم .
7- إكساب الطلبة للمعارف والمفاهيم بصورة محببة .
8- وفيها زاد لغوي , يكسبه التلاميذ بصورة محببة شائقه .
9- والأناشيد من الوسائل الناجحة في التزويد باللغة السليمة , فتهذب لغتهم ويسموا أسلوبهم , ويزداد مألوفهم للفصحى .

دور الاناشيد في تربية الطفل :

إن لشعر الأطفال وخاصة الأناشيد دوراً بارزاً في التربية والتوجيه، فهو رافد من روافد الثقافة المهمة للطفل، يساعد في تأكيد القيم التي يجب أن يتحلى بها، كما يمده بخبرات جديدة ومتنوعة تجعله يشعر بلذة المشاركة في التجربة الإنسانية وجدانياً ونفسياً وعقلياً، فالطفل(1) بشكل خاص يرغب في سماع الإيقاع، ويسعد به، ومن أصدق الأدلة على ذلك أن الطفل الرضيع يشعر بالطمأنينة وينام، عندما تسمعه أمه نغماً تنشده بصوتها، وإيقاع يدها على سريره، وقد يكون قلقاً فيهدأ بكاؤه وينام عندما يستمع إلى ذلك النشيد أو النغم إن صح التعبير.
وبالنسبة للأطفال الأكبر نسبياً من بداية سن التمييز فصاعداً تلعب الأناشيد دوراً متميزاً في تربيتهم إسلامياً واجتماعياً، فتنمي عندهم حب النظام الذي يعتبر أحد الجوانب المهمة في التنشئة الاجتماعية، كما أنها تنمي الخلق الحسن لديهم من خلال تلقينهم القيم الجميلة وتكرار استماعهم لها، وهذا في مجمله يصقل أرواحهم وينمي فطرتهم التي فطرهم الله تعالى عليها، بالإضافة إلى النمو اللغوي الذي تقدمه لهم من خلال الكلمات والعبارات العربية الفصيحة التي تلتصق بأذهانهم، من خلال تكرارها بالقصائد والأناشيد، وبالتالي تستقيم ألسنتهم وتنمو مفرداتهم اللغوية وأساليبهم التعبيرية الجميلة.
كما أن بث القيم الإسلامية من خلال الأناشيد ينمي الطفل روحياً، ويبقي على فطرته نظيفة من أدران الدنيا وذلك عن طريق ربطه بالله تعالى والتفكير في قدرته، والأمثلة على ذلك متعددة نذكر منها على سبيل المثال(2):
إسلامنا دين حنيف=ظل على الدنيا وريف
يعطي الفقير حقوقه=يعطي الحماية للضعيف
إسلامنا دين جميل=سام قوي كالنخيل
ينأى عن الحقد الهزيل=يلقي الثمار على السبيل
إسلامنا – دستورنا=من قبلنا – من بعدنا
فيه السلام والرضا=فيه البشارة والسنا

_______________________________________________________________________________________________

حمل المرفق للحصول على البحث كاملاً!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *