حقوق الأخوة في الإسلام

تُعرف الأخوة في الإسلام بأنها رابطة قوية ومتينة وموثقة تربط بين شخصين أو مجموعة من الأشخاص، ويرتبط هؤلاء الأشخاص مع بعضهم البعض بسبب وجود أشياء وروابط مشتركة بينهم، مثل النسب أو الوطن أو الدين أو القبيلة، أي أنها تشبه الملازمة المداومة، والأخوة الإسلامية خصيصًا هي رباط وثيق ودائم يجتمع تحته المسلمين في كل مكان حول العالم مرتبطين بمجموعة من الحقوق والواجبات.

حقوق الأخوة في الإسلام

تتعدد حقوق الأخوة في الإسلام ومن بينها :

ـ النصحية، فهذا النوع من الأخوة شرطًا أساسيًا به النصيحة، والتي يجب أن تكون خالية من كافة أنواع الخداع والغل، ومن المهم أن تحتوي على بيان العيب المسبب للنصيحة، فمن المعروف أن المسلم هو مرآة أخاه المسلم، وتلك المرآة أي أنه يرى من خلالها عيوب بعضهم البعض لإصلاحها وتحسينها.

ـ محبة المسلم لأخيه المسلم، فالأخوة في الإسلام شرط فيها المحبة فأن يحب المسلم لأخيه المسلم ما يحبه لنفسه في الدنيا والآخرة، ويكره له ما يكره لنفسه، فعليه ألا يخدعه ولا يحسده في النعمة، ولا يحقد عليه في أي شيء، أي أنه شرط أساسيًا مناصرة المسلم لأخيه بلسانه وجوارحه، فعليه أن يدفع عنه الأذى والضرب والنميمة والغيبة، وأن يساعده في شدائده ومصائبه.

ـ جاءت حقوق المسلم على أخيه المسلم واضحة في الحديث الشريف عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم “حَقُّ المسلمِ على المسلمِ خمسٌ : ردُّ السلامِ، وعيادةُ المريضِ، واتباعُ الجنائزِ، وإجابةُ الدعوةِ، وتَشميتُ العاطسِ).

ما هي آداب الأخوة في الإسلام

من آداب الأخوة في الإسلام ما يلي :

ـ السلام، وهو ما يقصد به طلاقة الوجه أثناء السلام، لحديث رسول الله صلّ الله عليه وسلم ” لا تحقرَنَّ من المعروفِ شيئًا ، ولو أن تلقَى أخاك بوجهٍ طلِقٍ).

ـ الهدية، وذلك لأنها تزيد المحبة بين القلوب، ولها دور إيجابي في إزالة كافة الشوائب والعقبات، التي تولدها النفوس المريض.

ـ إخبار المسلم لأخيه المسلم بمحبته له في الله، فمثلًا عليه أن يقول له أنا أحبك في الله، ويرد عليه أخيه المسلم أحبك الذي أحببتي فيه.

ـ كثرة التزاور، فمن المهم أن تكون الزيارات بين المسلمين بين كل فترة والثانية، على أن تكون الفترة ليست بالقليلة وليست بالكثيرة جدًا، ذلك لأن قلة الزيارات تسبب الجفاء، وكثرة الزيارات تسبب السآمة.

الأخوة الحقيقية في الإسلام

تُبنى الأخوة الحقيقية على العقيدة السليمة، حيث أن كل مسلم مؤمن هو أخ لأخيه المسلم في إسلامه، مهما كان لونه أو جنسه أو بلده أو حسبه أو نسبه، وكل كافر مبتعد عن الإسلام فهو ليس منه وهناك العديد من الأمثلة على الأخوة في الإسلام ومن بينها :

ـ إبراهيم الخليل عليه السلام مع أبيه (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) (التوبة:114)، ذلك حيث أن سيدنا إبراهيم وعد أبيه بأن يستغفر له لكنه عندما علم أنه من أهل النار وأنه عدو لله عز وجل تبرأ منه.

ـ نوح عليه السلام مع ولده، ” وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (هود:46).

– لوط عليه السلام مع امرأته، (وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) (العنكبوت:33).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *